تعليم

الثورة الرقمية في التعليم العربي: كيف تعيد أدوات غير متوقعة تشكيل عملية التعلم

الحقيقي”، فأنت لست وحدك. في جميع أنحاء العالم العربي، يتعامل العديد من الطلاب والمعلمين مع أنظمة تعليمية عفا عليها الزمن مقارنة بالطريقة التي نعيش ونتعلم بها اليوم. الكتب المدرسية قديمة، والاختبارات الموحدة هي السائدة، وبينما يستمر العالم الرقمي في التقدم، تظل الفصول الدراسية عالقة في الماضي.

ومع ذلك، هناك شيء ما يتغير.

الطلاب يأخذون زمام الأمور بأيديهم. يستخدمون الهواتف والشاشات والأدوات التي لم تصمم في الأصل للتعلم. هذه الحركة لا تتعلق بالتكنولوجيا فحسب؛ بل تعكس تمردًا هادئًا وفضوليًا ضد نظام التعليم التقليدي.

الفصول الدراسية لا تزال تحاول اللحاق بالركب

لطالما كانت الإصلاحات التعليمية على جدول أعمال المنطقة؛ ومع ذلك، يوضح تقرير البنك الدولي لعام 2023 أنه على الرغم من ارتفاع معدلات الالتحاق بالمدارس، لا تزال نتائج التعلم متخلفة. يتخرج العديد من الطلاب دون أن يكونوا مزودين بمهارات التفكير النقدي أو المهارات الرقمية التي يتطلبها عالم اليوم. استجابةً لذلك، يستكشف بعض المعلمين مساحات رقمية غير تقليدية مثل كازينو اونلاين ، ليس للمقامرة، ولكن كنماذج لاحتمالات ومنطق واتخاذ قرارات قائمة على الألعاب، والتي يمكن أن تلهم طرقًا أكثر جاذبية لتعليم المهارات المعقدة.

بالنسبة لطفل يبلغ من العمر 15 عامًا في المغرب أو العراق، هذه الفجوة ليست نظرية. إنها مستقبلهم. ولذلك، يتجهون بشكل متزايد إلى أماكن أخرى لسد هذه الفجوة.

عندما يكون YouTube أكثر فائدة من الكتب المدرسية

الساعة 11 مساءً، ونور، طالبة في عمّان، تشاهد درسًا في الجبر باللغة العربية على YouTube يقدمه شخص يشرح أهمية هذا الموضوع. لم تتناوله مدرستها إلا قليلاً، والامتحانات على الأبواب. هذا ليس تعلمًا إضافيًا، إنه مسألة بقاء.

وهي ليست وحدها. من الدورات الجماعية المفتوحة عبر الإنترنت باللغة العربية إلى التطبيقات المطورة إقليمياً، يستعيد الطلاب السيطرة على تعليمهم.

اقرأ أيضاً:  التحديات التي تواجه اختبارات اللغة العربية في المدارس

تقدم منصة Rwaq السعودية دورات مجانية من أساتذة جامعيين حول موضوعات مثل ريادة الأعمال ومهارات التعامل مع البيانات، وهي مواضيع نادراً ما تُدرس في المدارس. بالنسبة لطلاب مثل نور، هذه المنصة بمثابة طوق نجاة. وبالنسبة للمعلمين، فهي إشارة واضحة: التعلم يحدث، سواء بوجودنا أو بدوننا.

التعلم من غير المتوقع: لماذا نحتاج إلى إعادة التفكير في الأدوات التعليمية

لنكن صادقين، نادراً ما يوحي مصطلح “كازينو عبر الإنترنت” بالتعليم. لكنه ينبغي أن يوحي بذلك. ففي الواقع، تتضمن هذه المنصات الاحتمالات والمخاطر والتعرف على الأنماط واتخاذ القرارات، وهي جميعها عناصر أساسية في الرياضيات والمنطق وعلم النفس.

لهذا السبب، ينظر بعض المعلمين الآن إلى الكازينوهات عبر الإنترنت ليس كفصول دراسية، بل كدراسات حالة. توفر آليات ألعابها دروسًا قيّمة في المشاركة، مما يساعدنا على إعادة التفكير في كيفية تدريس المفاهيم المعقدة من خلال التفاعل بدلاً من مجرد التعليم.

الهدف ليس الترويج للمقامرة، بل فهم ما يجذب الانتباه وكيف يمكن أن يساعد ذلك في فهم الأفكار المجردة.

الابتكار لا يعني فقدان أنفسنا

غالبًا ما تثير الأدوات الجديدة في التعليم مخاوف، خاصةً عندما تأتي من خارج المعايير التقليدية. تقابل وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب وتطبيقات التعلم غير الرسمية بالتشكيك، ليس فقط بسبب تشتيت الانتباه، ولكن أيضًا بسبب المخاوف بشأن تأثيرها على القيم والهوية والتأثير.

لا يعني اعتماد التكنولوجيا الرقمية بالضرورة التنازل عن الثقافة؛ بل يمكن أن يعمق من أهميتها. مع قضاء الطلاب مزيدًا من الوقت على الإنترنت، تتطور لغتهم وهويتهم وعاداتهم التعليمية. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمعات العربية واضح، ليس فقط في كيفية تواصل الناس، ولكن أيضًا في كيفية استيعاب الأجيال الشابة للمعرفة ومشاركتها. تثير هذه التغيرات مخاوف، ولكنها تكشف أيضًا عن طرق جديدة للتعلم متجذرة ثقافيًا.

اقرأ أيضاً:  إستراتيجيات إدارة الوقت الفعالة للطلاب

تعاونت وزارة التربية والتعليم الأردنية مع شركات ناشئة محلية في مجال تكنولوجيا التعليم لإنشاء منهج رقمي يمزج بين الأدوات الحديثة والهوية العربية. وهو يلبي احتياجات الطلاب حيثما كانوا على الإنترنت، فضوليين ومتصلين. مع وجود نية، تصبح الابتكار جسراً وليس تهديداً.

لا يمكن للمدارس أن تظل على الهامش

إذا كان الطلاب يتعلمون خارج المدرسة أكثر مما يتعلمون داخلها، فيجب على المدارس أن تسأل: ما هو دورنا؟ لا يمكن أن يقتصر المنهج على تقديم المحتوى فحسب، بل يجب أن يعلم الطلاب تقييم المصادر والتعاون عبر الإنترنت والتفكير النقدي. أصبحت المعرفة الرقمية الآن ضرورية مثل القراءة والرياضيات.

لكن التغيير الحقيقي يتطلب أكثر من مجرد أجهزة أو منصات جديدة. إنه يتطلب تغييراً في العقلية عبر الأنظمة بأكملها. يسلط التحول الرقمي في الشرق الأوسط الضوء على الزخم والتحديات على حد سواء: لا تزال البنية التحتية المجزأة، والوصول غير المتكافئ، وبطء تكييف السياسات عقبات كبيرة. قد ينتهي الأمر بالنظم التعليمية التي تنتظر الظروف المثالية إلى التخلف أكثر عن الركب.

الخلاصة

صورة من DC Studio على Freepik

انظروا عن كثب، فالتعلم يتغير بالفعل من الأساس. من فتاة في البصرة تتعلم التصميم عبر الإنترنت إلى طلاب في القاهرة يستخدمون التطبيقات لدراسة اللغة الفرنسية، تفتح الأدوات الرقمية أبوابًا لم تفتحها المدارس.

السؤال ليس ما إذا كانت التكنولوجيا تنتمي إلى التعليم، فهي تنتمي إليه بالفعل. السؤال الحقيقي هو: هل ستلحق أنظمتنا بالركب، أم سيستمر الطلاب في المضي قدمًا بدونها؟ لا يحتاج مستقبل التعليم العربي إلى اللحاق بالعالم الرقمي. بل يحتاج إلى الانضمام إليه بشجاعة وفضول، مع وضع المتعلم في المركز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى