اختيار المديرالنحو

مواضع كسر همزة إن وفتحها، وجواز الكسر والفتح

في عالم اللغة العربية العريق، تكمن التفاصيل الصغيرة في إحداث الفارق الكبير. إحدى هذه التفاصيل هي همزة (إنَّ) التي تتأرجح بين الكسر والفتح، فتضيف إلى الجمل نغمة إيقاعية تعبر عن المعنى بدقة وإتقان. تلك الهمزة التي قد تبدو لنا في ظاهرها بسيطة، تحمل في طياتها عُمقاً من القواعد النحوية والأسرار اللغوية التي تستحق أن تُستكشَف.

هذا المقال يأخذكم في رحلة لاستكشاف المواضع التي يجب فيها كسر همزة (إنَّ) والمواضع التي يجب فيها فتحها، بالإضافة إلى الحالات التي يمكن فيها الاختيار بين الكسر والفتح. سنستعرض أهم الأمثلة والشواهد القرآنية والشعرية التي تُبرز هذه القاعدة اللغوية وتُظهر جمال اللغة العربية في أبسط تفاصيلها.

هل أنتم مستعدون للتعمق في غمار اللغة واستكشاف أسرار همزة (إنَّ)؟ دعونا ننطلق في هذه الرحلة اللغوية الساحرة!

قاعدة عامة

١ -يجب كسر همزة (إنَّ) إذا كانت هي وما بعدها واقعة موقع الجملة لا المفرد.

٢ -يجب فتح همزة (أنَّ) إذا كانت هي وما بعدها واقعة موقع المفرد لا الجملة.

٣ -يجوز كسر همزة (إنّ) وفتحها إذا جاز أن تقع هي وما بعدها موقع الجملة أو المفرد.

وهذه النقاط الثلاث هي القاعدة العامة.

تقول: إنَّ النَّصرَ حليفنا، فـ (إنَّ) وقعت في صدر الكلام، وهذا موقع الجملة، ولا يسد المصدر مسدَّ (إنَّ) مع معموليها، ولهذا وجب كسر همزة (إنَّ).

وتقول: يسرُّني أنَّك ناجح، فـ (أنَّ) وما بعدها في محل رفع فاعل، ولهذا وجب فتح همزة (أنَّ).

وتقول: يسرني أنك ناجح، فـ (أنَّ) وما بعدها في محل رفع فاعل، ولهذا وجب فتح همزة (أنَّ).

وتقول: خرجت فإذا إن أخاك بالباب واقفٌ، يجوز كسر همزة (إنّ) وفتحها؛ لأنه يصحُّ أن يأتي بعد (إذا) الفجائية الجملة والمفرد.

مواضع كسر همزة (إنَّ)

١ -إذا جاءت في بداية الكلام ابتداءً أو استئنافاً، من ذلك تأتي بعد حرف تنبيه أو استفتاح، أو جواب، أو ردعٍ أو بعد (حتى) الابتدائية، أو بعد حرف استئناف. قال تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَومِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيهِمْ} كُسِرت همزة (إنَّ)؛ لأنها جاءت في بداية الكلام.

وقال الحطيئة:

دَعِ الْمَكَارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا * وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي

كُسرت همزة إنَّ؛ لأنها جاءت بعد حرف الاستئناف (الفاء).

وقال تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ}، جاءت إنَّ بعد حرف الاستفتاح (الفاء).

وقال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}، جاءت إنَّ بعد حرف الردع (كلا) وتقول: (تكاثرت الغيوم حتى إنَّني لا أبصرُ شيئاً)، جاءت إنَّ بعد حرف الغاية والابتداء (حتَّى).

٢ -أن تقع في صدر جملة صلة الموصول الاسمي، تقول: (أيَّدْتُ الَّذي إنَّه على حقٍّ).

وقال تعالى: {وَآتَينَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}.

ففي الآية (ما) اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب مفعول به، وجملة الصلة هي (إنَّ كنوزه لتنوء…)، ولذلك كُسرت همزة (إنَّ)؛ لأنها واقعةٌ صدرَ جملةِ صلةِ الموصول.

٣ -أن تقع بعد القول: قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}. كُسِرت همزة (إنَّ)؛ لأنها جاءت صدراً للجملة المحكية بالقول.

اقرأ أيضاً:  المفعول به: تعريفه وأنواعه وحذفه ورتبته وحالات تقديمه وتأخيره

ملحوظة: من الأخطاء الشائعة فتح همزة (إنَّ) بعد القول، فيجب أن ينتبه الطالب في كتابته وكلامه، وعليه أن يكسر همزة (إنَّ) بعد فعل القول إذا كان الكلام محكياً.

٤ -أن تقع صدر جملة جواب القسم، تقول: (واللهِ إنَّ المنافقينَ كاذبونَ)

٥ -أن تقع صدر جملة حالية، قال تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ}.

وقال كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

مَا أَعْطَيَانِي وَلَا سَأَلْتُهُمَا * إِلَّا وَإِنِّي لحَاجِزي كَرَمي

فقد وقعت (إنَّ) بعد واو الحال، فجملة (إني لحاجزي كرمي) في محل نصب حال.

٦ -أن تقع صدر جملة الصفة، تقول: (لقيتُ رجلاً إنَّه كريم)، فجملة (إنه كريم) في محل نصب صفة للمفعول به (رجلاً)، ولا يجوز فتحها؛ لأنها إذا فُتِحَت وَقعت هي وما بعدها موقع المصدر، والمصدر المؤول لا يكون صفة.

٧ -أن تدخل لام التوكيد (اللام المزحلقة) على خبرها: قال تعالى: {وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} فلولا لام التوكيد (اللام المزحلقة) التي دخلت على الخبر لوجب فتح همزة (أنَّ)؛ لأنها هي وما بعدها وقعت موقع المفرد، لكن اللام المزحلقة التي لا تدخل على خبر (أن) المفتوحة الهمزة، بل تدخل على خبر (إنَّ) المكسورة الهمزة هي التي جعلت (إنَّ) مكسورة.

٨ -أن تقع (إنَّ) وما بعدها خبر لاسم ذات، تقول: (محمَّدٌ إنَّهُ كريمٌ) وسبب الكسر ألا يقع المصدر خبراً لاسم الذات، فلو فتحت همزة (أن) لكانت هي وما بعدها في تأويل مصدر، والمصدر لا يكون خبراً لاسم ذات على الحقيقة.

مواضع فتح همزة (أنَّ)

تُفْتَحُ همزة (أنَّ) إذا أمكن تأويلها مع ما بعدها بالمصدر الواقع موقع الاسم المرفوع أو المنصوب أو المجرور، أو إذا كان المصدر المؤول تابعاً لاسم مرفوع أو منصوب أو مجرور.

١ -الاسم المرفوع: يكون الاسم مرفوعاً إذا كان فاعلاً، أو نائب فاعل، أو مبتدأ أو خبراً.

  • الفاعل، تقول: (يَسُرُّنِي أَنَّ الشَّمسَ ساطعةٌ، ويُعْجِبُنِي أَنَّكَ مُسْتَعِدٌّ، وَيَزِيدُ فَرَحِي أَنَّكَ مُتَفَوِّقٌ). فـ (أنَّ) وما بعدها في الأمثلة السابقة مؤولة بمصادر هي سطوع الشمس، استعدادك، تفوقك. وكل من هذه المصادر فاعل للفعل الذي قبله. قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيكَ الْكِتَابَ}. والتقدير: أولم يكفهم إنزالنا الكتاب.
  • نائب الفاعل، قال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}، والتقدير: أوحي إليَّ استماعُ نفر من الجن، فالمصدر المؤول في محل رفع نائب فاعل.
  • المبتدأ، تقول: مما يجعلنا فخورين أنَّ النَّبيَّ محمَّدٌ عربيٌّ، فـ (أنَّ) وما بعدها في تأويل مصدر، هذا المصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجار والمجرور (ممَّا) متعلقان بالخبر المقدم المحذوف.

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً}، والتقدير: ومن آياته رؤيتُك الأرض. وقال تعالى: {فَلَولَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَومِ يُبْعَثُونَ}، فالمصدر المؤول (كونه) في محل رفع، مبتدأ، وخبره محذوف؛ لأن الخبر يُحذف بعد (لولا) إذا كان كوناً عاماً.

قال الشاعر:

أَحَقّاً أَنَّ جِيْرَتَنَا اسْتَقَلُّوا * فَنِيَّتُنَا وَنِيَّتُهُمْ فَرِيقُ

اقرأ أيضاً:  علامات الإعراب الأصلية وعلامات الإعراب الفرعية

والتقدير: أحقاً استقلالُ جيرتنا. فالمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ، و(حقاً) ظرف زمان متعلق بخبر مقدم محذوف.

  • الخبر: إذا كان المبتدأ اسم معنى؛ فإن همزة (أنَّ) تُفتح؛ لأنَّ المصدر يُخبَر به عن اسم المعنى، تقول: (تقديري أنَّ الأمورَ جيدةٌ، واعتقادي أنَّ النَّصرَ قريبٌ)، فالمصدر المؤول في محل رفع خبر؛ لأن المبتدأ اسم معنى.

٢ -الاسم المنصوب: تُفتح همزة (أنَّ) إذا وقع المصدر موقع الاسم المنصوب وهو هنا المفعول به، وخبر الفعل الناقص، والمستثنى.

  • المفعول به، تقول: (أُقِدِّرَ أنَّ الوحدةَ العربيَّةَ آتيةٌ، وأعرفُ أنَّ العدوَّ مهزومٌ، وأعتقدُ أنَّ الثُّوَّارَ منتصرونَ). فالمصادر المؤولة من (أنَّ) وما بعدها في محل نصب؛ لأنَّ كل مصدر قد وقع موقع المفعول به للفعل الذي قبله.

قال تعالى: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيرَ ذَاتِ الشَّوكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}، فالمصدر المؤول في محل نصب، مفعول به للفعل تودُّون، ولذلك فُتحت همزة (أنَّ).

وكثيراً ما تقع (أنَّ) وما بعدها سادَّةً مسدَّ مفعولي أفعال الشكِّ واليقين. تقول: ما كنت أدري أنَّ النَّجاحَ يسير والعملَ، وتقول: رأيتُ أنَّ الوطنَ يحميهِ رجالٌ أشدَّاءُ.

  • خبر الفعل الناقص: إذا كان الفعل الناقص هو (كان) أو إحدى أخواتها وجب أن يكون الاسمُ اسمَ معنى حتى يكون المصدر المؤول خبراً لاسم معنى. أما إذا كان الفعل الناقص من أخوات (كاد) فلا يشترط ذلك، تقول: كادَ اعتقادي أنَّكَ مظلومٌ، وكانَ يقيني أنَّكَ منتصرٌ.
  • المستثنى، تقول: (تعجبُنِي تَصَرُّفَاتُكَ إلَّا أَنَّكَ مَلُولٌ)، فالمصدر المؤول في محل نصب، مستثنى.

٣ -الاسم المجرور: يكون الاسم مجروراً إذا جُرَّ بحرف الجر أو بالإضافة.

  • المجرور بحرف الجر، تقول: (أَكْرَمْتُهُ لِأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ، وَعَجِبْتُ مِنْ أَنَّكَ مُقَصِّرٌ). وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ}، فقد فُتحت همزة (أنَّ)؛ لأن هي وما بعدها في تأويل مصدر، هذا المصدر في محل جر بحرف الجر.
  • المجرور بالإضافة: قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَحَقٌ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}، والتقدير: مثل نطقكم، وما زائدة. فالمصدر المؤول في محل جر، مضاف إليه.

وقال الشاعر:

وَلَا عَيْبَ فِيهِمْ غَيرَ أَنَّ سُيُوفَهُمْ * بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الْكَتَائِبِ

فـ (أنَّ) وما بعدها في تأويل مصدر، هذا المصدر في محل جر، مضاف إليه، والمضاف هو كلمة (غير).

٤ -المصدر التابع، تقول: (يعجبني أخوك أنَّهُ منتصرٌ للحقِّ)، والتقدير يعجبني أخوك انتصاره للحق. فالمصدر المؤول بدل اشتمال من الفاعل (أخوك) فهو في محل رفع.

وتقول: (أعجبتني آراؤُكَ، وأنَّكَ تعملُ لتحقيقها)، فالمصدر المؤول في محل رفع، لأنه معطوف على الفاعل (آراؤك).

وقال تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَينِ أَنَّهَا لَكُمْ}، فالمصدر المؤول في محل نصب؛ لأنه بدل اشتمال من المفعول به (إحدى).

وقال تعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}، فالمصدر المؤول في محل جر؛ لأنه معطوف على اسم مجرور.

جواز كسر وفتح همزة إن

يجوز كسر همزة (إنَّ) وفتحها إذا جاز أن تقع هي وما بعدها موقع المفرد أو الجملة، والكسر أولى وأفضل؛ لأنه لا يُلْجِئُ إلى تأويل ولا إلى تقدير.

اقرأ أيضاً:  نائب المفعول المطلق: تعريفه وما ينوب عن المصدر

١ -بعد (إذا) الفجائية، تقول: (مَرَرْتُ فإذا إنَّ أخاكَ واقفٌ)، فهنا جاز الفتح؛ لأنه يجوز أن يقع المفرد بعد (إذا) الفجائية، وهذا المفرد مبتدأ، وخبره محذوف إذا كان يدل على كون عام، وإذا كسرنا الهمزة فإن (إنَّ) واسمها وخبرها جملة لا محل لها من الاعراب؛ لأنها استئنافية.

قال الشاعر:

وَكُنْتُ أَرَى زَيداً كَمَا قِيلَ سَيِّداً * إِذَا إِنَّهُ عَبْدُ الْقَفَا وَاللَّهَازِمِ

روي البيت بفتح همزة (إنَّ) وكسرها، فإذا كانت مفتوحة فإن التقدير: فإذا العبودية ظاهرة، وإذا كسرنا همزة (إن) فالجملة استئنافية ولا نحتاج إلى تأويل ولا تقدير.

٢ -أن تقع بعد الفاء الرابطة لجواب الشرط، قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا}، فقد قرئت (فإنَّ) بالوجهين بكسر همزة (إنَّ) وفتحها. فالفتح على تأويل (أنَّ) وما بعدها بمصدر، هذا المصدر في محل رفع، مبتدأ، وخبره محذوف، والجملة في محل جزم، جواب الشرط، ويكون التقدير: فكون نار جهنم حق أو ثابت حاصل. أما الكسر فلا يجعلنا في حاجة إلى تأويل وتقدير.

ومثل ذلك قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

٣ -أن تفيد هي وما بعدها التعليل لكلام سابق، نحو: (أَكْرِمْهُ إِنَّهُ مُسْتَحِقٌ، وَكَافِئْهُ إِنَّهُ مِنَ الْمُجِدِّينَ)، فالفتح على تقدير حرف جر محذوف، هو لام التعليل، والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر المحذوف، والتقدير: أكرمه لاستحقاقه، وكافئه لجِدِّه. أما كسر همزة إنَّ يجعل الجملة الثانية استئنافية.

ومن معاني الاستئناف الدلالة على التعليل، قال تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} قُرِئَتْ بالفتح والكسر.

٤ -بعد (حيث) و(إذْ) الظرفيتين: يرى أغلب النحويين أنه لا يجوز إلَّا كسر همزة (إنَّ) بعد هاتين الكلمتين، وأنَّ الفتح غير جائز؛ لأن هاتين الكلمتين تضافان إلى الجملة. وترى طائفة قليلة جواز الفتح والكسر. تقول: (قِفْ حَيثُ إِنَّ أَخَاكَ وَاقِفٌ، وَسَافَرْتُ إِذْ إِنَّ أَبِيَ اسْتَدْعَانِي).

وقد قلنا إن كسر همزة (إنَّ) في كل ما مرّ أحسن من فتحها، وهو في القسم الأخير بعد (حيث) و (إذ) أشدُّ حسناً.

خاتمة

إنَّ رحلتنا عبر قواعد كسر وفتح همزة (إنَّ) ليست مجرد درس نحوي، بل هي نافذة تُطل بنا على عظمة اللغة العربية وجمالها. تلك اللغة التي تحمل في طياتها تراثاً ثرياً من الفصاحة والبلاغة، والتي تجعل من كل همزةٍ، وحرفٍ، وكلمةٍ جزءاً من لوحة فنية متكاملة تنبض بالحياة والمعنى.

من خلال هذا الاستعراض، نأمل أن نكون قد أضأنا بعض الزوايا الخفية لهذه القاعدة، وجعلناها أقرب إلى الأذهان، وأكثر سهولةً في التطبيق. فبفهمنا لهذه التفاصيل الدقيقة، نخطو خطوة نحو إتقان لغة الضاد، ونقترب من روح البلاغة التي أبهرت الأجيال على مر العصور.

دعونا نختتم بالتأكيد على أهمية الاهتمام بهذه التفاصيل اللغوية التي تعكس قدرتنا على التعبير بدقة وإتقان، وتجعل من لغتنا العربية رمزاً للأصالة والجمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى