النحو

تعريف الإعراب والبناء، وأنواعهما وعلامات كل واحد منهما

في هذه المقالة سوف نتعرف إلى أهم درس من دروس النحو العربي، وهو الإعراب والبناء، هذا الدرس الذي نجده في بداية كل كتاب من كتب النحو، ولا غنى عنه؛ لأنه أساس من أساسات الدروس النحوية.

تعريف الإعراب

الإعراب لغة: الإعراب في اللغة هو الإفصاح والإبانة والإظهار، يقال: (أعربَ فلان عن رأيه)، وذلك إذا أفصح عنه وأظهره.

الإعراب اصطلاحاً: الإعراب في اصطلاح النحاة هو أثرٌ ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في آخر الكلمات المعربة.

وللإعراب والبناء صلة بالعوامل؛ فالمعرب هو الذي يتأثر بالعوامل؛ فتتغير حركة آخره، نحو: (زيد) في قولنا: (جاء زيدٌ، ورأيت زيداً، ومررت بزيدٍ)، ونحو الفعل المضارع من قولنا: (يَحترمُ الناس الكريم الذي لم يفعلْ شراً ولن يفكرَ بسوء).

أنواع الإعراب

أولاً: الإعراب الظاهر أو اللفظي: وهو ما ظهرت علامته على الكلمة المعربة. والحرف الذي تظهر عليه علامة الإعراب يسمى حرف الإعراب، نحو قولنا: يأكلُ الجائعُ.

فالحركتان ظهرتا على آخر الفعل وآخر الاسم.

وإذا قلنا: (لنْ يفوزَ المُقَصِّرُ)، ظهرت حركة النصب وهي الفتحة على آخر الفعل المضارع المنصوب بـ لن، وظهرت علامة الرفع وهي الضمة على آخر الكلمة؛ لعدم وجود مانع يمنع من ظهورها.

ثانياً: الإعراب المُقدَّر:

 قد لا يظهر أثر العامل في آخر الكلمة المعربة لسببين:

  • امتناع ظهوره على آخر الكلمة: وسمي هذا النوع التعذر.
  • صعوبة ظهوره لثقل في اللفظ: وسمي هذا النوع الثقل.

ولا يكون الإعراب التقديري إلا إذا كانت ثمة علة صوتية تمنع ظهور الحركة الإعرابية، ولا يكون هذا إلا في المواضع الآتية:

١ -الكلمات المعربة المعتلة الآخر: نحو قوله تعالى: (قل إن الهدى هدى الله).

فالكلمة الأولى (الهدى) اسم إن منصوب، ولكن الألف تمنع ظهور الفتحة عليها للتعذر. والكلمة الثانية (هدى) خبر إن مرفوع، والألف يتعذر ظهور الحركة الإعرابية عليها.

ومثل ذلك قولنا: لا يسعى الكسول إلى العلى. فالفعل (يسعى) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر. و(العلى) اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

٢ -الكلمات المعربة المنتهية بواو أو ياء: نحو (يسمو ويجني) فالفعل (يسمو) منتهٍ بواو ويثقل على اللسان نطق الضمة عليها، ومثله الفعل (يجني) يثقل على اللسان لفظ الضمة على الياء، ولذا يقال فيهما: مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المقدرة للثقل.

٣ –الاسم المضاف إلى ياء المتكلم: وهذا الاسم لا تظهر عليه حركة الإعراب؛ لأن آخر الكلمة أي حرف الإعراب قد حلت فيه الكسرة المناسبة للياء محل حركة الإعراب، ففي قولنا: (خذ قلمي) نقول:

قلمي: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منه من ظهورها اشتغال المحل بحركة الكسرة المناسبة للياء.

٤ –الإعراب المحكي أو على الحكاية: ومعنى المحكي هو نقل الكلام كما هو في صيغته الأولى واستعماله استعمالاً جديداً، ومن ذلك قول الشاعر رؤبة:

نُبِّئْتُ أَخْوَالِي بَنِي يَزِيدُ * ظُلْمَاً عَلَينَا لَهُمْ فَدِيدُ

فالاسم يزيد جاء على صيغة المضارع، وقد سميت به قبيلة من قبائل العرب، ثم نقلت من صيغة الفعل المضارع إلى صيغة الاسم. ونلاحظ في هذا الاسم أن علامة رفع الفعل المضارع لا تزال ظاهرة.

ونقول في إعراب يزيد: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية الأصلية وهي الضمة.

فالكلمة المحكية هي كلمة منقولة كما هي دون تغيير منقولة من استعمال إلى آخر.

ولو قلنا جملة: (كتب: فعل مضارع)، يكون إعراب (كتب) هنا: مبتدأً مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة المقدرة، منع من ظهورها حركة الحكاية وهي الفتحة.

ومثال آخر قولنا: قرأْتُ قصيدةَ تأبطَ شراً.

فالتركيب (تأبط شراً) في الإساس إعرابه: فعل وفاعل مستتر ومفعول به، لكن في هذه الجملة استعملناه كاسم واحد، فيقال في إعرابه: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية الأصلية.

ثالثاً: الإعراب المحلي: ويشير إلى أن الكلمة المبنية التي تأتي بعد عامل نصب أو رفع أو جزم تبقى دون تغيير، بغض النظر عن العامل. إذا استبدلناها بكلمة معربة (اسماً أو فعلاً)، فإن تأثير العامل سيظهر عليها بعلامات الإعراب من رفع أو نصب أو جر أو جزم. لذا، يكون الإعراب المحلي مرتبطاً بالكلمة أو الجملة بأكملها، وليس بالحرف الأخير فقط. على سبيل المثال، في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}. من المعروف أن حرف الشرط (إنْ) يجزم فعلين مضارعين، ولكن في الآية جاء الفعل الماضي (جاء) وهو مبني، ليحل محل الفعل المضارع الذي يلي حرف الشرط الجازم (إنْ) عادةً، ومع ذلك بقيت حركة البناء في الفعل (جاء) كما هي دون تغيير. ولكن لو استخدمنا فعلاً مضارعاً بمعنى (جاء) مثل: (إن يجئ)، لظهرت علامة الجزم.

يكون الإعراب محلياً في المواضع التالية:

أ – الجمل التي يمكن تأويلها بمفرد: إذا أمكن تحويل الجملة إلى اسم مفرد يحل محلها، فإنها تأخذ إعراب هذا الاسم. على سبيل المثال، في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة}، تكون جملة (لا يستحيي) مع الفاعل المستتر في محل رفع خبر (إنَّ). إذا استبدلنا الجملة باسم مثل (غير مستحيٍ)، سيكون خبراً مرفوعاً، ولكن الجملة الفعلية حلت محله وأخذت إعرابه.

وفي قوله تعالى: {وجاؤوا أباءهم عشاء يبكون}، تُعرب جملة (يبكون) كحال في محل نصب. إذا استبدلناها باسم مثل (باكين)، ستكون حالاً منصوبة وعلامة نصبها الياء لأنها جمع مذكر سالم.

ب – المصدر المؤول: وهو المصدر الناتج عن حرف مصدري وفعل بعده، مثل (أن، كي، ما، لو)، أو من (أنَّ) واسمها وخبرها. مثال ذلك قوله تعالى: {وأنْ يستعففنَ خير لهن}، وقوله: {وأنْ تعفو أقرب للتقوى}. من (أنْ) والفعل (يستعففن) أو (تعفو) يتكون من مصدر مؤول، وهو يشبه الجملة في عدم ظهور علامة إعراب عليه، لذا نستخلص مصدراً مؤولاً مثل: الاستعفاف خير لهن، والعفو أقرب للتقوى.

ت – الاسم المجرور بحرف جر زائد: يُقصد بحرف الجر الزائد أنه يعمل في الاسم لفظياً فقط، بينما يبقى للاسم محله الأصلي. هذه الزيادة تهدف إلى التوكيد، كما في قوله تعالى: {أليس الله بكاف عبده}، حيث جاءت الباء حرف جر زائد، وهي تعمل في لفظ الاسم فقط، بينما يبقى الاسم في محل خبر (ليس)، ويُعرب: اسم مجرور لفظاً، منصوب محلاً، على أنه خبر ليس.

حالات الإعراب

١. الرفع: يشمل الفعل المضارع والأسماء المعربة، مثل: (يدرسُ) و(العلمُ نافعٌ). في حالة إعراب (يدرس)، نقول: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، لأنه معرب. يصبح الفعل منصوباً إذا سبق بحرف ناصب.

٢. النصب: يشمل الفعل المضارع والأسماء المعربة، مثل: (لن يرسبَ) و(إن زيداً قائمٌ).

٣. الجر: يختص بالأسماء فقط، مثل: إلى المدرسةِ.

٤. الجزم: يختص بالفعل المضارع المسبوق بحرف جازم، مثل: لم يرسبْ.

علامات الإعراب

١. الإعراب بالحركة: الضمة، والكسرة، والفتحة، مثل: يسافرُ، مسافرٌ، لن يسافرَ، إلى البيتِ.

٢. الإعراب بالحرف: الألف والنون، والواو والنون، والياء والنون.

٣. الإعراب بالحذف: حذف الحركة أو حذف الحرف (النون، وحرف العلة).

البناء

لغة، يشير البناء إلى ضم الأشياء بعضها إلى بعض. أما في اصطلاح النحو، فيعني البناء ثبات نهاية الكلمة على حالة واحدة بغض النظر عن العوامل المؤثرة فيها أو موقعها في الجملة. يمكن تشبيه الكلمة المبنية بالبناء الثابت الذي لا يتغير رغم تأثيرات الطبيعة المختلفة.

والإعراب والبناء مرتبطان بالعوامل؛ فالكلمة المعربة تتأثر بالعوامل وتتغير حركة نهايتها، مثل كلمة “زيد” في الجمل: “جاء زيدٌ”، “رأيت زيداً”، و”مررت بزيدٍ”. أما الكلمة المبنية، فتتأثر بموقعها في الجملة ولكن نهايتها تظل ثابتة، مثل كلمة “حذامِ” في الجمل: “اشتهرت حذامِ بصدقها”، “ذكر المؤرخون حذامِ”، و”قرأت أخبار حذامِ”. في هذه الأمثلة، الاسم مبني على الكسر في مواقع رفع الفاعل، ونصب المفعول به، وجر الإضافة على التوالي.

المبنيات

-جميع الحروف.

-الفعل الماضي وفعل الأمر.

-الفعل المضارع المتصل بإحدى نوني التوكيد أو بنون النسوة.

-بعض الأسماء.

أنواع البناء

١. البناء على السكون: يشمل الحروف، وفعل الأمر، والفعل المضارع المتصل بنون النسوة، واسم الفعل.

٢. البناء على الضم: يشمل الفعل الماضي، والظروف المنقطعة عن الإضافة مثل “حيثُ” و”قبلُ”.

٣. البناء على الكسر: مثل “هؤلاءِ”، “هذهِ”، “دراكِ”، و”بسمِ الله”.

٤. البناء على الفتح: مثل “أينَ”، “أحدَ عشرَ”، والفعل المتصل بنون التوكيد مثل “ليَكْتُبَنَّ”.

علامات البناء

تشمل الضم، الفتح، الكسر، السكون، حذف حرف العلة في فعل الأمر المعتل الآخر، وحذف النون من فعل الأمر المتصل بواو الجماعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى