النحو

نائب المفعول المطلق: تعريفه وما ينوب عن المصدر

في هذه المقالة سوف نتعلم درساً جديداً من دروس قواعد النحو، وهو النائب عن المفعول المطلق، سنرى ما هي الألفاظ التي تنوب عن المفعول المطلق وكيف يصبح لفظها.

لما كانت المصادر تُنْصَب على المفعولية المطلقة؛ فإن الألفاظ الدالة على معانيها تنصب كذلك على أنها نائبة المفعول المطلق.

ملحوظة: كان النحويون يسمون المفعول المطلق (المصدر)، ونائب المفعول المطلق (نائب عن المصدر)، وفي كلا التسميتين خير.

تعريف نائب المفعول المطلق

هو مصدر منصوب يذكر بعد فعل من لفظه أو من غير لفظه؛ لتوكيد هذا الفعل أو ما يقوم مقام الفعل.

الفرق بين المفعول المطلق ونائب المفعول المطلق

-المفعول المطلق مصدر منصوب يذكر بعد فعل من لفظه فقط، نحو: أحب العلم حباً.

-أما نائب المفعول المطلق فهو مصدر منصوب يذكر بعد فعل من لفظه أو من غير لفظه، وله حالات كثيرة نستعرضها فيما يلي.

ما ينوب عن المفعول المطلق

ينوب عن المفعول المطلق أشياء كثيرة نذكرها فيما يلي:

١ –مرادفه، أي الذي يكون من غير لفظه مع تقارب المعنى، مثل: فرحت جذلاً، فجذلاً نائب مفعول مطلق، وهو مرادف لمصدر فرح.

ونحو: أقررت بذنبي اعترافاً، فاعترافاً: نائب عن المفعول المطلق؛ لأنه مرادف له، والمفعول المطلق الأصلي هو (إقراراً).

٢ –صفته، مثل: {اذكروا الله كثيراً}، (أي اذكروا الله ذكراً كثيراً)، ونحو: سرت أحسن السير، والتقدير: سرت سيراً أحسن السير، حيث حُذِف المصدر فنابت عنه صفته.

٣ –نوعه، نحو: رجع القوم القهقرى، فالقهقرى نوع من الرجوع، أي رجعوا رجوع القهقرى.

ونحو: قعدَ القُرْفُصاءَ. أي قعد قعود القرفصاء.

٤ –عدده، مثل: ركع المصلون أربع ركعات. أربع: نائب مفعول مطلق.

اقرأ أيضاً:  عطف البيان: تعريفه وفائدته وأحكامه والفرق بينه وبين البدل

ونحو قوله تعالى: {فاجلدوهم ثمانين جلدة}، أي اجلدوهم جلداً ثمانين مرة.

٥ –آلته، مثل: ضربته سوطاً، (السوط آلة يضرب بها المذنب)، ومثله: ضربته عصاً.

٦ –ضميره؛ أي ضمير المصدر العائد إليه، نحو: نصحني الرئيس نصحاً ما نصحه أحداً، فالهاء ضمير متصل في محل نصب نائب مفعول مطلق، والتقدير: ما نصح نصحاً مثله أحداً.

ونحو: اجتهدت اجتهاداً لم يجتهده غيري، فالضمير في يجتهده في محل نصب نائب مفعول مطلق، والتقدير: لم يجتهد اجتهاداً مثله غيري.

ونحو قوله تعالى: {فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين}، الهاء في أعذبه الثانية في محل نصب نائب مفعول مطلق، والتقدير: لا أعذب عذاباً مثله أحداً.

٧ –الإشارة إليه، أي اسم الإشارة مشاراً به إلى المصدر، مثل: أكرمته ذلك الإكرامَ، (بذكر المصدر منصوباً بعد اسم الإشارة).

ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب مفعول مطلق.

٨ –لفظا (كل وبعض) مضافين إلى المصدر، مثل: شكرته كلَّ الشكر، وأهمل خالد درسه بعضَ الإهمال.

ونحو قوله تعالى: {فلا تميلوا كلَّ الميل} والتقدير: ولا تميلوا ميلاً كلَّ الميل.

٩ –أيُّ الكمالية مضافة إلى المصدر، نحو: اجتهدتُ أيَّ اجتهاد، والتقدير: اجتهدت اجتهاداً أيَّ اجتهاد، فأصل هذه الكلمة صفة للمصدر.

١٠ –اسم المصدر، وهو ما ساوى المصدر في الدلالة على الحدث، ولم يساوه في اشتماله على جميع أحرف فعله، بل خلت هيئته من بعض أحرف فعله لفظاً وتقديراً من غير عوض، نحو: أعطيته عطاءً جزيلاً، وتكلم كلاماً، واغتسل غسلاً.

فالمصادر في هذه الأمثلة هي: إعطاء، وتكليماً، واغتسالاً، ولكن ناب عنها اسم المصدر.

١١ –مصدر يلاقيه في الاشتقاق، بأن يشاركه حروف مادته الأصلية مع كونه مصدر فعل آخر، نحو قوله تعالى: {وتبتل إليه تبتيلاً}، {والله أنبتكم من الأرض نباتاً}، لأن مصدر تبتل هو تبتلاً، ومصدر أنبت هو إنباتاً، فالمصادر: تبتيلاً ونباتاً مصادر من فعل آخر.

اقرأ أيضاً:  الفرق بين المصدر واسم المصدر

١٢ –ما وأيُّ الاستفهاميتين، نحو قوله تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون}.

ونحو: ما تضرب خالداً، والتقدير: أيَّ ضربٍ تضرب خالداً؟

١٣ –ما ومهما وأي الشرطيات، نحو: ما تطلبْ أطلبْ، مهما تقفْ أقفْ، أيَّ مشيٍ تمشِ يُفِدْكَ.

وهذه الأنواع كلها تُنْصَبُ كما يُنصب المفعول المطلق.

١٤ –المصدر الدال على هيئة المصدر المحذوف، كصيغة (فِعلة)، نحو: مشى الهر مشيةَ الأسد، ووثب وثبةَ النمر.

فكلمتا مشية ووثبة تدلان على نوع من الهيئة يكون عليه المصدر، فهما نائبتان عن المفعول المطلق.

 ١٥ –وقت المصدر، نحو: زيد يلهو ويمرح؛ لأنه لم يَحْيَ ليلةَ المريض، ولم يعش ساعةَ الجريح.

والتقدير: لم يحيَ حياة ليلة المريض، ولم يعش عيشة ساعة الجريح.

ملحوظة: عند إعراب نائب المفعول المطلق يجوز أن نقول: نائب مفعول مطلق، ويجوز: مفعول مطلق نائب عن المصدر المحذوف، والثانية من أقوال القدماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى