الحال وأحوالها وتعددها وعاملها، وصاحب الحال وأحواله
هو وصف (يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، والتأنيث أفصحُ) يُراد به بيان هيئة صاحبه حين وقوع الفعل، نحو: (أقبل خالد ضاحكاً) فـ (ضاحكاً) حال تدل على الهيئة التي أقبل بها خالد، و(خالد) صاحب الحال و(أقبل) عامل الحال أي هو الذي نصبها.
وتصلح الحال جواباً لـ (كيف) أو (على أي صورة).
وحكم الحال النصب.
أحوال صاحب الحال
يكون صاحب الحل في الجملة:
١ –فاعلاً، نحو: (جاء خالدٌ باكياً).
٢ -نائب فاعل، نحو: (سِيقَ المجرمُ مكبلاً بالقيود).
٣ -مفعولاً به، نحو: (شاهدتُ وليداً باسماً).
٤ -الفاعل والمفعول به معاً، نحو: (استقبلَ المعلمُ تلميذَهُ مسرورين).
٥ -مفعولاً فيه، نحو: (صمت الشهرَ كاملاً).
٦ -مجروراً بالحرف، نحو: (مررت بواحد راكباً جواده).
٧ -مجروراً بالإضافة (على أن يكون المضاف مصدراً أو وصفاً عاملاً عمل الفعل) نحو: (يعجبني إنشادُ سعيدٍ واقفاً)، ونحو: (هذا معاقبُ التلميذِ مذنباً).
٨ –مبتدأ، نحو: (الجندي مؤمناً يهجمُ على جيشٍ).
وصاحب الحال إذا كان مبتدأً فكثير ما تأتي الحال بصورة الظرف أو المجرور، نحو: (الجندي إذا ركبَ أسدٌ) وقول: (هو بين العلماء عالم) و (البخيل في الرجال مذموم)، وهذه الظروف والمجرورات تُعَلَّقُ بحال محذوفة، والتقدير: الجندي كائناً عند ركوبه أسد، هو كائناً بين العلماء عالم، والبخيل واقعاً في الرجال مذموم.
الأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة كما مر، ولكنه يكون نكرة إذا وُجِدَ مُسَوِّغٌ، وهذه المسوغات هي نفس مسوغات الابتداء بالنكرة، والمهم هو أن تتم الفائدة، ويستقيم المعنى نحو ما جاء في الحديث: «صَلَّى الرَّسُولُ قَاعِداً وَصَلَّى وَرَاءَهُ رِجَالٌ قِيَاماً» ويجوز مثلاً أن يكون صاحب الحال نكرة إذا تقدمت الحال عليه، كقول الشاعر:
وبينَ العوالي والقنا مستظلةً * ظباءُ أعارَتْها العيونَ الجآذرُ
أحوال الحال
الأصل في الحال أن تكون ما يلي:
أ -نكرة، نحو: (ذهب الطفل مسروراً)، فكلمة (مسروراً) نكرة.
وتأتي الحال معرفة إذا أُوِّلَتْ بالنكرة أي كانت بمعنى النكرة، نحو:
(جاء الطَّالبُ وحدَهُ) أي: منفرداً.
(حاول الطَّالبُ النَّجاحَ جُهدَهُ) أي: جاهداً.
(كَلَّمْتُهُ فَاهُ إلى فيَّ) أي: متشافهَين، (فا) هنا حال منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.
(رجعَ عَوْدَهُ على بَدْئِهِ) أي: عائداً.
(أَدْخِلُوا الأوَّلَ فالأوَّلَ) أي: مرتين.
(جاءوا الجمَّاءَ الغفيرَ) أي: جميعاً، (والجمَّاءَ: الجماعة، من الجموم وهو الكثرة، والغفير: من الغفر وهو الستر؛ أي جاؤوا ساترين وجه الأرض لكثرتهم)، ومثله: (جاء القوم قضَّهُمْ بِقَضِيضِهِمْ) أي: جميعاً.
ب -أن تكون وصفاً متنقلاً؛ أي غير ثابت، نحو: (أقبلَ المعلِّمُ ضاحكاً)، فـ (ضاحكاً) هنا ليست صفة ثابتة في المعلم، ولكن قد تكون وضعاً ثابتاً، نحو قول الشاعر:
وجاءَتْ بِهِ سبطَ العظامِ كأنَّمَا * عِمَامَتُهُ بينَ الرِّجالِ لِواءُ
والسبط: حسن القد والنعومة. واللواء: الراية الصغيرة.
وقوله تعالى: {أَنْزَلَ إِلَيكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً}، وقولهم: خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها، وقولهم: دعوت الله سميعاً.
ففي هذه الأمثلة: (سبط، ومفصلاً، يديها أطولَ، سميعاً)، هي أوصاف ثابتة، ولذا فإن هذا الشرط كما قال أكثر العلماء غالبٌ وليس لازماً.
ج -وتكون الحال مشتقة، نحو: (مضى خالدٌ فَرِحاً) ففرحاً وصف مشتق؛ لأنه صفة مشبهة (وهي من المشتقات) وتأتي الحال جامدة أيضاً في عشر حالات:
١ -أن تدل على تشبيه، نحو: (كرَّ عليٌّ أسداً، أقبلتْ هندٌ قمراً).
٢ -أن تدل على مفاعلة، نحو: (بِعْتُهُ القمحَ يداً بيدٍ، وكلَّمتُهُ فاهُ إلى فيَّ، وكلَّمْتُهُ وجهاً لوجه) أي: بعته القمح متقابضين، وكلمته متشافهين، وكلمته متقابلين.
٣ -أن تفيد ترتيباً، نحو: (ادخلوا الصف طالباً طالباً)، (قرأت الكتاب باباً باباً) أي مرتين.
٤ -أن تدل على التسعير، نحو: (اشتريت الجوخ متراً بدينارٍ، وبعت الصابون طناً بمئة دينارٍ) أي مُسَعَّراً.
٥ -أن يكون موصوفاً بمشتق، نحو قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً}، ونحو قولنا: (إليك جوابي قولاً صريحاً) وتسمى هذه الحال موطِّئَةُ؛ لأنها تمهد لما بعدها إذ هو المقصود.
٦ -أن تدل على عدد، نحو قوله تعالى: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}، ونحو قولنا: (قضيتُ مُدَّةَ الخدمةِ ثلاثينَ سنةً).
٧ -أن يدل على تفضيل بين اعتبارين، نحو: (خالد شيخ أنشط من ولده شاباً) (الفستق الأخضر أطيب منه جافاً).
٨ -أن تكون نوعاً لصاحبها، نحو: (هذا مالُكَ ذهباً).
٩ -أن تكون فرعاً لصاحبها، كقوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً}.
١٠ -أن تكون أصلاً لصاحبها، كقوله تعالى: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً}، ونحو قولنا: (هذه ساعتك ذهباً).
د -أن تكون الحال نفس صاحبها في المعنى، وهو شرط بدهي لا يستحق أن نخضعه بالذكر نحو: (جاء عليٌ راكضاً) إذ إن الراكض نفس علي، ولا يجوز مثلاً أن تقول: جاء علي ضحِكاً؛ لأن المصدر نفس صاحب الحال. وقد جاءت مصادر أحوالاً بقلة في المعارف، نحو: (آمنت بالله وحده)، وقول لبيد:
فأرسَلَهَا العراكَ ولم يذُدْها * ولم يشفق على نَغصِ الدِّخال
أي أرسل الجمال معتركة ولم يمنعها وكان حقه أن يفعل لئلا يتكدر الماء فلا تتم الشرب، ونغص الدخال: هو أن تورد الإبل إرسالاً فتشرب طائعة وقبل أن يشرب الجميع تورد طائفة أخرى فتصْدُرُ، ومنها ما قد شرب ومنا ما لم يشرب.
وتأتي بعض المصادر حالاً، على نحو: (طلع بغتةً) و (جاء ركضاً) و (قتلته صبراً)، والحال هنا تُؤَوَّلُ بالوصف المشتق (مباغتاً، راكضاً، مصبوراً)، ومعنى: مصبوراً أي أن يحبس ويترك حتى الموت؛ أي محبوساً.
أنواع الحال
-الأصل في الحال أن تكون اسماً مفرداً، كقوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً}.
-وتأتي شبه جملة ظرفاً، نحو: (شاهدت الهلال بين السحاب)، وجاراً ومجروراً، نحو: (رأيت العصفور على الغصن)، وكل من الظرف والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة، التقدير: شاهدت الهلال مستقراً بين السحاب، ورأيت العصفور مستقراً على الغصن.
-تأتي الحال جملة اسمية، نحو: (سافر أخوك وهو مسرور)، وفعلية، نحو: (دخل سعيد يبكي)،
فجملة هو مسرور الإسمية في محل نصب حال، وكذا جملة يبكي الفعلية. هذا ولا بد لجملة الحال من رابط يربطها بصاحب الحال، والروابط إما الضمير وحده، أو الحال أو الضمير والواو معاً.
وتجب الواو في ثلاثة مواضع:
١ -أن تكون الجملة مُصَدَّرَةً بضمير صاحبها كما في قوله تعالى: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}.
٢ –أن تأتي قبل مضارع مقرون بقد، نحو: (لمَ تتكاسلون وقد تعلمون أن الفحص قريب).
٣ -ألا يكون في الجملة ضمير يربطها بصاحب الحال، نحو: (جاء خالد وما حضر المعلم).
ويمتنع حرف الواو ويتعين في سبعة مواضع:
١ -أن تقع الجملة بعد عاطف، كقوله تعالى: {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَو هُمْ قَائِلُونَ}.
٢ -أن تكون جملة الحال مؤكدة لمضمون الجملة السابقة، نحو: (هو الحق لا شك فيه)، وكقوله عز وجل: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيبَ فِيهِ}.
٣ -الجملة الماضوية الواقعة بعد إلا، كقوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ}، (مِنْ) هنا زائدة، ورسول فاعل يأتيهم مجرور لفظاً مرفوع محلاً، وجملة (كانوا به يستهزؤون) في محل نصب خبر كان.
٤ -الماضية المتلوة بـ أو، نحو قول الشاعر:
كُنْ للخليلِ نصيراً جَارَ أو عَدَلا * ولا تشحَّ عليه جاد أو بخِلا
جملة (جار) في محل نصب حال، وكذلك جملة (عدلا) في محل نصب عطفاً على جملة الحال.
٥ -المضارعية المنفية بلا، كقوله تعالى: {وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ}، {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ}.
٦ -المضارعية المنفية بما، نحو قول الشاعر:
عهِدتُكَ ما تصبو وفيك شبيهٌ * فما لك بعد الشَّيبِ صَبّاً متَيَّما
فتصبو: تميل، ومتيم: من تيمة الحب أي استبعده، وجملة (تصبو) في محل نصب حال للضمير (الكاف) في عهدتك والرابط الضمير المستتر في تصبو وتعين الضمير فقط دون واو؛ لأن تصبو مضارع منفي بما.
٧ -المضارعية المثبتة التي لم تقترن بقد، كقوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ}، ونحول قولنا: (قدم المسافر تذبح الخراف لقدمه).
تعدد الحال
قد تتعدد الحال وصاحبه واحد، نحو: (عُدْتُ مسرعاً فرحاً مستبشراً) فكل من مسرعاً، فرحاً، مستبشراً حال، وقد تتعدد الحال ويتعدد صاحبها، فتكون الحال الأولى للصاحب الثاني والحال الثانية للصاحب الأول.
ونحو: (قابلت أخاك واقفاً مسرعاً)، فواقفاً حال لأخاك ومسرعاً حال للتاء في قابلت، هذا إذا خيف اللبس، وإلا قَدِّمْ أيَّهما شئت، نحو: (كلمت هنداً واقفاً جالسةً) أو (جالسةً واقفاً) ولا أظنك تستسيغ ذلك، ولعلك تجد من الأفضل القول: قابلت هنداً واقفاً وهي جالسةٌ.
عامل الحال
عامل الحال ما عمل فيها النصب، مثل:
- الفعل في قولك: (جاء خالد ضاحكاً).
- شبه الفعل، أي المصدر والمشتقات نحو: (سرني مجيئك مسروراً) فعامل النصب في (مسروراً) هو المصدر (مجيء).
وعامل الحال قسمان:
-لفظي، وهو الفعل أو شبهه كما سبق من الأمثلة.
-ومعنوي وهو ما تضمن معنى الفعل دون حروفه، وهو:
- اسم الإشارة، نحو: (هذا خالدٌ مقبلاً).
- الظرف، نحو: (خالدٌ عندك ضيفاً).
- الجار والمجرور، نحو: (خالدٌ في الدار نائماً).
- أحرف التمني والترجي والتنبيه والتشبيه والنداء والاستفهام وأسماء الأفعال، نحو: (ليته عندنا نازلاً)، (لعل الصانعَ متعلماً حريصٌ على الإتقان)، (كأنه البدر طالعاً)، (ها إنه الخطيب مصقعاً)، (يا خالد هاجماً)، (ما لك مهملاً)، (نزالٍ مسرعاً).
رتبة الحال مع صاحبها
للحال مع صاحبها ثلاث حالات:
١ -جواز التأخر والتقدم على صاحبها، نحو: (لا تأكل الطعام حاراً) أو (لا تأكل حاراً الطعام).
٢ -أن تتأخر عنه وجوباً في موضعين:
- أن تكون الحال محصورة، نحو قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}، فـ (مبشِّرين) حال جاءت بترتيبها؛ لأنها محصورة بإلا.
- أن يكون صاحبها مجروراً، إما بحرف جر غير زائد وإما بإضافة.
أ -مجرور بحرف جر غير زائد، نحو: (مررت بالطالبة مسرعةً) ومنع ذلك بعض النحويين في النثر وأجازه في الشعر ومنه، قول الشاعر:
تسليتُ طُرّاً عنكمُ بعدَ بينِكُم * بذكراكُمُ حتَّى كأنَّكمُ عندي
(طراً) حال منصوبة للمجرور بـ عن وهو الكاف في عنكم.
ب –مجرور بالإضافة، نحو: (سرني مجيئك فرحاً).
٣ -أن تتقدم عليه وجوباً وذلك كان صاحبها محصوراً، نحو: (ما جاء مسروراً إلا أخوك).
رتبة الحال مع عاملها
مع عاملها ثلاث حالات:
١ -جواز التقدم والتأخر تقول: (جاء خالد مسرعاً، ومسرعاً جاء خالدُ) ويشترط أن يكون العامل متصرفاً.
٢ -وجوب التقدم على عاملها إذا كان لها صدر الكلام، نحو: (كيف جئت؟) فـ (كيف) اسم استفهام في محل نصب حال.
- -وجوب التأخر عن عاملها وذلك في الأحوال التالية:
أ -أن يكون العامل فعلاً جامداً، نحو: (ما أكرمَ الرجلَ مخلصاً).
ب -أن يكون العامل صفة تشبه الفعل الجامد وهي أفعال التفضيل، نحو: (خالد أعظمُ الناس مقاتلاً).
ج -أن يكون العامل مَصدراً مقدراً بالفعل، نحو: (سرّني إقبالك ضاحكاً).
د -أن يكون العامل اسم فعل، نحو: (نَزالِ مسرعاً).
هـ -أن يكون العامل لفظاً متضمناً معنى الفعل دون حروفه، كإن وأخواتها والظروف وأسماء الإشارة، وحروف التنبيه، والاستفهام التعظيمي، أو كان صلة لـ (ال) أو حرف مصدري أو مصدراً مؤولاً بالفعل والحرف المصدري، نحو: (يعجبني أن ترجع ناجحاً).
و -أن يكون العامل فعلاً مع لام الابتداء أو القسم، نحو: (إني لأحبك متأدباً، والله لأجاهدن مضحياً).
والحال المؤكدة لعاملها والجملة المقترنة بواو الحال كذلك لا تتقدمان على عاملهما، نحو: (ولّى مدبراً)، فـ (مدبراً) حال مؤكدة معنىً لا لفظاً إذ إن ولّى وأدبر بمعنى واحد، ومثله {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً}، أما الجملة المقترنة بواو الحال فنحو: (حضرت والشمس تغيب).
الحال المؤكدة
الحال المؤكّدة على ثلاث أنواع:
١ -أن تكون مؤكدة لعاملها لفظاً ومعنى، كقوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً}.
٢ -أن تكون مؤكدة لصاحبها، كقوله تعالى: {لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً}.
٣ -أن تؤكد جملة، نحو: (أنت الرجل مهيباً)، و(خالد أبوك عطوفاً).
حذف عامل الحال
يحذف العامل في الحال:
١ –جوازاً، نحو: (راشداً) تقول ذلك لقاصد السفر، و (مأجوراً مبروراً) للقادم من الحج و (راكباً) لمن قال لك: كيف جئتَ؟ و(مصاحباً معنا) للمسافر.
٢ -وجوباً في المواضع التالية:
آ -أن يُبَيَّنَ بالحال ازديادٌ أو نقصانٌ بتدرج، نحو: (تصدقْ بدرهم فصاعداً) والتقدير (ذهب التصدق صاعداً) أو (فأكثر). ونحو: (اشتر الثوب بدينار فنازلاً) وشرط هذه الحال أن تكون مصحوبة بالفاء (وهي زائدة لتزيين اللفظ).
ب -أن تذكر للتوبيخ، نحو: (أقاعداً عن العمل وقد نهض الناس).
ج -أن تكون مؤكدة لمضمون الجملة، نحو: (أنت أخي مواسياً) أعرفك مواسياً.
د -أن تسد مسد الخبر، نحو: (تأديبي الولد مسيئاً) أي تأديبي إياه حاصل إذا وجِد مسيئاً.
هـ -أن يكون حذفه سماعاً، نحو: (هنيئاً لك) أي ثبت لك الشيء هنيئاً.
حذف صاحب الحال
قد يحذف صاحب الحال لقرينة كقوله تعالى: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً} أي بعثه، فالهاء المحذوفة هي صاحب الحال.
حذف الحال
الأصل في الحال أنها يجوز ذكرها وحذفها؛ لأنها تكمله (فضلة) وإن حذفت فإنها تحذف لقرينة، وأكثر ما يكون ذلك إذا كانت الحال قولاً أغنى عنه ذكر المقول، كقوله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلَامٌ عَلَيكُمْ} أي قائلين سلام عليكم. وقوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} أي يرفعان القواعد قائلين ربنا تقبل منا.
الحال المركبة
وجدت أحوال مركبة تركيب خمسة عشر، وهي مبنية على فتح جزأيها إلا ما كان جزؤه الأول ياءً فبناؤه على السكون، وهي نوعان:
١ -ما رُكِّبَ مما أصله العطف، نحو: (تفرقوا شذرَ مذرَ) أو (شغر بغر) أي متفرقين أو مشتتين، ونحو: (هو جاري بيتَ بيتَ) أي ملاصقاً، (لقيته كفةً كفةً) أي مواجهاً.
٢ –ما رُكِّبَ مما أصله الإضافة، نحو: (فعلته بادئ بدء) أو (بادئ بدأة وبادي بدأة) أي فعلته مبدوءاً به، ونحو: (تفرقوا أيدي سَبَا) وإيادي سَبَا، أي مشتتين.
كل هذه الألفاظ مبنية على فتح الجزأين أو على السكون إذا انتهى اللفظ بياء وأصل (سبا) سبأ بالهمزة وهي هنا مخففة.