مقالات أدبية

رسالة إلى طفولتي: هل ما زال الحلم كبيرًا أم صار واقعًا صغيرًا؟

بقلم: تبارك ياسر.

إلى طفولتي،

كيف حالكِ؟
هل ما زلتِ تظنين أن العالم سيفهمكِ كما أنتِ، أم أنكِ بدأتِ تفهمين أن الفهم لا يُمنح بسهولة؟
أخبريني، هل ما زلتِ تتأملين السقف طويلًا قبل النوم، تمضغين الأفكار حتى يختلط طعمها بالحيرة؟
هل بدأتِ تصالحين نفسكِ مع حقيقة أن الأسئلة أحيانًا تظل أسئلة؟
هل ما زلتِ تتأملين ذلك الوجه البريء في المرآة أم أصبحتِ غريبة عن نفسكِ؟
أتذكرين حين كنتِ تظنين أن الكبار يعرفون كل شيء؟ هل صدمتِ حين اكتشفتِ أنهم أيضًا مرتبكون، يختبئون خلف وجوه متماسكة، لكن عيونهم تفضح حيرتهم؟ هل تعلمتِ بعدُ أن الطمأنينة ليست يقينًا، بل لحظة راحة بين شكّين؟
أخبريني، هل ما زالت الأحلام كبيرة بحجم السماء، أم أنكِ بدأتِ بقصّ أطرافها حتى تناسب الواقع؟ هل ما زلتِ تكتبين قائمة الأمنيات في دفترٍ سرّي، أم أنكِ فهمتِ أن الأمنيات التي تُكتب تتغير قبل أن تتحقق؟
أعلم أنكِ تحاولين، أعلم أنكِ تتظاهرين بالقوة أمام الجميع، حتى أمامي.
لكن قولي لي بصراحه أما زال كل همكِّ هو تنتظرين دوركِ لتختبئين في اللعبة، تنتظرين يوم الخميس لتزوري بيت جدكِ حيث الأمان والاستقرار و تأكلي من كعك جدتكِ الذي تصنعه بيدها و تسمعي جدكِ و هو يروي لكِ القصص التأريخية التي سمعها من أجدادهُ؟
أم أضحت الدموع تحرقكِ عندما تغمضين عينيكِ؟ هذا الشعور الذي أثقل صدركِ.
أما تزالين تخافين من العتمة ام أصبحت تتهامسين مع أحزانكِ فيها،
أريد أن أخبركِ أن الأيام تمضي لكن لا أعدكِ أنها ستكون أرحم،حزينة لأجل هذا يا صغيرتي أود لو أن بإمكاني أقول أن الحزنَ مؤقت، لكنني لستُ واثقة بعد، كل ما اعرفه أنني أبحث عنكِ بين السنين.
أنا هنا، في مكان ما، أنتظركِ. وعندما تصلين، سنجلس سويًا ونتحدث عن كل شيء… أو ربما لا نتحدث أبدًا.

اقرأ أيضاً:  كيفية تحسين المهارات الأدبية

أنا، التي كبرتُ و لم تكبري معي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى