العروض

العلل العروضية وأقسامها

العلة تغيير يصيب ثواني الأسباب، ويقع في العروض والضرب وقوعاً يلازم أبيات القصيدة كلها، والعلل على ضربين: علل الزيادة، وعلل النقص.

علل الزيادة

قد تلحق عروض البيت وضربه، لكنها في الغالب لا تلحق إلا الضرب، والضرب المجزوء خاصة، وتكون بزيادة حرف أو حرفين في آخر التفعيلة وهي أربعة: تسمى الترفيل والتذييل والتسبيغ والخزم.

١ –الترفيل: زيادةُ سببٍ خفيف على ما آخره وتد مجموع في آخر التفعيلة، أخذوه من قول العرب: رفَّل الثوب بمعنى أطاله، مثل:

أ -فاعلن + تن = فاعلنتن = فاعلاتن، وهذا في مجزوء المتدارك.

ب -مُتَفَاعِلُنْ + تن = متفاعلنتن = متفاعلاتن، وهذا في مجزوء الكامل.

والجزء (التفعيلة) التي يصيبه الترفيل يسمى مُرَفَّلاً.

٢ –التذييل أو الإذالة: وهو زيادةُ حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع، مثل:

أ -مستفعلن + ن = مستفعلنن = مستفعلان، وهذا في مجزوء البسيط، وفي الرجز على قلة.

ب –فاعلن + نْ = فاعلنْنْ = فاعلانْ، وهذا في مجزوء المتدارك.

ج –مُتَفَاعِلُنْ + ن = متفاعلنن = متفاعلانْ، وذلك في مجزوء الكامل.

٣ –التسبيغ أو الإسباغ: وهو زيادةُ حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف، مشتق من قول العرب: سَبَّغ الثوب، بمعنى أطاله، مثل: فاعلاتن + ن = فاعلاتنن = فاعلاتان، وهذا في مجزوء الرَّمَل، والجزء الذي يدخله التسبيغ يسمى مُسَبَّغاً.

٤ –الخَزْم: وهو زيادة حرف إلى أربعة حروف في أول الصدر غالباً، وقد يكون في أول الشطر الثاني لكن بحرف أو بحرفين، وإلا عُدَّ شاذاً.

قال ابن رشيق: وليس الخزم عندهم بعيب؛ لأن أحدهم إنما يأتي بالحرف زائداً في أول الوزن، إذا سقط لم يفسد المعنى ولا أخل به ولا بالوزن، وربما جاء بالحرفين والثلاثة ولم يأتوا بأكثر من أربعة أحرف.

والخزم مأخوذ من الناقة والبعير، وهي حلقة من الشعر توضع في ثقب انف البعير يشد به الزمام.

ومن الخزم بحرف واحد قول الخنساء من البحر البسيط:

أقذى بعينيك أم بالعين عُوَّارُ …. أم أوحشت إذ خلت من أهلها الدارُ

فزادت ألف الاستفهام، ولو أسقطتها لبقى المعنى مستقيماً، وكذلك الوزن.

ومن الخزم بحرفين ما أنشده الزجاج من بحر الكامل:

يا مطرُ بن خارجةَ بن مسلم إنني … أُجْفَى وتُغْلَقُ دوني الأبوابُ

فزاد يا، ولو حذفها لبقى المعنى مستقيماً، وكذلك الوزن.

ومن الخزم بثلاثة أحرف قول حسان بن ثابت من بحر الطويل:

لقد عجبْتُ لقومٍ أسلموا بعد عِزِّهِم … إمامَهُمُ للمُنكراتِ وللغدرِ

حيث زاد (لقد).

ومن الخزم بأربعة أحرف ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من بحر الهزج:

اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ للموتِ … فإنَّ الموتَ لاقيكا

ولا تَجْزَعْ مِنَ الموتِ … إذا حَلَّ بناديكا

حيث زاد أربعة أحرف (اشدد)، وهو أقصى ما يزاد في أول البيت.

-ومما جاء فيه الخزم في أول عجز البيت وأول صدره، وهو شاذ جداً، قول طرفة بن العبد من بحر المديد:

هلْ تَذْكُرونَ إذْ نُقَاتِلُكُمْ … إذْ لا يَضرُّ مُعْدَماً عَدَمُهْ

ويرى البعض أن الخزم ظاهرة غريبة، ولعلها من اختلاف الرواة، فهو زيادة لا مبرر لها؛ لأنها تأتي كما يقول العروضيون حيث يصح حذفها، وهذا كاف ليحمل الشاعر على إسقاطها، فكيف إذا أضيف إلى ذلك أنها تَخرج بالبيت على وزنه المعروف ونغمه المألوف.

علل النقص

وهي ضروب من التغيير تنزل بالعروض والضرب فتذهب ببعض الأحرف والحركات، وهي عشر علل: الحذف، والقطف، والقصر، والقطع، والتشعيث، والحذَذ، والصَّلْم، والكسف، والوقف، والبتر، وإذا اجتمع الحذف والقطع في تفعيلة واحدة نجمت علة عاشرة تسمى البتر.

١ –المحذوف: ما ذهب من آخره سبب خفيف، مثل:

أ -مفاعيلن – لن = مفاعي = فعولن، وهذا في الطويل والهزج.

ب –فعولن –لن تصبح فعو، وتنقل إلى فَعَلْ، وذلك في المتقارب.

ج –فاعلاتن – تن تصبح فاعلا، وتنقل على فاعلن، وذلك في المديد والرمل والخفيف.

٢ –المقطوف: ما ذهب من آخره سبب خفيف، وسكن آخر الباقي من التفعيلة، فالقطف هو حذف وعصب، مثل: مفاعلتن – تن = مفاعلْ = فعولن، وذلك في بحر الوافر.

٣ –المقصور: ما ذهب الساكن الأخير منه، وسكن المتحرك الأخير مما آخره سبب خفيف، مثل:

أ -مفاعيلن – نْ = مفاعيلُ – حركة اللام = مفاعيلْ.

ب –فاعلاتن – ن = فاعلاتُ – حركة اللام = فاعلاتْ، وهذا في المديد والرمل.

ج –فعولن – ن = فعولُ – حركة اللام = فعولْ، وذلك في المتقارب.

د –مُسْتَفْعِ لُنْ تصبح مُسْتَفْعِ لْ، وتنقل إلى مَفْعُولُنْ، وذلك في مجزوء الخفيف.

٤ –المقطوع: ما ذهب آخر سواكنه، وسكن آخر متحركاته مما آخره وتد مجموع، مثل:

أ -فاعلن – ن = فاعلُ – حركة اللام = فاعلْ = فِعْلُنْ، وهو في البسيط والمُحْدَث.

ب –متَفاعلن – ن = متفاعلْ = فعلاتن، في الكامل.

ج –مستفعلن – ن = مستفعلْ = مفعولن، وهو في الرجز.

٥ –المشعّث: ما حُذِفَ منه أول الوتد المجموع أو ثانيه، نحو:

أ -فاعلن، فيغدو الجزء فالُن، أو فاعُن، وينقل إلى فَعْلُنْ فيلتقي بالمقطوع، وهذا في المتدراك.

ب –فاعلاتن: تصبح فاعاتن أو فالاتن، وتنقل إلى مفعولن، وذلك في الخفيف والمجتث.

ج –فاعلن تصبح فالُن أو فاعن وتنقل إلى فَعْلُن، وذلك في المتدارك.

٦ –الأبتر أو المبتور: وهو ما سقط منه السبب الخفيف من آخر التفعيلة، وحذف ساكن الوتد المجموع وسكن ما قبله، بمعنى آخر: هو اجتمع فيه الحذف والقطع، مثل:

أ -فاعلاتن – تن = فاعلا = فاعلن – ن = فاعلُ – حركة اللام = فاعلْ = فَعْلُنْ في المديد.

ب –فعولن – ولن = فع = لن، وهذا في المتقارب.

٧ –الأحَذُّ: ما حذف من آخره وتد مجموع، مثل: متفاعلن – علن = مُتَفَا = فَعِلن، وهذا خاص ببحر الكامل.

٨ –الأصلم: ما ذهب من تفعيلته وتد مفروق، مثل: مفعولاتُ – لات = مفعو = فَعْلُنْ، وهذا في السريع.

٩ –المكسوف: ما ذهب سابعه المتحرك، مثل: مفعولاتُ – ت = مفعولا = مفعولن، ويكون في السريع ومنهوك المنسرح.

١٠ –الموقوف: ما سكن سابعه المتحرك، مثل: مفعولاتُ – حركة التاء = مفعولاتْ، وذلك في السريع ومنهوك المنسرح.

ما الفرق بين الزحافات والعلل؟

١ –الزحاف يختص بالأسباب، أما العلة فتدخل الأسباب والأوتاد.

٢ –الزحاف يدخل الحشو والعروض والضرب، أما العلة فلا تدخل الحشو بل العروض والضرب فقط.

٣ –الزحاف إذا عَرَضَ لا يلزم غالباً، وإذا لزم سمي (زحافاً يجري مجرى العلة)، أما العلة فإذا عرضت لزمت غالباً، وإذا لم تلزم سميت (علة تجري مجرى الزحاف).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى