إعراب سورة الإخلاص
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
قلْ: فعل أمر مبني على السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت.
وجملة (قل): جملة فعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
هوَ: له وجهان:
١ –هو: ضمير الشأن لأنه موضع تعظيم، مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. وجملة (الله أحد): خبر لهو. وهو رأي البصريين والكسائي من الكوفيين، وعليه فإن:
الله: لفظ الجلالة مبتدأ ثانٍ مرفوع للتعظيم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أحد: خبر لفظ الجلالة مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
كأنه قيل: الشأن هذا، وهو أن الله واحد لا ثاني له.
وجملة (هو الله): جملة اسمية في محل نصب مقول القول.
٢ –هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. على قول الفراء.
فهو كناية عن الله عز وجل بمعنى المسؤول عنه: لأن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فأنزل الله (قل هو الله أحد الله الصمد). وهو حديث صحيح.
والتقدير على هذا: قل الحديث الذي سألتم عنه (الله أحد).
وعليه يجوز أن يكون: الله خبر هو، وأحد بدل منه أو خبر ثانٍ.
وقيل: الله خبر المبتدأ وأحد بدل منه، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أحد.
ويجوز أن يكون الله بدلاً من الضمير على اعتبار أن هو إشارة إلى الله، وأحد الخبر.
وجملة (هو الله): جملة اسمية في محل نصب مقول القول.
وجملة (الله أحد): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
اقرأ أيضاً: إعراب سورة الناس
اللَّهُ الصَّمَدُ
اللهُ: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الصمدُ: خبر للمبتدأ الله مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وجملة (الله الصمد): جملة اسمية في محل رفع خبر ثانٍ للمبتدأ هو.
وقيل في إعراب الله الصمد ستة تقديرات: منها السابق وهو الأقوى.
والقول الثاني: الله مبتدأ والصمد صفة وما بعده خبره.
والقول الثالث أن يكون الصمد خبراً على إضمار مبتدأ.
والرابع أن يكون الصمد خبراً بعد خبر.
والخامس أن يكون بدلاً من أحد.
والسادس أن يكون بدلاً من قولك الله الأول.
اقرأ أيضاً: إعراب سورة الفلق
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
لم: حرف نفي وجزم وقلب.
يلدْ: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
ولم: الواو حرف عطف، لم: حرف نفي وجزم وقلب.
يولدْ: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره. ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
وجملة (لم يلد): جملة فعلية في محل رفع خبر ثالث للمبتدأ هو، أو جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.
وجملة (لم يولد): جملة فعلية معطوفة على جملة (لم يلد).
اقرأ أيضاً: إعراب سورة المسد
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
ولم: الواو حرف عطف. لم: حرف نفي وجزم وقلب.
يكنْ: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين، أي سكونها وسكون النون والأصل (يكون) فنقلت الضمة إلى الكاف لثقلها على الواو.
لهُ: اللام حرف جر، والهاء: ضمير بارز متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر اللام.
والجار والمجرور متعلقان بالخبر كفواً، وجاز التعليق بالاسم الجامد كفواً لأنه مؤول بمشتق، أي مماثل. والتقدير ولم يكن أحد كفواً له. أو هما متعلقان بالفعل قبلهما. أو متعلقان بمحذوف حال من كفواً.
كفواً: خبر يكن مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أحدٌ: اسم يكن مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
وجملة (لم يكن له كفواً أحد): جملة فعلية معطوفة على جملة (لم يلد) لا محل لها من الإعراب.
هذا قول أكثر النحويين.
اقرأ أيضاً: إعراب سورة النصر
وفي (كفواً) وجهان:
١ –كفواً خبر: فعلى هذا يجوز أن يكون (له) حالاً من كفواً لأن التقدير: ولم يكن أحد كفواً له، وأن يتعلق بـ(يكن).
قاله سيبويه وأبو البقاء العكبري وابن السراج والسيرافي والفارسي.
٢ –أن يكون الخبر (له)، وكفواً حال من أحد: أي ولم يكن له أحد كفواً، فلما قدم النكرة نصبها على الحال.
قاله الزمخشري ومكي.
قال الزجاج بعد أن حكى كلام الزمخشري ومكي: «وهذه الجملة ليست من هذا الباب وذلك أنَّ قولَه: {ولم يكن له كفواً أحد} ليس الجارُّ والمجرورُ فيه تاماً، إنما ناقصٌ لا يصلحُ أن يكونَ خبراً لـ(كان) بل هو متعلِّقٌ بـ(كُفُواً) وقُدِّمَ عليه. التقدير: ولم يكن أحد مكافئاً له، فهو في معنى المفعول متعلِّقٌ بـ(كُفُواً) وتَقَدَّم على (كُفُواً) للاهتمام به، إذ فيه ضمير الباري تعالى، وتوسطَ الخبرُ وإن كان الأصلُ التأخيرَ؛ لأنَّ تأخير الاسم هو فاصلةٌ فحَسُنَ ذلك.