معنى اسم رهام وأصله في اللغة والشعر العربي

يُعد اسم رهام من الأسماء المؤنثة الشائعة في العصر الحديث، وهو اسم يحمل دلالات جمالية فريدة ترتبط بالطبيعة والخير. تستعرض هذه المقالة بالتفصيل معنى اسم رهام وأصوله اللغوية الدقيقة، مع التمييز بينه وبين الأخطاء الشائعة في كتابته، وتوثيق فصاحته وأصالته من خلال استعراض شواهد من عيون الشعر العربي التي ورد فيها.
الأصل اللغوي ودلالات معنى اسم رهام
لفهم معنى اسم رهام بشكل علمي ودقيق، لا بد من الرجوع إلى الأصل اللغوي لكلمة (الرِّهام) في المعاجم العربية المعتبرة. تُعرّف الكلمة في أصلها على أنها صيغة جمع، مفردها (رِهْمَة)، وتشير إلى دلالات محددة تتعلق بالمطر، يمكن تفصيلها في النقاط التالية:
- الرِّهام: هي الأمطار التي تتصف بأنها ضعيفة ودائمة وذات قطر صغير، أو هي الدفعات اللينة المتتابعة من المطر.
- الرِّهْمَة: هي مفرد الرِّهام، وقد قال أبو زيد إن الرِّهْمَة أشد وقعاً من الدِّيمة، ولكنها أسرع ذهاباً منها.
كما يُستخدم الجذر اللغوي في صيغ فعلية مثل: أَرْهَمَتِ السَّحَابَةُ، أي أَتَتْ بالرِّهامِ، وأَرْهَمَتِ السَّماءُ إِرْهاماً، أي أمطرَتْ. ومن الاشتقاقات الدالة على الليونة والرقة المرتبطة بالمعنى، تأتي كلمة المَرْهَم، وهو الطلاء الذي يُوضع على الجرح، ويُعد من ألين أنواع الأدوية، مما يؤكد ارتباط الجذر بمعنى اللطف واللين الذي يحمله معنى اسم رهام. وقد ورد ذكر الكلمة في الحديث الذي يُصنف بالضعيف، حيث وفد قوم على النبي صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال خطيبهم واصفاً جدب بلادهم: «كُنَّا نَسْتَجِيلُ الْجَهَامَ، ونَسْتَخِيلُ الرِّهَامَ». ويُفسّر هذا القول على النحو الآتي:
- نستجيلُ الجهامَ: أي نجد السحاب الذي قد أراق ماءه جائلاً في الأفق.
- نستخيلُ الرِّهامَ: أي نترقب الأمطار، والمفرد منها هو الرِّهمة، والفعل نستخيلُ مأخوذ من قول: سحابةٌ مخيلةٌ.
التفريق بين رهام وريهام في ضوء معنى اسم رهام
من النقاط الجوهرية عند بحث معنى اسم رهام هو التفريق بينه وبين كتابته الخاطئة الشائعة (ريهام)، والتي يقع فيها الكثيرون. لا يوجد في اللغة العربية الفصحى أو معاجمها الموثوقة أي أصل أو معنى لكلمة (ريهام)، وإنما هي تحريف لفظي وكتابي لاسم (رهام) الصحيح. يعود سبب هذا الخطأ المنتشر إلى إطالة النطق الصوتي للاسم في بعض اللهجات العامية، مما يدفع البعض إلى إضافة حرف الياء كتابةً ليعكس هذا النطق، وهو إجراء لا يستند إلى أي قاعدة لغوية صحيحة ويُعد خطأً كبيراً. بناءً على ذلك، فإن البحث عن معنى لاسم (ريهام) هو بحث عن لفظ لا وجود له في أصول اللغة العربية، والصواب هو التركيز على معنى اسم رهام بشكله الأصيل والموثق في المعاجم والشعر العربي القديم.
شواهد فصاحة معنى اسم رهام في الشعر العربي
تتأكد أصالة وعمق معنى اسم رهام من خلال استخدامه الواسع في عيون الشعر العربي الفصيح، حيث وظفه الشعراء الكبار للدلالة على المطر الخفيف والخير والبركة، مما يضفي على الاسم بعداً أدبياً وتاريخياً رفيعاً. وفيما يلي مجموعة من الأبيات التي توثق هذا الاستخدام:
بأَوْدِيَةِ النَّشّاشِ حَيْثُ تَتَابَعَتْ *** رِهَامُ الحَيَا واعْتَمّ بالزَّهَرِ البَقْلُ
قال قَيسِ بن الصَّرَّاع العِجْلِيّ:
سَقَى جَدَثاً بالأَجْزَلِ الفَردِ بالنَّقا *** رِهامُ الغَوادِي مُزْنَةً فاسْتَهَلَّتِ
وسيقت إلى دار الخمول حمولة *** يحن إليها والدموع رهام
سقى الله أرضا حلها قبر مالك *** رهام الغوادي المزجيات فأمرعا
قال أبو هلال العسكري:
أَنْعِمْ صَبَاحًا بِالثَّنَاءِ مُحَبّرًا *** كَالرَّوْضِ نَمْنَمَهُ بُكُوْرُ رِهَامِ
قال أبو محمَّدٍ جَعفر بن محمَّد بن وَرقَاءَ:
جَادَ ربعًا حلَلتَهُ يَا هُمَامُ *** مِن ندَى كَفِّكَ الغَزير رِهَامُ
قال يزيد بن مخش:
يا جانب الأهواز جادك وابلٌ *** وسقاك من ديم الربيع رهام
قال لبيد بن ربيعة:
وأصبحَ راسِياً بِرُضامِ دَهْرٍ *** وسالَ بِهِ الخَمائِلُ فِي الرِّهامِ
وقال لبيد بن ربيعة:
رُزِقَتْ مرَابيعَ النّجومِ وَصَابَهَا *** وَدْقُ الرّواعِدِ جَوْدُهَا فَرِهامُها
قال ذو الرمة:
تَوَضَّحْنَ فِي قَرْنِ الغَزَالَةِ بَعْدَمَا *** تَرِشَّفْنَ دِرَّاتِ الرِّهَامِ الرَّكَائِكِ
قال محمد بن عبد الله السلاماني:
فَجِثن هُدُوَّاً والثِّيَابُ كأَنَّهَا *** مِنَ الطَّلِّ بَلَّتْها الرِّهَامُ النَّوَاشِعُ
قال أبو حية النميري:
أتتْ مُتطَلِّقاً كِلتا يدَيهِ *** ربيعٌ مُمْرِعٌ غَدِقُ الرِّهامِ
ضنَّت بشيئين ببينٍ شجى *** وهامل سحّ كسحِّ الرّهام
قال جرير:
فأمّا يومَ آتِيَها فإنّي *** كأنَّ الـمُزْنَ تُمْطِرُني رِهَامَا
قال أبو دؤاد الإيادي:
وسماح لدى السنين إذا ما *** قحط القطر، واستقل الرهام