ألفية ابن مالك

إعراب المثنى، شرح ألفية ابن مالك

قالَ ابنُ مالكٍ:

بِالْأَلِفِ ارْفَعِ المُثَنَّى وَكِلَا … إِذَا بِمُضْمَرٍ مُضَافاً وُصِلَا

كِلْتَا كَذَاكَ اثْنَانِ وَاثْنَتَانِ … كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْرِيَانِ

وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيْعِهَا الْأَلِفْ … جَرّاً وَنَصْباً بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ

شرحُ مفرداتِ الأبياتِ

-بِالْأَلِفِ ارْفَعِ المُثَنَّى: أيْ علامةُ رفعِ المثنَّى الألفُ، وقدْ نابَتْ بذلِكَ عنِ الضَّمَّةِ.

-المُثَنَّى: هوَ الاسمُ الدَّالُ على اثنينِ، بزيادةٍ في آخرِهِ، وكانَ صالحاً للتَّجريدِ، وعُطِفَ مثلُهُ عليهِ، نحوُ: زيدانِ وعَمرانِ، فإنَّهُ يصحُّ فيهِمَا التَّجريدُ والعطفُ، نحوُ: زيدٌ وزيدٌ، وعمروٌ وعمروٌ.

-وَكِلَا: أيْ وارفعْ (كلا) بالألفِ، و(كلا) منَ الألفاظَ الَّتي تلحقُ بالمثنَّى.

-إِذَا بِمُضْمَرٍ مُضَافاً وُصِلَا: إذا اتَّصلَ بضميرٍ وكانَ هذا الضَّميرُ مضافاً إليهِ.

وقولُهُ: (وُصِلَا) الألفُ فيهِ للإطلاقِ لا التَّثنيةِ، أيْ: وُصِلَ.

والضَّميرُ في قولِهِ: وُصِلَ، يعودُ على كلا، يعني: أنَّ كلا وكلتا لهُمَا حالتانِ:

١ -تعربانِ إعرابَ المثنَّى (بالحروفِ) بشرطِ أنْ تضافَا إلى الضَّميرِ، تقولُ مثلاً: جاءَ الرَّجلانِ كلاهُمَا، ورأيْتُ المرأتينِ كلتيْهِمَا، ومررْتُ بكليهِمَا وكلتيهِمَا.

٢ –تعربانِ إعرابَ الاسمِ المقصورِ (بالحركاتِ المقدَّرةِ) إنْ أضيفَتَا إلى غيرِ المضمرِ، فلمْ تلحَقَا بالمثنَّى وأُعربَتَا بحركاتٍ مقدَّرةٍ على الألفِ، فتقولُ: جاءِ كلا الرَّجلينِ، ورأيْتُ كلا الرَّجلينِ، ومررْتُ بكلا الرَّجلينِ، قالَ اللهُ تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً} [الكهفُ: ٣٣]، فهُنَا: (كِلْتَا) لا نقولُ إنَّها مرفوعةٌ بالألفِ، إنَّما نقولُ: مرفوعةٌ بضمَّةٍ مقدَّرةٍ على الألفِ، منعَ منْ ظهورِهَا التَّعذُّرُ.

-كِلْتَا كَذَاكَ: يعني أنَّ (كلتا) كـ (كلا) ترفعُ بالألفِ إذا أضيفَتْ إلى ضميرٍ.

-اثْنَانِ وَاثْنَتَانِ … كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْرِيَانِ: اثنانِ واثنتانِ منَ الألفاظَ الَّتي تلحقُ بالمثنَّى، فترفعَانِ بالألفِ، وتنصبَانِ وتجرَّانِ بالياءِ، سواءً كانتا منفردتينِ، كقولِهِ تعالى: {لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ}، أوْ مركَّبتينِ معَ العشرةِ، كقولِهِ تعالى: {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}.

وقولُهُ: (كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْرِيَانِ): يعني أنَّ (اثنينِ واثنتينِ) تعربانِ إعرابَ المثنَّى (ابنينِ وابنتينِ)، فتُرفعانِ بالألفِ، وتنصبانِ وتجرَّانِ بالياءِ، سواءً أضيفتا أوْ لمْ تضافَا، فتقولُ: هذانِ ابنا زيدٍ، وتقولُ: ابنانِ منْ زيدٍ، ولا يُشترطُ أنْ تكونَ مضافةً.

ولذلِكَ شبَّهَ ابنُ مالكٍ (اثنانِ واثنتانِ) بما هوَ مثنَّى حقيقةً أيْ بـ (ابنينِ وابنتينِ)، لئلَّا يُتَوَهَّمَ أنَّهما مثلُ (كلا وكلتا) في اشتراطِ الإضافةِ إلى المضمرِ.

-وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيْعِهَا الْأَلِفْ: أيْ تحلُّ الياءُ محلَّ الألفِ في جميعِ ما تقدَّمَ، في المثنَّى والملحقِ بِهِ.

-جَرّاً وَنَصْباً: في حالتي الجرِّ والنَّصبِ، في المثنَّى، نحوُ: مررْتُ بالزَّيدينِ، ورأيْتُ الزَّيدينِ.

وفي الملحقِ بِهِ، نحوُ: مررْتُ بكليهِما وكلتيهِما، ورأيْتُ كلتيهِما وكليهِما.

-بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ: أيْ يجبُ أنْ يُفتحَ الحرفُ الَّذي قبلَ هذهِ الياءِ، وأُلِفَ: عُرِفَ.

أيْ قدْ عُرِفَ في لغةِ العربِ أنَّهُمْ يفتحونَ الحرفَ الَّذي قبلَ الياءِ في المثنَّى ولا يكسرونَهُ.

القاعدةُ المستنبطةُ

-المُثَنَّى: هوَ الاسمُ الدَّالُ على اثنينِ، بزيادةٍ في آخرِهِ، وكانَ صالحاً للتَّجريدِ، وعُطِفَ مثلُهُ عليهِ، نحوُ: زيدانِ وعَمرانِ، وعلامةُ رفعِ المثنَّى الألفُ، وعلامة نصبه وجره الياء.

الملحقُ بالمثنَّى:

أ -مِنَ الألفاظِ الَّتي تَلحقُ بالمثنَّى (كِلَا وكِلْتَا)، وتُرفعانِ بالألفِ إذا أُضيفَتَا إلى ضميرٍ.

كِلا وكِلتَا لهُمَا حالتانِ:

١ -تعربانِ إعرابَ المثنَّى (بالحروفِ) بشرطِ أنْ تضافَا إلى الضَّميرِ، تقولُ مثلاً: جاءَ الرَّجلانِ كلاهُمَا، ورأيْتُ المرأتينِ كلتيْهِمَا، ومررْتُ بكليهِمَا وكلتيهِمَا.

٢ –تعربانِ إعرابَ الاسمِ المقصورِ (بالحركاتِ المقدَّرةِ) إنْ أضيفَتَا إلى غيرِ المضمرِ، فلمْ تلحَقَا بالمثنَّى وأُعربَتَا بحركاتٍ مقدَّرةٍ على الألفِ، فتقولُ: جاءِ كلا الرَّجلينِ، ورأيْتُ كلا

الرَّجلينِ، ومررْتُ بكلا الرَّجلينِ، قالَ اللَّهُ تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً} [الكهفُ: ٣٣]، فهُنَا: (كِلْتَا) لا نقولُ إنَّها مرفوعةٌ بالألفِ، إنَّما نقولُ: مرفوعةٌ بضمَّةٍ مقدَّرةٍ على الألفِ، منعَ منْ ظهورِهَا التَّعذُّرُ.

ب -اثنانِ واثنتانِ منَ الألفاظَ الَّتي تلحقُ بالمثنَّى، فترفعَانِ بالألفِ، وتنصبَانِ وتجرَّانِ بالياءِ، سواءً كانتا منفردتينِ، كقولِهِ تعالى: {لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ}، أوْ مركَّبتينِ معَ العشرةِ، كقولِهِ تعالى: {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}.

كَمَا يُجَرُّ الملحقُ بالمثنَّى ويُنصبُ بالياءِ أيضاً، نحوُ: مررْتُ بكليهِما وكلتيهِما، ورأيْتُ كلتيهِما وكليهِما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى