تعريف المضاف إليه وأنواعه وأحكامه
سنتعلم في هذا الدرس بحثاً مهماً جداً في قواعد النحو، وهو بحث المضاف والمضاف إليه، وهو مصطلح إعرابي يمر معناً كثيراً في الجمل العربية، ولا تكاد تخلو جملة من مضاف ومضاف إليه في لغتنا الفصحى.
تعريف المضاف إليه
هو اسم نُسِبَ إليه اسم سابق ليتعرف السابق باللاحق أو يتخصص به.
أو هو اسم مجرور يكمل اسماً قبله يسمى المضاف، ويوضحه ويخصصه.
ومثاله: كتابُ زيدٍ، وكتابُ رَجُلٍ.
فإضافة كتاب لزيد تُعَرَّفُ به؛ لأنه معرفة، وإضافة كتاب لرجل تخصص به؛ لأنه نكرة.
أنواع المضاف إليه
١ –اسم ظاهر، نحو: قرأتُ مجلةَ صوتِ المعلمينَ.
صوت: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
المعلمين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
نحن طلابُ مدرسةِ مدينةِ دمشقَ.
مدرسة: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
مدينة: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
دمشق: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف.
ونرى في الأمثلة السابقة أن الجملة الواحدة قد يأتي فيها أكثر من مضاف إليه متتابعين، وأن المضاف إليه يكون مضافاً أيضاً إذا جاء بعده مضاف إليه آخر.
٢ –ضمير متصل: وكل ضمير اتصل بالاسم يعرب في محل جر بالإضافة، نحو: كتابكَ، معلمنا، وطنهُ، مدرستي.
فالضمائر المتصلة بالأسماء (الكاف، ونا، والهاء، والياء) على التوالي تعرب كلها في محل جر بالإضافة.
٣ –المضاف إليه جملة: ومحلها الجر دائماً، وهي الجمل التي تقع بعد ظرف غير منون (إذا، لما، كلما، حين، قبل، يوم) تعرب في محل جر مضاف إليه أو بالإضافة، نحو قول الشاعر:
إذا ما فرغنا من قراع كتيبة * دلفنا لأخرى كالجبال تسير
ما: زائدة.
(فرغنا) جملة فعلية في محل جر بالإضافة.
وكقول الشاعر:
يوم كأيام لذات لنا انصرمت * بتنا لها حين نام الدهر سراقا
(نام) جملة فعلية في محل جر بالإضافة.
أحكام المضاف والمضاف إليه
١ -المضاف إليه يكون مجروراً دائماً، ويأتي قبله اسم يسمى (المضاف).
٢ –يعرب المضاف بحسب موقعه من الجملة، وبعد إعرابه نقول، وهو مضاف، أما المضاف إليه فيعرب مضافاً إليه فقط، مثال:
رأيت طلابَ العلمِ.
طلاب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
العلمِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
٣ –المضاف إليه يأتي قبله اسم نكرة، ونستطيع أن نضع بدلاً منه ضميراً متصلاً، أي بدل المضاف إليه.
فمثلاً: نقول: رأيت طلابَهَا.
ها: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
٤ -إذا كان الاسم المراد إضافته منوناً حُذِف تنوينه كما في الأمثلة السابقة، وإذا كان مثنى أو جمع مذكر سالماً حذفت نونه، نحو: على ضفتي النهر مهندسو المدينة.
على: حرف جر.
ضفتي: اسم مجرور بعلى، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف مقدم.
النهر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
مهندسو: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة.
المدينة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
٥ –إذا أضيف اسم الزمان المبهم إلى الجملة جاز فيه الإعراب والبناء على الفتح، كقول الشاعر:
على حينَ عاتبت المشيب على الصبا
الإعراب:
على: حرف جر.
حين: اسم مجرور بعلى، يجوز أن يكون مجروراً بالكسرة، وأن يكون مبنياً على الفتح في محل جر بعلى، والبناء أرجح لإضافته إلى مبني، والجار والمجرور متعلقان بفعل قبله.
عاتبت: فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة حين إليها.
الصبا: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
ونحو قوله تعالى: {هذا يومُ ينفع الصادقين صدقهم}.
يوم: خبر للمبتدأ ذا، يجوز أن يكون مبنياً على الفتح في محل رفع خبر، ويجوز أن يكون مرفوعاً بالضمة، والإعراب أرجح لإضافته إلى الجملة الفعلية التي فعلها معرب، وهي جملة (ينفع): وهذه الجملة في محل جر بالإضافة.
٦ –قد يضاف الوصف إلى معموله فلا يتعرف به ولا يتخصص، مثاله قولنا: مروعُ القلبِ عظيمُ الأملِ.
فالقلب: مجرور بإضافة مروع إليه من إضافة اسم المفعول لنائب فاعله، إذ الأصل (مروعٌ قلبُهُ)، والأمل مجرور بإضافة عظيم إليه من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها، إذ الأصل (عظيمٌ أملُهُ)، والإضافة فيهما لم تفد (مروع وعظيم) تعريفاً ولا تخصيصاً.
وكقوله تعالى: {هدياً بالغَ الكعبةِ}، الكعبة: مجرور بإضافة بالغ إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، إذ الأصل هدياً بالغاً الكعبةَ، وفاعله ضمير مستتر فيه.
وتسمى الإضافة حينئذ لفظية، وفي غير ذلك تسمى معنوية.
٧ –يمتنع في الإضافة المعنوية دخول ال التعريف على المضاف مطلقاً، وفي الإضافة اللفظية يمتنع دخولها عليه إن لم يكن مثنى أو جمع مذكر سالماً، أو لم يكن في المضاف إليه ال التعريف؛ أو فيما أضيف إليه، نحو قولنا: الفاتحا دمشق خالدٌ وأبو عبيدة، والساكنو مصر آمنونَ، والمتبع الحقِّ منصورٌ، والسالكُ طريق الباطلِ مخذولٌ.
٨ –إذا اتصل الضمير بكل من (كل، وبعض، وكلا، وكلتا) فيعرب في محل جر بالإضافة، وإذا أضيف الاسم إليها فيعرب في محل جر بالإضافة أيضاً، نحو:
رأيت الرجلين كليهما، الهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والميم زائدة، والألف للتثنية.
جاء كلا الرجلين، الرجلين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
المضاف إلى ياء المتكلم
إذا أضيف الاسم إلى ياء المتكلم كُسِرَ آخره لمناسبة الياء، وجاز إسكان الياء وفتحها، نحو: (هذا منزليْ الجديدُ، ومنزليَ الجديدُ) إلا إذا كان مقصوراً أو منقوصاً أو مثنى أو جمع مذكر سالماً، فيجب سكون آخر المضاف وفتح الياء، نحو قوله تعالى: {هي عصايَ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: (أوَ مُخْرِجِيَّ هم)، وقولنا: أنت قاضيَّ، وهذه إحدى ابنتيَّ.
ولك في المنادى المضاف لياء المتكلم خمسة أوجه، فتقول: يا أسفيْ، يا أسفيَ، يا أسفَا، يا أسفِ، يا أسفَ.
سؤال: هل نقول في محل جر بالإضافة أم في محل جر مضاف إليه.
الجواب: لا فرق بينهما، لكن ضع في اعتبارك ما يلي:
- في حالة اتصال الضمير بالاسم نقول: في محل جر بالإضافة وهذا المشهور.
- أما في حالة البناء؛ نقول في محل جر مضاف إليه، مثلاً: رأيت بيت الذي أحب.
الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- في حالة الجملة، يمكن القول في محل جر مضاف إليه أو في محل جر بالإضافة والثانية أشهر.