المعجم

لماذا سمي شوال بهذا الاسم؟

يقال في شعبان المكرّمُ لتكرمته وعلوّ قدره، وفي شوّال المباركُ للفرق بينه وبين شعبان خشية الالتباس في الكتابة.

وهو أول أشهر الحج، قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}.

قال الفراء: ومعناه: وقت الحج هذه الأشهر، والأشهر المعلومات شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة.

و (أشَلنا) دخلنا في شَوَّال.

وقد تدخله الألف واللام، قاله ابن فارس والفيومي.

ما معنى شوال؟

١ -سمي (شوالاً) لشَولَان النُّوق فيه بأذنابها إذا حملت، أي لرفعها أذنابها عند اللِّقاحِ.

قاله قُطْرُب والفراء وابن الأنباري والنحاس والمرزوقي.

وشالتِ الناقةُ بذنبها: رفعته، وكل شيء مرتفع فهو شائل. وشال الميزانُ: ارتفعت إحدى كفَّتيه، والعقربُ شائلةٌ بذنبها.

وكانت الجاهلية تكره التزويج فيه لما فيه من معنى الإشالة والرفع إلى أن جاء الإسلام بهدم ذلك.

قلت: والمعنى أن الإبل كان يرتفع ضربها أي تمتنع عن النكاح، فلذلك كان العرب في الجاهلية يتشاءمون من هذا.

وضرب الفحل الناقة ضراباً وضرباً: نَزَا عليها أي نكح.

٢ -وقال بعضهم: إنما سمي (شوالاً) لأن الألبان تَشُول فيه، أي تَقِل.

أورده الفراء والمرزوقي.

سُمِّي بتَشْوِيل لَبَنِ الإِبل وَهُوَ تَوَلِّيه وإِدْبارُه، وَكَذَلِكَ حَالُ الإِبل فِي اشْتِدَادِ الْحَرِّ وَانْقِطَاعِ الرُّطْب.

قاله ابن سيده وابن منظور.

يقال: شال اللبنُ يشُول شَوْلاً وشُؤولاً، إذا قلّ.

والشَّول من النوق: التي نقصت ألبانها، أو جفّت والشُوَّل من النُّوق: اللَّواقح، الواحدةُ: شائل.

قال البعلي: فالكلمتان مقبولتان؛ لأن ارتفاع الضرب أو الضراب، وارتفاع الضرع كانا يترافقان في شوال حال تسمية الشهور ولا جناح عليك أن تذكر أيهما شئت.

٣ -قال البيروني: لارتفاع الحر وإدباره.

مثنى شوال وجمعه

وشوال: يجمع: شوَّالات، وشَواويل، وشَواوِل.

قاله قُطْرُب والفراء والجوهري والقلقشندي.

{شَوَاوِيلُ، على الْقِيَاسِ،} وشَوَاوِلُ، على طَرْحِ الزَّائِدِ، وشَوَّالاَتٌ.

بينما قال ابن سيده: شَوَائِيلُ على القياسِ وشوائِل على طَرْحِ الزّائِدِ وشَوَّالاتٌ.

أسماء شوال القديمة

وَعِلٌ

وشَوَّالٌ: وَعِلٌ. قاله المُفَضَّل الضَّبِّي وقطرب وكراع وابن دريد والأزهري.

وَقيل وعل: شعْبَان. وقيل: ((عاذل)) اسم شهر شوال، أمّا شعبان فاسمه وَعِل، أي: أنّهم عكسوا، وأكثرهم على أن عاذلاً هو شعبان ووَعِلاً شوال.

ويقولون في شوّال: وعل أخذا من قولهم: وعل إلى كذا إذا لجأ إليه لأنهم يهربون فيه من الغارات لأن بعده الأشهر الحرم فيلجأون فيه إلى أمكنة يتحصّنون فيها.

ففي هذا الشهر يجدون فيه في طلب الكسب والغارات، فكل قوم يفزعون من العذاب يلتجئون إلى مكة يتحصنون فيها.

وسُمِّيَ شوَال وَعِلاً لأن الغارة كانت تكثر فيه فيلتجئ كلُّ قوم إلى ما يُتَحَصّنُ به، والتَوَعّل: التَّوقّل وهو العلو والاحتراز، ومنه اشتقّ الوعل والمستوعل من الحمير المتحرزة.

والوَعْل: الملجأ. يقال: لا وعل عنه: أي لابد.

الجمع: أوعال ووِعلان. وفي الكثرة وعول.

عَاذِلٌ: ومن العرب من يسمي (شوالاً) عاذلاً، أورده ابن السائب الكلبي والفراء وابن الأعرابي.

قال تأبط شراً:

شعب الوصل عاذلي بعد حجري … حبّذا عاذل أتى خير شهر

وقال:

أبونا الذي أنسى الشّهور لعزّه … فعاذل فينا عدل وعلان فاعلم

هذا البيت شاهد لشعبان وشوّال جميعاً.

وقال زيد الخيل في وعل:

هيهات هيهات برّيات الكلل … قد كان أدنى متوعد منك وعل

قد مرّ شهران ولم يأت الرّسل وكأنّه سمّي بذلك لأنّه كان يعذلهم على الإقامة، وقد حلّت الحرب والغارات.

قلت: ومعنى يعذلهم أي: يغيرون مكان إقامتهم.

والتثنية: عاذلان. والجمع: عَواذل.

أسماء شوال غير المشهورة

جَيْفَلٌ: قال الدّريدي: والمشهور أسماء غيرها بلغة العرب العاربة، وهم كانوا يسمّون (شوالاً) جيفلاً.

قال ابن سيده: جَيْفَل: من أَسمَاء ذِي الْقعدَة، أَرَاهَا عَادِية.

واغِلٌ: قال البيروني: ويوجد للشهور العربية أسامٍ أخر قد كان أوائلهم يدعونها بها وهي هذه: واغِلٌ.

ومعنى واغل: أي الداخل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أن يدعى إليه أو ينفق معهم مثل ما أنفقوا، قاله كُرَاع.

وَغْلٌ: قال البيروني: وأحسن من النظم الذي ذكرنا نظم الصاحب إسماعيل بن عباد لها وهي هذه:

أردتَّ شهورَ العرب في الجاهلية … فخذها على سردِ المحرم تشتركْ

فمؤتَمِرٌ يأتي ومن بعدُ ناجِرٌ … وخَوَّانُ مع صُوَانَ يجمعُ في شَرَكْ

حنينٌ وزَبَّا والأصمُّ وعادلٌ … ونافِقٌ مع وَغْلٍ ورَنَّةُ مع بُرَكْ

عادِلٌ: وقد توجد هذه الأسماء مخالفة لما أوردناه ومختلفة الترتيب كما نظمها أحد الشعراء في شعره:

بمؤتمر وناجرة بدأنا …. وبالخَوُّانِ يتبعه الصُّوانُ

وبالزَّبَّاء بائدةٌ تليه … يعودُ أصمٌّ صُمَّ به الشَّنانُ

وواغلةٌ وناظلة جميعاً … وعادِلةٌ فَهُمْ غُرَرٌ حِسانُ

وَرَنَّةُ بعدها بَرَكٌ فَتَمَّتْ … شهور الحَوْلِ بعقدها البَنانُ

قال البيروني: وأما العادلُ فهو من العدل لأنه من أشهر الحج وكانوا يشتغلون فيه عن الناظل.

دَابِرٌ: وذكر أبو بكر محمد بن دريد الأزدي في كتاب الوشاح أن ثمود كانوا يسمون الشهور بأسماء أخر وهي هذه: مُوجِبٌ وهو المحرم، مُوجز، مُورد، مُلْزِم، مُصْدِرٌ، هَوْبَرٌ، هَوْبَلٌ، مَوْهَاء، دَيْمَر، دَابِر، حَيْفَل، مُسْبِل.

قال وإنهم كانوا بيتدئون بها من ديمر وهو شهر رمضان.

برك: أورده المسعودي.

معتدل: أورده المرزوقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى