علوم القرآن الكريم

تعريف علوم القرآن وأهميتها ونشأتها ومكانتها

رحلة معرفية شاملة في مفهوم علوم القرآن ونشأتها وتطورها عبر العصور

يمثل الاطلاع على علوم القرآن ضرورة علمية لكل من يسعى إلى فهم كتاب الله تعالى فهماً صحيحاً وعميقاً. فهذا المجال المعرفي يضع بين أيدي الدارسين الأدوات المنهجية والضوابط العلمية التي تمكنهم من التعامل مع القرآن الكريم بطريقة منظمة ومؤصلة، مما يفتح أمامهم آفاقاً واسعة للتدبر والفهم.

المقدمة

إن دراسة القرآن الكريم تتطلب معرفة بمجموعة من المعارف والضوابط التي تشكل في مجموعها ما يعرف بعلوم القرآن. هذا المصطلح العلمي الذي تبلور عبر القرون يمثل البوابة الضرورية لكل من يرغب في الخوض في معاني كتاب الله والوقوف على أسراره وحكمه. ومن خلال هذه المقالة، سنتعرف على مفهوم علوم القرآن لغة واصطلاحاً، ونتتبع تاريخها ونشأتها منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، مروراً بعصور التدوين والتصنيف، وصولاً إلى العصر الحديث وأبرز ما أُلف فيها من مؤلفات قديمة ومعاصرة. إن فهم هذا العلم وإدراك أهميته يساعد الدارس على بناء قاعدة صلبة للتعامل مع النص القرآني بمنهجية علمية رصينة.

أهمية علوم القرآن ومكانتها

هذا العنوان: (علوم القرآن) مصطلح علمي يدل على علم هام وضروري لا محيد عنه لكل من يود دراسة القرآن الكريم، لأن بحوثه تضع الأصول الضرورية، والمنهج العلمي الصحيح لدراسة القرآن، كما أنه يقرر في القلوب حلاوة اليقين بالقرآن الكريم. فالتعرف على هذا العلم يعد من المقدمات الأساسية التي ينبغي أن يحظى بها كل طالب علم يرغب في التخصص في الدراسات القرآنية.

إن المعرفة بعلوم القرآن توفر للباحث والدارس إطاراً منهجياً متكاملاً يساعده على فهم السياق التاريخي لنزول الآيات، ومعرفة طرق جمع القرآن وترتيبه، وإدراك أوجه القراءات المختلفة، وغيرها من المباحث الضرورية. كما أن هذا العلم يرسخ في نفس المسلم الثقة الكاملة بحفظ الله تعالى لكتابه العزيز، ويزيده يقيناً بأن القرآن محفوظ من التحريف والتبديل عبر الأجيال المتعاقبة.

تعريف علوم القرآن لغة

هذه العبارة «علوم القرآن» مركب إضافي يدل بظاهره اللغوي على أنواع المعارف المتصلة بالقرآن، أياً كانت صلتها به، سواء كانت تخدم معاني القرآن مباشرة، أو تحوم حوله، أو تستمد منه وتستند إليه، مثل: علم التفسير (Tafsir)، وعلم القراءات، وعلم الرسم العثماني، وعلم إعجاز القرآن، وعلم إعراب القرآن، وسائر علوم الدين واللغة والبلاغة وغير ذلك. فالمعنى اللغوي للمصطلح يشمل كل فرع معرفي له علاقة بكتاب الله تعالى من قريب أو بعيد.

فكل علم منها بتمامه هو علم من علوم القرآن، صنفت فيه كتب جمة، كل نوع منها يدرس القرآن الكريم كله، من زاوية اختصاص معينة. وهذا الفهم اللغوي الواسع للمصطلح كان هو السائد عند العلماء الأوائل، حيث كانوا يطلقون عبارة علوم القرآن على أي علم يتعلق بالدراسات القرآنية دون تحديد دقيق لمجالات معينة، فالتفسير علم من علوم القرآن، والقراءات علم آخر، والناسخ والمنسوخ علم ثالث، وهكذا.

تعريف علوم القرآن اصطلاحاً

كان المعنى اللغوي السابق لعلوم القرآن هو المراد لدى القدماء، ثم تقدمت العلوم في عصر التصنيف، واهتم العلماء بالضوابط والتعاريف، فوجد بذلك علم جديد يقرب للدارس العلوم التي تدرس القرآن، وتوفر على الباحث الوقت الذي يستغرقه درسها كلها، وجعل العلماء هذه العبارة «علوم القرآن» اسماً وعلماً على هذا الفن الخاص الجديد، الذي يختلف مدلوله العلمي عن المدلول اللغوي السابق، وذلك لأنه أصبح مختصاً بجمع ضوابط تلك العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن، وإلقاء الضوء عليها من ناحية كلية إجمالية لا تفصيلية جزئية.

وبناء على ذلك يمكن أن نعرف (علوم القرآن) بما يلي: علوم القرآن في الاصطلاح: هو المباحث الكلية التي تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله، وترتيبه، وجمعه، وكتابته، وقراءاته، وتفسيره وإعجازه، وناسخه ومنسوخه ونحو ذلك. وهذا التعريف الاصطلاحي يميز علوم القرآن كعلم مستقل له موضوعاته ومباحثه الخاصة، فهو لا يتناول التفسير التفصيلي للآيات، ولا القراءات المتعددة لكل كلمة، وإنما يعرض القواعد والضوابط العامة التي تحكم هذه المجالات.

نشأة علوم القرآن في العصر النبوي

لقد كانت علوم القرآن بمعناها اللغوي أول شيء ظهر في الإسلام، وكانت العمدة فيها على التلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تناقل الصحابة عن بعضهم وتناقل التابعون عنهم وهكذا. فالأساس الأول لهذه العلوم قد وضع في حياة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، حيث كان الصحابة يتلقون القرآن منه مباشرة، ويسألونه عما أشكل عليهم من معانيه، ويشهدون أسباب نزول الآيات.

اقرأ أيضاً:  القرآن الكريم: دراسة في الأسماء والخصائص والإعجاز

كان النبي الكريم إذا نزل عليه الوحي بشيء من القرآن دعا كتاب الوحي فأملاه عليهم، وقرأه على الصحابة ليأخذوه عنه، وفسر لهم ما يحتاجون إلى تفسيره، وبين لهم أحكام ما يحتاجون إلى بيانه، حيث كانوا عرباً خُلَّصاً يتذوقون الأساليب الرفيعة بفطرتهم السليمة ويفقهون معاني كتاب الله بسليقتهم، لا يحتاجون إلا إلى قليل من البيان، وكانوا أميين لا يكتبون إلا ما ندر منهم، فظلت علوم القرآن تؤخذ بالتلقي. وهذا التلقي الشفهي المباشر كان يضمن الدقة والصحة في نقل القرآن وعلومه من جيل إلى جيل.

العلوم القرآنية التي ظهرت في عصر الصحابة

ونستطيع أن نقول: إن علوماً كثيرة من علوم القرآن وجدت منذ عهد الصحابة، نذكر منها:

١- رسم القرآن: لأن القرآن كان يُكتب أمام النبي صلى الله عليه وسلم، والتزم المسلمون رسمه هذا في المصاحف العثمانية.

٢- علم التفسير، من تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تفسير الصحابة لتلامذتهم.

٣- علم أسباب النزول، فقد كان الصحابة يعاينون تلك الأسباب ويروونها.

٤- المكي والمدني، وذلك بمعاينة الصحابة للتنزيل ثم بيانهم أمكنته وأزمنته.

٥- علم الناسخ والمنسوخ.

٦- علم أحكام القرآن.

٧- علم تأويل مشكل القرآن.

٨- علم فضائل القرآن.

٩- الأحرف السبعة.

١٠- المحكم والمتشابه.

١١- علم القصص.

وغير ذلك مما لا نطيل به، مما يظهر لقارئ القرآن الكريم المتمعن فيه.

مرحلة التدوين والتصنيف في علوم القرآن

ثم انتقلت هذه العلوم من التلقي الشفهي إلى التدوين ابتداءً من منتصف القرن الثاني الهجري، وكان علم التفسير أول هذه العلوم تدويناً لأنه أصل كل علوم القرآن. فبعد أن استقرت الأمور السياسية في الدولة الإسلامية، وازدهرت الحركة العلمية، بدأ العلماء يسعون إلى حفظ العلوم بتدوينها في الكتب والمصنفات، خشية ضياعها بموت حامليها من العلماء.

ثم في القرن الثالث وما بعده نشط التدوين وشمل كل علوم القرآن، وفرع منها علوماً كثيرة أُلفت في كل علم منها كتب كثيرة جداً، يتناول كل كتاب منها القرآن كله بالدراسة من زاوية اختصاص العلم الذي أُلف فيه الكتاب. وفي هذه المرحلة شهدت الحضارة الإسلامية ازدهاراً علمياً كبيراً في مجال الدراسات القرآنية، حيث تنوعت المؤلفات وتعددت المناهج، وأصبح لكل علم من علوم القرآن متخصصون فيه يثرونه بالبحث والتحليل.

ظهور مصطلح علوم القرآن وأول المصنفات

أما عنوان علوم القرآن فمن أول ما استُعمل على يد محمد بن خلف بن المرزبان (المتوفى سنة ٣٠٩ هـ) الذي صنف كتاباً سماه «الحاوي في علوم القرآن». ثم جاء أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (المتوفى سنة ٣٢٨ هـ) وصنف كتابه «عجائب في علوم القرآن» الذي نستطيع أن نعتبره حسبما وصل إلينا من وصفه كتاباً في علوم القرآن، بالمعنى العلمي الاصطلاحي، فقد اشتمل على عدد من أنواع علوم القرآن.

لأنه تكلم فيه على فضائل القرآن، ونزوله على سبعة أحرف، وكتابة المصاحف، وعدد السور والآيات والكلمات، وهذه الأبحاث وإن كانت غير مستوعبة، بل قليلة، لكن هذا شأن الابتداء في التدوين في كل علم، أن يكون مقتصراً على أسس هامة منه، ثم ينمو ويتكامل. وهكذا كانت البداية المتواضعة لتدوين علوم القرآن كعلم مستقل، حيث بدأ العلماء بجمع أهم المباحث الأساسية، ثم توسعوا تدريجياً حتى شملت المؤلفات جميع جوانب هذا العلم.

تطور التأليف في علوم القرآن عبر العصور

وهكذا كان فقد تابع العلماء التأليف في هذا العلم (علوم القرآن) وتناولوه في مقدمات تفاسيرهم، بما يتناسب مع مقصد كل مفسر من تلك الأبحاث، مثل مقدمة الإمام الطبري لتفسيره الكبير: (جامع البيان عن تفسير آي القرآن) ومثل مقدمة تفسير ابن عطية، ومقدمة تفسير القرطبي وتفسير الألوسي وغيرهم. فقد أدرك المفسرون أهمية التمهيد لتفاسيرهم ببعض المباحث من علوم القرآن التي تساعد القارئ على فهم منهجهم في التفسير.

اقرأ أيضاً:  المكي والمدني: تعريفها وضوابطها، وموضوعات القرآن وأساليبه

واستوفى العلماء دراسة كل أنواع هذا العلم في مؤلفات خاصة أفردوها بالتأليف، حتى كثرت الكتب المؤلفة في «علوم القرآن». وقد تنوعت هذه المؤلفات في طريقة عرضها ومناهجها، فمنها ما اتسم بالإيجاز والاختصار، ومنها ما جاء موسعاً مستوعباً، ومنها ما ركز على جوانب معينة دون غيرها، مما أثرى المكتبة الإسلامية بتراث ضخم في هذا المجال.

أبرز المؤلفات الكلاسيكية في علوم القرآن

لكن اشتهر من كتب علوم القرآن القديمة أكثر شيء هذان الكتابان اللذان جمعا واستوعبا كل أنواع علوم القرآن وهذان الكتابان هما:

١- (البرهان في علوم القرآن) للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي (المتوفى سنة ٧٩٤ هـ).

٢- (الإتقان في علوم القرآن) للإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (المتوفى سنة ٩١١ هـ)، وقد عوَّل فيه كثيراً على كتاب البرهان.

وأصبح هذان الكتابان لشمولهما أصلاً لا يستغني عنه باحث في علوم القرآن.

المؤلفات المعاصرة في علوم القرآن

ثم في عصرنا هذا اقتصر الكاتبون في علوم القرآن على أهم ما يحتاج إليه الدارس في هذا العصر، أو على الموضوعات المقررة في المناهج الدراسية، فصدرت مؤلفات كثيرة تلبي حاجة القارئ المعاصر. نذكر منها ما يلي:

١- (مناهل العرفان في علوم القرآن) للعلامة الكبير محمد عبد العظيم الزرقاني.

٢- (المدخل إلى دراسة القرآن الكريم) لفضيلة أستاذنا الدكتور العلامة الشيخ محمد محمد أبو شهبة.

٣- (البيان في علوم القرآن) لفضيلة أستاذنا الدكتور العلامة الشيخ عبد الوهاب غزلان.

٤- (مباحث في علوم القرآن) لفضيلة الأستاذ الشيخ مناع القطان.

٥- (من روائع القرآن) لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.

الخاتمة

وفي ختام هذه الرحلة المعرفية في علوم القرآن، يتضح لنا أن هذا العلم يمثل ركيزة أساسية لا غنى عنها لكل من يرغب في دراسة القرآن الكريم دراسة علمية منهجية صحيحة. فقد تبين لنا كيف نشأت علوم القرآن منذ العصر النبوي، وكيف تطورت عبر العصور من التلقي الشفهي إلى التدوين والتصنيف، حتى أصبحت علماً مستقلاً له ضوابطه ومباحثه المحددة. كما رأينا كيف أثرى العلماء عبر القرون هذا المجال بمؤلفاتهم القيمة التي لا تزال مرجعاً أساسياً للباحثين والدارسين حتى يومنا هذا. إن الإلمام بعلوم القرآن يفتح للمسلم آفاقاً واسعة لفهم كتاب الله تعالى، ويمكنه من التعامل مع النص القرآني بوعي ومعرفة، مما يزيد إيمانه ويقينه بعظمة هذا الكتاب المعجز. ولذلك فإن دراسة علوم القرآن تبقى ضرورة علمية وحاجة إيمانية لكل مسلم يسعى إلى تدبر كلام الله عز وجل والانتفاع به في حياته العلمية والعملية.

سؤال وجواب

١. ما هو تعريف علوم القرآن في الاصطلاح؟

علوم القرآن في الاصطلاح هو المباحث الكلية التي تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وترتيبه وجمعه وكتابته وقراءاته وتفسيره وإعجازه وناسخه ومنسوخه ونحو ذلك. وهو علم يختلف عن المعنى اللغوي الواسع، حيث يركز على الضوابط والقواعد الكلية الإجمالية وليس التفصيلية الجزئية، ويهدف إلى تقريب العلوم المتعلقة بالقرآن للدارس وتوفير الوقت عليه.

٢. ما الفرق بين المعنى اللغوي والاصطلاحي لعلوم القرآن؟

المعنى اللغوي لعلوم القرآن يشمل جميع أنواع المعارف المتصلة بالقرآن أياً كانت صلتها به، مثل التفسير والقراءات والرسم العثماني والإعجاز وعلوم اللغة والبلاغة. أما المعنى الاصطلاحي فهو أضيق وأكثر تحديداً، حيث يختص بجمع ضوابط تلك العلوم والمعارف وإلقاء الضوء عليها من ناحية كلية إجمالية، فهو علم مستقل له مباحثه الخاصة التي تقدم القواعد العامة دون الخوض في التفاصيل الجزئية لكل علم.

٣. متى بدأ التدوين في علوم القرآن؟

اقرأ أيضاً:  الوحي: معناه وصفاته ومظاهره في الكتاب والسنة

بدأت مرحلة التدوين في علوم القرآن ابتداءً من منتصف القرن الثاني الهجري، وكان علم التفسير أول هذه العلوم تدويناً لأنه أصل كل علوم القرآن. ثم نشط التدوين في القرن الثالث وما بعده وشمل كل علوم القرآن، حيث ألفت كتب كثيرة في كل علم منها. أما قبل ذلك فكانت هذه العلوم تؤخذ بالتلقي الشفهي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عن الصحابة والتابعين.

٤. من أول من استعمل مصطلح علوم القرآن؟

من أول من استعمل مصطلح علوم القرآن محمد بن خلف بن المرزبان المتوفى سنة ٣٠٩ هـ الذي صنف كتاباً سماه الحاوي في علوم القرآن. ثم جاء بعده أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري المتوفى سنة ٣٢٨ هـ وصنف كتابه عجائب في علوم القرآن الذي يعتبر أول كتاب في علوم القرآن بالمعنى العلمي الاصطلاحي، حيث اشتمل على عدد من أنواع علوم القرآن مثل فضائل القرآن ونزوله على سبعة أحرف.

٥. ما أبرز الكتب الكلاسيكية في علوم القرآن؟

أبرز الكتب الكلاسيكية في علوم القرآن هما كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي المتوفى سنة ٧٩٤ هـ، وكتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة ٩١١ هـ. هذان الكتابان جمعا واستوعبا كل أنواع علوم القرآن وأصبحا لشمولهما أصلاً لا يستغني عنه باحث في هذا المجال.

٦. ما أهمية دراسة علوم القرآن؟

دراسة علوم القرآن ضرورية لأنها تضع الأصول الضرورية والمنهج العلمي الصحيح لدراسة القرآن الكريم، كما أنها تقرر في القلوب حلاوة اليقين بالقرآن. فهي توفر للدارس الأدوات المنهجية والضوابط العلمية للتعامل مع القرآن بطريقة منظمة، وتساعده على فهم السياق التاريخي لنزول الآيات ومعرفة طرق جمع القرآن وترتيبه وإدراك أوجه القراءات المختلفة وغيرها من المباحث الضرورية.

٧. ما أبرز العلوم القرآنية التي ظهرت في عصر الصحابة؟

من أبرز العلوم القرآنية التي ظهرت في عصر الصحابة رضوان الله عليهم: رسم القرآن لأن القرآن كان يكتب أمام النبي صلى الله عليه وسلم، وعلم التفسير، وعلم أسباب النزول، والمكي والمدني، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم أحكام القرآن، وعلم تأويل مشكل القرآن، وعلم فضائل القرآن، والأحرف السبعة، والمحكم والمتشابه، وعلم القصص، وغيرها من العلوم التي كان الصحابة يتلقونها عن النبي صلى الله عليه وسلم.

٨. كيف كان التعليم في علوم القرآن في العصر النبوي؟

كان التعليم في علوم القرآن في العصر النبوي يعتمد على التلقي المباشر عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان إذا نزل عليه الوحي بشيء من القرآن دعا كتاب الوحي فأملاه عليهم وقرأه على الصحابة ليأخذوه عنه، وفسر لهم ما يحتاجون إلى تفسيره وبين لهم أحكام ما يحتاجون إلى بيانه. وكان الصحابة عرباً خلصاً يتذوقون الأساليب الرفيعة بفطرتهم السليمة ويفقهون معاني كتاب الله بسليقتهم.

٩. ما أبرز المؤلفات المعاصرة في علوم القرآن؟

من أبرز المؤلفات المعاصرة في علوم القرآن: مناهل العرفان في علوم القرآن للعلامة محمد عبد العظيم الزرقاني، والمدخل إلى دراسة القرآن الكريم للدكتور الشيخ محمد محمد أبو شهبة، والبيان في علوم القرآن للدكتور الشيخ عبد الوهاب غزلان، ومباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان، ومن روائع القرآن للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي. هذه المؤلفات تلبي حاجة القارئ المعاصر وتركز على أهم ما يحتاج إليه الدارس.

١٠. لماذا يختلف علم التفسير عن علوم القرآن؟

علم التفسير يختلف عن علوم القرآن في أن التفسير يتناول شرح معاني القرآن الكريم آية آية وسورة سورة بشكل تفصيلي جزئي، بينما علوم القرآن تتناول المباحث الكلية المتعلقة بالقرآن من ناحية إجمالية عامة. فالتفسير هو أحد علوم القرآن بالمعنى اللغوي، لكن علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي يدرس القواعد والضوابط العامة للتفسير وأنواعه ومناهجه دون الخوض في تفسير الآيات تفصيلياً، وقد كان التفسير أول العلوم القرآنية تدويناً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى