النحو

العدد في اللغة العربية: تأنيثه وتذكيره وتمييزه وإعرابه

أسماء العدد اثنتا عشرة كلمة وهي من واحد إلى عشرة ومئة وألف، وما عداها أعداد مثناة كمئتين أو مجموعةٌ جمعَ مذكرٍ سالماً كعشرين، أو مركبة كأحد عشر، أو معطوفة كثلاثة وعشرين وهكذا …

أحوال العدد

أولاً: تأنيث العدد وتذكيره

-الواحد والاثنان يذكران مع المذكر فتقول: رجل واحد ورجلان اثنان، ويؤنثان مع المؤنث فتقول: امرأة واحدة وامرأتان اثنتان وثنتان، في جميع حالات العدد وفي هذين العددين يأتي المعدود قبل العدد ويكون العدد صفة للمعدود.

-الأعداد من ٣ إلى ٩ تُذَكَّرُ مع المعدود المؤنث، نحو: عندي ثلاثةُ أقلامٍ، وتؤنث مع المعدود المذكر، نحو: أكلت ثلاثَ تفاحاتٍ، وسواء في ذلك إذا كانت مفردة أو مركبة أو معطوفاً عليها، نحو: (عندي ثلاثةَ عشرَ قلماً، وثلاثَ عشرةَ تفاحةٍ، وثلاثةٌ وعشروَن قلماً، وثلاثٌ وعشرونَ تفاحةً).

-العشرة تخالف المعدود إذا كانت مفردة وتوافقه إذا كانت مركبة، نحو: (في الدار عشرةُ رجالٍ، وعشرُ نساءٍ، وأربعةَ عشرَ رجلاً، وأربعَ عشرةَ امرأةٍ).

-ألفاظ العقود عشرون وثلاثون إلى التسعين ومئة وألْف لا تتغير، سواء اكان المعدود مذكراً أم مؤنثاً، نحو: (عندي عشرونَ تفاحةً، وعشرونَ قلماً).

-العدد المصوغ على وزن (فاعل) يتبع المعدود في التذكير والتأنيث، نحو: (فاز الطالبُ الخامسَ عشرَ، وأقبلت الطالبةُ الخامسةَ عشرةَ).

ثانياً: تمييز العدد

مُمَيِّزُ العدد هو المعدود الذي يُذْكَرُ بعده مبيناً نوعه وجنسه، نحو: (هذه أربعة بيوت)، فأربعة عدد وبيوت هو الاسم المميز له.

إعراب المميز أو المعدود

أ –يكون المميز جمعاً مجروراً بالإضافة إذا وقع بعد عدد من ٣ إلى ١٠، نحو: قرأت خمسةَ كتبٍ.

ب –يكون المميز مفرداً منصوباً على التمييز إذا وقع بعد عدد من ١١ وحتى ٩٩ كقوله تعالى: {إني رأيت أحدَ عشرَ كوكباً}، {إن هذا أخي له تسعٌ وتسعونَ نعجةً}.

ج –يكون مميز مئة وألف مفرداً مجروراً بالإضافة نحو: (عندي مئةُ كتابٍ، وألفُ قلمٍ).

اقرأ أيضاً:  تعريف المفعول لأجله وشروط نصبه وحالاته

ثالثاً: إعراب العدد

يعرب العدد إعراب الاسم بحسب موقعه في الجملة، نحو: (شاهدت أربعة جنود، جاءني مئة كتاب)، إلا ثلاثة أنواع منه:

١ –العدد المركب من أحد عشر إلى تسعة عشر، يبنى على فتح الجزأين لفظاً، نحو: (نجحَ سبعةَ عشرَ طالباً)، أما المختوم بألف (إحدى أو ياء ثماني) فإنهما يبنيان على السكون، واثنا عشر واثنتا عشر يكون الجزء الأول منهما معرباً والجزء الثاني مبنياً على الفتح؛ فيعرب الجزء الأول منهما بالألف رفعاً وبالياء نصباً وجراً؛ لأنهما ملحقان بالمثنى، ويبقى الثاني جزءاً مبنياً على الفتح لا محل له من الإعراب؛ لأنه بمنزلة النون من المثنى.

٢ –ألفاظ العقود العشرون والثلاثون إلى التسعين، وهي تعرب بالحروف فترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء، نحو: (جاء عشرونَ طالباً، ومررت بعشرينَ طالبةً، وشاهدت ثلاثينَ استعراضاً).

٣ –العدد المعطوف، وهو ما عطف من ألفاظ العقود من واحد وعشرين إلى التسعة والتسعين، ويعرب معطوفاً على ما قبله كأي معطوف آخر، نحو: (جاء ثلاثةٌ وعشرونَ كاتباً).

صياغة العدد الوصفي

-يصاغ وصف على وزن (فاعل) من العدد اثنين وعشرة وما بينهما فينعت به ويطابق منعوته في التعريف والتنكير والتذكير والتأنيث، نحو: (الصف الثاني، والرحلة الرابعة).

-وأما الواحد والواحدة فتُبْدلان بلفظي الأول والأولى فتقول (الطالبُ الأولُ والناجحةُ الأولى)، ولا يختلف الأمر إذا كان العدد مركباً أو معطوفاً إلا في الواحد فتصبح الحادي والحادي نحو (جاء الطالبُ الحادي عشرَ والحادي والعشرونَ، رأيت الطالبةَ الحاديةَ عشرةَ والحاديةَ والعشرينَ).

-أما الألف والمئة فتبقيان على حالهما تقول (جاءت الفرقةُ المئةُ، وكتبت الفصلَ الألفَ).

فوائد

١ –الأفصح أن يُقرَأ العدد ابتداءً من المرتبة الصغرى فصاعداً، فتقرأ (اشتريت ١٩٥٨ كتاب) اشتريت ثمانية وخمسين وتسعمئة وألف كتاب.

٢ –يرجح في شين (عشرة) أن تُسَكَّنَ مع المؤنث وتحركَ مع المذكر فتقول (عشْر نساء وعشَرة رجال).

اقرأ أيضاً:  الفعل المضارع: إعرابه وبناؤه

٣ –في العدد المذكر يقال (أحد) في المذكر و(إحدى) في المؤنث بدلاً من واحد وواحدة في حالة المفرد.

٤ –إذا أُريد تعريف العدد بـ (ال) فإن كان مركباً عُرِّفَ صدره، نحو: (أقبلَ الرجالُ الخمسةَ عشرَ) وإن كان مضافاً عُرِّفَ عجزه نحو (جاء أربعةُ الطلابِ وخمسةُ آلافِ الطالبِ) وإن كان معطوفاً ومعطوفاً عليه عُرِّفَ الجزآن معاً نحو (جاء الخمسةُ والسبعونَ جندياً).

٥ –مئة تكتب على نبرة أو مع ألف زائدة (مائة) دون أن تلفظ الألف، والأفضل أن تكتب (مئة)؛ لأن العرب كتبتها (مائة) قبل التنقيط للتفريق بينها وبين كلمة (فئة).

٦ –كلُّ اسمِ جمعٍ ينظر فيه إلى الوحدة كالقوم، وكل اسمِ جنسٍ واحده بالتاء أو بالياء كـ (شجر) واحده (شجرة)، و(زنج) واحده (زنجي) فحكمه في التمييز أن يجر بمن، نحو: (جاءني ثلاثةٌ مِنَ القومِ، ورأيت أربعةً من الزنجِ)، وما سوى ذلك من أسماء الجمع كالرهط والنفر والإبل، فحكمها الجر بـ (من) كذلك، ويجوز فيها إضافة اسم العدد إليها، نحو: (اشتريت ثلاثةً من الإبل) أو (ثلاثةَ إبلٍ).

٧ –يجوز في الأعداد المركبة إضافتها إلى غير مميز، نحو (هذه ثلاثةَ عشرَ خالدٍ) ما عدا (اثني عشر)؛ فإنه لا يضاف، وإذا أضيف العدد المركب فالأكثر أن يبقى الجزءان على بنائهما فتقول (هذه خمسةَ عشرَكَ) بفتح الجزأين في جميع الحالات. وقد يعرب العجز مع بقاء الصدر على بنائه فتقول (هذه خمسةَ عشرِكِ) بجعل عشر مضافاً إليه.

٨ –لا يجوز الفصل بين العدد وتمييزه إلا في الضرورة الشعرية فلا يجوز أن تقول (مررتُ بخمسةَ عشرَ يتسابقون شخصاً).

٩ –إذا كان المميز للعدد جمعاً فيعتمد في تأنيث العدد وتذكيره على مفرد هذا الجمع فتقول (أربعةُ بناتِ عرسٍ)؛ لأن المفرد (ابن عرس)، وهو مذكر، وتقول (عمرُكَ خمسُ سنينَ) لأن المفرد (سنة) وهو مؤنث، أما المفرد من الألفاظ التي يجوز تذكيرها وتأنيثها كالطريق مثلاً فيجوز تذكير العدد وتأنيثه تقول (هذه ثلاثُ طرقٍ وثلاثةُ طرقٍ).

١٠ –لا فرق في التذكير والتأنيث بين أن يكون العدد مقدماً أو مؤخراً، نحو (عندي ثلاثةُ رجالٍ وخمسُ نساءٍ) أو (عندي رجالٌ ثلاثةٌ ونساءٌ خمسةٌ).

اقرأ أيضاً:  عطف البيان: تعريفه وفائدته وأحكامه والفرق بينه وبين البدل

١١ –في قوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشرُ أمثالها} التقدير: عشرُ حسناتٍ أمثالُها، ولذا جاء بعشر مذكورة؛ لأن مفرد حسنات هو حسنة، وهي مؤنثة، إذ لو كان المميز (أمثال) لقال (فله عشرة أمثالها)؛ لأن (مثل) مذكر.

١٢ –أجازوا في (ثماني عشرة) حذف الياء من ثماني وإبقاء الكسرة على النون أو فتحها، ووردت مفردة بحذف الياء وإجراء علامة الإعراب على النون وهذا كله نادر لا يقاس ولا يعتمد عليه، ومنه قول الشاعر:

ولقد شربت ثمانياً وثمانيا * وثمانِ عشرةَ واثنتين وأربعا

وقول الآخر:

لها ثنايا أربعٌ حسانُ * وأربعٌ فثغرها ثمانُ

فنَوَّنَ ثماني في البيت الأول وحذف الياء في ثمان وكسر النون للدلالة عليه، و(ثماني) يعامل معاملة الاسم المنقوص كـ (معان) فتثبت الياء مع (ال والإضافة) رفعاً وجراً وتحذف بدونهما وإثباتها نصباً غير منصرفة.

وفي البيت الثاني رفع ثمان على أنها خبر مرفوع وأهمل وجود الياء مرة واحدة.

١٣ –بضع وبضعة: حكمها حكم (تسع وتسعة) في الإفراد والتركيب وعطف عشرين حتى التسعين عليهما، فتقول: (درَّسْتُ بضعةَ أعوامٍ وبضعَ سنينَ وبضعةَ عشرَ شهراً)، ببناء الجزأين ويقصد بها عدد مبهم بين الثلاثة والتسعة.

١٤ –نَيِّفٌ: تستعمل للمذكر والمؤنث بلا تاء، وهي تستعمل مع العقود دائماً، تقول: (عندي أربعونَ كتاباً ونيفٌ)، ويقصد بها من الثلاثة إلى التسعة، ولا تستعمل قبل العدد؛ فلا تقول: (عندي نيفٌ وعشرونَ كتاباً).

١٥ –ألفاظ العقود (عشرون وأخواتها إلى التسعين) ملحقة بجمع المذكر السالم؛ فترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى