الفرق بين الحوقلة والحولقة
في عالم اللغة العربية الواسع والمتنوع، تتجلى الكلمات بأسلوبها الفريد وأصواتها المميزة التي تحمل في طياتها معانٍ وتعبيرات عميقة. من بين تلك الكلمات، تتألق مفردات قد تبدو مشابهة في نطقها، ولكن تختلف في معناها واستخدامها. “الحولقة” و”الحوقلة” هما مثالان رائعان على هذا الغنى اللغوي.
على الرغم من أن الكلمتين تتشاركان بعض الحروف، إلا أن الفرق بينهما يعكس تنوعًا في الدلالات والمعاني التي تجعل اللغة العربية بحرًا لا ينضب من الجمال والتعبير. في هذه المقالة، سنستعرض معاني “الحولقة” و”الحوقلة” بتفصيل دقيق، مستندين إلى الأدب والشعر العربي لإيضاح الاستخدامات المختلفة لكل منهما.
الفرق بين الحولقة والحوقلة
الحولقة: تُعبر عن قول الإنسان “لا حول ولا قوة إلا بالله”. وفقاً للجوهري وابن السِّكِّيت، فهي تعبير يُستخدم للإشارة إلى الاستعانة بالله عند الشعور بالعجز. وقد جاء في شعر ابن الأنبارِي كالتالي:
فِدَاكَ مِنَ الْأَقْوَامِ كُلُّ مُبَخَّلٍ * يُحَوْلِقُ إِمَّا سَالَهُ الْعُرْفَ سَائِلُ
الحوقلة: تُشير إلى عدة معانٍ مختلفة، منها:
- مشي الشيخ واضعًا يديه على خصره: يُستخدم هذا الوصف للإشارة إلى طريقة مشي معينة للشيوخ.
- وجع جوف الدابة من أكل التراب مع الحشيش: تُستخدم هذه الكلمة لوصف حالة تصيب الدواب عند تناولها التراب مع الحشيش.
- القارورة الطويلة العنق: تُستخدم لوصف القارورة ذات العنق الطويل التي يحملها السقَّاء.
- سرعة المشي ومقاربة الخطو: تُعبر عن شخص يسير بخطوات سريعة ومتقاربة.
- الإعياء والضعف: يُستخدم للإشارة إلى حالة التعب والضعف.
- النوم: تُستخدم الكلمة أيضًا لوصف حالة النوم.
- الإدبار: تُشير إلى حالة التراجع أو الابتعاد.
- الدفع: يُستخدم هذا الوصف للإشارة إلى حالة الدفع أو النبذ.
من المهم أن نذكر أن بعض العلماء أشاروا إلى أن الحوقلة هي نفسها الحولقة، أي قول “لا حول ولا قوة إلا بالله”. وقد نقل الجوهري، ابن القطَّاع، البعلي، والفيروزآبادي هذه اللغة في كتاباتهم.
والمراد بكلمتي الحولقة والحوقلة إظهار الفقر إلى الله بأن نطلب منه المعونة على أمور الحياة، وهذه هي حقيقة العبودية.
كما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنها أن قال: معناه لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بمعونته.
بهذا نكون قد استعرضنا الفرق بين الحولقة والحوقلة، مُعبرين عن كل منهما بالتفصيل وبأمثلة توضيحية من الأدب والشعر العربي وأقوال العلماء.
مصدر هذه المعلومات معاجم اللغة العربية.