النحو

إن النافية العاملة عمل ليس: ما حقيقتها وكيف تُعرب؟

هل تعلم أن حرفاً واحداً قد يغير بنية الجملة العربية بأكملها؟

عمل إن

أشار سيبويه إلى أنها حرف نفي يحمل معنى “ليس”، ولكنه لم يوضح أنها تعمل عملها في رفع المبتدأ ونصب الخبر.

وذهب عدد من النحويين، ومن بينهم الكسائي، والمبرد، والعلماء المتأخرون، إلى أنها مشبهة بـ”ليس” وتعمل عملها في الرفع والنصب، واستدلوا على ذلك بقراءة سعيد بن جبير: “إنْ الذينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِباداً أَمْثَالَكُمْ”.

فـ”الذين” اسمها مرفوع، و”عباداً” خبرها منصوب. والمعنى المقصود: ليست الأصنام الذين يدعونهم من دون الله عباداً أمثالكم في الاتصاف بالعقل والإدراك. ومن الشواهد أيضاً قول الشاعر:

إنْ هو مُسْتَولياً على أَحَدٍ * إلا على حزبِهِ الملَاعينِ

وذكر العلماء أن إعمالها لغة أهل العالية، سواء في الشعر المنظوم أو في الكلام المنثور. ومن الأمثلة على النثر قولهم: إنْ ذلك نافعَكَ ولا ضارَّكَ، وقولهم: إنْ أحدٌ خيراً من أحدٍ إلا بالعافية.

وقال أعرابي: إنْ قائماً، ويريد بذلك: إنْ أنا قائماً.

وذكر النحويون أنها تعمل عمل “ليس” في الأسماء المعرفة والأسماء النكرة على حد سواء، فترفع المبتدأ اسماً لها، وتنصب الخبر خبراً لها، ويبطل عملها في حالتين: الحالة الأولى إذا انتقض نفيها بـ”إلا”، والحالة الثانية إذا تقدم الخبر أو تقدم معمول الخبر، ما لم يكن المتقدم شبه جملة من جار ومجرور أو ظرف.

معنى إن

اتفق النحويون على أنها تفيد معنى النفي، فهي تنفي وقوع منفيها في الزمن الحاضر، وذلك لأنها بمنزلة “ما” النافية التي تحمل معنى “ليس”، سواء أكانت عاملة رافعة ناصبة أم كانت مهملة لا عمل لها.

ورأى أبو علي الفارسي أنها تفيد النفي المطلق غير المقيد بزمن معين، فهي تنفي الزمن الماضي والزمن الحاضر والزمن المستقبل، وأن منفيها يكون جملة اسمية وجملة فعلية كذلك، مما يدل على أنها غير مختصة بنوع واحد من الجمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى