المنادى المبني والمنادى العرب، وحروف النداء وتابع المنادى
تعريف المنادى: هو الاسم الذي يتم استدعاؤه باستخدام حرف من حروف النداء، مثل: يا زيدُ.
أحرف النداء: هي:
يا، أيا، هيا، أي، آ: وتستعمل لمناداة البعيد.
الهمزة أ: تُستخدم لمناداة القريب.
وا: تُستخدم للندبة.
بينما الأداة الأكثر شمولية هي (يا)، حيث يمكن استخدامها في جميع حالات النداء. وإذا أردت نداء اسم الله تعالى استخدمت (يا) فقط، مثل: يا الله. كما تُستخدم كأداة استغاثة، مثل: يا لله للمظلوم.
أقسام المنادى
الأصل في المنادى أن يكون منصوباً، أما المنادى المبني منه في محل نصب على النداء.
وعلى هذا فإن لدينا نوعان من المنادى: المبني والمعرب.
١ -المنادى المبني
المنادى المبني هو الذي يتوفر فيه شرطان: أن يكون معرفةً وألا يكون مضافاً أو شبيهاً بالمضاف.
أنواع المنادى المبني
يقسم المنادي المبني إلى قسمين هما: المنادى المفرد العلم، والمنادى النكرة المقصودة.
أ -المنادى المفرد المفرد العلم أو المفرد المعرفة
مثل: يا زيد، يا زيدان، يا زيدون.
- يزيدُ: منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب على النداء.
- زيدان: منادى مفرد علم مبني على الألف في محل نصب على النداء.
- زيدون: منادى مفرد علم مبني على الواو في محل نصب على النداء.
ب -النكرة المقصودة
مثل: يا طالب، يا طالبان، يا مسلمون.
- طالب: منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على النداء.
- طالبان: منادى نكرة مقصودة مبني على الألف في محل نصب على النداء.
- مسلمون: منادى نكرة مقصودة مبني على الواو في محل نصب على النداء.
وثمة نوع آخر من المنادي المبني يندرج تحت المنادى المفرد العلم، وهو (المبني قبل النداء) أي إنه اسم مبني قبل أن يدخله حرف النداء، وهو مثل: (سيبويهِ، أنت، حذامِ، هذا، جادَ المولى)، فهذه الأسماء والضمائر بنيت قبل أن نناديها، فلما ناديناها بقيت على بنائها، وتعرب على النحو الآتي:
يا سيبويهِ: يا حرف نداء، سيبويه: منادى مفرد علم مبني على الضم المقدر منع من ظهوره اشتغال الآخر بحركة البناء الأصلية، في محل نصب على النداء.
٢ –المنادى المعرب
وهو كما ذكرنا منادى منصوب لا مبني، أما أنواعه فهي:
أ -النكرة غير المقصودة: وهي ما لم يقصد تعيينه، مثل: (يا طالباً ادرسْ)، (يا عالِمين انشروا العلم).
ب –المنادى المضاف، مثل: يا عبدَ اللهِ، يا طالبَ العلمِ، يا معلِّمَنا.
ج –المنادى الشبيه بالمضاف: وهو الذي يكون متصلاً بما يكمل معناه، نحو: يا صاعداً جبلاً، يا طالباً العلمَ، يا زكياً أصله.
فهنا: صاعداً منادى شبيه بالمضاف منصوب، وجبلاً، مفعول به لاسم الفاعل صاعد.
متى يحذف حرف النداء؟
يحذف حرف النداء فقط في الحالات التالية:
- مع الاسم العَلَم، كقوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}، والتقدير: يا يوسف.
- في حالة المنادى المضاف، كقوله عز وجل: {ربنا آتنا ما وعدتنا}.
- مع (أيها)، كقولنا: أيُّهَا الطَّالبُ ادرسْ.
- مع لفظ الجلالة (الله)، وعندها نعوضها بميم مشددة في آخر اللفظ فتصير: اللهمَّ.
متى يُنَوَّنُ المنادى
في الشعر، يمكن استخدام التنوين للأعلام المفردة أو النكرة المقصودة، على الرغم من أنها مبنية على الضم ولا تُنوّن عادة. يمكن أن تكون هذه الأعلام مرفوعة أو منصوبة كما في قول الأحوص:
سلامُ اللهِ يا مطرٌ عليها * وليسَ عليكَ يا مطرُ السلامُ
في هذا المثال، استخدم الشاعر التنوين لكلمة “مطرٌ” للضرورة الشعرية، على الرغم من أنها مبنية على الضم.
كذلك يمكن أن ينون العلم منصوباً كما في قول عدي بن ربيعة:
ضربَتْ صدرَها إليَّ وقالتْ * يا عَدِيّاً لقد وقَتْك الأواقي
في هذا البيت، نَوَّنَ المهلهل كلمة “عدياً” للضرورة الشعرية، حيث جعلها الشاعر منصوبة بالتنوين لتصبح مشابهة للمنادى المعرب المنون في الأصل.
نداء ما فيه (ال) التعريف
عند مناداة الاسم الذي يحتوي على (ال) التعريف، نُجَرِّدُهُ منها. على سبيل المثال، عند مناداة “الغضنفر” تقول “يا غضنفر”. أما إذا احتفظت بـ(ال)، فعندها يجب استخدام أداة إشارة مثل “يا هذا الرجل” أو “يا هذه المرأة”، أو أدوات النداء “أيها” للمذكر و”أيتها” للمؤنث، كما في “يا أيها الرجل” و”يا أيتها المرأة”. في هذه الحالات، يكون المنادى هو اسم الإشارة أو “أيها” أو “أيتها”، والاسم المحلى بـ(ال) يكون صفةً إذا كان مشتقاً، أو بدلاً إذا كان جامداً. على سبيل المثال، “يا أيها الماهر” تُعربُ “الماهر” صفة لأيُّ، و”يا أيها الرجل” تعرب “الرجل” بدلاً من “أيّ”.
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
للمنادى المضاف إلى ياء المتكلم أربع حالات يمكن توضيحها كالتالي:
١ -إذا كان المنادى المضاف معتل الآخر: في هذه الحالة، تبقى الياء مفتوحة. على سبيل المثال: “يا فتايَ” و”يا قاضيَّ”.
٢ -إذا كان المنادى وصفاً مشابهاً للفعل (اسم فاعل أو صيغة مبالغة أو اسم مفعول): يمكن أن يكون المنادى في حالة الفتح أو السكون. على سبيل المثال: “يا مهذبي” و”يا مهذبيَ”.
٣ -إذا كان المنادى صحيح الآخر؛ فلدينا أربع طرق للتعامل مع هذه الحالة:
- حذف الياء والاكتفاء بالكسرة دليلاً عليها، كقوله تعالى: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ}.
- إبقاء الياء ساكنة، كقوله تعالى: {يَا عِبَادِي لَا خَوفٌ عَلَيكُمْ}.
- إبقاء الياء مفتوحة، كقوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}.
- قلب الكسرة قبل الياء فتحة وقلب الياء ألفاً، نحو: “يا حسرتا على أيام الصبا”.
٤ -إذا كان المنادى المضاف أباً أو أماً؛ فلدينا عدة طرق للتعامل مع هذه الحالة:
- حذف الياء وإبقاء الكسرة دليلاً عليها، نحو: “يا أمِّ”.
- إبقاء الياء ساكنة، نحو: “يا أميْ”.
- إبقاء الياء مفتوحة، نحو: “يا أمِّيَ”.
- فتح ما قبل الياء وإبدالها بألف، نحو: “يا أمَّا”.
- إبدال الياء بتاء مكسورة، نحو: “يا أمَّتِ” أو تبدل هذه التاء بهاء عند الوقوف: “يا أمَّه”.
- إبدال الياء بتاء مفتوحة، نحو: “يا أمَّتَ”.
- إبدال الياء بتاء مفتوحة وإضافة ألف، مثل: “يا أمَّتا”.
- استخدام ياء المتكلم وقبلها تاء زائدة (وهذا يُستخدم عادةً في الشعر للضرورة): “يا أبتي”.
المنادى المضاف إلى المضاف إلى الياء
في هذه الحالة، يجب إثبات الياء إما مفتوحة أو ساكنة. على سبيل المثال: “يا صديق طفولتي” أو “يا صديق طفولتيَ”. ولكن إذا كان المنادى المضاف هو “ابن”، “أم”، أو “ابن عم”، فنحن أمام عدة خيارات:
- فتح الميم: “يا بن أمَّ”.
- كسر الميم: “يا بن أمِّ”.
- إثبات الياء: “يا بن أمي”.
- قلب الياء ألفاً: “يا بن أمَّا”.
هذه الحالات المختلفة توضح كيفية التعامل مع المنادى المضاف إلى ياء المتكلم بحسب القواعد النحوية في اللغة العربية.
حالات تابع المنادى
المنادى يمكن أن يكون تابعاً لعدة حالات مثل البدل، أو المعطوف، أو النعت، أو التوكيد، أو أن يكون مضافاً، أو شبيهاً بالمضاف. دعونا نستعرض هذه الحالات بشكل مفصل:
١ -البدل
إذا كان التابع بدلاً؛ فإن حكمه يكون مماثلاً للمنادى المستقل. إذا كان المنادى مما يبنى على الضم أو الرفع؛ فإنه يبنى على ذلك. وإذا كان مما ينصب، فإنه ينصب. على سبيل المثال:
يا زيدُ أحمدُ: “أحمد” بدل من “زيدُ”، مبني على الضم في محل نصب على النداء.
يا عبدَ اللهِ زيدُ: “زيد” بدل من “عبدَ”، مبني على الضم في محل نصب على النداء.
يا زيدُ عبدَ الله: “عبد” بدل من “زيد”، منصوب لأنه مضاف.
٢ -المعطوف
حكم المعطوف على المنادى كحكم البدل، بشرط أن يكون مجرداً من (ال)، نحو: يا زيدُ ومحمدُ، يا زيدُ وعبدَ الله، يا عبدَ الله وزيدُ.
٣ -النعت أو التوكيد أو عطف البيان
إذا كان تابع المنادى نعتاً أو توكيداً أو عطف بيان، فإن كان المنادى مبنياً جاز في التابع البناء والنصب، وإلا فيكون النصب مطلقاً، نحو:
- يا خالدُ الكريمُ (نعت).
- يا خالدون كلُّكم أو كلَّكُمُ (توكيد).
- يا معلم خالدٌ أو خالداً (عطف بيان) والنصب مطلقاً.
- يا خالدُ كريمَ الأخلاقِ (نعت).
- يا رجالَ العلم كلَّكُم (توكيد).
- يا عبدَ اللهِ الكريمَ (نعت لمنادى منصوب).
- يا طالباً العلمَ خالداً (عطف بيان).
٤ -المنادى المحلى بأل
إذا كان المنادى محلى بـ ال، وكان بواسطة “أيُّ” أو “اسم إشارة”، فيجب إتباعه في لفظه إذا كان التابع مفرداً، نحو: يا أيها الرجلُ الكريمُ، ويا هذا الغلامُ الرشيدُ.
٥ -المنادى المعرب
تابع المنادى المعرب، سواء أكان مضافاً أو شبيهاً بالمضاف، يجب أن يكون معرباً، نحو:
- يا خالدُ عبدَ الله (مضاف).
- يا سليمُ المعلمَ أخي (شبيه بالمضاف).
- يا عادلُ الطّالعَ جبلاً (شبيه بالمضاف).
٦ -ما يجب رفعه مراعاة للفظ المنادى
يجب رفع التابع الذي يكون نعتاً لـ”أيُّ وأية”، وأيضاً نعت “اسم الإشارة”، نحو:
- يا أيها المعلمُ (نعت أيّ).
- يا أيتها النفس المطمئنّة (نعت أيّة).
- يا هذا الرجل (نعت اسم الإشارة).
- يا هذه المرأة (نعت اسم الإشارة).
وهكذا، يتضح أن الحالات المختلفة لتابع المنادى تعتمد على نوعه ووظيفته في الجملة، ويجب مراعاة القواعد النحوية لكل حالة لتحقيق الدقة اللغوية.