المفعول فيه ظرف الزمان والمكان، ونائب ظرف الزمان والمكان
في هذه المقالة سوف نتعلم معاً درس المفعول فيه، والذي يطلق عليه ظرف الزمان أو ظرف المكان، سنتكلم عن: تعريف المفعول فيه، ما معنى الظرف، ولماذا سمي المفعول فيه ظرفاً، وأقسام الظرف، والظرف المبهم، والظرف المختص، وما ينصب من الأسماء على الظرفية، وكيفية تعليق الظرف، ونائب ظرف الزمان والمكان، وما العامل في الظرف، والظرف المبني والظرف المعرب.
تعريف المفعول فيه
المفعول فيه اسم دل على زمان الفعل أو مكانه وتضمن معنى (في) الظرفية باطِّراد، نحو: (قرأت ساعةً، وذهبت مكانَكَ). وقد سماه البصريون ظرفاً وسماه الكوفيون محلاً؛ لأنه محل للأفعال.
ما معنى الظرف، ولماذا سمي المفعول فيه ظرفاً؟
الظرف هو وعاء الشيء، وتسمى الأواني ظروفاً؛ لأنها أوعية لما يُجعَل فيها، وقيل للأزمنة والأمكنة ظروفاً؛ لأن الأفعال توجد فيها.
أقسام الظرف
١ –يقسم الظرف من حيث دلالته قسمين:
أ –ظرف زمان: وهو ما دل على زمان الحدث، نحو: ساعة، حين.
ب –ظرف مكان: وهو ما دل على مكان الحدث، نحو: قبل، عند.
٢ –ويقسم من حيث معناه قسمين أيضاً:
أ –الظرف المبهم: وهو ما افتقر في بيان صورة مسماه إلى غيره، نحو: (يمين، شمال، أمام، وراء، زمن، حين)، وحُمِلَ عليهما ما يشبهها في الشيوع، نحو: (ناحية، جانب، مكان)، وأسماء المقادير، نحو: (ميل، فرسخ، متر، ذراع، باع).
ب –الظرف المختص: وهو ما دل على معنى محدد غير مبهم، مثل: ساعة ويوم وشهر وعام وأسماء الفصول والأشهر من أسماء الزمان، ودار وملعب ومدرسة وجامعة وحديقة من أسماء المكان. وقد يكون الظرف مختصاً بـ:
- العلمية، نحو: (صمت رمضان).
- الوصف، نحو: (جلست معك وقتاً ممتعاً أو مكاناً جميلاً).
- الإضافة، نحو: (سرت وراءك، ووقفت معك، وسافرت زمن الربيع).
٣ –يقسم الظرف من حيث الاستعمال قسمين:
أ –الظرف المتصرف: وهو ما يستعمل ظرفاً وغير ظرف؛ فيقع مواقع الإعراب المختلفة، نحو: (سِرْتُ ساعةً، أَزِفَتْ ساعةُ الرَّحيلِ، أُحِبُّ ساعةَ الشُّروقِ، ساعةُ الصَّباحِ ممتعةٌ).
ففي هذه الأمثلة استعمل الاسم (ساعة) ظرفاً وفاعلاً ومفعولاً به ومبتدأً على الترتيب.
ونحو: (وقفْتُ يمينَك، يمينُك خيرٌ من شمالِكَ، إنَّ اليمينَ مِنَ اليمينِ).
وفي هذه الأمثلة استعمل الاسم (يمين) ظرفاً ومبتدأً واسمَ إن على الترتيب.
ب –الظرف غير المتصرف: وهو:
- ما لا يفارق الظرفية أصلاً كـ (قَطُّ وعَوْضُ وإذا) للزمان، و(أنَّى وبين بين) للمكان.
- ما لا يفارق الظرفية إلا إلى شبهها وهو الجر بحرف الجر، مثل: (قبل وبعد وعند ولدن وثَمَّ وهنا وحيث).
ما ينصب من الأسماء على الظرفية
أسماء الزمان كلها صالحة للنصب على الظرفية سواء أكانت مبهمة، نحو: (سرتُ زمناً وصبرتُ دهراً) أو مختصة صالحة للجواب على (متى) كقولنا: (أسافرُ يومَ الخميس) جواباً لمن سألني (متى تسافر؟)، أو معدودة تصلح جواباً لـ (كم) كقولنا: (سأغيب يومين) جواباً لمن قال (كم ستغيب؟).
أما أسماء المكان فيصلح منها للنصب على الظرفية نوعان:
١ –المبهم: كالجهات الست وما يشبهها في الشيوع من المقادير وسواها، نحو: (سِرْتُ يميناً، ووقفت جانباً، وبعدت فرسخين).
٢ –ما اشتق من المصدر واتحدت مادته ومادة العامل فيه، نحو: (ذهبتُ مَذْهبَ زيد، ورميتُ مرماه، وأنا قائم مَقَامَكَ)، فإن لم تتحد مادة الاشتقاق وَجَبَ الجر بـ في، نحو: (جلستُ مَجْلِسَ زيد، وقعدت في مجلِسِهِ وأنا واقف في مَقَامِك)، وما جاء خلاف ذلك شاذ.
كيفية تعليق الظرف
لا بد للظرف من متعلق يتعلق به من فعل أو شبهه كما يحتاج حرف الجر إلى ذلك، وهذا المتعلق: إما مذكور، نحو: (سافرت أسبوعاً) فكلمة أسبوعاً ظرف منصوب متعلق بالفعل سافرت.
وإما أن يكون هذا المتعلق محذوفاً جوازاً أو وجوباً على النحو الآتي:
أ –يُحذف المتعلق به جوازاً؛ إن كان كوناً خاصاً ودل عليه دليل، نحو: (أمام المدرسة) جواباً لمن سأل: (أين تنتظرني؟).
ب –يحذف وجوباً في ثلاث مسائل:
١ –أن يكون المتعلق به المحذوف كوناً عاماً يصلح لكل عامل، كموجود وكائن وحاصل، ويكون المتعلق المقدر إما:
- خبراً، نحو: (الكتاب فوق الكرسي)، والتقدير: الكتاب موجود فوق الكرسي.
- وإما صفة، نحو: (مررت بأستاذٍ أمام المدرسة)، والتقدير: مررت بأستاذ موجود أمام المدرسة.
- وإما حالاً، نحو: (رأيت المدير فوق المنبر)، والتقدير: رأيت المدير قائماً فوق المنبر.
- وإما صلة الموصول، نحو: (شكرت الذي عندك)، والتقدير: شكرت الذي أقام عندك.
غير أن متعلق الصفة يجب أن يُقَدَّرَ (فعلاً) لا اسماً مشتقاً، مثل: يستقر أو استقر؛ لأن الصلة يجب أن تكون جملة.
٢ –أن يكون الظرف منصوباً على الاشتغال بأن يشتغل عنه العامل المتأخر بالفعل في ضميره، نحو: (يومَ الجمعةِ سافرْتُ فيه).
فـ يوم منصوب على الظرفية بفعل محذوف لاشتغال الفعل المذكور عن الشغل فيه.
٣ –أن يكون المتعلق به مسموعاً بالحذف؛ فلا يجوز ذكره، نحو: (حينئذ الآن) أي: حصل ذلك حينئذ واسمع الآن.
نائب ظرف الزمان والمكان
ينوب عن أسماء المكان أو الزمان في النصب، وفي الدلالة على زمان الفعل أو مكانه ما يلي:
أ –الأعداد المُمَيَّزة باسم الزمان أو المكان، نحو: (سرت أربعَ ساعات وعَشَرَةَ أميال).
ب –ما كان صفة لأحدهما ثم حُذِفَ الموصوف فأخذت الصفة مكانه، نحو: (جلست طويلاً من الزمن غربيَّ الحديقة) والأصل: زماناً طويلاً مكاناً غربيَّ الحديقة.
ج –ما أُفِيدَ به كُلِّيَّةُ أحدِهِمِا أو جزئيتُه، نحو: (سِرْتُ كُلَّ اليومِ كلَّ الفراسخ، أو بعضَ اليوم بعضَ الفراسخ، أو عامَّةَ اليوم، أو جميعَ اليوم…).
د –ما كان مجروراً بإضافة أحدهما ثم حذف المضاف وأنيب عنه المضاف إليه، نحو: (جئتك غروبَ الشمسِ، وجلست قربَ أخيك)، والأصل: جئتك وقتَ غروبِ الشمس، وجلست مكانَ قربِ أخيك.
ويغلب أن يكون المضاف إليه مصدراً كالمثالين السابقين (غروب، قرب) والمضاف زماناً معيناً لوقت كالمثال السابق، أو لمقدار، نحو: (انتظرتك حَلْبَ ناقةٍ أو قراءةَ صفحتين).
هـ -ما جرى مجرى أحدهما في تقرير (في) الظرفية، نحو: (أحقاً أنك قادم؟) فقد نصبوا (حقاً) على أنه نائب عن ظرف الزمان، وعلقوه بخبر المصدر المؤول المرفوع على الابتداء، والتقدير: (أقدومك في حق)، ومثل ذلك قولنا: (غيرَ شكٍّ أنك متفوق، جهدَ رأيي أنك أديب، ظنّاً مني أنك محسن) فهي منصوبة على النيابة عن ظروف الزمان توسعاً بإسقاط حرف الجر (في)، وكلها سماعية، ولو أعربت منصوبة على المفعولية المطلقة، والمصدر المؤول فاعل لما كان بعيداً.
العامل في الظرف
حُكْمُ الظرف أن ينصب لفظاً أو محلاً إن كان مبنياً، نحو: (وصل زيد صباحاً وجلس حيثُ يجلس رفاقه)، وناصبه (أي العامل فيه) هو اللفظ الدال على المعنى الواقع فيه سواء أكان:
- فعلاً، نحو: (سارَ القائد أمامَ جنده).
- مصدراً، نحو: (جِدُّكَ ساعةً وسهرُكَ ليلةً يزيدان من ثقافتك).
- وصفاً مشتقاً، نحو: (زيد قائمٌ مقامَكَ).
والأصل في هذا العامل أن يكون مذكوراً كما مر في الأمثلة السابقة، وقد يحذف، وحذفه نوعان:
أولهما، حذفا جائز: ويكون ذلك إذا دل عليه دليل وانتفى الموجب للحذف، كقولنا: (يومَ الخميسِ) جواباً لمن سأل (متى صُمْتَ؟).
وثانيهما، حذف واجب: ويقع ذلك في المواضع الآتية:
١ –أن يقع العامل صفة، نحو: (مررتُ برجل فوقَ جواده)، والتقدير: راكبٍ فوق جواده.
٢ –أن يقع حالاً، نحو: (شاهدت القائد أمامَ جنده)، والتقدير: واقفاً أمام جنده.
٣ –أن يقع خبراً عن المبتدأ أو ما أصله مبتدأ، نحو: (زيدٌ عندَك أو أمامَك، إنَّ زيداً عندَك، كانَ زيدٌ عندَك). والتقدير: زيدٌ موجودٌ عندَك، إن زيداً موجودٌ عندك، كان زيد موجوداً عندك، على الترتيب.
٤ –أن يقع صلة، نحو: (حيـيت مَنْ عندك) ويقدر المحذوف في الصلة جملة، والتقدير: حييت مَنِ استقر أو مَنْ هو مستقر عندك.
٥ –في الاشتغال: أي أنْ يشتغل عنه عامل مذكور بالعمل في ضميره، نحو: (يوم الجمعة استرحت فيه، ويوم الخميس صمت فيه)، والتقدير: استرحت يوم الجمعة استرحت فيه، وصمت يوم الخمس صمت فيه. وهنا يتعين جر الضمير العائد إلى الظرف بـ في.
٦ –أن يكون مسموعاً عن العرب بالحذف ليس غير، كقولهم: (حينئذ الآنَ)، وأصله: كان ذلك حينئذٍ واسمع الآن.
حين: ظرف زمان منصوب، ومتعلق بالمحذوف، إذ: ظرف مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والتنوين فيه عوض عن جملة المضاف إليه، الآن: ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بالمحذوف. وهذا مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَفِيضُ في التحدث عن الماضي فيُلْفَتُ نظره إلى الحاضر.
الظرف المبني والظرف المعرب
الأصل في الظروف أن تكون معربة منصوبة، غير أن قسماً منها ورد مبنياً على السكون أو على حركة، وسنورد فيما يلي ما يكثر استعماله من الظروف المبنية:
-قَطُّ وعَوْضُ: ويبنيان على الضم في محل نصب، ويؤتى بهما بعد نفي أو استفهام.
-بينا وبينما: مبنيان على السكون، وأصلهما: (بين) وهو ظرف صالح للزمان وللمكان، ثم زيدت عليه الألف و(ما) فاختص بالزمان.
-إذا: وهو ظرف تضمن معنى الشرط، وقد تأتي للظرفية المجردة من الشرط، كقوله تعالى: {والليل إذا يغشى}.
-أيَّانَ: يُسْتَعْمَلُ في الاستفهام والشرط، وهو فيهما مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية.
-أنَّى: مبني على السكون، ويصلح للمكان فيكون بمعنى (أين) أو (من أين)، ويأتي بمعنى (كيف)، كما يصلح للزمان فيكون بمعنى (متى).
-متى: اسم استفهام أو اسم شرط مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.
-أين، ثَمَّ: للمكان، الآن للزمان، وكلها مبنية على الفتح في محل نصب.
-هنا: اسم إشارة للمكان مبني على السكون في محل نصب.
-إذ: ظرف للزمان الماضي مبني على السكون في محل نصب، وقد يأتي في محل جر بالإضافة إذا سبق بظرف غيره، كقوله تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}، وهذا الظرف يضاف للجملة، وقد تحذف الجملة فيعوض عنها بالتنوين، نحو قوله تعالى: {ويومئذ يفرح المؤمنون}، أي: ويوم إذ يغلب الروم يفرح المؤمنون.
-مذ ومنذ: وهما للزمان، فإن جاء ما بعدهما مجروراً فهما حرفا جر، نحو: (ما زرت زيداً مذ أو منذ يومين)، وإن جاء ما بعدهما جملة فهما ظرفا زمان مضافان للجملة بعدهما، نحو: (ما رأيتُ صديقي منذ سافر أخوه)، وإن جاء بعدهما اسمان مرفوعان كانا مبنيين في محل رفع على الابتداء، والمرفوع بعدهما خبر، ويصح العكس، نحو: (ما رأيت زيداً مذ يومان) والتقدير: أَمَدُ ذلك يومان أو يومان أمد ذلك.
-حيث: للمكان، وهو مبني على الضم، ويضاف للجملة الفعلية غالباً.
-أمس: يبنى على الكسر إن دل على اليوم الذي قبل يومك سواء استعمل ظرفاً، نحو: (سافر زيد أمسِ) أو غير ظرف، نحو: (مضى أمسِ بما فيه) وفي هذا المثال أمس: فاعل مبني على الكسر في محل رفع، فإن جاء محلى بـ (ال) دل على يوم مضى وأعرب فلم يُبْنَ.
-لدى، لدن: وقد يأتيان في محل جر بـ (من)، وذهب بعض النحاة إلى أن الظرف (لدى) معرب غير مبني.
-لَمَّا: الحينية الظرفية الداخلة على جملتين فعليتين.
تنبيهات
١ –إن كانت أداة الشرط الظرفية جازمة، مثل (متى، أين، أنى، حيثما…) عُلِّقَتْ بفعل الشرط، وإن كانت غير جازمة، مثل (إذا، لمَّا، كلما…) عُلِّقَتْ بجواب الشرط.
٢ –الأصل في (قبل، وبعد) أن يُستعملا ظرفين معربين منصوبين، وأن يُضافا إلى ما بعدهما، فإن قُطِعَا عن الإضافة ونوي معنى المضاف إليه بُنِيَا على الضم، نحو قوله تعالى: {للَّهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ}، أي: من قبل الغَلَبِ ومن بعده، وإن قطعا عن الإضافة في اللفظ والمعنى نُصِبَا ونُوِّنَا، كقول يزيد بن الصَّعِق أو عبد الله بن يَعْرُبَ:
فساغ لي الشراب وكنت قبلاً * أكاد أغص بالماء الحميم
ومعنى: قُطعا عن الإضافة في اللفظ والمعنى: أي إذا قُيِّدت القبلية والبعدية بشيء ما وحُذِفَ هذا الشيء ونُوِيَ معناه بُنِيَ الظرف على الضم، وإذا كانت القبلية مُطْلقة لا ترتبط بشيء معين نُصِبَ الظرف ونُوِّنَ كما هو حال الشاهد التالي.
ويجري مجرى هذين الظرفين في الإعراب والبناء الجهات الست وما في معناها، نحو:
لَعَنَ الإلهُ تَعِلَّةَ بنَ مسافرٍ * لعناً يُشَنُّ عليه من قُدَّامُ
أي من قدامه. وقدام: اسم مبني على الضم في محل جر بـ من.
٣ –أسماء الزمان المضافة للجُمَل، نحو: (يوم، حين…) يجوز فيها الإعراب والبناء على الفتح، غير أن الأرجح فيها البناء إذا صُدِّرَتِ الجملة بمبني كالفعل الماضي في قول النابغة الذبياني:
على حِينَ عاتبتُ المشيبَ على الصِّبا * وقلت ألمَّا أَصْحُ والشيب وازعُ
الشاهد في قوله: (على حين)، فقد روي بالبناء على الفتح في محل جر بـ على؛ لأن الجملة بعده مصدرة بفعل مبني، وهي في محل جر بالإضافة، وقد اكتسب المضاف (حين) من المضاف إليه البناء، وروي البيت بجر (حينِ) على أنه معرب مجرور بـ على.
والأرجح فيه الإعراب إذا صُدِّرَتِ الجملة بمعرب، مثل:
- الفعل المضارع في قوله تعالى: {هذا يومُ ينفعُ الصادقين صدقهم}.
يوم: يجوز فيه الإعراب على أنه خبر للمبتدأ (هذا) مرفوع، ويجوز فيه البناء على الفتح في محل رفع، والأول أرجح؛ لأن جملة الإضافة مصدرة بمعرب.
- المبتدأ، في قول السموأل:
ألم تعلمي يا عَمْرَكِ اللهَ أنَّني * كريمٌ على حينِ الكرامُ قليلُ
الشاهد في قوله: (على حين) فقد روي مجروراً ومفتوحاً، والأول أرجح؛ لأن ما بعده جملة اسمية مصدرة بمبتدأ معرب.
٤ –(عند) لا يدخل عليها من حروف الجر غير (مِن) فقط، نحو: (أتيت من عند أخيك)، و(متى) لا يدخل عليها سوى (إلى) و(حتى)، نحو: (إلى متى التخلف؟ وحتى متى تتأخر؟)، و(أين) لا يدخل عليها سوى (إلى) و(من)، نحو: (إلى أين ذهبتَ؟ من أين جئت؟).
قال بعضهم:
خمسٌ من الظروف قد تخصصت * بمِنْ ولم يجرَّها سواها
قبلُ وبعدُ ولدنٌ عندَ ومعَ * سرح الإمام الأورقي حواها
٥ –إذا ظهرت (في) مع الظرف جُرَّ كأي اسم عادي، نحو: (سآتيك في غدٍ).
٦ –إذا كان الفعل مما ينقضي شيئاً فشيئاً فلا بد من إظهار (في) مع ظرف الزمان، نحو: (حفظت الدرس في يومين، وألفت الكتاب في سنتين).
٧ –إذا كان اسما الزمان والمكان لا يتضمنان معنى (في) كان حكمهما كحكم سائر الأسماء المتصرفة، فيكونان مبتدأ أو خبراً أو غير ذلك، نحو: (يومُ الجمعة يومُ عطلةٍ، سرتني ساعةُ النجاحِ).
٨ –إذا جعل للظرف ضمير وجب ذكر الحرف (في) مع ضميره، نحو: (يومُ الجمعة صمت فيه) فإن لم يذكر الحرف، نحو: (يومُ الجمعة صمته)، فالضمير مفعول به.
٩ –إن بعض الظروف المعربة تأتي غير متصرفة، ومنها شعبانُ ورمضانُ، وألحق بهما (غُدوة وبُكرة وسَحَر وضحوة وعشية وعتمة) أما (عشية وبكرة) فقد وردت منونة في القرآن الكريم، وأما (غدوة) فبالتنوين وتركه تخفيفاً. والخلاصة أن التنوين في هذه الألفاظ هو الأصل والمنع يكون تخفيفاً.
10 –(ذاتَ مرةٍ) كـ (ذاتَ يومٍ) و(ذاتَ ليلةٍ) منصوبة على الظرفية.