إعراب سورة التكاثر
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
أَلْهَاكُمُ: فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتحِ المقدَّرِ على الألفِ للتَّعذُّرِ، والكافُ ضميرٌ متَّصلٌ، مبنيٌّ على السُّكونِ، وحُرِّكَ إلى الضَّمِّ منعاً مِنِ التقاءِ السَّاكنينِ، وهوَ في محلِّ نصبٍ، مفعولٌ بِهِ مقدَّمٌ، والميمُ علامةُ الجمعِ.
التَّكَاثُرُ: فاعلٌ مؤخَّرٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
ومتعلَّقُ الفعلِ محذوفٌ، والتَّقديرُ: عنْ طاعةِ اللَّهِ، ولمْ يُذْكَرْ في الآيةِ؛ لأنَّ المُطْلَقَ أبلغُ مِنَ الذَّمِّ.
(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ): جملةٌ فعليَّةٌ ابتدائيَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ
حَتَّى: حرفُ غايةٍ وجرٍّ.
زُرْتُمُ: فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على السُّكونِ؛ لاتِّصالِهِ بتاءِ الفاعلِ المتحرِّكةِ، والتَّاءُ ضميرٌ متَّصلٌّ، مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ رفعٍ، فاعلٌ، والميمُ علامةُ الجمعِ.
الْمَقَابِرَ: مفعولٌ بِهِ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
(زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ): جملةٌ فعليَّةٌ فيهَا وجهانِ:
١ –معطوفةٌ على جملةِ (ألهاكُمْ)، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ، قالَهُ السَّمينُ الحلبيُّ.
٢ –صلةُ الموصولِ الحرفيِّ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ، والمصدرُ المؤوَّلُ مِنْ أنْ المضمرةِ وما بعدَهَا في محلِّ جرٍّ بحرفِ الجرِّ حتَّى، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقانِ بالفعلِ ألهاكُمْ.
كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ
كَلَّا: حرفُ ردعٍ وزجرٍ، وهيَ عندَ الفرَّاءِ بمعنى (حقّاً)، وقيلَ: بمعنى (ألَّا).
سَوْفَ: حرفُ استقبالٍ.
تَعْلَمُونَ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ثبوتُ النُّونِ؛ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، والواوُ ضميرٌ متَّصلٌ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، فاعلٌ.
والمفعولُ بِهِ محذوفٌ، تقديرُهُ: سوفَ تعلمونَ الخطأَ فيمَا أنتُمْ عليهِ.
وذَكَرُوا علَّةَ الحذفِ أنَّ الغرضَ الفعلُ لا متعلُّقُهُ.
وتعلمُونَ بمعنى تعرفُونَ؛ فهوَ متعدٍّ لمفعولٍ واحدٍ.
(سَوْفَ تَعْلَمُونَ): جملةٌ فعليَّةٌ استئنافيَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ
ثُمَّ: حرفُ عطفٍ، يفيدُ المهلةَ في الزَّمانِ.
كَلَّا: حرفُ ردعٍ وزجرٍ، وهيَ عندَ الفرَّاءِ بمعنى (حقّاً)، وقيلَ: بمعنى (ألَّا).
وهيَ عندَ ابنِ عطيَّةَ تأكيدٌ.
وذكرَ ابنُ خالويهِ أنَّ كلَّا: بدلٌ مِنَ الأوَّلِ، وكرَّرَ توكيداً للتَّهديدِ والإبعادِ.
سَوْفَ: حرفُ استقبالٍ.
تَعْلَمُونَ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ثبوتُ النُّونِ؛ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، والواوُ ضميرٌ متَّصلٌ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، فاعلٌ.
والمفعولُ بِهِ محذوفٌ، تقديرُهُ: سوفَ تعلمونَ الخطأَ فيمَا أنتُمْ عليهِ.
(كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ): جملةٌ فعليَّةٌ فيهَا وجهانِ:
١ –ذهبَ ابنُ مالكٍ إلى أنَّ الجملةَ الثَّانيةَ مِنْ بابِ التَّوكيدِ اللَّفظيِّ معَ توسُّطِ حرفِ العطفِ.
وعندَ الفرَّاءِ: (الكلمةُ قدْ تُكَرِّرُهَا العربُ على التَّغليظِ والتَّخويفِ).
وذهبَ الزَّمخشريُّ على أنَّ التَّكريرَ تأكيدٌ للرَّدعِ والرَّدِّ عليهِمْ، و(ثُمَّ): دلَّتْ على أنَّ الإنذارَ الثَّاني أبلغُ مِنَ الأوَّلِ وأشدُّ، كمَا تقولُ: للمنصوحِ؛ أقولُ لَكَ ثُمَ أقولُ لَكَ لا تفعلْ.
٢ –معطوفةٌ على جملةِ (سوفَ تعلمونَ) السَّابقةِ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
اقرأ أيضاً: إعراب سورة العصر
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
كَلَّا: حرفُ ردعٍ وزجرٍ.
لَوْ: حرفُ شرطٍ غيرِ جازمٍ. وذهبَ ابنُ خالويهِ إلى أنَّهُ حرفُ تَمَنٍّ.
تَعْلَمُونَ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ثبوتُ النُّونِ؛ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، والواوُ ضميرٌ متَّصلٌ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، فاعلٌ.
والمفعولُ بِهِ محذوفٌ، تقديرُهُ: سوفَ تعلمونَ الخطأَ فيمَا أنتُمْ عليهِ.
(لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ): جملةٌ فعليَّةٌ استئنافيَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
عِلْمَ: فيهِ وجوهٌ:
١ –مفعولٌ مطلقٌ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ.
٢ –ذهبَ بعضُهُمْ على أنَّ الأصلَ: العلمَ اليقينَ، ثُمَّ أُضيفَ الموصوفُ إلى صفتِهِ، وقيلَ: لا حاجةَ إلى ذلِكَ؛ لأنَّ العلمَ يكونُ يقيناً وغيرَ يقينٍ.
٣ –ذهبَ الأخفشُ إلى أنَّ (علمَ اليقينِ) منصوبٌ على حذفِ الواوِ، وهوَ قَسَمٌ، والأصلُ: وعلمِ اليقينِ، فلمَّا نُزِعَتِ الواوُ نُصِبَ. وذكرَهُ الباقوليُّ.
الْيَقِينِ: مضافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
-وجوابُ الشَّرطِ محذوفٌ، أي: لفعلْتُمْ ما لا يُوْصَفُ، وقيلَ: التَّقديرُ: لرجعْتُمْ.
قالَ ابنُ الأحنفِ اليمنيُّ: وقيلَ: لو تعلمونَ … لشَغَلَكُمْ ما تعملونَ عنِ التَّكاثرِ والتَّفاخرِ.
قالَ أبو حيَّانٍ: (وحُذِفَ الجوابُ لدلالةِ ما قبلَهُ عليهِ، وهوَ (ألهاكُمْ).
وعندَ أبي السُّعودِ: الحذفُ للتَّهويلِ.
وقالَ الكِسائيُّ: (جوابُ لو في أوَّلِ السُّورةِ، أي: لو تعلمونَ علمَ اليقينِ ما ألهاكُمْ).
قالَ أبو البركاتِ الأنباريُّ: تقديرُ الجوابِ: لو علمْتُمْ لَمَا ألهاكُمْ.
قالَ الهمذانيُّ: حُذِفَ جوابُ (لو) لكونِهِ أبلغَ مِنَ الإتيانِ بِهِ، والموصوفُ –وهوَ الأمرُ أوِ الحقُّ -وأُقيمَتِ الصِّفةُ مقامَهُ.
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ
لَتَرَوُنَّ: اللَّامُ واقعةٌ في جوابِ قَسَمٍ مقدَّرٍ محذوفٍ تقديرُهُ: واللَّهِ لتَرَوُنَّ، أو أُقسمُ وأُؤَكِّدُ أيُّهَا النَّاسُ أنَّكُمْ ستشاهدونَ النَّارَ الموقدةَ.
قالَ الزَّمخشريُّ: والقَسمُ لتوكيدِ الوعيدِ، وأنْ ما أُوعِدُوا بِهِ ما لا مَدخلَ فيهِ للرَّيبِ، وكرَّرَهُ معطوفاً بثُمَّ تغليظاً في التَّهديدِ وزيادةً في التَّهويلِ.
قالَ ابنُ خالويهِ: (فإنْ جعلتَهُ قَسماً كانَتِ اللَّامُ جوابَ القَسمِ عندَ الكوفيِّينَ، وموصِّلةٌ للقسمِ عندَ البصريِّينَ).
تَرَوُنَّ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ النُّونُ المحذوفةُ منعاً مِنْ توالي الأمثالِ؛ أي ثلاثِ نوناتٍ، وأصلُهُ لترأيونَّ، فلمَّا تحرَّكَتِ الياءُ وانفتحَ ما قبلَهَا قُلبَتْ ألفاً وحُذفَتْ لسكونِهَا وسكونِ الواوِ بعدَهَا، ثُمَّ أُلْقِيَتْ حركةُ الهمزةِ الَّتي هيِ عينُ الكلمةِ على الرَّاءِ وحُذِفَتْ لثقلِهَا، ثُمَّ دخلَتِ النُّونُ المشدَّدةُ الَّتي هيَ للتَّوكيدِ فحُذِفَتْ نونُ الرَّفعِ لتوالي الأمثالِ، والواوُ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ رفعٍ، فاعلٌ، ونونُ التَّوكيدِ حرفٌ لا محلَّ لَهُ مِنَ الإعرابِ.
والتَّقديرُ: ترى + ون + نّ والأصلُ (لترأيون + نّ).
١ –حُذِفَتِ الألفُ لالتقاءِ ساكنينٍ، فصارَ: تَرَوْنَ، ووزنُهُ لَفَوْنَ –نَّ، وقدْ حذفَتِ الهمزةُ سماعاً، وأُلقيَتْ حركتُهَا على الرَّاءِ.
٢ –حُذِفَتِ النُّونُ لتوالي الأمثالِ، وهيَ علامةُ الرَّفعِ، فصارَ وزنُهُ تَفَوْنَّ، فالتقى ساكنانِ: الواوُ والنُّونُ الأولى.
٣ –حُرِّكَتِ الواوُ بالضَّمِّ، ولمْ تُحذفْ، فقَبْلَهَا مفتوحٌ، فأصابَ الحذفُ والتَّغييرُ هذا الفعلَ.
وقُرِئَتْ بضمِّ التَّاءِ (تُرَوُنَّ): وعليهِ فهوَ مضارعٌ مبنيٌّ للمجهولِ، والواوُ في محلِّ رفعٍ، نائبُ فاعلٍ.
(تَرَوُنَّ): جملةٌ فعليَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ؛ لأنَّهَا جوابُ القسمِ المقدَّرِ.
وجملةُ القسمِ وجوابُهُ (واللَّهِ لترونَّ الجحيمَ): استئنافيَّةٌ لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ. تفيدُ الدَّلالةَ على توكيدِ الوعيدِ، وأنَّ ما أُوعدوا بِهِ ما لا مدخلَ فيهِ للرَّيبِ.
الْجَحِيمَ: مفعولٌ بِهِ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
قالَ الباقوليُّ: والمعنى: لترونَّ عذابَ الجحيمِ، فحُذِفَ لأنَّ رؤيتَهَا ليسَ بوعيدٍ، إنَّمَا الوعيدُ برؤيةِ عذابِهَا.
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ
ثُمَّ: حرفُ عطفٍ. وتكرارُ القسمِ معطوفاً بـ (ثُمَّ) تغليظٌ في التَّهديدِ وزيادةٌ في التَّهويلِ.
لَتَرَوُنَّهَا: اللَّامُ واقعةٌ في جوابِ قسمٍ محذوفٍ تقديرُهُ: واللَّهِ لترونَّ.
تَرَوُنَّ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ النُّونُ المحذوفةُ لتوالي الأمثالِ، والواوُ ضميرٌ متَّصلٌ، في محلِّ رفعٍ، فاعلٌ، ونونُ التَّوكيدِ حرفٌ لا محلَّ لَهُ مِنَ الإعرابِ. وها: ضميرٌ متَّصلٌ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ نصبٍ، مفعولٌ بِهِ.
(لترونَّهَا): جملةٌ فعليَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ؛ لأنَّهَا جوابُ القسمِ المقدَّرِ.
وجملةُ القسمِ وجوابُهُ (واللَّهِ لترونَّهَا): جملةٌ اسميَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ؛ لأنَّهَا معطوفةٌ على القسمِ السَّابقِ.
قالَ أبو حيَّانٍ: (… تأكيدٌ للجملةِ قبلَهَا، وزادَ التَّوكيدُ بقولِهِ: عينَ اليقينِ، نفياً لتوهُّمِ المجازِ في الرُّؤيةِ الأولى). وبِهِ قالَ ابنُ الأحنفِ اليمنيُّ.
عَيْنَ: فيهِ وجهانِ:
١ –مفعولٌ مطلقٌ نائبٌ عنِ المصدرِ، منصوبٌ وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ.
قالَ السَّمينُ: (كأنَّهُ قيلَ: ترونَّ اليقينَ يقيناً).
قالَ ابنُ الأحنفِ اليمنيُّ: نُصِبَ على المصدرَ؛ لأنَّ المعنى: ثُمَّ لتُعايِنُنَّهَا عيناً يقيناً.
وقالَ الهمذانيُّ: وانتصابُ (عينِ اليقينِ) على المصدرِ مِنْ غيرِ الفعلِ حملاً على المعنى؛ لأنَّ رأى وعاينَ بمعنىً واحدٍ. وبِهِ قالَ العكبريُّ.
٢ –وقيلَ: هوَ صفةُ مصدرِ لترونَّهَا، أي لترونَّهَا رؤيةُ هيَ عينُ اليقينِ.
ووَصْفُ الرُّؤيةِ الَّتي هيَ سببُ اليقينِ بكونِهَا اليقينَ مبالغةٌ. كذا عندَ الجملِ، ومثلُهُ عندَ الشِّهابِ.
الْيَقِينِ: مضافٌ إليه مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
قالَ ابنُ الأحنفِ اليمنيُّ: والمعنى: لتروُنَّ الجحيمَ بأبصارِكُمْ على البعدِ مِنْكُمْ، ثُمَّ لترونَّهَا مشاهدةً.
اقرأ أيضاً: إعراب سورة الهمزة
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ
ثُمَّ: حرفُ عطفٍ.
لَتُسْأَلُنَّ: اللَّامُ واقعةٌ في جوابِ قسمٍ مقدَّرٍ محذوفٍ.
تُسألُنَّ: فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ للمجهولِ، مرفوعٌ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ بالنُّونِ المحذوفةِ لتوالي الأمثالِ، وواوُ الجماعةِ المحذوفةِ لالتقاءِ السَّاكنينِ سكونِ الواوِ وسكونِ النُّونِ الأولى مِنَ النُّونِ الثَّقيلةِ، في محلِّ رفعٍ، نائبُ فاعلٍ.
ونونُ التَّوكيدِ حرفٌ لا محلَّ لَهُ مِنَ الإعرابِ.
وصورةُ الفعلِ: تُسْأَلُونْ + نّ.
قالَ ابنُ خالويهِ: (فإنْ سَألَ لمَ جَمَعْتَ في فعلٍ واحدٍ بينَ علامتي تأكيدٍ وأنتَ لا تجمعُ بينَ علامتي التَّأنيثِ في فعلٍ، نحوُ قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَالْوالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ} البقرةُ: ٢٣٣، فلا تقولُ: تُرْضِعْنَ؟
فالجوابُ في ذلِكَ: أنَّ العلامتينِ إذا دخلَتَا لمعنيينٍ مختلفينٍ لمْ يُعِقِ الجمعُ بينَهُمَا، فاللَّامُ أفادَتِ التَّأكيدَ، وصارَتْ جواباً لليمينِ المقدَّرةِ تحتَهَا، والنُّونُ أفادَتْ إخراجَ الفعلِ مِنَ الحالِ إلى الاستقبالِ).
(تُسْأَلُنَّ): جملةٌ فعليَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ؛ لأنَّهَا جوابُ قسمٍ مقدَّرٍ.
وجملةُ القسمِ وجوابُهُ معطوفةٌ على القسمِ الأوَّلِ.
يَوْمَئِذٍ: يومَ: ظرفُ زمانٍ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ متعلِّقٌ بالفعلِ تُسألُنَّ.
إذْ: اسمٌ مبنيٌّ على الكسرِ، في محلِّ جرٍّ بالإضافةِ، والنُّونُ عوضٌ عنْ جملةٍ مقدَّرةٍ.
عَنِ: حرفُ جرٍّ.
النَّعِيمِ: اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجرِّ عنْ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقانِ بالفعلِ تُسألنَّ.