البلاغة

التشبيه المؤكد: دراسة في مفهومه البلاغي وأثره الأسلوبي

يُعدّ التشبيه ركناً أساسياً من أركان علم البيان في البلاغة العربية، فهو الأسلوب الذي يُعقد من خلاله مقارنة بين شيئين يشتركان في صفة ما لزيادة المعنى وضوحاً وتأثيراً. ومن بين أنواعه المتعددة، يبرز التشبيه المؤكد كأداة بلاغية فائقة الدقة، حيث يتجاوز المقارنة السطحية ليصنع حالة من الاتحاد بين طرفي التشبيه، مما يمنح النص عمقاً وقوة تعبيرية لا تضاهى. تتناول هذه المقالة مفهوم التشبيه المؤكد وخصائصه وأشكاله، مستعرضةً شواهد متنوعة من القرآن الكريم والشعر العربي الأصيل.

مفهوم التشبيه المؤكد وخصائصه البلاغية

يُعرَّف التشبيه المؤكد اصطلاحاً بأنه ذلك التشبيه الذي حُذفت منه أداة التشبيه، سواء كان الحذف لفظياً فقط أم لفظياً وتقديرياً في آن واحد. يكمن سر بلاغة التشبيه المؤكد في هذا الحذف المتعمد، الذي ينقل العبارة من مجرد الإخبار بوجود تشابه إلى الادعاء بأن المشبه هو عين المشبه به. هذا الإيهام بالاتحاد بين الطرفين هو ما يمنح التشبيه المؤكد خصائصه البلاغية الفريدة، فهو أوجز في مبناه، وأبلغ في معناه، وأشد وقعاً في نفس المتلقي. أما كونه أوجز فلحذف الأداة التي تختصر بنية الجملة، وأما كونه أبلغ فلأنه يوحي بأن العلاقة بين المشبه والمشبه به قد تجاوزت مرحلة المشابهة إلى مرحلة التطابق التام، وهو ما يجعله أسلوباً مفضلاً في سياقات المبالغة والتوكيد. إن الغاية من التشبيه المؤكد هي ترسيخ الصورة في الذهن وجعلها حقيقة لا مجرد مقارنة عابرة.

أشكال التشبيه المؤكد وصوره

يتجلى التشبيه المؤكد في بنى تركيبية متنوعة، تهدف جميعها إلى تحقيق غاية الاتحاد بين الطرفين. الشكل الأول والأبسط هو الذي يأتي فيه المشبه والمشبه به متجاورين دون أداة تفصل بينهما، كما في قولنا: “محمدٌ بحرٌ” أو “ليلى بدرٌ”، حيث يُلغى أي فاصل لغوي أو ذهني بين الطرفين، وهذا هو جوهر التشبيه المؤكد في صورته المباشرة. أما الشكل الثاني، وهو الأكثر براعة فنية، فيتمثل في بناء التشبيه المؤكد على هيئة إضافة، حيث يُضاف المشبه به إلى المشبه، كقولنا: “لبس محمد رداء العافية”، والأصل: لبس عافية كالرداء. في هذا التركيب، يُقدَّم المشبه به ويُضاف إلى المشبه، مما يخلق بنية لغوية متماسكة وقوية تعزز من فكرة التماهي. هذا النوع من التشبيه المؤكد يُظهر قدرة اللغة على صهر العناصر المتباينة في قالب واحد، ويُعد دليلاً على تمكن الأديب من أدواته البلاغية. إن فهم هذه الأشكال يساعد على تذوق جماليات التشبيه المؤكد في النصوص الأدبية الرفيعة.

شواهد وأمثلة عن التشبيه المؤكد

تزخر اللغة العربية بنماذج رائعة تجسد قوة التشبيه المؤكد وتنوع أساليبه، وفيما يلي استعراض لأبرز الأمثلة الواردة مع إعادة صياغة لشرحها:

١. أنت نجمٌ في رفعة وضياءٍ *** تجتليكَ العيون شرقاً وغرباً
يُعد هذا البيت مثالاً واضحاً على التشبيه المؤكد المباشر، حيث شبه الشاعر الممدوح بالنجم في علو المكانة والسطوع، وقد حُذفت أداة التشبيه لتوكيد هذا المعنى، فكأن الممدوح هو النجم ذاته.

٢. يسجع سجع القمري
هنا مثال نثري على التشبيه المؤكد، حيث شُبّه السجع بسجع طائر القمري، وحُذفت الأداة لتقوية المشابهة وجعلها لصيقة بالفعل.

٣. قوله تعالى: {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}
في هذه الآية الكريمة، ورد التشبيه المؤكد لتصوير حركة الجبال يوم القيامة، حيث شُبّه مرورها بمرور السحاب، وحذف الأداة يجعل المعنى أن مرور الجبال هو مرور السحاب بعينه، مما يضفي على المشهد هيبة وقوة.

اقرأ أيضاً:  التشبيه الضمني: بلاغة البرهان الخفي وأسرار الإيحاء

٤. أين أزمعت أيهذا الهمام *** نحن نبت الربا وأنت الغمام
يحتوي هذا البيت للمتنبي على مثالين من التشبيه المؤكد؛ الأول “نحن نبت الربا”، والثاني “أنت الغمام”، حيث ادعى الشاعر تطابق قومه مع نبات المرتفعات، وتطابق الممدوح مع السحاب الذي يرويه، تأكيداً على علاقة العطاء والاحتياج.

٥. هم البحور عطاءً حين تسألهم *** وفي اللقاء إذا تلقى بهم بُهُمُ
شبه الشاعر قوماً بالبحور في العطاء والكرم، وهو التشبيه المؤكد الذي يجعل من المشبه (هم) والمشبه به (البحور) شيئاً واحداً في صفة الكرم.

٦. والريح تعبث بالغصون وقد جرى *** ذهبُ الأصيل على لُجينِ الماء
يُعتبر هذا البيت نموذجاً فنياً راقياً على التشبيه المؤكد بصيغة الإضافة، حيث شبه الشاعر وقت الأصيل بالذهب في لونه الأصفر، والماء باللجين (الفضة) في صفائه، ثم أضاف المشبه به (ذهب، لجين) إلى المشبه (الأصيل، الماء)، مما صنع لوحة فنية بديعة.

٧. أرسى النسيم بواديكم ولا برحت *** حواملُ المزنِ في أجدائكم تضعُ
هنا أضاف الشريف الرضي المشبه به (حوامل) إلى المشبه (المزن)، فجاء التشبيه المؤكد في صورة “حوامل المزن”، أي السحب الممتلئة بالماء كالحيوانات الحوامل، مع مراعاة بلاغية بديعة في استخدام كلمة “تضع”.

٨. أقحوانٌ معانقٌ لشقيقٍ *** كثغورٍ تعضُّ وردَ الخدودِ
في الشطر الثاني، جاء التشبيه المؤكد في تركيب “ورد الخدود”، حيث أضاف المشبه به (الورد) إلى المشبه (الخدود)، والتقدير: خدود كالورد في حمرتها.

٩. قوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}
في هذا الموضع، شبهت النار المحيطة بالظالمين بالسرادق (الخيمة الكبيرة)، ثم أُضيف المشبه به (سرادق) إلى المشبه (الضمير العائد على النار)، فكان ذلك من أبلغ صور التشبيه المؤكد.

١٠. إنما بدرُ عمرٍو سحابٌ *** هَطِلٌ فيه ثوابٌ وعقابُ
يقدم المتنبي هنا التشبيه المؤكد في صورة جلية، حيث شبه بدر بن عمرو بالسحاب في عطائه ومنعه، دون استخدام أي أداة تشبيه، تأكيداً على تماهي الصفات.

خاتمة

في الختام، يتضح أن التشبيه المؤكد ليس مجرد حذف شكلي لأداة التشبيه، بل هو استراتيجية بلاغية متكاملة تهدف إلى رفع مستوى التعبير من الإخبار إلى الادعاء، ومن المقارنة إلى التوحيد. سواء جاء في صورته المباشرة أو في تركيب الإضافة البديع، فإنه يظل شاهداً على عبقرية اللغة العربية وقدرتها على التكثيف والإيجاز والتأثير. إن إتقان استخدام التشبيه المؤكد يمثل علامة فارقة في أسلوب الأديب، ويمكّنه من خلق صور فنية خالدة تلامس عمق الوجدان وتستقر في ذاكرة المتلقي.

سؤال وجواب

١. ما هو التعريف الدقيق لمصطلح “التشبيه المؤكد” في علم البيان؟

الإجابة: التشبيه المؤكد هو مصطلح بلاغي يُطلق على أحد أنواع التشبيه باعتبار ذكر الأداة أو حذفها، ويُعرَّف تحديداً بأنه “ما حُذفت منه أداة التشبيه”. لكن هذا التعريف يتجاوز مجرد الحذف الشكلي (اللفظي) ليشمل الحذف التقديري أيضاً، بمعنى أن بنية الكلام لا توحي بوجود أداة مقدرة، بل تُبنى على ادعاء أن المشبه قد بلغ من قوة الشبه درجة الاتحاد التام مع المشبه به، ليصيرا شيئاً واحداً في ذهن المتلقي. فالغاية من التشبيه المؤكد ليست مجرد عقد مقارنة، بل هي المبالغة في قوة الشبه إلى حد التطابق، كما في قولنا “أنت نجمٌ”، فالقصد ليس “أنت كالنجم”، بل الادعاء بأنك النجم نفسه في صفة الرفعة والضياء.

اقرأ أيضاً:  ائتلاف اللفظ مع المعنى: جوهر البلاغة في النص العربي وتجلياته في الشعر القديم والمعاصر

٢. ما هي الغاية البلاغية من استخدام التشبيه المؤكد بدلاً من أنواع التشبيه الأخرى؟

الإجابة: تكمن القيمة البلاغية العليا لاستخدام التشبيه المؤكد في ثلاثة أبعاد رئيسية: الإيجاز، والمبالغة، وقوة التأثير. فأما الإيجاز، فيتحقق بحذف الأداة، مما يكثف المعنى في أقل عدد من الألفاظ. وأما المبالغة، وهي الغاية الأسمى، فتتجلى في إيهام المتلقي بأن المشبه هو عين المشبه به، وهو ادعاء ينقل الكلام من مستوى الإخبار إلى مستوى الإنشاء الصوري القوي. وأما قوة التأثير، فهي نتيجة مباشرة للمبالغة؛ فعندما يُحذف الفاصل (الأداة) بين الطرفين، تصبح الصورة الذهنية أكثر تماسكاً ورسوخاً، وأشد وقعاً في النفس، لأنها تقدم العلاقة بين الطرفين كحقيقة ثابتة لا كمجرد مقاربة.

٣. ما هي الأشكال التركيبية التي يرد عليها التشبيه المؤكد في اللغة العربية؟

الإجابة: يأتي التشبيه المؤكد في شكلين تركيبيين أساسيين. الشكل الأول هو الشكل المباشر، حيث يُذكر المشبه والمشبه به متجاورين دون أداة، ويكون المشبه مبتدأ والمشبه به خبراً غالباً، مثل: “هم البحور عطاءً” و “أنت الغمام”. أما الشكل الثاني، وهو الأكثر براعة فنية، فهو الذي يأتي على هيئة إضافة المشبه به إلى المشبه، وذلك بعد حذف الأداة وتقديم المشبه به، مثل قول الشاعر: “ذهبُ الأصيل على لُجينِ الماء”، فالأصل “أصيلٌ كالذهب وماءٌ كاللجين”، ولكن التركيب الإضافي دمج الطرفين في بنية واحدة، مما جعل التشبيه المؤكد أشد إحكاماً وجمالاً.

٤. كيف يمكن التمييز بين التشبيه المؤكد والتشبيه المرسل عند غياب الأداة؟

الإجابة: التمييز الجوهري يكمن في نية المتكلم وتقدير السامع الذي يحدده سياق الكلام. فالتشبيه المرسل هو ما ذُكرت فيه الأداة لفظاً. أما إذا حُذفت، فالكلام يحتمل وجهين: إن قُدِّرت الأداة في الذهن وكان المعنى مبنياً على وجودها (“هو أسد” بمعنى “هو كالأسد”)، عدّه بعض البلاغيين من قبيل المرسل تقديراً. ولكن، إذا كان السياق مبنياً على المبالغة والادعاء بتطابق الطرفين، وتُنوسيت الأداة تماماً (لفظاً وتقديراً)، فهنا يكون الكلام من قبيل التشبيه المؤكد. القرينة والسياق هما الفيصل؛ ففي مقامات المدح أو الذم الشديد أو التصوير الفني البديع، يغلب أن يكون القصد هو التشبيه المؤكد لغايات المبالغة.

٥. لماذا يُعتبر التشبيه المؤكد أبلغ وأشد وقعاً في النفس من غيره؟

الإجابة: يُعتبر التشبيه المؤكد أبلغ لأن البلاغة هي إيصال المعنى بأوجز لفظ وأقوى تأثير. وبحذفه للأداة، فإنه يحقق الإيجاز. والأهم من ذلك، أنه يرتقي بالصورة من مجرد المشابهة إلى درجة الاتحاد، وهذا الادعاء بالتطابق يثير في نفس المتلقي إحساساً أقوى بواقعية الصورة وصدقها الفني. فعندما تسمع “فلان بحرٌ”، فإن وقعها النفسي أعمق من “فلان كالبحر”، لأن الجملة الأولى تلغي المسافة الذهنية بين الطرفين، وتجعل صفة الكرم لصيقة بالمشبه كأنها جزء من ماهيته، وهذا التأكيد المباشر هو سر قوته البلاغية وتأثيره النفسي العميق.

٦. هل يمكن اعتبار كل تشبيه حُذفت أداته تشبيهاً بليغاً؟ وما علاقته بالتشبيه المؤكد؟

الإجابة: التشبيه المؤكد هو ما حُذفت منه أداة التشبيه. أما التشبيه البليغ، فهو أخص منه، حيث تُحذف منه الأداة ووجه الشبه معاً، ويقتصر على ذكر الطرفين (المشبه والمشبه به) فقط، مثل “العلم نور”. بناءً على ذلك، كل تشبيه بليغ هو بالضرورة تشبيه مؤكد (لأن أداته محذوفة)، ولكن ليس كل تشبيه مؤكد تشبيهاً بليغاً، فقد يُذكر وجه الشبه في التشبيه المؤكد كما في قول الشاعر: “أنت نجمٌ في رفعة وضياءٍ”، فهنا حُذفت الأداة (فهو مؤكد)، ولكن ذُكر وجه الشبه “في رفعة وضياءٍ” (فهو ليس بليغاً بل مجمل).

اقرأ أيضاً:  الاعتذاريات في الشعر العربي: فنٌّ يروي قصص الملوك والشعراء

٧. ما دلالة استخدام صيغة الإضافة في بناء التشبيه المؤكد، كما في “لجين الماء”؟

الإجابة: استخدام صيغة الإضافة (إضافة المشبه به إلى المشبه) هو من أرقى صور التشبيه المؤكد وأكثرها إبداعاً. دلالته تكمن في أنه لا يكتفي بإلغاء الفاصل اللفظي (الأداة)، بل يذهب إلى أبعد من ذلك بدمج الطرفين في وحدة تركيبية واحدة لا يمكن فصلها. ففي قولنا “لجين الماء”، لم نعد نرى “الماء” و”اللجين” ككيانين منفصلين بينهما علاقة شبه، بل أصبحا كلمة واحدة تقريباً، حيث اكتسب المشبه (الماء) صفة المشبه به (اللجين) بشكل عضوي. هذه الصيغة تحقق أقصى درجات الاختصار والمبالغة، وتدل على تمكن لغوي وبلاغي فائق.

٨. كيف يخدم التشبيه المؤكد أغراض الشعر كالوصف والمدح؟

الإجابة: في الشعر، يُعد التشبيه المؤكد أداة فعالة لتحقيق الأغراض الشعرية بقوة. في غرض المدح، يستخدمه الشاعر لرفع الممدوح إلى مرتبة الكمال، فلا يكتفي بالقول إنه “يشبه” الأسد، بل يؤكد أنه “أسد” بالفعل، كما فعل المتنبي بقوله “أنت الغمام”. وفي غرض الوصف، يتيح التشبيه المؤكد للشاعر رسم لوحات فنية حسية ومكثفة، كما في بيت “ذهب الأصيل على لجين الماء”، حيث تحولت العناصر الطبيعية المجردة إلى معادن ثمينة من خلال تركيب لغوي موجز وموحٍ، مما يجعل الصورة أكثر حيوية وجمالاً.

٩. ما الأثر الدلالي للتشبيه المؤكد في الشواهد القرآنية المذكورة مثل “وهي تمر مر السحاب”؟

الإجابة: في السياق القرآني، يأتي التشبيه المؤكد ليؤدي وظائف دلالية عميقة تتناسب مع جلال النص. في قوله تعالى “وهي تمر مر السحاب”، فإن حذف الأداة لا يهدف فقط إلى المبالغة البلاغية، بل إلى تقرير حقيقة المشهد يوم القيامة بشكل قاطع. فالمعنى ليس أن مرور الجبال “يشبه” مرور السحاب، بل إن حركتها ستكون هي “عين” حركة السحاب في خفتها وسرعتها وهيبتها. استخدام التشبيه المؤكد هنا يزيل أي شك أو تردد في تصور المشهد، ويجعله حقيقة يقينية ماثلة أمام القارئ، وهو ما يتناسب مع وظيفة القرآن في التصوير الحسي لأحداث الغيب.

١٠. هل يؤثر حذف وجه الشبه على كون التشبيه مؤكداً؟

الإجابة: لا، لا يؤثر حذف وجه الشبه أو ذكره على تصنيف التشبيه بأنه “مؤكد”. فالتصنيف إلى “مؤكد” أو “مرسل” يعتمد حصراً على وجود أداة التشبيه أو حذفها. فإن حُذفت الأداة، كان التشبيه مؤكداً، سواء ذُكر وجه الشبه (فيكون تشبيهاً مؤكداً مجملاً) أم حُذف وجه الشبه أيضاً (فيكون تشبيهاً مؤكداً بليغاً). فالعامل المحدد والمحوري في تعريف التشبيه المؤكد هو غياب الأداة فقط، لأن هذا الغياب هو أساس الادعاء باتحاد الطرفين الذي يميز هذا النوع من التشبيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى