علوم القرآن الكريم

الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي: دراسة تفصيلية شاملة

فهم الخصائص المميزة والفروقات الجوهرية بين أنواع الوحي والكلام الإلهي

يمثل التمييز بين أنواع الكلام الإلهي والنبوي ركيزة أساسية في العلوم الشرعية، حيث يحتاج المسلم إلى فهم دقيق للمصادر التشريعية. إن معرفة الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي تساعد على فهم طبيعة كل مصدر ومنزلته وكيفية التعامل معه في العبادة والاستدلال.

المقدمة

تعد دراسة الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي من أهم الموضوعات التي يجب على طالب العلم إتقانها، فهي تكشف عن الطبيعة المتميزة لكل نوع من أنواع الوحي والبلاغ النبوي. إن القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه، بينما يختلف الحديث القدسي والحديث النبوي عنه في جوانب متعددة تتعلق بالإعجاز والتعبد والنظم واللفظ.

ومن خلال التعريف الدقيق للقرآن الكريم، نستطيع أن نميز بينه وبين الحديث القدسي (Sacred Hadith) والحديث النبوي (Prophetic Hadith) تمييزاً واضحاً يزيل أي لبس أو اشتباه قد يقع فيه المبتدئ في طلب العلم. هذه الدراسة تهدف إلى توضيح الفروقات الجوهرية بين هذه الأنواع الثلاثة من خلال بيان خصائص كل منها ومميزاته التي تفرده عن الآخر، مما يعين على الفهم الصحيح للمصادر الشرعية وكيفية التعامل معها.

أوجه الفرق الرئيسة بين القرآن والحديثين

من خلال التعريف الدقيق للقرآن نستطيع التفريق بين القرآن الكريم والحديث القدسي والنبوي من أوجه متعددة، نذكر منها:

الوجه الأول – الإعجاز:
إن القرآن معجز وكل من نوعي الحديث المذكورين غير معجز. فالإعجاز القرآني (Quranic Inimitability) هو خاصية فريدة تميز كلام الله المنزل في القرآن عن أي كلام آخر، سواء كان حديثاً قدسياً أو نبوياً، وهذا الإعجاز يشمل النظم والبلاغة والمعاني والأخبار الغيبية وغير ذلك.

الوجه الثاني – التعبد بالتلاوة:
إن القرآن متعبد بتلاوته، وليس شيء من الحديث النبوي أو القدسي متعبداً بتلاوته. فقراءة القرآن عبادة يثاب عليها المسلم بكل حرف حسنات، بينما لا يحصل هذا الثواب بمجرد قراءة الحديث سواء كان قدسياً أو نبوياً.

الوجه الثالث – اللفظ والمعنى:
إن القرآن كلام الله قطعاً بنظمه ومعناه أما الحديث النبوي فليس كلام الله تعالى، لأنه منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فالقرآن لفظه ومعناه من الله تعالى بلا خلاف، وهذا ما يميزه تمييزاً قاطعاً عن الحديث النبوي الذي هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان بإلهام إلهي.

طبيعة القرآن الكريم وخصوصيته

القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وهو محفوظ من التحريف والتبديل منذ نزوله إلى يوم القيامة. يتميز القرآن بكونه المعجزة الخالدة التي تحدى الله بها العرب والعجم أن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله فعجزوا عن ذلك رغم فصاحتهم وبلاغتهم، مما يدل على أنه كلام الله حقاً وصدقاً.

إن القرآن نزل بلفظه العربي المبين من عند الله تعالى بواسطة الوحي الجلي على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فحفظه وبلغه للأمة كما أنزل عليه دون زيادة أو نقصان. وهذه الخصوصية في النزول والحفظ والإعجاز تجعل القرآن في منزلة لا يشاركه فيها أي كلام آخر، حتى ولو كان حديثاً قدسياً معناه من عند الله. فالقرآن متفرد بكونه كلام الله لفظاً ومعنى، متعبداً بتلاوته، معجزاً في نظمه وأسلوبه، وهذا ما يضعه في المرتبة الأولى من مصادر التشريع الإسلامي.

الحديث النبوي ومنزلته

الحديث النبوي (Prophetic Tradition) هو ما صدر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خُلقية. وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ويأتي لبيان القرآن وتفصيل أحكامه وتوضيح مجمله. إن الحديث النبوي منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في لفظه ومعناه، وإن كان معناه قد يكون بإلهام من الله أو بفهمه للوحي القرآني.

ورغم أهمية الحديث النبوي العظيمة في الشريعة الإسلامية، إلا أنه يختلف عن القرآن في كونه غير معجز وغير متعبد بتلاوته. فلا يحصل المسلم على ثواب التلاوة بمجرد قراءة الحديث النبوي، ولا يشترط لصحة الصلاة قراءة شيء منه، بخلاف القرآن الذي لا تصح الصلاة إلا بقراءة شيء منه. كما أن الحديث النبوي يجوز روايته بالمعنى عند جمهور العلماء إذا كان الراوي عالماً بدلالات الألفاظ، بينما القرآن لا يجوز نقله إلا بلفظه العربي الذي نزل به.

اقرأ أيضاً:  تعريف علوم القرآن وأهميتها ونشأتها ومكانتها

حقيقة الحديث القدسي ومميزاته

وأما الحديث القدسي: فإنه ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى كقول الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا». أو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى، أو نحو ذلك.

يتميز الحديث القدسي بكونه يُنسب إلى الله تعالى في معناه، لكنه يختلف عن القرآن في عدة أمور منها:

  • عدم الإعجاز: فالحديث القدسي ليس معجزاً كالقرآن الكريم
  • عدم التعبد بالتلاوة: فلا يثاب المسلم ثواب التلاوة بقراءته
  • اللفظ والمعنى: فمعناه من الله ولفظه من النبي صلى الله عليه وسلم على الراجح

التحقيق العلمي في الحديث القدسي

والتحقيق في الحديث القدسي: أن معناه من الله تعالى ولفظه من النبي صلى الله عليه وسلم، تلقاه عن الله تعالى بنوع خاص من الوحي بالإلهام أو المنام. هذا هو القول الراجح عند المحققين من العلماء، فالله تعالى ألهم نبيه المعنى أو أوحاه إليه في المنام، فعبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى بألفاظه الشريفة.

وعزاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى كما يعزى المعنى لصاحبه، كما نقول عندما نشرح قصيدة يقول الشاعر كذا وكذا. فالنبي صلى الله عليه وسلم نسب المعنى إلى صاحبه وهو الله تعالى، ولكنه عبر عنه بألفاظه الخاصة، وهذا ما يفسر عدم إعجاز الحديث القدسي رغم أن معناه من عند الله. فالإعجاز متعلق باللفظ والنظم، وحيث إن اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلم فلا إعجاز، وإن كان المعنى إلهياً فإنه لا يستلزم الإعجاز في التعبير عنه.

أقوال العلماء في التفريق بين الأنواع الثلاثة

قال أبو البقاء العكبري (Al-Ukbari): «إن القرآن ما كان لفظه ومعناه من عند الله بوحي جلي، وأما الحديث القدسي فهو ما كان لفظه من عند الرسول ومعناه من عند الله بالإلهام أو بالمنام». وبنحوه قال الطيبي (Al-Tibi).

هذا التعريف الدقيق من العلماء يوضح الفروق الجوهرية بين الأنواع الثلاثة:

أولاً – القرآن الكريم:

  • اللفظ من الله تعالى
  • المعنى من الله تعالى
  • الوحي به جلي وواضح (عن طريق جبريل عليه السلام)
  • معجز في نظمه وبلاغته
  • متعبد بتلاوته

ثانياً – الحديث القدسي:

  • اللفظ من الرسول صلى الله عليه وسلم
  • المعنى من الله تعالى
  • الوحي به بالإلهام أو المنام
  • غير معجز
  • غير متعبد بتلاوته

ثالثاً – الحديث النبوي:

  • اللفظ من الرسول صلى الله عليه وسلم
  • المعنى من فهم الرسول صلى الله عليه وسلم واجتهاده المؤيد بالعصمة
  • غير معجز
  • غير متعبد بتلاوته

الحكمة الإلهية من التمييز بين الأنواع

والحكمة في ذلك أن القرآن نزل للعمل بمضمونه ولهدف آخر خاص هو التعبد بتلاوته، فاحتيج لإنزال لفظه، أما الحديث القدسي فلم ينزل للتحدي ولا للتعبد بل لمجرد العمل به، وهذه الفائدة تحصل بإنزال معناه فقط. فالله تعالى في حكمته البالغة جعل القرآن معجزاً بلفظه ومعناه ليكون حجة على الخلق وبرهاناً على صدق النبوة، وليكون تلاوته عبادة يتقرب بها المسلمون إلى ربهم.

أما الحديث القدسي فإن الغرض منه بيان بعض المعاني الإلهية والتوجيهات الربانية دون الحاجة إلى الإعجاز أو التعبد بالتلاوة، ولذلك اكتفى بإنزال المعنى وترك اللفظ للنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا من دقة التشريع الإسلامي الذي يجعل لكل شيء قدره ومنزلته، فالقرآن في المرتبة الأولى من حيث القدسية والإعجاز والتعبد، ثم يليه الحديث القدسي من حيث نسبة المعنى إلى الله تعالى، ثم الحديث النبوي الذي هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي والعصمة.

اقرأ أيضاً:  الوحي: معناه وصفاته ومظاهره في الكتاب والسنة

مناسبة تسمية الحديث القدسي بهذا الاسم

أما مناسبة تخصيص (الحديث القدسي) بهذه التسمية، فهي التكريم لهذه الأحاديث من حيث إضافتها الصريحة إلى الله تعالى، كما أنها واردة في تقديس الذات الإلهية، فقلما تتعرض لأحكام الحلال والحرام، إنما هي من علوم الروح في الحق سبحانه وتعالى. فكلمة “القدسي” (Sacred) مشتقة من القدس والتقديس والتنزيه، وهذا يناسب مضمون هذه الأحاديث التي تتحدث غالباً عن صفات الله وعظمته ورحمته وعدله.

فالأحاديث القدسية تركز على الجوانب الروحانية والإيمانية وتقديس الذات الإلهية، بخلاف الأحاديث النبوية التي تشمل جميع جوانب الحياة من عبادات ومعاملات وأخلاق وآداب. ولذلك كان من المناسب تسمية هذا النوع من الأحاديث بالقدسية لتمييزها عن غيرها من الأحاديث النبوية، ولبيان شرفها وعلو منزلتها بسبب إضافتها إلى الله تعالى. هذه التسمية تعكس المحتوى الروحاني العميق لهذه الأحاديث التي تربط العبد بربه وتذكره بعظمة الخالق وصفاته الكمالية.

جوانب الدراسة المستفادة من التعريف

وأخيراً: فإننا إذا رجعنا إلى التعريف الذي قدمناه للقرآن وجدناه يحدد لنا جوانب الدراسة في بحوثنا ههنا، وأنها تدور حول الموضوعات التالية: الوحي ونزول القرآن، وقطعية النص القرآني وقراءاته، وإعجاز القرآن. هذه الموضوعات الثلاثة تمثل الأركان الرئيسة التي يقوم عليها علم القرآن الكريم وتميزه عن غيره من الأحاديث.

فموضوع الوحي ونزول القرآن يبحث في كيفية نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وأنواع الوحي ومراحل النزول، وهذا يميز القرآن بالوحي الجلي الواضح عن طريق جبريل عليه السلام. وموضوع قطعية النص القرآني وقراءاته يبحث في ثبوت القرآن بالتواتر القطعي وفي القراءات المختلفة وأنها كلها منزلة من عند الله. أما موضوع إعجاز القرآن فيبحث في وجوه الإعجاز المتعددة التي تثبت أن القرآن كلام الله وليس من كلام البشر، وهذه الموضوعات مجتمعة تكوّن الإطار الشامل لدراسة الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي.

الخاتمة

في ختام هذه الدراسة التفصيلية، يتبين لنا أن الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي فرق جوهري واضح يتعلق بطبيعة كل منها ومصدره وخصائصه. فالقرآن الكريم متفرد بكونه كلام الله لفظاً ومعنى، معجزاً في نظمه، متعبداً بتلاوته، بينما الحديث القدسي معناه من الله ولفظه من الرسول صلى الله عليه وسلم، والحديث النبوي لفظه ومعناه من الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان مؤيداً بالوحي.

إن فهم هذه الفروقات الدقيقة يساعد المسلم على التعامل الصحيح مع كل نوع من هذه الأنواع، ويعينه على معرفة منزلة كل منها في التشريع الإسلامي. فالقرآن هو المصدر الأول الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والحديث القدسي والنبوي يأتيان بعده في المنزلة والاحتجاج. وبهذا الفهم الواضح يستطيع طالب العلم أن يبني معرفته الشرعية على أسس سليمة، وأن يميز بين درجات الأدلة ومراتبها، مما يؤدي إلى فهم صحيح للدين وتطبيق سليم لأحكامه. إن هذا التمييز الدقيق هو من دقة الشريعة الإسلامية وكمالها، حيث جعلت لكل مصدر منزلته وقدره، ولكل نوع من الوحي خصائصه التي تميزه عن غيره.

سؤال وجواب

١. ما هو الفرق الرئيس بين القرآن الكريم والحديث القدسي؟

الفرق الرئيس يكمن في أن القرآن الكريم كلام الله لفظاً ومعنى نزل بالوحي الجلي عن طريق جبريل عليه السلام، وهو معجز ومتعبد بتلاوته، بينما الحديث القدسي معناه من الله تعالى ولفظه من النبي صلى الله عليه وسلم، تلقاه بالإلهام أو المنام، وهو غير معجز ولا متعبد بتلاوته.

اقرأ أيضاً:  المكي والمدني: تعريفها وضوابطها، وموضوعات القرآن وأساليبه

٢. هل يجوز قراءة الحديث القدسي في الصلاة بدلاً من القرآن؟

لا يجوز قراءة الحديث القدسي في الصلاة بدلاً من القرآن، لأن الصلاة لا تصح إلا بقراءة شيء من القرآن الكريم. فالقرآن متعبد بتلاوته ويشترط لصحة الصلاة قراءة الفاتحة على الأقل، بينما الحديث القدسي رغم شرفه ليس متعبداً بتلاوته ولا يقوم مقام القرآن في الصلاة.

٣. لماذا سمي الحديث القدسي بهذا الاسم؟

سمي الحديث القدسي بهذا الاسم تكريماً له من حيث إضافته الصريحة إلى الله تعالى، كما أن مضمونه يتعلق غالباً بتقديس الذات الإلهية وصفاتها. فكلمة القدسي مشتقة من القدس والتنزيه، وهذه الأحاديث تركز على الجوانب الروحانية وتقديس الله تعالى، وقلما تتعرض لأحكام الحلال والحرام.

٤. هل الحديث النبوي وحي من الله تعالى؟

الحديث النبوي منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في لفظه ومعناه، وهو يصدر عن اجتهاده المؤيد بالعصمة وفهمه للوحي القرآني. فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وقوله حجة، لكن الحديث النبوي يختلف عن القرآن والحديث القدسي في أنه من كلام النبي نفسه وليس منسوباً إلى الله تعالى مباشرة.

٥. ما الحكمة من عدم نزول لفظ الحديث القدسي كما نزل لفظ القرآن؟

الحكمة في ذلك أن القرآن نزل للعمل بمضمونه ولهدف آخر خاص هو التعبد بتلاوته والتحدي بإعجازه، فاحتيج لإنزال لفظه من عند الله، أما الحديث القدسي فلم ينزل للتحدي ولا للتعبد بل لمجرد العمل به وبيان بعض المعاني الإلهية، وهذه الفائدة تحصل بإنزال معناه فقط دون لفظه.

٦. كيف نميز بين الحديث القدسي والحديث النبوي عند القراءة؟

يمكن تمييز الحديث القدسي من صيغة الرواية، حيث يقول الراوي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه، أو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى، أو نحو ذلك، مما يدل على أن المعنى منسوب إلى الله تعالى. أما الحديث النبوي فيروى بصيغة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دون إسناد القول إلى الله تعالى.

٧. هل يثاب المسلم على قراءة الحديث القدسي كما يثاب على قراءة القرآن؟

لا يثاب المسلم على قراءة الحديث القدسي ثواب تلاوة القرآن، لأن التعبد بالتلاوة خاص بالقرآن الكريم فقط. فالقرآن يثاب قارئه بكل حرف حسنات، أما الحديث القدسي فيثاب على العمل به والتدبر في معانيه لا على مجرد تلاوته، لأنه ليس متعبداً بتلاوته كالقرآن.

٨. ما الموضوعات التي يتناولها الحديث القدسي غالباً؟

الحديث القدسي يتناول غالباً موضوعات تتعلق بتقديس الذات الإلهية وصفات الله تعالى ورحمته وعدله، وهي من علوم الروح في الحق سبحانه وتعالى. فقلما تتعرض الأحاديث القدسية لأحكام الحلال والحرام، بل تركز على الجوانب الروحانية والإيمانية التي تربط العبد بربه وتذكره بعظمة الخالق.

٩. هل يمكن رواية الحديث القدسي بالمعنى كما يروى الحديث النبوي؟

يجري على الحديث القدسي ما يجري على الحديث النبوي من حيث جواز الرواية بالمعنى عند من أجازها من العلماء، لأن اللفظ في كليهما ليس من عند الله تعالى. فالحديث القدسي لفظه من النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله، فيجوز نقله بالمعنى عند من يرى ذلك إذا كان الراوي عالماً بدلالات الألفاظ، بخلاف القرآن الذي لا يجوز نقله إلا بلفظه.

١٠. ما هي أوجه التشابه بين القرآن والحديث القدسي؟

أوجه التشابه بين القرآن والحديث القدسي تكمن في أن كليهما يتضمن معنى من عند الله تعالى، وكلاهما وحي بمعنى أن مصدرهما إلهي، وكلاهما حجة في الدين يجب العمل بهما. لكن الاختلاف يبقى في أن القرآن لفظه ومعناه من الله وهو معجز ومتعبد بتلاوته، بينما الحديث القدسي معناه من الله ولفظه من الرسول صلى الله عليه وسلم وليس معجزاً ولا متعبداً بتلاوته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى