الفرق بين الشوارب والشنب
يُطلِقُ بعضُ العربِ في عصرِنَا اسمَ الشَّنبِ على الشَّعرِ الَّذي يعلو فمَ الرَّجلِ، وهذا خطأٌ كبيرٌ وخلطٌ بينَ معنى الشَّنبِ والشَّاربِ، لتعرفَ الفرقَ بينَ الشَّاربِ والشَّنبِ اقرأِ المقالةَ.
الشَّواربُ
الشَّواربُ: جمعُ شاربٍ، وهيَ: ما سالَ على الفَمِ مِنَ الشَّعرِ.
ومِنْ حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «خَالِفُوا المُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ».
الشَّنبُ
الشَّنَبُ: لَهَا معانٍ عدَّةٌ، مِنْهَا:
١ -رِقَّةُ الأسنانِ واسْتِواؤُهَا وحُسْنُهَا. قالَهُ الثَّعالبيُّ.
أو رِقَّةُ الأنيابِ معَ ماءٍ وصَفاءٍ وعذوبةٍ، أوردَهُ الخليلُ والفارابيُّ وابنُ فارسٍ.
يُقالُ: رجُلٌ، أشْنَبُ؛ أي: رَقيقُ الأسنانِ.
وامرأةٌ شَنْباءُ، بَيِّنَةُ الشَنَبِ.
٢ -ماءٌ ورِقَّةٌ يجري على الثَّغرِ، قالَهُ اللَّيثُ والخليلُ.
والمشانِبُ: الأفواهُ الطَّيِّبةُ.
٣ -رِقَّةُ الثَّغرِ وصفاؤُهُ، قالَهُ ابنُ رديدٍ.
٤ -بَرْدُ الرِّيقِ، أوردَهُ ابنُ دريدٍ.
وشَنَبَ يَومُنَا فَهُوَ شانبٌ وشنيبٌ؛ إِذا بَردَ.
وقالَ الأصمعيُّ: الشَّنَبُ: البَرْدُ والعذُوبَةُ فِي الْفَمِ.
٥ -قالَ ابنُ شُمَيلٍ: الشَّنَبُ في الأسنانِ أنْ ترَاهَا بَيْضَاءَ مُسْتَشْرِبةً شَيْئاً مِنْ سَوادٍ، كَمَا ترى الشَّيءَ مِنَ السَّوَادِ في البردِ.
وقالَ أبو العبَّاسِ: اختلفُوا في الشَّنَبِ، فقالَتْ طائفةٌ: هوَ تَحْزِيزُ أَطرَافِ الأسنَانِ، وَقيلَ: هُوَ صفاؤُهَا ونقَاؤُهَا، وقيلَ هُوَ تَفْلِيجُهَا، وَقيلَ: طِيبُ نَكْهتِهَا.
قالَ ذو الرُّمَّةِ:
لمياءُ في شفتيهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ … وَفِي اللِّثَاتِ وَفِي أَنْيَابِهَا شَنَبُ
وقالَ آخرُ:
وابأَبِي أَنْتِ وفُوكِ الأَشْنَبُ … كأَنَّما ذُرَّ عَلَيْهِ الزَّرْنَبُ
٦ -وقالَ اللَّيثُ: رُمَّانَةٌ شنْبَاءُ، وهيَ المَلِيسَةُ، وَلَيسَ فِيهَا حَبٌّ، وَإِنَّمَا هُوَ ماءٌ فِي قِشْرٍ على خِلْقَةِ الحَبِّ مِنْ غيرِ عَجَمٍ.
وقالَ الزَّجَّاجيُّ: سُئلَ رُؤْبةُ عنِ الشَّنَبِ، فأراهُمْ حبَّةَ رُمَّانٍ، وسُئلَ الأصمعيُّ عنِ العارِضَينِ مِنَ اللِّحيةِ؛ فوضعَ يَدهُ على ما فوقَ العوارضِ مِنَ الأسنانِ.
فعلى هذا الشَّواربُ اسمٌ، والشَّنبُ صفةٌ.