النحو

معاني الباء: ما الوظائف النحوية والدلالية لحرف الجر؟

كيف تتعدد استخدامات الباء ودلالاتها في التركيب اللغوي؟

يُعَدُّ حرف الجر “الباء” من أكثر الحروف ثراءً في اللغة العربية، حيث يحمل طيفاً واسعاً من المعاني والدلالات التي تتجاوز مجرد الربط بين الكلمات. إن فهم معاني الباء المتعددة يساعد المتعلمين والطلاب على إدراك عمق اللغة العربية ودقتها في التعبير عن المقاصد المختلفة.

المقدمة

تحتل دراسة حروف الجر مكانة بارزة في النحو العربي، وتتميز الباء بخصوصية فريدة بين هذه الحروف، إذ تجمع بين الجر اللفظي والمعنوي، أو اللفظي فقط حسب السياق. وقد اهتم علماء النحو منذ عهد سيبويه بتفصيل معاني الباء وتوضيح وظائفها المتنوعة، فصنفوها وبينوا الفروق الدقيقة بين استخداماتها. إن معاني الباء تشكل نظاماً متكاملاً من الدلالات التي تسهم في إثراء المعنى وتوضيح المقصود، وهو ما يجعل دراستها ضرورية لكل من يسعى إلى فهم النصوص العربية وتذوق بلاغتها. تتراوح هذه المعاني بين الحقيقة والمجاز، وبين الأصالة والزيادة، مما يعكس مرونة اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن المعاني المختلفة بدقة واقتصاد لغوي.

الإلصاق كمعنى أصلي للباء

معاني الباء لا تكون إلا جارة لفظاً ومعنى، أو لفظاً، ليس غير، وتفيد المعاني التالية: الإلصاق (Attachment) الذي سماه سيبويه الإلزاق، والاختلاط، وجعله أهل معانيها، نحو: خرجت بزيد، ودخلت به، وضربته بالسوط، وما اتسع من هذا فهذا أصله. ثم فصل النحويون في هذا المعنى، فذكروا أن الإلصاق يكون باستعانة وبغير استعانة، فالاستعانة نحو: كتبت بالقلم، وغير الاستعانة، نحو: خاض برجله الماء، وبينوا أن الإلصاق يكون حقيقياً نحو: أمسكتُ الحبلَ بيدي، ومجازياً نحو: مررت بزيد، أي: التصق مروري بموضع زيد.

يُعَدُّ الإلصاق المعنى الأساسي الذي تتفرع منه معاني الباء الأخرى، وهو ما يجعله محور الفهم الصحيح لوظائف هذا الحرف. وقد اتفق النحويون على أصالة هذا المعنى، واعتبروا سائر المعاني الأخرى متفرعة عنه أو متطورة منه، سواء كانت حقيقية أو مجازية. والإلصاق بهذا المفهوم يشمل الارتباط المادي الملموس كما في قولنا: أمسكت الحبل بيدي، حيث تلتصق اليد بالحبل التصاقاً فعلياً، ويشمل أيضاً الارتباط المعنوي المجازي كما في قولنا: مررت بزيد، حيث يلتصق المرور بمكان وجود زيد دون التصاق مادي مباشر.

التبيين والقسم

من معاني الباء التي يكثر استعمالها في الكلام العربي معنيان أساسيان هما التبيين والقسم، وكلاهما له خصائصه وسياقاته المحددة:

التبيين: تقع الباء بعد المصادر المنصوبة للتعيين والتبيين، نحو: مرحباً بك، فهي تبيّن المعني بالترحيب، وهذه الباء بمنزلة السلام الواقعة بعد المصادر المنصوبة بالدعاء نحو: سَقْياً لك.

القسم: أشار سيبويه والنحويون إلى أن الباء تفيد معنى القسم لان فعل القسم لازم، لا يتعدى إلا بالباء، وهو غالباً ما يكون مضمراً قبلها لدلالة الكلام عليه. ويشارك الباء في القسم الواو والتاء. وقد ذهب أكثر النحويين إلى أنهما مبدلان منها: أنها الأمل، واستدلوا على ذلك بأن البناء أوسع تعرفاً، فهي تجر المقسم به الظاهر، والمقسم به المضمر، أما الواو فلا تجر إلا المحلوق به الظاهر، وأما التاء فلا تجر إلا اسم الله وحده ورأى بعض النحويين أن حروف القسم كلها أصول، وليست مبدلة من الباء.

التوكيد: تزاد الباء، فتفيد معنى التوكيد، وإذا زيدت اقتصر عملها على اللفظ دون المحل، وقد تكلمنا في بحث سابق عن مواضع زيادة الباء.

اقرأ أيضاً:  التصغير: تعريفه ومعانيه وشروطه وطريقته وأحكامه وشواذه وتصغير الترخيم

الظرفية ومواضعها

نقل عن القراء وبعض القراء أن الباء قد تفيد معنى الظرفية فتقع بدلاً من (في). وذلك إذا دخلت دخل على زمان أو مكان واستدلّوا على ذلك بقوله تعالى: (يوم ترى المُؤمِنِينَ والمَؤمِناتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم) التقدير: في أيمانهم. وأولها البصريون ههنا بمعنى (من) للمجاوزة، ومنه قوله تعالى: (بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التقدير: في بدك وقوله سبحانه: (نَجَيْنَاهُمْ بسَحَر) المعنى: في سحر. يسحر

وروي من طيء أنها تستخدم الباء في موضع (في)، فيقولون: ادخلك الله بالجنة، التقدير: في الجنة. وذكر الزجاجي أنها تفيد معنى الظرفية، فتقع موقع (عند) واستدل على ذلك بقوله سبحانه: (والمستغفرين بالأسحار) عند الأسحار. وتعكس هذه الاستخدامات الظرفية لمعاني الباء مرونة اللغة العربية في التعبير عن الأزمنة والأمكنة، حيث تتداخل حروف الجر في أداء المعاني المتقاربة، مما يتيح للمتكلم والكاتب خيارات متعددة للتعبير عن المقصود بدقة وبلاغة.

التبعيض والخلاف حوله

حكي عن الأصمعي عبد الملك بن قريب وأصحاب الشافعي -رحمه الله- وآخرين أن الباء قد تقع موقع (من) فتفيِّد معنى، نحو قوله سبحانه: (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) المعنى: منها، ونحو قول أبي ذو هيب:

شَرِينَ بماء البحرِ ثُمَّ تَرَفَعَّتْ * مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئيج

المعنى: شَرَيْنَ مِنْ ماء البحر.

ولم يوافق بعض النحويين على هذا المعنى للباء، فاستنكره قال ابن جني: فأما ما يحكيه أصحاب الشافعي – رحمه الله – منه من أن الباء للتبعيض فشيء لا يعرفه أصحابنا، ولا ورد في ثبت ووصفوا من قال بذلك بقلة الخبرة في العربية، ورأوا أنها هينا للإلصاق. ويظهر من هذا الخلاف بين النحويين أن معاني الباء ليست محل إجماع تام، بل إن بعضها محل نقاش وجدل علمي، مما يعكس حيوية الدرس النحوي وتعدد المدارس والاجتهادات فيه.

الاستعلاء ودلالته

قد تقع الباء موقع (على)، فتفيد معنى الاستعلاء نحو: مررتُ به، أي: مررتُ عليه. والدليل على ذلك قوله تعالى: (وَإِنَّكُم لَتَمُرُونَ عَلَيْهِمْ). ومن ذلك قوله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنَّهُ بِقِنْطَارِ) التقدير: على قنطار، وقوله سبحانه: (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضِ) المعنى: لو تسوى عليهم الأرض ومنه قول راشد بن عبد ربه السلمي:

أَربٌّ يبول الثُّعلبانُ برأسِهِ * لقد هان من بالتْ عليه الثَّعالبُ

أي: يبول الثعلبان على رأسه

ويتضح من هذه الشواهد القرآنية والشعرية أن معاني الباء تمتد لتشمل معنى الاستعلاء، وهو معنى قريب من الإلصاق إذ إن ما يعلو شيئاً يلتصق به بوجه من الوجوه. وقد استدل النحويون على هذا المعنى بتعدد الشواهد التي تؤكده، وبإمكانية استبدال الباء بحرف (على) في هذه السياقات دون إخلال بالمعنى، بل إن المعنى يزداد وضوحاً عند هذا الاستبدال.

الاستعانة والسببية والتعليل

تتعدد معاني الباء لتشمل دلالات وظيفية مهمة في التركيب اللغوي، ومن أبرزها:

الاستعانة: ذكر المبرد أن الباء تفيد معنى الاستعانة إذا اتصلت بآلة الفعل، نحو: كتبت بالقلم، وعمل النجار بالقدوم، وباسم الله، ورأى بعض النحويين أنها ههنا للإلصاق، أو هي من مجاز الإلصاق. ومنه قوله تعالى: (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ). ونقل عن ابن مالك في شرحه للتسهيل أنه لا يجوز أن تكون هذه الباء للاستعانة بعد الأفعال المنسوبة إلى الله سبحانه وتعالى لذلك سماها السببية.

السببية والتعليل: قد تفيد الباء معنى التعليل. وهي التي تصلح اللام في موقعها غالباً نحو قوله تعالى: (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ البحر). المعنى وإذ فرقنا لكم البحر، وقوله عز وجل: (فبما نقْضِهِمْ مِيثَاقَهُم لَعَنَّاهُمْ) المعنى: بسبب نقضهم لعنّاهم ومن ذلك: عنَّفتُهُ بذنبه، ومات فلان بالجوع. ومن ذلك قول لبيد:

غلب تَشَدَّرُ بالدخول كأنها * جِنُّ البَدِيِّ رواسياً أقدامُها

التصدير: للدخول، أو من أجل الدخول.

المصاحبة والمجاوزة

إذا وقعت الباء موقع (مع)، أو موقع حالٍ مقدرة أفادت معنى المصاحبة نحو: خرج بثيابه، أي: مكتسباً بثيابه، أو: وثيابه عليه. وخرج ابن جني على ذلك قراءة الأعرج والزهري: تنبت بالدهن، وقراءة غيرهم: تخرج بالدهن. قال: المعنى: تنبت، وفيها دهنها. ومن ذلك قوله تعالى: (وقد دخلوا بالكفر). التقدير: مصابين له وقال المثقب العبدي:

داويته بالمحض حتى شتَى * يَحْتَدِبُ الأَرِيَّ بِالمِرُودِ

المعنى: يجتذب الآري مع المرود.

أما المجاوزة فذكر أن الباء قد تأتي بمعنى (عن)، فتفيد معنى المجاوزة، نحو: رميت بالقوس، أي: عليها ولأن (رمى) بتعدي بـ (على وعن). ومنه قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السماء بالغمام). المعنى من الغمام. ونقل من الكوفيين أن أكثر ما تقع لهذا المعنى بعد السؤال. نحو قوله تعالى: (سَأَلَ سائِلُ بِعَذَابِ واقع) أي: من عذاب واقع، ومنه قول علقمة بن عبدة:

فإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي * خَبِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ

المعنى: من أدواء النساء، وروي عن الشَلُوبين عمرو بن محمد أنها في هذا البيت للتعليل، والتقدير: فإن تسألوني بسبب أدواء النساء فاني خبير. ونقل عن الأخفش أنه أشار إلى هذا المعنى في قوله تعالى: (فَاسْأَلَ بِهِ خَبِيراً). أي: عنه. والحق أن الأخفش لم يشر إلى ذلك في معاني القرآن. ورأى ابن هشام أن وقوعها موقع (عن) ليس محصوراً بالسؤال لأنها وقعت هذا الموقع مع غيره، نحو قوله تعالى: (يَسْعَى نورهم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ). المعنى: وعن أيمانهم. كما روي عن البحريين أن الباء لا تقع موقع (عن)، وأنها في هذه المواضع الاستعانة انتهاء الغاية.

انتهاء الغاية والبدل والمقابلة

قد تقع الباء موقع (إلى) فتفيد معنى انتهاء الغاية، نحو قوله تعالى: (ما سبقكم بِها مِنْ أَحَدٍ). والتقدير: ما سبقكم إليها، وقوله عزّ وجل: (وَقَدْ أَحْسَنَ بي إذ أَخْرَجَنِي مِنَ السَّجْنِ). أي: أحسن إليّ: لأن (أحسن) يتعدى بـ (إلى). وذكر أن (أحسن) يتضمن معنى (لطف)، والياء على بابها. ويظهر من هذا الاستعمال أن معاني الباء تمتد لتشمل الدلالة على الغاية والوصول، وهو معنى يتصل بالإلصاق من جهة أن الوصول إلى الغاية يقتضي نوعاً من الالتصاق بها.

أما البدل والمقابلة والعوض، فقد ذكر بعض النحويين أن الباء تفيد معنى البدل أو المقابلة، أو العوض، وعلامتها أن يحسن في موضعها (بدل) وهي الداخلة على الأثمان والأعواض، نحو قولهم: هذا بذلك، وبعت هذا بهذا، واشتريت الفرس بألف، وكافات الإحسان بضعف. ومنه قول قريط بن أنيف العنبري:

فليت لي، بِهِمْ، قوماً إِذا رَكِبُوا * شنُّوا الإغارة فرساناً وركيانا

اقرأ أيضاً:  معاني حتى: ما هي وما لغاتها في اللغة العربية؟

المعنى: بدلهم. ومنه قوله (ص): (لا يسرني بها حُمْرُ النَّعَمِ) وذكر ابن هشام أنها تفيد معنى العوض في قوله تعالى: (ادخلوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). وبين أنها لا تفيد معنى السببية كما قالت المعتزلة، لأن المعطي بعوض قد يُعطي مجاناً، أما السبب فـــلا يوجد من دون سبب.

التعدية والنقل ووظائفهما

ذكر بعض النحويين أن الباء قد تعادل الهمزة التي تجعل الفعل اللازم متعدياً إلى مفعوله، نحو: ذهبت به، وخرجت به وقمت بزیدٍ. أي: أذهبته وأخرجته، وأقمته ومنه قوله تعالى: (فلما أضاءت ما حوله ذَهَبَ الله بنورهم) المعنى: اذْهَبَ اللهُ نُورَهُم، ومثله في القرآن كثير. وذكر المرادي أن البناء الدالة على التعدية لا تقتضي مشاركة الفاعل المفعول، بخلاف همزة التعدية، ونقل عن المبرد والسهيلي عبد الرحمن بن عبد الله الأندلسي، أنها تقتضي مصاحبة الشامل للمفعول، إذا قلت: قعدت به، فلا بد من مشاركة، ولو باليد.

ورد عليهما بقوله تعالى: (ذَهَبَ الله بِنُورِهِمْ)؛ لأن الله سبحانه، لا يوقف بالذهاب، وأجيب بأنه يجوز أن يكون تعالى، وصف نفسه بالذهاب على معنى يليق به، كما وصف نفسه، سبحانه، بالمجيء نحو: (وَجَاءَ ربك) وقد وُصِفَ بالبعد. وهذا النقاش حول وظيفة الباء في التعدية يكشف عن عمق التفكير النحوي في التفريق بين الأدوات المختلفة وخصائص كل منها، كما يبين أن معاني الباء المختلفة قد تتداخل وتتشابك في السياق الواحد.

معاني أخرى متنوعة للباء

تشمل معاني الباء دلالات إضافية تظهر في سياقات خاصة، ومن أبرزها:

الدلالة على النفس والتجريد: ذكر أحمد بن فارس أن الباء قد تدل على نفس المُخْبَر عنه، نحو: لقيت بغلان كريماً، المعنى: أنك أردته هو نقده. وبين الرصّى أنها للتجريد والتشبيه، نحو: رأيت بزيد أسداً. وذكر أنها تدخل على الاسم حيث يراد به التشبيه، نحو: رأيت به القمر، أي: رأيتُ شبهَهُ.

اللزوم والمداومة: بيّن مكي القيسي أنها تدل على معنى اللزوم والمداومة، نحو قوله سبحانه: (تَنْبُتُ بالدهن). وذكر أن بعضهم جعلها زائدة، وبعضهم ذهب إلى أنها تدل على لزوم الإنبات ومداومته. ومن ذلك قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ).

الكف: نقل عن ابن مالك أنها قد تكتب تكف بـ (ما) عن العمل، نحو قول الشاعر:

فلئن صِرْتَ لا تَحِيرُ جَواباً * لبِمَا قد تَرَى، وأَنتَ خَطِيبُ

فاللام واقعة في جواب القسم، والباء مكفوفة بـ (ما)، ورأى ابن هشام أنها مصدرية، وليست كافة.

الخاتمة

تبين من هذا العرض المفصل أن معاني الباء تشكل منظومة غنية ومتنوعة من الدلالات النحوية والبلاغية، تتراوح بين الحقيقة والمجاز، وبين الأصالة والزيادة. وقد اختلف النحويون في بعض هذه المعاني بين مؤيد ومعارض، مما يعكس ثراء البحث النحوي وحيويته عبر العصور. إن فهم معاني الباء المتعددة يسهم في تعميق الفهم اللغوي للنصوص العربية، ويساعد على إدراك الفروق الدقيقة بين التراكيب المختلفة، كما يكشف عن مرونة اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن المعاني المتنوعة بدقة وإيجاز. ولذلك تبقى دراسة حروف الجر عموماً، ومعاني الباء خصوصاً، من الموضوعات الأساسية التي ينبغي للمبتدئين والطلاب والباحثين إتقانها لفهم النصوص العربية القديمة والحديثة على حد سواء، والتمكن من استخدام اللغة بفصاحة وبلاغة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى