النحو

كان وأخواتها: معانيها وشروط عملها وأحكام معموليها وتصريفها

مقدمة في كان وأخواتها

تُصنّف كان وأخواتها ضمن الأفعال الناسخة التي تدخل على الجملة الاسمية، ويبلغ عددها ثلاثة عشر فعلاً. هذه الأفعال هي: كان، ظل، بات، أصبح، أضحى، أمسى، صار، ليس، ما زال، ما برح، ما فتئ، ما انفك، ما دام. يُعرف عمل كان وأخواتها بأنها تدخل جميعها على الجملة الاسمية، فتقوم برفع المبتدأ تشبيهاً له بالفاعل، ويُسمى “اسمها”، وتنصب الخبر تشبيهاً له بالمفعول به، ويُسمى “خبرها”. إن فهم آلية عمل كان وأخواتها يعد أساسياً في علم النحو العربي.

معاني كان وأخواتها

تتعدد دلالات ومعاني أفعال كان وأخواتها، ويُعد فهم هذه المعاني ضرورياً لاستيعاب وظيفتها في السياق.

تُعتبر “كان” أم الباب في مجموعة كان وأخواتها، وتفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في الزمن الماضي. وكذلك الحال مع أخواتها الخمس: (ظل، بات، أصبح، أضحى، أمسى)، حيث تفيد هذه الأفعال اتصاف اسمها بخبرها في أوقات محددة تتناسب مع معانيها اللغوية، أي في النهار (ظل)، أو الليل (بات)، أو الصباح (أصبح)، أو وقت الضحى (أضحى)، أو المساء (أمسى) على الترتيب. وتفيد “صار” وما في معناها معنى التحول والتغير. أما “ليس” فتفيد نفي اتصاف المبتدأ بالخبر في الحال، نحو: (ليس زيدٌ قادماً)، إلا إذا وجدت في سياق الكلام قرينة تدل على الماضي أو الاستقبال.

وقد ذكر النحاة أفعالاً أخرى تحمل معنى “صار” وتعمل عملها ضمن كان وأخواتها، ومنها: رجع، عاد، استحال، قعد، ارتد، حار، تحول، غدا، راح، آض. ومن أمثلتها: “لا ترجعوا بعدي كفاراً”، “استحال البذارُ سنابلَ”، “غدا الطينُ إبريقاً”.

كما يأتي بمعنى “ما زال” الناقصة ويعمل عملها فعلان هما “ما ونَى” و”ما رامَ”، ومضارعهما “ما يني” و”ما يريم”. تُظهر هذه الأفعال التنوع الدلالي لمجموعة كان وأخواتها.

وتفيد الأفعال “ما زال”، و”ما برح”، و”ما فتئ”، و”ما انفك” استمرار اتصاف المبتدأ بالخبر أو ملازمته له في الزمن الماضي، وقد يكون هذا الماضي مستمراً إلى الحاضر، نحو: “ما زال الصدقُ منجياً من المهالك”، و”ما فتئ العلمُ باعثَ النهضة”. إن هذه المجموعة من كان وأخواتها تتميز بدلالتها على الاستمرارية.

أما “ما دام”، فتفيد ثبوت المعنى الذي يسبقها لمدة ثبوت المعنى الذي يليها، كما في قوله تعالى: “وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا” (سورة مريم: ٣١). فالوصية هنا ثابتة ومستمرة ما دامت الحياة ثابتة ومستمرة. إن فهم شروط عمل “ما دام” ضمن كان وأخواتها أمر جوهري.

شروط عمل كان وأخواتها

تُقسم أفعال كان وأخواتها من حيث شروط عملها إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهو ما يوضح الفروقات الدقيقة بين أفراد هذه العائلة النحوية.

القسم الأول: ما يعمل من كان وأخواتها دون شرط.
وهو ما يرفع المبتدأ تشبيهاً بالفاعل، وينصب الخبر تشبيهاً بالمفعول به بشكل مطلق ودون الحاجة لشرط يسبقه. ويشمل هذا القسم ثمانية أفعال من كان وأخواتها، وهي: كان، أصبح، أضحى، أمسى، ظل، بات، صار، ليس.

القسم الثاني: ما يعمل من كان وأخواتها بشرط.
وهو ما يعمل هذا العمل بشرط أن يتقدمه نفي، أو نهي، أو دعاء. ويشمل هذا القسم أربعة أفعال من كان وأخواتها، وهي: زال (في صيغة مضارعها “يزال”)، برح، فتئ، انفك.

  • مثال النفي: قوله تعالى: “لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ” (سورة طه: ٩١)، وقولنا: “ليس ينفك المجاهدُ مظفراً والمجدُ فائزاً”.
  • مثال النهي: “لا تزل مقيماً على عهدك، ولا تبرح وفياً بوعدك”.
  • مثال الدعاء: “لا زلتَ موفقاً”، وقول الشاعر ذي الرمة:
    ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى *** ولا زال منهلاً بجرعائك القطرُ

ويكثر حذف أداة النفي في جواب القسم إذا كان الفعل مضارعاً والنافي هو “لا”، كقوله تعالى: “تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ” (سورة يوسف: ٨٥)، والتقدير: “لا تفتأ”. إن دراسة كان وأخواتها تتطلب الانتباه لهذه التفاصيل.

القسم الثالث: ما يعمل بشرط تقدم “ما” المصدرية الظرفية.
وهو فعل واحد من كان وأخواتها وهو “دام”، نحو قوله تعالى: “وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا”. وتُعرب “ما” هنا: مصدرية ظرفية لا محل لها من الإعراب، وجملة “دمت حياً” (الفعل مع اسمه وخبره) صلة للموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وتُؤول “ما” المصدرية مع صلتها بمصدر منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل “أوصاني”، والتقدير: “وأوصاني بالصلاة والزكاة مدة دوام حياتي”. إن فهم إعراب كان وأخواتها هنا دقيق ومهم.

اقرأ أيضاً:  ما علاقة علم النحو بعلم الصرف وما الفرق بينهما؟

وجدير بالذكر أن تقدم “ما” المصدرية الظرفية على “دام” هو شرط لعملها كفعل ناقص من كان وأخواتها، ولكنه غير موجب له دائماً، فقد يكتفي الفعل معها بمرفوعه فيكون تاماً، كقوله تعالى: “خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ” (سورة هود: ١٠٧).

تصرف أفعال كان وأخواتها وجمودها

تنقسم أفعال كان وأخواتها من حيث التصرف والجمود إلى ثلاثة أقسام، مما يوضح مرونتها الصرفية.
القسم الأول: ما لا يتصرف مطلقاً.
وهو فعلان جامدان من كان وأخواتها لا يأتي منهما إلا صيغة الماضي، وهما: “ليس” و”دام”.

القسم الثاني: ما يتصرف تصرفاً ناقصاً.
وهي أفعال من كان وأخواتها يأتي منها الماضي والمضارع فقط، وهي: “ما زال”، “ما برح”، “ما فتئ”، “ما انفك”.

القسم الثالث: ما يتصرف تصرفاً تاماً.
وهي أفعال كان وأخواتها التي تأتي منها الصيغ الثلاث: الماضي والمضارع والأمر، بالإضافة إلى اسم الفاعل والمصدر. وهي: “كان”، “أصبح”، “أمسى”، “ظل”، “بات”، “صار”. ولكل هذه التصاريف ما للفعل الماضي من العمل.

  • مثال المضارع: قوله تعالى: “وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” (سورة مريم: ٢٠).
  • مثال الأمر: قوله تعالى: “قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا” (سورة الإسراء: ٥٠).
  • مثال اسم الفاعل: قول الشاعر:
    وما كل من يبدي البشاشة كائناً *** أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
  • مثال المصدر: قول الشاعر:
    ببذلٍ وحلمٍ ساد في قومه الفتى *** وكونُك إياه عليك يسيرُ

إن هذه الأمثلة توضح قدرة تصاريف كان وأخواتها على العمل بنفس الكفاءة.

أحكام معمولي كان وأخواتها

تخضع معمولي كان وأخواتها (الاسم والخبر) لمجموعة من الأحكام النحوية التي تنظم علاقتها بالفعل الناسخ.

  • أ- يُعطى اسم كان وأخواتها أحكام الفاعل، لأنه يرفع تشبيهاً به، فلا يجوز أن يتقدم على فعله، ولا يمكن الاستغناء عنه.
  • ب- يُعطى خبر كان وأخواتها أحكام خبر المبتدأ، فيأتي مفرداً، أو جملة (اسمية أو فعلية)، أو شبه جملة (جار ومجرور أو ظرف). ويتميز عنه بالنصب لأنه شبيه بالمفعول به. وإذا جاء الخبر جملة فعلية، فيغلب أن يكون فعلها مضارعاً، نحو: “كان العربي يفتح الدنيا بسيفه وخلقه”، أو أن يكون ماضياً مقترناً بـ “قد”، كقول الفرزدق:
    فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم *** إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشرُ
    وقد يأتي مجرداً من “قد”، ويكثر ذلك إذا كان الفعل الناقص من كان وأخواتها واقعاً بعد أداة شرط، كقوله تعالى: “إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ” (سورة المائدة: ١١٦).
  • ج- إن وقع خبر كان وأخواتها جملة، فالأفضل تأخيره. أما إن وقع مفرداً أو شبه جملة، فإنه يُعطى مع الاسم أحكام المبتدأ والخبر من حيث جواز أو وجوب التقديم والتأخير.
    • مثال التقدم الجائز: قوله تعالى: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” (سورة الروم: ٤٧).
    • مثال التقدم الواجب: قولنا: “كان في ساحة المعركة أبطالُها”، و”كان في دارنا ضيفٌ”.
    • مثال التأخر الواجب: قولنا: “كان صديقي شريكي”.
  • د- يجوز تقديم أخبار كان وأخواتها عليها هي نفسها، نحو: “قائماً كان زيدٌ”. ويمتنع ذلك في حالتين: مع “ليس” لجمودها وضعفها، ومع “مادام” لأن خبرها يُعد جزءاً من صلة الموصول الحرفي “ما”، ولا يجوز أن يتقدم جزء من الصلة على الموصول. وقد يكون هذا التقدم واجباً إذا كان الخبر من ألفاظ الصدارة، كقولنا: “أين كنتَ؟” أو “كيف أصبح المريضُ؟”. هذه من القواعد المتقدمة في باب كان وأخواتها.
  • هـ- يجوز تقديم معمول الخبر حيث جاز تقديم الخبر نفسه، كما في قوله تعالى: “وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ” (سورة الأعراف: ١٧٧)، وقوله: “أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ” (سورة سبأ: ٤٠). إن دراسة معمولي كان وأخواتها تكشف عن مرونة الجملة العربية.

تمام كان وأخواتها ونقصانها

قد تأتي معظم أفعال كان وأخواتها تامة، أي دالة على الحدث ومكتفية بمرفوعها الذي يُعرب فاعلاً، ومستغنية بذلك عن المنصوب (الخبر). وفي هذه الحالة، تزول عنها صفة النقص وتُعرب كأي فعل تام. ومن أمثلة ذلك:

  • قولنا: “ما شاء الله كان”، أي: ما شاء الله وُجد أو حدث.
  • قوله تعالى: “فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ” (سورة الروم: ١٧)، أي: حين تدخلون في وقت المساء وحين تدخلون في وقت الصباح.
  • قوله تعالى: “خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ” (سورة هود: ١٠٧)، أي: ما بقيت السماوات والأرض.
  • قول امرئ القيس:
    تطاول ليلك بالأثمد *** وبات الخلاء ولم ترقد
    وبات وابت له ليلة *** كليلة ذي العائر الأرمد
    فالفعل “بات” في الشطر الثاني يعني “دخل في الليل”.
  • وقولهم: “ظل النهارُ”، أي: دام ظله.
اقرأ أيضاً:  ما هي الأسماء التي تجزم فعلين؟ اكتشف أنواعها وقواعدها وأمثلتها بالتفصيل

وقد استثنى النحاة من قاعدة التمام والنقصان هذه ثلاثة أفعال من كان وأخواتها لزمت حالة النقصان دائماً، وهي: “فتئ”، و”زال” (في صيغة “لا يزال”)، و”ليس”. وبالتالي، فهذه الأفعال الثلاثة لا تكون إلا ناقصة، وهي من خصائص كان وأخواتها التي يجب الانتباه إليها. إن الإلمام بحالات تمام ونقصان كان وأخواتها يكمل الصورة الكلية لفهم هذا الباب النحوي الهام.

السؤالات الشائعة

١- ما هي الوظيفة النحوية الأساسية لأفعال “كان وأخواتها” ولماذا تُسمى “أفعالاً ناسخة”؟

الإجابة: الوظيفة النحوية الأساسية لأفعال كان وأخواتها هي الدخول على الجملة الاسمية المكونة من المبتدأ والخبر، فتُحدث فيها تغييراً حكمياً وإعرابياً. تُسمى هذه الأفعال “ناسخة” لأنها “تنسخ” أي تُلغي وتُغير الحكم الإعرابي الأصلي للمبتدأ والخبر. فبعد دخولها، يرتفع المبتدأ ويُسمى “اسمها” تشبيهاً له بالفاعل في الجملة الفعلية، ويُنصب الخبر ويُسمى “خبرها” تشبيهاً له بالمفعول به. هذا النسخ لا يقتصر على الإعراب فحسب، بل يضيف أيضاً دلالة زمنية أو وصفية جديدة للجملة لم تكن موجودة من قبل، مثل إفادة التوقيت في الماضي (كان)، أو التحول (صار)، أو الاستمرار (ما زال).

٢- كيف يتم تصنيف أفعال “كان وأخواتها” بناءً على شروط عملها؟

الإجابة: تُصنّف أفعال كان وأخواتها من حيث شروط عملها إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

  • القسم الأول: ما يعمل دون شرط: ويضم ثمانية أفعال تعمل كأفعال ناسخة بمجرد دخولها على الجملة الاسمية، وهي: كان، ظل، بات، أصبح، أضحى، أمسى، صار، ليس.
  • القسم الثاني: ما يعمل بشرط تقدم نفي أو شبهه (نهي أو دعاء): ويضم أربعة أفعال تفيد الاستمرار، وهي: ما زال، ما برح، ما فتئ، ما انفك. يجب أن تُسبق هذه الأفعال بأداة نفي (مثل: ما، لا، لن) أو نهي (مثل: لا تزل) أو دعاء (مثل: لا زلت موفقاً).
  • القسم الثالث: ما يعمل بشرط تقدم “ما” المصدرية الظرفية: ويختص به فعل واحد وهو “دامَ”. هذه الـ”ما” تحول الفعل إلى مصدر مقترن بمدة زمنية، والتقدير يكون “مدة دوام…”، كما في قوله تعالى: “وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمتُ حياً” أي: مدة دوامي حياً.

٣- ما الفرق الدقيق بين “ما” النافية في “ما زال” و”ما” المصدرية الظرفية في “ما دام”؟

الإجابة: الفرق بينهما جوهري في المعنى والوظيفة. “ما” في أفعال الاستمرار مثل “ما زال” و”ما برح” هي “ما” النافية، ووظيفتها نفي الحدث، لكنها حين تقترن بهذه الأفعال تحديداً، يتحول المعنى من نفي الزوال إلى إثبات الاستمرار والبقاء. أما “ما” في “ما دام” فهي “ما المصدرية الظرفية”، وهي حرف مصدري يربط بين جملتين، ويؤول مع الفعل “دام” بمصدر صريح (دوام) مضاف إلى ظرف زمان، ليدل على مدة زمنية محددة. لذا، “ما دام” لا تفيد الاستمرار المطلق بنفسها، بل تقييد حدث بمدة حدث آخر، وهي جزء لا يتجزأ من تركيب الفعل ليعمل عمل كان وأخواتها.

٤- هل يمكن أن يتقدم خبر “كان وأخواتها” على اسمها أو على الفعل الناسخ نفسه؟

الإجابة: نعم، يخضع ترتيب معمولي كان وأخواتها لقواعد مرنة.

  • تقديم الخبر على الاسم: يجوز تقديم الخبر على الاسم إذا كان الخبر شبه جملة والاسم معرفة (مثال: كان في الدارِ زيدٌ)، ويجب تقديمه إذا كان في الاسم ضمير يعود على جزء من الخبر (مثال: كان في الدارِ صاحبُها).
  • تقديم الخبر على الفعل الناسخ: يجوز تقديم الخبر على الفعل نفسه في معظم أفعال كان وأخواتها (مثال: قائماً كان زيدٌ)، ويكون التقديم واجباً إذا كان الخبر من ألفاظ الصدارة كأسماء الاستفهام (مثال: كيف كنت؟). ولكن يمتنع هذا التقديم في حالتين: مع الفعل “ليس” لجموده وضعفه في العمل، ومع الفعل “ما دام” لأن الخبر جزء من صلة الموصول الحرفي (“ما” المصدرية)، ولا يجوز أن يتقدم معمول الصلة على الموصول.
اقرأ أيضاً:  أهمية ألفية ابن مالك في النحو

٥- ما المقصود بكون أفعال “كان وأخواتها” تأتي “تامة” أحياناً؟ وكيف نميزها عن حالتها “الناقصة”؟

الإجابة: المقصود بكونها “تامة” هو أنها تكتفي بمرفوعها لإتمام المعنى، ولا تحتاج إلى خبر منصوب. في هذه الحالة، تدل على حدث مجرد (مثل الوجود، الحدوث، البقاء، الدخول في وقت معين) ويُعرب مرفوعها فاعلاً لا اسماً لها. أما كونها “ناقصة” فهو حالتها الأصلية التي تحتاج فيها إلى اسم مرفوع وخبر منصوب لتكوين جملة مفيدة. للتمييز بينهما، إذا استقام المعنى بالفعل ومرفوعه فقط ودل على حدث مكتمل، فهو تام (مثال: اتقِ الله حيثما كنتَ، أي: حيثما وُجدتَ). أما إذا بقي المعنى ناقصاً ويحتاج إلى وصف أو إتمام، فهو ناقص (مثال: كنتُ مريضاً).

٦- ما هي أقسام “كان وأخواتها” من حيث التصرف والجمود؟

الإجابة: تنقسم أفعال كان وأخواتها من حيث قدرتها على الاشتقاق والتصريف إلى ثلاثة أقسام:

  • أفعال جامدة: وهي التي تلزم صيغة الماضي فقط ولا يأتي منها مضارع أو أمر، وهما فعلان: “ليس” و”دام”.
  • أفعال ناقصة التصرف: وهي التي يأتي منها الماضي والمضارع فقط، وهي أفعال الاستمرار الأربعة: “زال”، “برح”، “فتئ”، “انفك”.
  • أفعال تامة التصرف: وهي التي يأتي منها الماضي والمضارع والأمر، بالإضافة إلى المصدر واسم الفاعل، وهي بقية الأفعال: “كان”، “أصبح”، “أمسى”، “أضحى”، “ظل”، “بات”، “صار”. وتعمل جميع هذه التصاريف عمل الفعل الماضي.

٧- هل يمكن أن يأتي خبر “كان وأخواتها” جملة؟ وما هي شروطه؟

الإجابة: نعم، يأتي خبر كان وأخواتها جملة اسمية أو فعلية، تماماً كخبر المبتدأ. الشرط الأساسي في جملة الخبر هو أن تشتمل على ضمير (رابط) يعود على اسم الفعل الناسخ، سواء كان هذا الضمير مذكوراً أو مستتراً. مثال الجملة الفعلية: “كان الطالبُ يقرأُ الدرسَ” (الرابط هو الضمير المستتر “هو” في “يقرأ”). ومثال الجملة الاسمية: “أصبح الجوُ هواؤُهُ عليلٌ” (الرابط هو الهاء في “هواؤه”). وتكون الجملة بأكملها في محل نصب خبر للفعل الناسخ.

٨- ما هي الدلالة الزمنية والمعنوية لمجموعة أفعال الاستمرار (ما زال، ما برح، ما فتئ، ما انفك)؟

الإجابة: هذه المجموعة من كان وأخواتها تشترك في دلالة رئيسية هي “استمرار اتصاف الاسم بالخبر” أو “ملازمة الخبر للاسم”. فعندما نقول “ما زال المطرُ هاطلاً”، فإننا نثبت صفة الهطول للمطر ونؤكد استمرارها في الزمن الماضي المتصل بالحاضر. هذه الأفعال، عند اقترانها بالنفي، تفيد عكس ما قد يبدو من ظاهرها؛ فنفي الزوال يعني البقاء، ونفي البراح يعني الملازمة، وهكذا. هي أدوات لغوية قوية للتعبير عن الديمومة والثبات النسبي للحالة الموصوفة.

٩- هل هناك حالات يمتنع فيها دخول “كان وأخواتها” على المبتدأ؟

الإجابة: نعم، هناك حالات لا تدخل فيها النواسخ ومنها كان وأخواتها على المبتدأ. أبرز هذه الحالات هي عندما يكون للمبتدأ حق الصدارة في الكلام، أي يجب أن يأتي في بداية الجملة، مثل أسماء الاستفهام (مَن عندك؟) أو “ما” التعجبية (ما أجملَ السماء!). كذلك يمتنع دخولها على المبتدأ الواقع بعد “إذا” الفجائية أو “لولا” الشرطية، أو المبتدأ الذي يكون خبره مقتطعاً من النعتية لغرض المدح أو الذم. هذه التراكيب لها بنيتها الخاصة التي لا تقبل دخول الناسخ عليها.

١٠- ما هي أبرز الفروق الدلالية بين “كان” و”أصبح” و”صار”؟

الإجابة: على الرغم من أن هذه الأفعال الثلاثة من أشهر أفراد عائلة كان وأخواتها، إلا أن لكل منها دلالة دقيقة:

  • “كان”: تفيد اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي، سواء كان هذا الاتصاف منقطعاً أو مستمراً. هي الفعل الأكثر حيادية وعمومية في الدلالة على الزمن الماضي.
  • “أصبح”: تفيد اتصاف الاسم بالخبر في وقت الصباح تحديداً، وقد تستخدم مجازاً بمعنى التحول والتغير مثل “صار”، كقولنا: “أصبح الفقيرُ غنياً”.
  • “صار”: تفيد معنى التحول والانتقال من حالة إلى حالة أخرى بشكل صريح وواضح. هي الفعل الأساسي الدال على التغير والتحول في هذه المجموعة، كقولنا: “صار الماءُ ثلجاً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى