تراجم

الشنفرى: حياته وشعره بين الغزل والصعلكة

تحليل شامل لحياة الشاعر الصعلوك وأبرز أغراضه الشعرية من الفخر إلى الرثاء

يُعد الشنفرى أحد أبرز شعراء العصر الجاهلي، حيث تمثل قصته وشعره نموذجاً فريداً لحياة الصعاليك. تستكشف هذه المقالة مسيرته الشعرية والشخصية بعمق، كاشفةً عن جوانب حياته وأدبه التي جعلته خالداً في تاريخ الأدب العربي.

حياة الشنفرى ونشأته الغامضة

الشنفرى شاعر قحطاني من الفحول، وصعلوك من شياطين الصعاليك. قيل: اسمه الشنفرى، وقيل اسمه عمرو بن مالك والشنفرى لقب غلب عليه، ومعناه: غليظ الشفتين، وهو من بني الحارث بن ربيعة بن الأواس من الأزد. كان لأبيه مكان في قومه، أما أمه فمختلف فيها. قيل: كانت سبية، ولذلك عبر بها الشنفرى، وعد هجيناً من أغربة العرب، وفي شعره ما يشير إلى هجنته. وقيل: كانت أمه حرة، لقوله مفاخراً بها: وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها، لكن رواية الشطر مضعوفة مدفوعة برواية أخرى، هي: وأمي ابنة الخيرين لو تعلمينها.

في أخبار الشاعر ونشأته الأولى غموض كالغموض الذي يعرو نسبه، وفيها اضطراب يبلغ حد التدافع والتناقض. ويمكن أن نستخلص منها أنه ابن رجل شريف، وأن رجلاً من الأزد وثب على أبيه فقتله. فلما رأت أم الشنفرى أنه لم يطلب بدمه أحد ارتحلت بالشنفرى وبأخ له أصغر منه، وجاورت في فهم. فلم تزل فيهم حتى كبر الشنفرى، فجعلت تبدو منه عرامة، وأخذ الناس يكرهون عشرته، ويضيقون بشرته، فتصعلك، ولحق بتأبط شرّاً، فوقع في نفسه، فكان يكرمه، ويدنيه.

ويمكن أن نستخلص من أخباره أنه قضى طفولته المبكرة مع أمه وأخيه في أسرة من بني شبابة – وهي أسرة من فهم – وأنه لم يزل في كنف هذه الأسرة حتى أسر بنو سلامان بن مفرج رجلاً من بني شبابة فقداه قومه بالشنفرى – وكان غلاماً ـ فانتقل من فهم إلى سلامان. عاش الشنفرى في بني سلامان لا يحسبه الناس، ولا يحسب نفسه إلا واحداً منهم. ثم نازعته بنت الرجل الذي كان في حجره. وكان السلامي اتخذه ولداً، وأحسن إليه، وأعطاه، فقال لها الشنفرى: اغسلي رأسي يا أُخيّة – وهو لا يشك أنها أخته.

فأنكرت أن يكون أخاها ولطمته فذهب مغاضباً حتى أتى الذي اشتراه من فهم، فقال له الشنفرى اصدقني من أنا؟ قال: أنت من الأواس بن الحجر فقال: أما إن لن أدعكم حتى أقتل منكم مائة بما استعبدتموني. ثم إنه مازال يقتلهم حتى قتل تسعة وتسعين رجلاً. قال الشنفرى للجارية السلامية التي لطمته، وقالت لست بأخي:

ألا ليت شعري والتلهّف ضلّة بما ضرَبَتْ كَفُّ الفتاة مجيبها
وَلَوْ عَلِمَتْ قَعوسُ أَنْسَابُ وَالِدِي ووالدها ظلت تقاصر دونَها
أنا ابنُ خيارِ الحِجْرِ بيتاً وَمَنصِباً وأمي ابنةُ الأحرارِ لَو تعرفينّها

وروى صاحب الأغاني خبر مقتله مفصلاً، وخلاصة الخبر أن نفراً من بني سلامان كمنوا للشنفرى بعد أن فتك بهم فتكه الذريع، فلما أحس سوادهم في الليل رمى، فأصاب ذراع واحد منهم، ثم صرع اثنين، لكن القوم كثروه وأسروه، وعذبوه قبل أن يقتلوه، وسألوه: أين نقبرك؟ فقال:

فلا تَقْبروني إن قَبري محرَّم عليكُم ولكنْ أَبشري أُمَّ عامر
إذا احتملت رَأسي وفي الرأسِ أَكثري وغودِرَ عِنْدَ الملتَقَى ثمَّ سَائِري
هنالِكَ لا أَرْجُو حَياةً تَسُرّني سميرَ الليالي مُبْسَلاً بالجزائرِ

قال صاحب الأغاني: ولما قتل الشنفرى وطرح رأسه مر به رجل منهم، فضرب جمجمة الشنفرى بقدمه، فعقرت قدمه فمات منها، فتمت به المائة. كان الشنفرى من الصعاليك العدائين، لا يجاريه في عدوه إلا تأبط شراً. قال صاحب الأغاني: وذُرع خَطْو الشنفرى ليلة قتل، فوجدوا أول نزوة نزاها إحدى وعشرين خطوة. ثم الثانية سبع عشرة خطوة.

الخصائص الفنية في شعر الشنفرى

إن الصعلكة التي كانت أهم ما في حياة الشنفرى كانت أهم الأغراض في شعره. ويمكن أن يُقال: إن أكثر شعره صور الصراع بينه وبين بني سلامان والجزء الباقي منه دار حول أحاديث تصعلكه وفقره وتشرده وغاراته على غير بني سلامان. يتميز شعر الشنفرى بعدة سمات فنية ونفسية جعلته متفرداً، ومن أبرزها:

  • قوة نفسية هائلة: يتجلى في شعره تحدٍ للظروف القاسية التي فرضت عليه، وتمرد على الناس الذين أذلوه واستعبدوه.
  • تصوير دقيق: برع في تصوير الأسلحة والغارات، وهو ما يعكس طبيعة حياته القتالية، ويقدم فهم عميق لتلك الحقبة.
  • الرثاء الإنساني: يظهر في شعره رثاء لأبيه، وأخيه الذي مات صغيراً، وحتى رثاء ليده التي قطعها بنو حرام من الكوع بعد أن شدوا وثاقه.
  • وصف الذات والواقع: لم يتردد في تصوير هزاله ونعليه الممزقتين وثيابه البالية، وتشرده في الصحراء.
اقرأ أيضاً:  لقمان الحكيم: رجل الحكمة في القرآن والتاريخ

وليس كل ما نسب إليه من الشعر صحيح النسبة، فإن الشك يلابس نسبة لامية العرب إليه ويعزوها بعض النقاد إلى خلف الأحمر، ونسبة اللامية التي مطلعها: إن بالشَّعب الذي دونَ سلع لفتيلاً دمهُ ما يُطَلّ ويعزوها بعض النقاد إلى تأبط شّراً. ولم يترك له النقد إلا مقطعات يسيرة، والتائية التي نظمها في الفخر بقتل حرام قاتل أبيه. فما أبرز الأغراض التي تنطوي عليها هذه المقطعات؟

الغزل في شعر الشنفرى: رقة خلف القسوة

كان الشنفرى – على شراسته – أرق من صاحبه تأبط شراً، والين جانباً. لم تعصف ريح الصعلكة بنزعته الإنسانية كلها، ولم تطع على روابطه بأهله واحبته طغيانها على روابط تأبط شراً. فقد رأيت كيف استباح تأبط شترا دم شيخ وغلام، وكيف اغتال رجلاً أكرم وفادته، ثم ساق ماله، وسبى زوجته، وكيف حقر نساء الأرض كافة، ورماهن بالغدر.

أما الشنفرى فخلف وجهه العبوس نفس مشرقة، ووراء قسوته الظاهرة قلب لا يخلو من لين ورحمة، وإلى جانب حقده على الذين أسروه وحقروه حب الأميمة التي أسرته برقتها وعفتها. فهي شريفة حصان. طيبة الذكر، طاهرة الإزار. لا يطوف بدارها طائف من عهر، ولا يلغ فيها والغ بلوم أو ذم. إذا خرجت من تخدعها سارت محتشمة، لا تتبرج ولا تتخلع، ولا تغوي الرجال بحركة ماجنة، أو لفتة مغناج، ولا ترسل إليهم نظرة فاجرة. وإنما تمضي على رسلها طرفها الغضيض يكاد يغوص في الأرض، كأنها تبحث عن ضالة فقدتها، ولسانها الخجول ينعقد في فمها إذا حدثها رجل:

أميمة لا يُجْزِي نشاها حَلِيلَها إذا ذكر النُّسوانُ عَفَّتْ وجَلّت
يحُلُّ بِمَنْجَاةٍ مِنَ اللَّوْمِ بَيْتُها إذا ما بيوتٌ بالملامة حُلَّتِ
فقد أَعْجَبَتْني لاسْقُوطُ قِنَاعُها إذا ما مَشَتْ، وَلا بِذَاتٍ تَلَفَتِ
كأن لها في الأَرْضِ نِسياً تَقُصُّهُ إذا ما مشتْ، وإِنْ تُحدِّثْكَ تَبْلتِ

وفي هذا الغزل مثل لا يتغنى بها إلا سيد شريف، وقيم لا يلتزمها إلا فارس يقدر الفضيلة ويرضيه من صاحبته أن تلتزمها. وأميمة هذه لم تعف لقبح زهد فيها الرجال، وإنما لفضائل مغروسة فيها زهدتها في الشهوات الفاجرة. لقد أوتيت من الحسن مالم تؤت امرأة أخرى، فهي كما يصفها شعر الشنفرى:

  • امرأة طوال تامة الخلق، ضامرة البطن، وافرة الردف.
  • لينة القد، فاتنة الحسن، كريمة اليد، تهب الناس عن سعة.
  • رشيقة أنيقة، نظيفة معطار، طيبة الأردان.

يحس الشاعر حينما يصحبها أنه يبيت في ظل شجرة مزدهرة وارفة الظلال. إنها واحة الشاعر الصعلوك يفيء إليها بعد الغزو، وبعد أن تلفحه السموم أو تضربه شمس الهاجرة فإذا هي ريحانة فينانة، وظل ظليل، وهو ما يظهر في فن شعره:

فدقَّتْ وجَلَّتْ وَاسْبَكَرَّتْ وَأَكْمِلَتْ فَلَوْ جُنَّ إِنْسَانٌ مِنَ الْحُسْنِ جُنَّتِ
تبيتُ بُعيدَ النَّوْمِ تُهدي عُبوقها لجاراتها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ
فَيتْنا كَأَنَّ البَيْتَ حُجِّرَ حَوْلَنا بريحانةٍ ريْحتْ عِشاءً وطلَّتِ
بريحانةٍ مِنْ بَطْنِ حِلْيَةَ أَمْرَعَتْ لها أَرجٌ ما حَوْلها غَيْرُ مُسنَتِ

اقرأ أيضاً:  الصعلكة وشعر الصعاليك: تحليل الخصائص الفنية والأغراض الأدبية لأدب التمرد

الصعلكة: جوهر حياة وشعر الشنفرى

ذكرنا قبل أن في أخبار الشنفرى اضطراباً يجعل التوفيق بين أولها وآخرها من أعسر الأمور. وإذا كنا عاجزين عن التوفيق فعجزنا لا يدفعنا إلى إنكارها جملة، ولا إسقاط بعض والأخذ ببعض، لارتباط أشعاره بأخباره. غير أنها على اختلافها في الفروع تنساق في مساق واحد، هو الصعلكة التابعة من حقد الشاعر على من استعبدوه من بني سلامان، وإصراره على أن يقتل مائة منهم. وهذا الإصرار ظل يلازمه ويؤرقه، ويحمله على ركوب المخاطر، لينتقم من سراة أفسدوا عليه حياته، وسرقوا حريته وانتزعوا منه صباه الريان، وشبابه المفتون بنفسه:

وَإِنِّي زعِيمٌ أَنْ تَثُورَ عَجَاجَتِي على ذي كساءٍ مَنْ سَلامَانَ أَوْ بردِ
هُمْ أَعْدَمُوني ناشِئاً ذا مَخيلَةٍ أمشي خِلالَ الدَّارِ كالفَرسِ الوَردِ

ولم يكن الشنفرى غافلاً عما ينتظره، فهو يعلم أنه مقتول لا محالة، ولذلك كان يسابق الزمن، لعله يسبق أجله، ويقتل غرماءه، معرضاً عن لوم من تلومه. وتخيل إليه وهو ماض إلى قصده أن قبره ينتظره، وأن المشيعين قد ساروا به إلى حفرته: فيقول:

دعيني، وقولي بَعْدُ ما شِئْتِ إِنَّني سَيُغْدَى بِنَعْشِي مَرَّةً، فَأَغَيَّبُ

وهو يدرك أن الحذر لا ينجي من القدر، ولذلك يسخر من صاحبيه اللذين نصحا له باجتناب المخاطر:

يا صاحبي هَلِ الحِذارُ مسلِّمي أو هل لحتفِ مَنِيَّةٍ مِنْ مَصْرِفِ؟

ولما كان القصد الذي قصده هدفاً لا رجعة عنه فالمصاعب كلها ذلل دون قدميه والمخاوف كلها سهلة لا تثنيه عن همه:

إذا هُمَّ لَمْ يَحْذَرْ مِنَ اللَّيلِ غُمَّةً تُهابُ وَلَمْ تَصْعُبْ عَلَيْهِ الْمَرَاكِبُ

لكنه – وللصعلكة نظامها – لم يكن ليتفرد بالرأي. فإذا كان لأصحابه مرمى يخالف مرماه انصاع لهم، وقصد قصدهم. فصديقه تأبط شتراً كان عدواً لبني العوْص، يتعقبهم ويفجؤهم، فظاهره الشنفرى، وخرج معه في كوكبة من اللصوص كالذئاب الطاوية، تضيء جباههم في الليل كالسرج الموقدة. ومضوا يجوزون الفلوات ثلاث ليال على الأقدام حتى بلغوا بني العوص فأغاروا عليهم إغارة صعقتهم وكانت الضربات القواصم فيها لسيفي المسيب وتأبط شتراً، وهو مجتمع خاص بهم:

سراحينُ فِتْيَانِ كَانَ وُجُوهَهُمْ مَصَابِيحُ أَوْ لَوْنَ مِنَ المَاءِ مُذْهَبُ
ثلاثاً على الأقدام حتى سما بنا على العوصِ شَعْشَاعٌ مِنَ القَوْمِ مُحْرِبُ
فَشَنَّ عَلَيْهِمْ هِزَّةَ السَّيْفِ ثَابِتٌ وَصَمَّم فيهِم بالحُسَامِ المُسَيَّبُ

وللصعاليك بأدوات القتال كلف أي كلف، فهم متعلقون بسيوفهم ورماحهم وقسيهم، يفاخرون بها ويتقنون صنعها. وكان الشنفرى يصنع النبال، ويجعل أفواقها من القرون والعظام … فكان إذا غزا غرماءه من بني سلامان جعل يرميهم بها فيعرفون نبله بأفواقها في قتلاهم. وربما كان اليحموم فرس الشنفري أحب أحبته إليه، فهو مثله نحيل رشيق، وشرف الجواد يقاس بعزمه لا بجسمه، وبجنونه في المعترك، لا برزانته في المبترك، وهي إستراتيجية قتالية فريدة:

ولا عيب في اليحموم غيرُ هزالهِ عَلَى أَنَّهُ يَوْمَ الهِيَاجِ سَمِينُ
وَكُمْ مِنْ عَظِيمِ الخَلْقِ عبل مُوَثَّق حَواهُ، وفيه بعد ذاكَ جُنونُ

صلابة الصعاليك تظهر في الشدائد. وفي مصرع الشنفرى الذي سبق الحديث عنه ابتلاء لصلابته، وأقسى ما في هذا الابتلاء في أثناء تعذيبه تخييره في قبره. فقد رأيت كيف أوصى أعداءه بأن يتركوا شلوه المفترس طعاماً للوحوش المفترسة. ثم نظر إلى يده المقطوعة وشامتها تزينها، فرثاها، وذكر بطولته بها، وخلد مآثرها في المعارك، وتفريق الجموع، واختراق غمرات الحرب، والبطش بجسوم الخصوم، وتلك القصص تروى عنه:

لا تبعدي إِمَّا هَلَكْتِ شَامَهْ فرُبَّ وادٍ نفّرتْ حمامَه
ورُبَّ قِرْنٍ فصَلَتْ عِظامَه وَرُبَّ خَرْقٍ قَطَعَتْ قَتامَه

اقرأ أيضاً:  الخطابة: مكانتها وأنواعها وخصائصها في العصر الجاهلي

ولما كان شعر الشنفرى شديد الاختلاط بشعر تأبط شراً، فقد اجتزأنا بدراسة الخصائص الفنية في شعر شاعر واحد، فَمَنْ أبي إلا الوقوف على خصائص شعر الشنفرى، فلينظر فيها ذكرنا من خصائص تأبط شراً.

إرث الشنفرى البطولي في تاريخ الشعر

تبقى قصة الصعلكة – على ما فيها من خير وشر – ملحمة مروعة ورائعة في تاريخ الشعر الجاهلي، ويبقى الصعاليك – على ما فيهم من ضراوة – فرساناً مغاوير، انحرفت بهم الأحقاد عن الحق، ولم تنحرف عن البطولة، وسواء أكنا معهم أم عليهم فيما نقموا وانتقموا، فنحن معهم فيها نظموا لأن إنكارنا مسلكهم لا يحملنا على إنكار عناصر البطولة والرجولة في شعرهم الملحمي. ويقدم لنا البحث في حياة الشنفرى نموذجاً لهذه البطولة. ومن استقل ما ذكرنا من شعر الصعاليك فليعد إلى موضوع الصعلكة في هذا الكتاب، فهناك تفصيل ما أجملنا هنا، مما يجعله شخصية رئيسة في دراسة هذا النمط من الأدب، ودراسة البيئة التي نشأ فيها.

سؤال وجواب

١. من هو الشنفرى؟
الشنفرى هو شاعر قحطاني من العصر الجاهلي، ويعد من أشهر الصعاليك وأحد الفحول في الشعر. اسمه الحقيقي مختلف عليه، وقيل هو عمرو بن مالك، أما “الشنفرى” فهو لقب يعني غليظ الشفتين.

٢. ما هو الغرض الرئيس في شعر الشنفرى؟
الغرض الرئيس الذي هيمن على شعر الشنفرى هو الصعلكة، حيث صور صراعه مع بني سلامان، وحياة الفقر والتشرد، وغاراته التي كانت جزءاً لا يتجزأ من مسيرته الانتقامية.

٣. ما سبب تصعلك الشنفرى وانتقامه من بني سلامان؟
بدأت قصة انتقامه عندما استعبده بنو سلامان، وأدرك حقيقة نسبه بعد أن لطمته فتاة منهم. دفعته هذه الحادثة إلى أن يقسم على قتل مائة رجل منهم ثأراً لاستعباده وسلبه حريته.

٤. هل كتب الشنفرى شعراً في الغزل؟
نعم، على الرغم من قسوة حياته، تضمن شعره غزلاً رقيقاً يظهر جانبه الإنساني. وقد خص بهذا الغزل محبوبته “أميمة”، واصفاً إياها بصفات العفة والجمال والرقة، مما يعكس تقديراً عميقاً للفضيلة.

٥. ما علاقة الشنفرى بلامية العرب؟
لامية العرب هي قصيدة شهيرة تنسب إلى الشنفرى، إلا أن هذه النسبة محل شك كبير بين النقاد والمحققين، حيث يرى البعض أنها قد تكون منحولة وألفها خلف الأحمر أو شاعر آخر.

٦. كيف كانت نهاية الشنفرى؟
قُتل الشنفرى بعد أن كمن له نفر من بني سلامان. وبعد معركة شرسة، تمكنوا من أسره وتعذيبه ثم قتله. وتقول الرواية إن رجلاً منهم ركل جمجمته بعد موته، فأصابته عظمة منها ومات، لتكتمل بذلك المائة التي أقسم على قتلها.

٧. من هو أشهر رفاق الشنفرى من الصعاليك؟
كان أشهر رفاقه الشاعر الصعلوك تأبط شراً، الذي شاركه في العديد من الغارات والمغامرات. وقد اشتهر كلاهما بالعدو السريع والقدرة الفائقة على التحمل في الصحراء.

٨. بماذا يتميز شعر الشنفرى فنياً؟
يتميز شعره بقوة نفسية هائلة وتحدٍ للظروف، وتصوير حي للأسلحة والغارات. كما يبرز فيه الرثاء الصادق لأبيه وأخيه وحتى ليده المقطوعة، مما يمنح شعره عمقاً إنسانياً فريداً.

٩. ماذا يعني قوله لأعدائه بألا يقبروه؟
طلبه بألا يُقبر وأن يُترك جثمانه للوحوش هو تعبير أخير عن الكبرياء والتمرد. فضل الشنفرى أن تأكله الضباع على أن يمنح أعداءه شرف دفنه، مؤكداً بذلك روحه التي لا تقهر حتى بعد الموت.

١٠. هل كل الشعر المنسوب إلى الشنفرى صحيح النسبة؟
لا، يشكك النقاد في صحة نسبة الكثير من الشعر المنسوب إليه، مثل لامية العرب وقصائد أخرى. ما يُعد موثوقاً بشكل أكبر هو مقطعات شعرية قليلة، بالإضافة إلى تائيته التي نظمها في الفخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى