أسماء الأفعال في النحو العربي: دراسة تحليلية شاملة للأنواع والعمل
تزخر اللغة العربية بظواهر لغوية فريدة تمنحها عمقاً وثراءً دلالياً، ومن أبرز هذه الظواهر “أسماء الأفعال”، وهي فئة من الكلمات تقف في منزلة وسطى بين الاسم والفعل. فهي تحمل دلالة الفعل الزمنية وعمله النحوي، لكنها تحتفظ بسمات الاسم الشكلية كالبناء وعدم التصريف، مما يجعلها أداة لغوية قوية وموجزة. لا يقتصر استخدامها على غرض الاختصار فحسب، بل يتعداه إلى تحقيق أغراض بلاغية دقيقة كالتوكيد والمبالغة، وهو ما يفسر حضورها اللافت في القرآن الكريم والشعر العربي الأصيل.
يستعرض هذا المقال بشكل أكاديمي ومباشر مفهوم أسماء الأفعال، مصنفًا إياها حسب دلالتها الزمنية إلى ماضٍ ومضارع وأمر، ومفصلاً أنواعها من حيث الأصل والاشتقاق إلى مرتجلة ومنقولة ومعدولة. كما يتناول المقال بالتحليل عملها النحوي، وعلامات بنائها، والخصائص الدلالية للتنوين في بعضها، مقدماً شواهد وأمثلة وافية ترسخ فهم هذه الظاهرة النحوية الهامة.
أسماء الأفعال
تُعرَّف أسماء الأفعال في اللغة العربية بأنها فئة من الكلمات التي تحمل معنى الفعل من حيث دلالتها على الأمر والنهي وارتباطها بالزمن. وتتشارك أسماء الأفعال مع الأفعال في بعض خصائصها، مثل التعدي واللزوم. ولكن، تختلف أسماء الأفعال عن الأفعال في كونها لا تتصرف تصرفها الكامل، ولا تظهر في معظمها علامة الضمير، كما أن التنوين قد يدخل على بعض هذه أسماء الأفعال. ومن الناحية اللفظية، فإنها تشبه الأسماء المبنية، ولهذا السبب، سُميت هذه الكلمات بـأسماء الأفعال. إن الغرض الأساسي من استخدام أسماء الأفعال هو تحقيق الإيجاز والتوكيد والمبالغة في التعبير.
أسماء الأفعال الدالة على معنى فعل الأمر
تُعد أسماء الأفعال التي تأتي بمعنى فعل الأمر هي الفئة الأكثر عددًا والأوسع انتشارًا ضمن أسماء الأفعال. وقد وردت هذه أسماء الأفعال على أنواع متعددة، فمنها أسماء الأفعال المرتجلة التي استُعملت في أصل وضعها كأسماء أفعال ولم تُنقل عن شيء آخر. ومنها أسماء الأفعال المنقولة عن المصدر، أو عن الجار والمجرور، أو عن الظرف، أو عن الحرف. وأخيرًا، منها أسماء الأفعال المعدولة عن صيغة فعل الأمر.
أـ أسماء الأفعال المرتجلة:
وهي: حيّ، وحيّهلَلَ، وهَلُمَّ، وهَاتِ، وصَهْ، ومَهْ، وإيْهِ، وإيهاً، وبسِّ، وقدْك، وقطك، وتَيْدَ، ووَيْهاً، وآميِنْ، وهَيّا، وهَيْتَ.
- حيّ: وهو من أسماء الأفعال التي تأتي بمعنى أقبل، ومنه قولهم: حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح.
- حيّهَلَ: وهو من أسماء الأفعال التي لها معنى “ائت” أو “عجِّل”، وهي مركبة من “حيّ” و”هَلَ”. تقول: حيّهَلَ الطعامَ، ومعناه: ائت الطعام. وتقول: حيّهَلَ إلى الأمر أو بالأمر، ومعناه: عجِّل. وتقول: حيّهَل على الأمر، ومعناه: أقبل. قال لبيد:
يتمارَى في الذي قُلْتُ لَهُ *** ولَقَد يسمعُ قَوْلي: حَيّهَلْ
فقوله: (حيّهَلْ) هو من أسماء الأفعال التي تعني: أقبل. فهو اسم فعل أمر مبني على الفتح، وقد سُكِّنَ في البيت الشعري لضرورة الرويّ. - هلمّ: لهذا النوع من أسماء الأفعال معنيان: “هاتِ”، و”تعال”. تقول: هلمّ زيداً، بمعنى: هاتِ زيداً، وهذا الاستخدام يُعد نادرًا، ولم يعد مستخدمًا في العصر الحاضر. أما المعنى الثاني فهو “تعالَ”، حيث تقول: هلمّ، أي تعالَ.
وفيه لغتان: حجازية وتميميّة. فالحجازيون لا يوصلون به ضمير الرفع؛ فهم يستخدمون (هلمّ) للواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث بصيغة واحدة، ولا يُدخلون عليها إحدى نوني التوكيد. قال تعالى: {والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا}. فالخطاب هنا موجه إلى جماعة الذكور العاقلين، ولم تتصل واو الجماعة باسم الفعل (هلمّ)، مما يوضح خصائص هذه الفئة من أسماء الأفعال.
أما بنو تميم فيوصلون به ضمير الفاعل المخاطب، ويُدخلون عليه إحدى نوني التوكيد، فيقولون: هَلُمّ، وهَلُمّي، وهَلُمّا، وهلمّوا، وهَلْمُمْنَ، وهلمّنّ، وهلُمّنْ. - هَاتِ: وهو من أسماء الأفعال التي تأتي بمعنى “أعطِ”، وتتصل بها ضمائر الرفع. قال تعالى: (قُلْ: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين). فقد اتصلت واو جماعة الذكور العاقلين باسم الفعل (هات). وتقول: هاتِ، هاتي، هاتيا، هاتوا.
- ومعنى صهْ: اسكت، ومعنى مَهْ: اكفف، ومعنى إيْهِ: زد في حديثك. قال ذو الرمّة في استخدام هذا النوع من أسماء الأفعال:
إيهِ فِداء لكم أمِّي وما وَلَدَتْ *** حَامُوا على مجدِكُم واكفُوا مَنْ اتّكلا
والمعنى هنا: زيدوا في حديثكم. - ومعنى بَسَّ وقدْكَ وقَطْك هو اكفف. ومعنى تَيْدَ هو اتئد. ومعنى تَيْدَ زيدًا هو أمهله. ومعنى ويهاً: أغرِ. ومعنى آمين: استجبْ. ومعنى هَيّا، وهّيْتَ: أسرِعْ. وتُظهر هذه الأمثلة تنوع دلالات أسماء الأفعال.
ب ـ أسماء الأفعال المعدولة
يُعدل فعل الأمر من الفعل الثلاثي على وزن (افعل) إلى صيغة اسم فعل الأمر (فعالِ). وهذا العدل في أسماء الأفعال يُعد قياسيًا في الفعل الثلاثي، وسماعيًا في غيره.
قال طفيل مستخدمًا هذه أسماء الأفعال:
تراكِها من إبِلٍ تراكِها *** أمَا ترى الموت لدى أوراكها
وقال أيضاً:
مناعِها مِنْ إبِلٍ مناعِها *** أما ترى الموت لدى أرباعها
وقال ربيعة الضبي:
فدَعَوا نِزالٍ فكُنتُ أوّلَ نازِلٍ *** وعلامَ أركبُهُ إذا لمْ أنْزِلِ
قال جرير:
نَعَاءٍ أبا ليلى لِكُلِّ طِمِرَّةٍ *** وجرْداء مثْلِ القوسِ سَمْحِ حُجًولَها
وقال أبو النجم:
حذارِ مِنْ أرماحِنا حَذارِ
وقال رؤبة:
نَظَارِ كيْ ارْكَبَها نَظَارِ
ويؤمر بهذه الصيغة من أسماء الأفعال المذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع على حد سواء.
جـ ـ أسماء الأفعال المنقولة عن المصدر
وهي: رُوَيْدَ، وبَلْهَ، والنجاءك، وحَذْرَكَ، وحَذَارَكَ وفَرْطَكَ.
- رُوَيْدَ: هو اسم فعل معناه (دعْ)، و(أمهل). وهو من أسماء الأفعال المنقولة عن مصدر الفعل (أرود)، الذي مصدره “إرواد”، ولكنه رُخِّم وصُغِّر.
فإن نُوِّن، كان مفعولًا مطلقًا نائبًا مناب فعله، كقولك: رويداً زيداً، أي أمهل زيداً. وإذا أُضيف، كان مفعولًا مطلقًا. أمّا إذا لم يُنوّن، وانتصب الاسم بعده، فهو يُعَد من أسماء الأفعال التي بمعنى الأمر.
قال الهُذليّ:
رُوَيْدَ عليّاً جُدّ ما ثَدْيُ أمِّهِمْ *** إلينا ولكنْ ودُّهُمْ متمايِنُ
فـ (رويد) في هذا البيت هو اسم فعل أمر، معناه أمهل، وهو مثال على عمل أسماء الأفعال.
وقال الشاعر:
فـ (رويداً) هنا مفعول مطلق نائب عن فعله، و(بني) مفعول به للمصدر (رويداً).
وقد يكون صفة للمفعول المطلق، كقولك: ساروا سيراً رويداً. ويكون حالاً، كقولك: ضعه رويداً. - بَلْهَ: معناه: دَعْ. قال كَعْبُ بن مالك في استخدام هذا النوع من أسماء الأفعال:
تذَرُ الجمَاجِمَ ضاحياً هاماتُها *** بَلْهَ الأكُفِّ كأنها لم تُخْلَقِ
ويُضاف إلى ما بعده فيكون مصدرًا نائبًا عن فعله، كقولك: بَلْهَ الأمرِ، ومعناه: ترْك الأمر. ويُنوّن فيكون مصدرًا نائبًا عن فعله أيضًا، كقولك: بلْهاً الأمرَ. - ومعنى النجاءك: انجُ. ومعنى حذارَكَ: احذرْ. ومعنى فرطَكَ: احذرْ وتقدّمْ. وهذه كلها أمثلة على أسماء الأفعال المنقولة.
د ـ أسماء الأفعال المنقولة عن الظروف
وهي: دونك، وعندك، ولديك، ومكانك، وبعدك، وأمامك، ووراءك.
- فمعنى دونك: خذ أو تناولْ عن قربٍ، كقولك: دونك الكتاب. ومثله: عندك الكتاب، ولديك الكتابَ.
- أمامك: احذر، أو تبصّر، أو تقدّم. وراءك: افطن لما خلفك. قال الفرزدق:
إذا جشأتْ نفسي أقول لها ارجعي *** وراءك واستحيي بياض اللهازم
فمعنى “وراءك” هنا: افطني لما خلفك، وهو استخدام واضح لـ أسماء الأفعال. - وراءك: تنجَ. بعدك: احذر. مكانك: اثبت. قال تعالى: (مكانكم أنتم وشركاؤكم). والمعنى: اثبتوا أنتم وشركاؤكم. وقال عمرو بن الإطنابة:
وقولي كلما جشأت وجاشت *** مكانك تُحمدي أو تستريحي
فمعنى “مكانك”: اثبتي. هذه كلها من أسماء الأفعال المنقولة عن الظروف.
هـ ـ أسماء الأفعال المنقولة عن الجار والمجرور
وهي: إليك، وعليك. تقول: إليك عني، والمعنى: تنحّ. وتقول: إليك الكتب، والمعنى: خذه. وتقول: عليك خالداً، والمعنى: الزمه. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم). ومعنى “عليكم أنفسكم” في هذه الآية: الزموا أنفسكم، مما يجسد دلالة هذه أسماء الأفعال.
وـ أسماء الأفعال المنقولة عن حرف التنبيه (ها)
يُصاغ هذا النوع من أسماء الأفعال بإضافة همزة أو كاف دالة على المخاطب إلى حرف التنبيه. تقول: هاكَ، وهاؤنّ، هالَ الكتاب، أي: خذ الكتاب. قال تعالى: {هاؤم اقرؤوا كتابيه}، والمعنى: خذوا اقرؤوا كتابيه.
أسماء الأفعال الدالة على معنى الفعل الماضي
يُعد استخدام أسماء الأفعال الدالة على معنى الفعل الماضي أقل شيوعًا من أسماء الأفعال الدالة على الأمر. وهي: هيهات، وأيهاتَ، وشتّان، وسرعان، وبطان، ووشكانَ.
- هيهات: من أشهر أسماء الأفعال الماضية، ومعناه: بَعُدَ. قال جرير:
فهيهات هيهاتَ العقيقُ ومن به *** وهيهات خِلٌّ بالعقيق نواصلهْ
وقال ذو الرمة:
هيهات خرقاء إلّا أن يُقَرِّ بها *** ذو العرش والشّعشعاناتُ الهراجيبُ - شتان: من أسماء الأفعال التي تفيد معنى “تفرّق”. قال الشاعر:
لشتّان ما بين اليزيدين في النّدى *** يزيد سُلَيمٍ والأغرِّ ابنِ حاتم
فهمُّ الفتى الأزديِّ إنفاقُ مالهِ *** وهمُّ الفتى القيسيِّ جمعُ الدراهم
وقال لقيط بن زرارة:
شتّان هذا والعناقُ والنومْ *** والمشربُ الباردُ في ظلَّ الدَّومْ
وقال الشاعر:
وشتّان ما بيني وبين ابن خالدٍ *** أُميّةَ في الرزق الذي يُتَقسّمُ - سرعان: معناه: سَرُع. قالوا: سرعان ذا إهالةً، حيث (ذا) اسم إشارة، و(إهالةً) تمييز. وقال بشر بن أبي خازم في هذا النوع من أسماء الأفعال:
أتخطُب فيهم بعد قتل رجالهم *** لسرعانَ هذا والدّماءُ تصبّبُ - وَشكان: معناه: سَرُع. قالوا: وَشْكان ذا خروجاً.
- بُطآن: معناه: بَطُؤ.
أسماء الأفعال الدالة على معنى الفعل المضارع
تشمل هذه الفئة من أسماء الأفعال ما يدل على معنى الفعل المضارع، وهي: آهِ، وأوِّه، وأفً، وأخِّ، وحسِّ، ووَيْ، ووَا، ووَاهاً، وبَجَلْ، ونَوْلُكَ.
- آه و أوِّه: من أسماء الأفعال التي تعني أتوجع. قال الشاعر:
أوِّهِ من ذِكري حُصيناً ودونه *** نَقَاً هائلٌ جَعْدُ الثرى وصفيح - أف: معناه أتضجّر. قال تعالى: {ولا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما}.
- أخً: معناه أتكرّه.
- حسِّ: معناه أتألم.
- وَيْ، ووَا، ووَاهاً: من أسماء الأفعال التي تعني أتعجّب. قال تعالى: {وي كأنّ الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقْدِرُ}. والمعنى: أتعجب.
وقال الشاعر:
واهاً لسلُى ثمّ واهاً واها *** هيَ المُنى لًو أننا نِلناها
والمعنى: أتعجب.
وقال الراجز:
وا بأبي أنتِ وفُوكِ الشُنَبْ *** كأنما ذُرَّ عليه الزرنَبْ
والمعنى: أتعجب.
وقال الشاعر:
وَيْ كأنْ منْ يكنْ لهْ نشَبٌ يُحبَبْ *** ومنْ يفتقرْ يعشْ عيْش ضُرِّ
وقال عنترة:
ولقد شفى نفسي وابرا سُقمها *** قيلُ الفوارس ويك عنتر أقدم - بجل: معناه يكفي.
- نولك: معناه ينبغي لك. وتدخل عليها (لا) النافية، فيقال: لا نولك، والمعنى: لا ينبغي لك. وهذه المجموعة تُمثل أسماء الأفعال المضارعة.
عمل أسماء الأفعال
يتمثل عمل أسماء الأفعال في أنها تؤدي نفس الوظيفة النحوية للأفعال التي جاءت بمعناها. فترفع أسماء الأفعال الفاعل إن كانت بمعنى الأفعال اللازمة، وتنصب المفعول به إن كانت بمعنى الأفعال المتعدية، وهذا من أهم خصائص أسماء الأفعال. وتأتي أسماء الأفعال في رتبة متقدمة على معمولها، فلا يجوز أن يتقدم المعمول عليها إلا في حالة الضرورة الشعرية. قال الشاعر:
يا أيها المائح دلوى دونكا *** إني رأيت الناس يحمدونكما
ويدل اسم فعل الأمر، وهو من أبرز أنواع أسماء الأفعال، على الطلب، فينجزم الفعل في جوابه. تقول: صه: تسلمْ. وقال عمرو بن الإطنابة:
وقولي كلّما جشأتْ وجاشَتْ *** مكانَكِ تُحمدي او تستريحي
ولا ينتصب جوابه المقترن بفاء السببية.
التنوين في أسماء الأفعال
يُلحَظ التنوين في بعض أسماء الأفعال، حيث يكون له أثر دلالي مهم. يجب تنوين “واها”، و”ويهاً”. ويجوز تنوين “صه”، و”مه”، و”إيه”، و”أفٍّ”. والفرق بين “صهْ” (غير منونة) و”صهٍ” (منونة) هو أنك إذا نوّنت فالمعنى هو اسكت عن كل حديث، وإذا لم تنوِّن فالمعنى اسكت عن حديثك هذا تحديدًا. ومعنى “إيه” (غير المنونة) هو: امضِ في حديثك المعهود. ومعنى “إيهٍ” (المنونة) هو: امضِ في أي حديث تشاء. ومثل ذلك ينطبق على “مه”، و”أفّ”، مما يوضح دقة الفروق الدلالية ضمن أسماء الأفعال.
الأسئلة الشائعة
ما هي أسماء الأفعال في اللغة العربية؟
أسماء الأفعال هي فئة محددة من الكلمات في اللغة العربية التي تحمل معنى الفعل ودلالته الزمنية (أمر، ماضٍ، مضارع)، وتعمل عمله من حيث اللزوم والتعدي فترفع فاعلاً وتنصب مفعولاً به. ورغم ذلك، هي تختلف عن الأفعال في كونها كلمات مبنية لا تقبل التصريف، ولا تظهر عليها علامات الضمير في أغلب صورها، وقد يلحقها التنوين الذي هو من خصائص الأسماء. الغرض البلاغي من استخدامها هو تحقيق الإيجاز والتوكيد والمبالغة.
ما هي أسماء الأفعال المبنية؟
وفقًا للنص، فإن جميع أسماء الأفعال مبنية بطبيعتها، وهي تشبه الأسماء المبنية من حيث لزومها حالة إعرابية واحدة في آخرها لا تتغير بتغير موقعها في الجملة. النص لا يفرد قسماً لـ”أسماء الأفعال المبنية” لأن هذه السمة (البناء) هي صفة أصيلة وشاملة لكل أسماء الأفعال. وتختلف علامة بنائها باختلاف كل اسم؛ فمنها ما يُبنى على الفتح مثل (حيّهَلَ)، ومنها ما يُبنى على الكسر مثل صيغة (فَعالِ)، ومنها ما يُبنى على السكون مثل (صَهْ).
كيف أعرف الأسماء من الأفعال؟
النص يوضح الفروق الجوهرية بين اسم الفعل والفعل العادي، والتي يمكن من خلالها تمييز أحدهما عن الآخر:
- التصريف: الفعل يتصرف (مثل: كتب، يكتب، اكتب)، بينما اسم الفعل جامد لا يتصرف (مثل: هيهات، شتان).
- علامات الضمير: الأفعال تتصل بها ضمائر الرفع البارزة بوضوح (كتبوا، كتبنا)، أما أسماء الأفعال فلا تظهر فيها علامة الضمير في معظمها، وإن اتصلت ببعضها (مثل: هاتوا) فتكون على نحو محدود.
- التنوين: بعض أسماء الأفعال تقبل التنوين (مثل: صهٍ، إيهٍ)، وهو من أبرز علامات الأسماء التي لا تدخل على الأفعال أبداً.
ما هي الأسماء التي تعمل عمل الفعل؟
الأسماء التي تعمل عمل الفعل وتؤدي وظيفته النحوية هي ما يُصطلح على تسميتها بـ “أسماء الأفعال”. هذه الكلمات ترفع فاعلاً إن كان معناها فعلاً لازماً، وترفع فاعلاً وتنصب مفعولاً به إن كان معناها فعلاً متعدياً. ومن أمثلة عملها قولنا: “هيهات النجاحُ للمهملِ”، فكلمة “النجاحُ” فاعل لاسم الفعل “هيهات” الذي يعمل عمل الفعل “بَعُدَ”.
ما هي أسماء الفعل الأمر؟
أسماء فعل الأمر هي الفئة الأكثر عدداً وانتشاراً، وقد صنفها النص إلى الأنواع الآتية مع أمثلتها:
- المرتجلة: وهي التي وُضعت أصلاً كأسماء أفعال، مثل: حيَّ، هلمَّ، هاتِ، صَهْ، مَهْ، إيهِ، آمين.
- المعدولة: وهي المحوّلة قياساً من صيغة “افعل” إلى “فَعالِ”، مثل: نَزالِ (بمعنى انزل)، حَذارِ (بمعنى احذر)، تَراكِ (بمعنى اترك).
- المنقولة عن المصدر: مثل: رُوَيدَ (بمعنى أمهل)، بَلْهَ (بمعنى دع).
- المنقولة عن الظرف: مثل: أمامَكَ (بمعنى تقدم)، وراءَكَ (بمعنى تأخر)، مكانَكَ (بمعنى اثبت)، دونَكَ (بمعنى خذ).
- المنقولة عن الجار والمجرور: مثل: إليكَ عني (بمعنى ابتعد)، عليكَ نفسَك (بمعنى الزم).
- المنقولة عن حرف التنبيه: مثل: هاكَ الكتابَ (بمعنى خذ).
ما هو الفرق بين اسم الفعل والفعل؟
الفرق الأساسي بين اسم الفعل والفعل، كما يستخلص من النص، يكمن في أربعة جوانب رئيسية:
- البناء والإعراب: اسم الفعل مبني دائماً، بينما الفعل منه المبني (الماضي والأمر) ومنه المعرب (المضارع في غالب حالاته).
- التصريف والجمود: الفعل قابل للتصريف مع الأزمنة والضمائر، أما اسم الفعل فهو جامد لا يتصرف.
- التأثر بالعوامل: الفعل المضارع يتأثر بأدوات النصب والجزم، أما اسم الفعل فلا يتأثر بهذه العوامل.
- قبول العلامات: يقبل بعض أسماء الأفعال التنوين، وهي علامة اسمية لا تدخل على الأفعال مطلقاً.
ما هي أسماء الأفعال المرتجلة؟
أسماء الأفعال المرتجلة هي تلك التي استُخدمت في اللغة العربية منذ أصل وضعها كأسماء أفعال، أي أنها لم تُنقل من مصادر أخرى كالظروف أو المصادر. والنص يعددها كالتالي: حيّ، وحيّهلَلَ، وهَلُمَّ، وهَاتِ، وصَهْ، ومَهْ، وإيْهِ، وإيهاً، وبسِّ، وقدْك، وقطك، وتَيْدَ، ووَيْهاً، وآميِنْ، وهَيّا، وهَيْتَ.
ما هي علامات بناء أسماء الأفعال؟
النص يشير إلى أن أسماء الأفعال مبنية، لكن علامة البناء تختلف من اسم لآخر حسب حركة الحرف الأخير في الكلمة. من خلال الأمثلة الواردة في النص، يمكن تحديد العلامات التالية:
- البناء على الفتح: مثل “حيّهَلَ” و”هيهاتَ”.
- البناء على الكسر: وهو قياسي في صيغة “فَعالِ” المعدولة عن فعل الأمر، مثل “نَزالِ” و”حَذارِ”.
- البناء على السكون: مثل “صَهْ” و”مَهْ”.
ما هو اسم فعل مضارع؟
اسم الفعل المضارع هو كلمة مبنية تدل على معنى فعل مضارع وتعمل عمله. وهي فئة قليلة مقارنة بأسماء فعل الأمر. والأمثلة التي أوردها النص لمعانيها هي:
- آهِ / أوِّه: بمعنى أتوجّع.
- أفٍّ: بمعنى أتضجّر.
- أخٍّ: بمعنى أتكرّه.
- حسِّ: بمعنى أتألّم.
- وَيْ / وَا / وَاهاً: بمعنى أتعجّب.
- بَجَلْ: بمعنى يكفي.
- نَوْلُكَ: بمعنى ينبغي لك.
كم عدد أسماء الأفعال؟
النص المقدم لا يحدد عدداً إجمالياً لأسماء الأفعال في اللغة العربية، حيث إن بعضها سماعي وبعضها قياسي. ولكنه يشير بوضوح إلى أن أسماء الأفعال التي تأتي بمعنى فعل الأمر هي الأكثر عدداً والأوسع استخداماً (“أكثرها وأوسعها”). بينما يذكر أن أسماء الأفعال الماضية والمضارعة أقل استخداماً وذات أمثلة محصورة نسبياً.
