اللازم والمتعدي: تعريفهما وأنواعهما وكيفية تعدية الفعل اللازم

درسُنَا اليوم عن الفعل اللازم والفعل المتعدي، وهو مبحث صرفي مهم جداً من مباحث علم الصرف، سنتكلم فيه عن أقسام الفعل من حيث تعديه ولزومه، وسنتحدث عن أنواع الفعل اللازم وعن الأفعال اللازمة وعن كيفية تعدية الفعل اللازم.
أقسام الفعل تعدياً ولزوماً
الفعل ثلاثة أقسام:
١ –ما لا يوصف بتعدٍ ولا لزوم: وهو كان وأخواتها، مما لا يَرفع فاعلاً ولا ينصب مفعولاً به.
٢ –اللازم: وهو ما لا ينصب المفعول به؛ أي لا يتعدى أثرُه فاعلَه، ولا يتجاوزه إلى المفعول به، ويسمى أيضاً: الفعل القاصر، وغير الواقع، وغير المجاوز، نحو: جاء زيدٌ، وفاز المُجِدُّ، ونام الطفلُ.
٣ –المتعدي: وهو ما يتعدى أثره فاعله ويتجاوزه إلى المفعول به، نحو: فتحَ العربُ العالمَ بأخلاقهم قبل سيوفهم، ويسمى أيضاً الفعل الواقع أو الفعل المجاوز.
وعلامة الفعل المتعدي أن يقبل هاء الضمير التي تعود إلى المفعول به، فإذا تم معناه كان متعدياً وإلا فلا، نحو: شكرتُ الطالبَ وكافأته.
وقد تكون هذه الهاء مفعولاً فيه، نحو: الفرسخُ سِرْتُهُ، أو مفعولاً مطلقاً، نحو: تَظَرَّفَ تظرُّفاً لا يتظرفه أحد، فلا يكون الفعل في الحالتين متعدياً.
أنواع الفعل المتعدي
والمتعدي من الأفعال ثلاثة أقسام:
١ –المتعدي إلى مفعول واحد، وهو كثير، نحو: كتب، وأخذ، وأكرمَ.
٢ –المتعدي إلى مفعولين، وهو ضربان:
أ –ما ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأً وخبراً، نحو: أعطى، وسأل، ومنح، وكسا، وألبس، ومثالهم: كسوتكَ ثوباً وألبستكَ حليةً.
فالفعل كسوت متعد إلى مفعولين هما الضمير الكاف وثوباً.
والفعل ألبست، متعد إلى مفعولين هما الضمير الكاف وحلية.
ب –ما ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، نحو: ظنَّ، وخالَ.
ومثاله قول الشاعر:
حسبْتُ التُّقى والجودَ خيرَ تجارةٍ
فالتقى المفعول به الأول، وخير المفعول الثاني.
وقول الشاعر:
إخالُكَ إن لم تَغْمُضِ الطَّرفَ ذا هوى
فالكاف في إخالك هي المفعول الأول و(ذا) المفعول الثاني.
ج –المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، وهو: أرى، وأعلمَ وأنبأ، ونبَّأ، وأخبرَ، وخبَّر، وحدَّثَ.
ومثاله قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيهِمْ}.
فالهاء في يريهم مفعول به أول مقدم، أعمال: مفعول ثان، حسرات: مفعول ثالث.
مثال آخر قول الشاعر:
نُبِّئْتُ زُرْعةَ والسَّفاهةُ كاسمها * يُهدي إلي غرائبَ الأشعارِ
فالتاء في نبئت نائب فاعل وكانت مفعولاً أول، وزرعة المفعول الثاني، وجملة (يهدي) في محل نصب مفعول به ثالث.
الأفعال اللازمة
يكون الفعل لازماً في إحدى الحالات الآتية:
أ –إذا جاء على وزنٍ من الأوزان الآتية:
- فَعُلَ: شَرُفَ وحَسُنَ.
- انفعلَ: انطلقَ وانكسرَ.
- افْعَلَّ: اغبرَّ وافترَّ.
- افعللَّ: اطمأنَّ واقشعرَّ.
- افعنللَ: احرنجَمَ، وافرنقَعَ.
ب –إذا كان من أفعال السجايا والطبائع الثابتة اللازمة، نحو: جَبُنَ وشَجُعَ وقَبُحَ.
ج –إذا دل على بعض المعاني التي عددها علماء الصرف والنحو، وأبرزها:
- الهيئة، نحو: طَالَ وقَصُرَ.
- النظافة أو الدَّنس، نحو: طَهُرَ وقَذُرَ.
- اللون، نحو: احمرَّ، زَرِقَ.
- العيب أو الحلية، نحو: عَوِرَ ودَعِجَ.
- حالة طارئة، نحو: مَرِضَ، ونَشِطَ، وفَرِحَ، وشَبِعَ، وعَطِشَ.
د –إذا كان مطاوعاً لفعلٍ متعدٍّ إلى مفعول واحد، نحو: مددتُ الحبلَ فامتدَّ، فتحْتُ البابَ فانفتحَ.
كيفية تعدية الفعل اللازم
ينقلب اللازم متعدياً بإحدى الطرق الآتية:
أ –بنقله إلى باب (أَفْعَلَ) بزيادة همزة التعدية عليه، نحو: كَرُمَ زيدٌ وأكرمْتُ زيداً.
ب –بنقله إلى باب (فَعَّلَ) أي: بتضعيف عينه، نحو: عَظُمَ المناضلُ، وعَظَّمْتُ المناضلَ.
ج –بوساطة حرف الجر، نحو: ذَهَبَ أحمدُ وذَهَبْتُ بأحمدَ، وانطلقَ عمروٌ وانطلقْتُ بعمروٍ.
ويسمى هذا المجرور مفعولاً به غير صريح، وعلى هذا فالفعل إما أن يتعدى بنفسه إلى مفعول صريح، وإما أن يتعدى إلى مفعول غير صريح بحرف الجر.
د –إن دل على مفاعلة، نحو: جالَسَ زيدٌ العلماءَ، وقاضى الرجلُ خصمَهُ.
ملحوظتان:
١ -قد يستعمل الفعل الواحد مرة لازماً ومرة متعدياً، فالفعل (شَكَلَ يَشْكُلُ) إذا أريد به معنى (التبس) نحو: (شَكَلَ الأمر عليَّ) أي اختلط والتبس؛ فهو لازم، وإذا أردت ضبط الكلام بحركات الإعراب، نحو: (شَكَلْتُ النَّصَّ أشكُلُهُ) فهو متعدٍ.
٢ –من الأفعال ما يختلف معناه بحسب حرف الجر الذي يتعدى بواسطته، نحو: (رَغِبَ فيه) أي أحبه ومال إليه، و(رغب عنه) أي تركه، و(رغب إليه) أي طلب وسأل وابتهل إليه.