المعجم

هل نقول جمادى الآخر أم جمادى الآخرة؟

سبق أن تكلمنا عن معنى جمادى في شهر جمادى الأولى.

لماذا سمي جمادى الآخرة؟

سمِّيت جُمادى لجمود الماء فيها؛ لأن الوقت الذي سمّيت فيه بذلك كان الماء فيه جامداً لشدّة البرد.

ما الصحيح جمادى الآخر أم الآخرة؟

قال الفيومي: والآخرة صفة لها فالآخرة بمعنى المتأخرة، قالوا: ولا يقال جمادى الأُخرى لأن الأخرى بمعنى الواحدة فتتناول المتقدمة والمتأخرة فيحصل اللبس فقيل الآخرة لتختص بالمتأخرة.

وقال أحمد بن يحيى: ويصغّر جمادى على جميدى وجميدى وجميدية وجمادية وجمادية، كما قالوا: حبارى وحبيرة.

وهما -أي جماديان -معرفتان فإدخال اللَّام فيهمَا غير صَحِيح.

مثنى جمادى الآخرة وجمعه

و(جمادى الأخرى) والأخريين وجماديات الأخرى والآخر والأواخر.

وقد سبق أن ذكرنا جمع جمادى في جمادى الأولى.

أسماء جمادى الآخرة في الجاهلية

رُبَّى

قال ابن خالَويه: اختلف في جمادى الآخرة فقال قُطْرب وابن الأنباري وابن دريد: هو رُبَّى بالباء. وبه قال الصغاني والصاحب بن عباد. وبه قال كراع أيضاً: وأورد:

أتَيْتُكَ في الحَنينِ فقلتَ رُبَّى … وماذا بَيْنَ رُبَّى والحَنينِ

سِوى مَطْلِي فَلَهْفي ليت شِعْرِي … أفِي رُبَّاكَ تحْلِلَةُ اليَمينِ

وقال أبو عمر الزاهد: هذا تصحيف إنما هو رنى.

وخطأه ابن الأنباري وأبو الطيب عبد الواحد وأبو القاسم الزجاجي.

بينما أنكر أبو عمر الزاهد رُبَّى، بِالْبَاءِ، وَقَالَ: هُوَ تَصْحِيفٌ إِنَّمَا الرُّبَّى الشَّاةُ النُّفَساء.

بينما قَالَ أَبو القاسم الزَّجَّاجِيُّ: هُوَ بِالْبَاءِ لَا غَيْرُ؛ لأَن فِيهِ يُعْلَمُ مَا نُتِجَتْ حُرُوبُهم إِذَا مَا انْجَلَتْ عَنْهُ، مأْخوذ مِنَ الشَّاةِ الرُّبَّى؛ وأَنشد أَبو الطَّيِّبِ:

أَتَيْتُك فِي الحَنِين فقلتَ: رُبَّى … وَمَاذَا بَيْنَ رُبَّى والحَنِينِ؟

وقال القالي: قال ابنُ الكلبي: كانت عاد تسمي جمادى الأولى ربى وجمادى الآخرة حَنِيناً.

رُبّى -بالباء، مأخوذ من الشّاة الرُّبَّى، وهي الحديثة النِّتاج؛ لأن فيه يعلم ما نتجت حروبهم إذا انجلت عنه، قال الشاعر:

اقرأ أيضاً:  معنى رمضان وأسماؤه في الجاهلية

أتيتك في الحَنِين فقلت: رُبَّى … وماذا بين رُبّى والحَنِينِ

وقال ابن الكلبي: كانت عاد تسمى جمادى الأولى ربى وجمادى الآخرة حنيناً.

قال ابن الأنباري وقطرب: وجُمادى الآخرة: رُبّى ورُبّة.

قال الفيروز آبادي: واسْمُ جُمادى الأُولى: رُبَّى، ورُبُّ، والآخِرَةِ: رُبَّى ورُبَّةُ.

قال القلقشندي: ما روي عن العرب العاربة: ويقولون لجمادى الآخرة: ربّى وربّة لأنه يجتمع به لجماعة من الشهور التي ليست بحرم وهي ما بعد صفر.

قال أبو عبيد: ربّان كل شيء جماعته، ويجمع على ربّيات وربايا مثل حبالى.

ومن قال ربّة جمعه على مآريب.

رُنّى

على وزن (فُعْلَى) من الشِّدَّة في كل شيء، قيل: يوم أَرْوَنانٌ: شديد في كل شيء ووزنه (أفوعال) من الرّنين فيما ذهب إليه ابن الأعرابي، وهو عند بعضهم (أفعلان) من قولك: كشف الله عنك رونة هذا الأمر، أي غمّته وشدّته. وأنكر بعضهم النّون -كما تقدم.

وقد يقال في ((رُنَّ)): ((رُنَة)) بحذف الألف وتخفيف النّون، قال ابن منظور: رُونة، وهي محذوفة العين، ورُونة الشيء: غايته في حَرٍّ أو بردٍ أو غيره، فسمّي به جمادى لشدّة برده، ويقال: إنهم حين سمّوا الشّهور وافق هذا الشَّهر شدّة البرد فسُمّوه بذلك.

قَالَ ثَعْلَبٌ: وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً رِنَةُ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: التَّوَرُّنُ كَثْرَةُ التَّدَهُّنِ وَالنَّعِيمِ.

وقال أبو موسى الحامض: رِنَة.

وشهر جمادى الآخرة: رنى؛ وجمعها: رنيات.

وقال أَبو عَمْرٍو بن العلاء: الرُّنَّى شَهْرُ جُمادى. وَجَمْعُهَا رُنَنٌ. والرُّنَّى: الخَلْقُ. يُقَالُ: مَا فِي الرُّنَّى مِثْلُهُ.

قال المرزوقي: فأمّا رنى فسمّي به لأنّه يعلم فيه ما نتجت حروبهم. (والرّني) الشّاة الحديثة النّتاج، وأما رنة وورنة فمشتق من أرن يأرن، إذا نشط وتحرّك فأبدل الواو من الهمزة، وكأنّه أريد الوقت الذي يتحركون فيه للغزو، فورنة مثل وجهة، ورنة مثل جهة. وقال:

اقرأ أيضاً:  معنى جمادى الأولى، وأسماؤها القديمة

مدرّج الرّيح ترّبعن ورنة … إذا عاقل وصغن برومان

وَرْنَةُ

قال الفراء: وتسمى جمادى الآخرة (ورنة)، مخففة بتسكين الراء.

وقال: هكذا السماع من العرب تجعل الواو من نفس الكلمة. ومنهم من يقول: (رِنَة) مثل زِنَةً، خفيف.

فمن قال: رنة: قال في التثنية رِنتان، والجمع: رِنات.

ومن جعل الواو من نفس الكلمة ثنى فقال: وَرْنتان؛ وجمع فقال: وَرْنات. قال الشاعر:

وأعددتُ مصقولاً لأيام ورنةٍ … إذا لم يكن للرَّمى والطعن مَسْلَك

مِلْحانُ

جمادي الْآخِرَة، سمي بذلك لابيضاضه بالثلج، قَالَ الْكُمَيْت:

إِذا أمْسَت الآفاقُ حُمْراً جُنوبُها … لِشَيْبانَ أَو مِلْحانَ واليومُ أشْهَبُ

ومن المجاز: (ملحان، بالكسر) اسم شهر (جمادى الآخرة)، سمي بذلك لابيضاضه.

ويُسَمَّى أَيْضاً مِلْحَان وَقيل هُوَ كانُونٌ الثَّانِي وسميا شَيْبَان ومِلْحَان بِبَيَاضِ الثَّلْجِ فِيمَا شُبِّهَا بالشَّيْبِ والمِلْح.

اللُّنَةُ

بضَم فَفتح النُّون المخفَّفَة: اسْمُ جُمادَى الآخِرَة؛ نقلَهُ ابنُ برِّي؛ وأَنْشَدَ:

مِن لُنةٍ حَتَّى تُوافِيهَا لُنَهْ.

أسماء جمادى الآخرة غير المشهورة

هَوْبَرٌ: قال الدّريدي: والمشهور أسماء غيرها بلغة العرب العاربة، وهم كانوا يسمّون (جمادى الآخرة) هوبراً.

وذكر أبو بكر محمد بن دريد الأزدي في كتاب الوشاح أن ثمود كانوا يسمون الشهور بأسماء أخر وهي هذه: هَوْبَرٌ: يعني جمادى الآخرة.

وقال: أبو سهل عيسى بن يحيى في شعره: أنها من شهور ثمود.

الأصم: قال البيروني: وقد توجد هذه الأسماء مخالفة لما أوردناه ومختلفة الترتيب كما نظمها أحد الشعراء في شعره فقال عن شهر جمادى الآخرة: الأصم.

البائِدُ: أورده البيروني نقلاً عن أحد الشعراء، وقال: البائد من القتال إذ كان يَبِيدُ فيه كثير من الناس، وجرى المثل بذلك العجب كل العجب بين جمادى ورجب وكانوا يستعجلون فيه ويتوخون بلوغ ما كان لهم من الثأر والغارات قبل دخول رجب.

اقرأ أيضاً:  ما سبب تسمية ليلة القدر؟

أميح: نقله المسعودي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى