ليتسع قلبك دوماً
بقلم: تبارك ياسر جمعة.
إلى ذلك الشخص الذي يستمر في الكفاح مهما كسرت الأيام مجاديفه.
طريقك الذي أتعبك في السير سينتهي ذات يوم مكللاً بنجاح ينسيك كل دمعه وكل ألم ولن تتذكر سوى عزيمتك وإصرارك .. لم يتبقَ لك سوى عام واحد حصاد 12 عاماً. اجتهد .. اتعب لنهاية جميلة. لا تقلق أنت تخطيت مصاعب ١١ عاماً وربما أكثر من ذلك لا تيأس مهما تقطعت بك السبل ومهما تعثرت ومهما أظلمت بك الطرقات. ستلمع عيناك بعد أن خف بريقها، ستشرق روحك بعد ذبول ظننته لن يزول. افتح نوافذ الأمل في روحك ستجد ما يستحق الحياة. لا تمل أكمل طريقك إن الله يحب العبد المؤمن اللحوح قال تعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون} [النمل: ٦٢] ومن هو الذي لا يلجأ إلى الله وحده، وهو الذي إذا مسك ضر أنجاك منه كيف لا .. وهو رب العزة جل وعلا الرحيم بخلقه العزيز في حكمه الذي لا يخفى عليه شيء وقدرته تحيطنا في كل مكان.
ثق بنفسك فالثقة هي الأساس لتسير دون انكسارات مؤلمة، لا تدع (الخوف) يسيطر عليك لا يوجد شيء مستحيل، أنت فقط تحتاج إلى قدرة، تحتاج أن تضع هدفاً وتضع حلماً وتسير عليه وتؤمن بحلمك فهو عظمة. اصنع خطة لحياتك وفكر بالغد فغداً أجمل، حاول وحاول والله لا يضيع لك أجراً حلمك قريب فقط يحتاج القليل من الجهد ليتحقق.
سهرك .. قلقك .. تعبك .. عزلتك .. إرهاق جسدك .. كثرة تفكيرك .. جهدك واجتهادك لن يذهب سدىً. فلا تقل أنا لا أستطيع فتهلك، سترى ثمرة أفعالك أمامك قريباً؛ فقد خُلقت لتحارب الصعاب ولتتذوق من مرارة وحلاوة هذه الدنيا .. أنت إنسان و تمر بحالات قاسية لكن أنت تستطيع، لا تستسلم أبداً لا تجعل انكسارات الضعف تتغلب عليك؛ ستشرق شمس أمنياتك حتماً، أنت قوي لدرجة أنك ستواجه الأمر بنفسك فالحياة تميت الضعيف قهراً، كن مستعداً لتواجه ظروف الحياة أنت الذي سوف تصنع النور الذي يضيء حياتك. ما تراه صعباً هو هين على الله، فقط عليك أن تلجأ إليه سبحانه وتتوكل عليه قال تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: ١٥٩].
طال الأمر لكن ربك سيُحدث بعد ذلك أمراً وسيكون العوض معجزة.
لم يزرع في قلبك إرادة وإصراراً لشيء إلا وهو يعلم سبحانه أنك سوف تصل إليه، كن كما أضاءك الله لا تنطفئ.
يجب عليك أن تتخلص من ماضيك .. سلبيتك .. اقض على تسويفك وأي شيء قد يعيقك، الله يعلم كم مرة تعثرت ونهضت .. تألمت وخُذلت ثم وقفت .. أتتك لحظات انطفاء الشغف تجاه كل شيء فحاربت تلك المعركة التي في داخلك سيجبرك الله جبراً قريباً حتى تطمئن روحك، لو تعلم كيف يدبر أمورك لعلمت يقيناً أنه أرحم بك من أمك و أبيك هون على قلبك المحزون فربك سيرويه .. يرتبك بعد كل هذه الفوضى وأنت لا تعلم، عوض الله سيمحي ما مررت به وكأنك لم ترى حزناً فقط ثق باللطيف.
ختاماً يوماً ما سوف تنظر إلى الخلف وترى شهادتك بيدك وفرحة أهلك وتشعر بفخر أنك لن تستسلم .. كن ملهِماً لنفسك عظيماً بما تسعى إليه قال تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى} [النجم: ٣٩ -٤٠] أنت تتمنى وهو الله.