معنى شعبان وأسماؤه القديمة
قالَ القلقشنديُّ: ويُقالُ في شعبانَ المكرَّمِ لتَكْرُمَتِهِ وعُلُوِّ قدْرِهِ.
وهوَ ممنوعٌ مِنَ الصَّرفِ للعلميَّةِ وزيادةِ الألفِ والنُّونِ.
ما معنى شعبانَ؟
قالَ الجوهريُّ: وشَعَبْتُ الشَّيءَ: فرَّقْتُهُ. وشَعَبْتُهُ: جمعْتُهُ، وهوَ مِنَ الأضدادِ.
قالَ ابنُ دريدٍ: والشَّعْبُ: الافتراقُ والشَّعْبُ: الاجتماعُ، وليسَ مِنَ الأضدادِ، إنَّمَـا هيَ لغةٌ لقومٍ.
سُمِّيَ شعبانَ لِتَشَعُّبِ القبائلِ واعتزالِ بعضِهِمْ بعضاً، وتفرُّقِهِمْ في طلبِ الماءِ، وقيلَ في الغاراتِ. قالَهُ: قُطْرُبٌ، والفرَّاءُ، وابنُ دريدٍ، وابنُ فارسٍ، وأبو بكرٍ الأنباريُّ، والمرزوقيُّ، وابنُ سِيده، وابنُ منظورٍ.
قالَ المناويُّ: فكانَ رجبُ عندَهُمْ محرَّماً يَقْعُدُونَ فيهِ عنِ الغزوِ، فإذا دخلَ شعبانُ تشعَّبُوا؛ أي تفرَّقُوا في جهاتِ المغازاتِ.
قالَ أبو هلالٍ العسكريُّ: وكانَ شعبانُ شهراً تتشعَّبُ فيهِ القبائلُ، لقصدِ الملوكِ، والتماسِ العطيَّةِ.
ويُقالُ: إنَّمَـا سُمِّيَ شعبانَ؛ لأنَّهُ شَعَبَ، أي ظَهَرَ بينَ رمضانَ ورجبٍ. قالَهُ: ثعلبٌ، والفرَّاءُ، والقلقشنديُّ، وابنُ منظورٍ.
وقيلَ لتَشَعُّبِ العُودِ في الوقتِ الَّذي سُمِّيَ فيهِ.
وتَشَعَّبَ الزَّرعُ: صارَ ذَا شُعَبٍ، أي فِرَقٍ قبلَ أنْ يَغلُظَ. وهذا في المرحلةِ الثَّانيةِ بعدَ أنْ يكونَ على ورقتينِ.
مثنَّى شعبانَ وجمعُهُ
فإذا ضمُّوا إليه رجب فهما الرَّجَبانِ. قاله الفراهيدي والجوهري وابن فارس والرازي.
قال الفيومي: وقالوا في تثنية رجبٍ وشعبانَ رجبانِ للتغليب.
وشعبان، يجمع: شعابين، وشَعبانات.
قال النحاس جمعه شعبانات وشعاب على حذف الزوائد، قال: وحكى الكوفيون شعابين، وذلك خطأ عند سيبويه كما لا يجوز عنده في جمع عثمان عثامين.
وشعبانيّات. وأَشْعُبٌ.
أسماءُ شعبانَ في الجاهليَّةِ
عاذِلٌ: وشَعْبان: عاذِلٌ. أورده قطرب، وابن السكيت، والمرزوقي، وابن سيده، المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ.
وسُمّيَ شَعبان: (عاذلاً) كأنّه كان يعذلهم على الإقامة، وقد حلّت الحرب والغارات.
قال تَأبَّطَ شَرَّاً:
شَعَبَ الوَصْلَ عاذِلٌ بعدَ هَجْرِ … حَبَّذَا عاذِلٌ أتى بعدَ شَهْرِ
الجمع: عَواذِلُ.
عادل: قال البيروني: ويوجد للشهور العربية أسامٍ أخرى قد كان أوائلهم يدعونها بها وهي هذه: عادِلٌ.
قال القلقشندي: ما روي عن العرب العاربة: ويقولون في شعبان: عادل، بمعنى أنهم يعدلون فيه عن الإقامة لتشعبهم في القبائل ويجمع على عوادل.
وَعْلٌ:
قال الفراء: ومن العرب من يمسي شعبان: وَعْلاً. والتثنية: وَعْلان. والجمع: أوعال، وَوِعْلان.
ومن العرب من يقول: وعلال. قال الشاعر:
أبونا الضي أنسا الشهور لِعِّزِه .. فعاذلُ فينا عدْلُ وِعْلالَ فاعلم
قال ابن سيده: ووَعْلٌ: شعبانُ. ووَعِلٌ: شَوّالٌ، وَقِيلَ: وَعِلٌ شَعْبَانُ.
قال المرزوقي: وعل وهو الملجأ، يقال: مالي عنه وعل: أي ملجأ، ولم أجد إليه وعلاً، أي سبيلاً، وكأنّه سمّي الشهر به لأنّ الغارة كانت تكثر فيه فيلتجىء كلّ قوم إلى ما يتحصّن به.
عَجْلان:
والعَجْلان: شعْبَان، لسرعة نَفاذ أَيَّامه. وَهَذَا القَوْل لَيْسَ بِقَوي، لِأَن شعْبَان إِن كَانَ فِي زمن طوال الْأَيَّام، فأيامه طوال، وَإِن كَانَ فِي زمن قصر الْأَيَّام، فأيامه قصار.
قَالَ ابنُ المُكَرِّمِ: وَهَذَا الَّذِي انْتَقَدَهُ ابنُ سِيدَه لَيْسَ بِشَيْءٍ لأَنَّ شَعْبَانَ قد ثَبَتَ فِي الأَذْهانِ أَنَّهُ شهرٌ قصيرٌ، سَريعُ الاِنْقِضَاءِ، فِي أيِّ زَمانٍ كَانَ، لأنَّ الصَّوْمَ يَفْجَأُ فِي آخِرِهِ، فلذلكَ سُمِّيَ العَجْلاَن، واللهُ أَعْلَمُ.
قال ابن المُكَرِّمِ: وقد ثبت في الأذهان أن شعبان شهر قصير سريع الانقضاء، في أي زمان كان، لأن الصوم يَفْجَأُ في آخره، فلذلك سمي العجلان.
أسماء شعبان غير المشهورة
موهب:
قال الدّريدي: والمشهور أسماء غيرها بلغة العرب العاربة، وهم كانوا يسمّون شعبان: موهباً.
واغِلٌ:
قال البيروني: وقد توجد هذه الأسماء مخالفة لما أوردناه ومختلفة الترتيب كما نظمها أحد الشعراء في شعره.
وواغلةٌ وناظلةٌ جميعاً … وعادلةٌ فهم غرر حسانُ
وأضاف البيروني: وأما الواغل فهو الداخل على شراب ولم يدعوه وذلك لهجومه على شهر رمضان، وكان يكثر في شهر رمضان شربهم للخمر لأن ما يتلوه هي شهور الحج.
مَوْهاء:
قال البيروني: وذكر أبو بكر محمد بن دريد الأزدي في كتاب الوشاح أن ثموداً كانوا يسمون الشهور بأسماء أخرى وهي هذه: موهاء. يعني لشهر شعبان.
كسع:
أورده المسعودي.