اسم العلم: تعريفه وأقسامه وأنواع كل قسم
العَلَم هو الاسم الذي يطلق على معين، نحو: يوسف، أسماء، ولاحق (اسم جواد) وبيروت (اسم مدينة) وقريش (اسم قبيلة) ومحروسة (اسم باخرة) وفارمكس (اسم شركة).
والعَلم يعين مسماه دون حاجة إلى قرينة كما هو الحال بالمعرف بـ ال مثلاً فإذا فارقته (ال) أصبح نكرة وفقد صفة المعرفة أما العلم فلا يحتاج إلى مثل هذه القرينة بل هو معين تعييناً مطلقاً.
أقسام العَلم
أقسام العلم متعددة، وهي على أنواع:
النوع الأول: مفرد، ومركب إضافي، مركب مزجي، مركب إسنادي.
النوع الثاني: الاسم، الكنية، اللقب.
النوع الثالث: المرتجل، المنقول.
النوع الرابع: الجنسي، والشخصي.
النوع الأول: المفرد والمركب الإضافي والمركب المزجي والمركب الإسنادي
أ –العلم المفرد: يكون العلم مفرداً كأحمد، وخديجة، وهو ما لم يكن مركباً إضافياً أو مزجياً أو إسنادياً.
ب –المركب الإضافي: ويكون العلم مركباً إضافياً، نحو: عبد الله وهو ما تألف من مضاف ومضاف إليه.
ج –المركب المزجي: ويكون العلم مركباً مزجياً، نحو: حضر موت، سيبويه، وهو ما تألف من جزأين متصلين، وحكم الجزء الأول أن يفتح آخره إلا إذا كان ياءً فيُسَكِّن، نحو: معد يكرب ويكون الإعراب للجزء الثاني فيُرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة باعتباره ممنوعاً من الصرف إلا إذا ختم بويه كسيبويه فمبني على الكسر.
د –المركب الإسنادي: ويكون العلم مركباً إسنادياً، نحو: جادَ الحق، وتأبط شراً وشاب قرناه، وهو ما تألف من جملة فعلية، ولم يسمُوا بالجملة الاسمية.
النوع الثاني: الاسم والكنية واللقب
ويكون العلم اسماً ليس بكنية ولا لقب، نحو: خالد، سليم، فاطمة، حنظلة.
ويكون كنية وهو كل علم تصدَّرَ بأب: كأبي خالد، وأبي فاطمة، كأم كلثوم وأم البنين، وأم فضة، أو بابن أو بنت: كابن عباس، وابن قتيبة، وبنت الدهر.
ويكون لقباً، وهو ما أشعر بمدح أو بذم نحو: الواقدي، الطبري، الرشيد (مدحاً) الأعمش الأخفش (ذماً)، وقد يأتي لمجرد التعيين، نحو: الواقدي، الطبري، قباني، حداد، عقاد، الهاشمي، التنوخي، الحلبي.
ولو أن شخصاً سُمِّيَ بكنية كانت هذه الكنية اسمه وكنيته معاً، نحو: أبو الهيثم، ولو سمي أحد باسم يدل على مدح أو ذم كان ذلك اسمه ولقبه معاً، نحو: القصير.
ويرى بعض العلماء أنه لا يجوز تقديم اللقب على الاسم، فلا تقول: الأعرج خالد بل خالدٌ الأعرج، ويرى غيرهم جواز ذلك، وهو الرأي الجدير بالأخذ إذ لا مانع بلاغياً أو لغوياً يحول دون ذلك.
وإذا اجتمع علمان لمسمى واحد. فإن كانا مفردين أضفْت الأول إلى الثاني، مثل: هذا حافظ إبراهيم وهذا محمد خالد، أو تتبع الثاني الأول في إعرابه على أنه بدل منه أو عطف بيان له فتقول: هذا حافظ إبراهيمُ وهذا محمد خالدٌ، إلا إذا كان الأول مسبوقاً بأل أو كان الثاني في الأصل وصفاً مقترناً بأل فيجب الاتباع لا غير مثل: هذا الحارث ابراهيمُ، وسرني هارون الرشيد، وكان حاتم الطائي مشهوراً بالكرم.
وإن كانا مركبين، أو كان أحدهما مفرداً والآخر مركباً اتبعت الثاني الأول في إعرابه وجوباً على أنه بدل أو عطف بيان، تقول: هذا أبو عبد الله خالدٌ، ورأيت أبا عبد الله خالداً، ومررت بأبي عبد الله خالدٍ، وتقول: هذا محمود صلاح الدينِ، ورأيت محموداً صلاح الدينِ، ومررت بمحمودٍ صلاحِ الدينِ، وجاء عبدُ الله عبدُ الحميد، ورأيت عبدَ الله عبدَ الحميد، ومررت بعبدِ الله عبدِ الحميد.
النوع الثالث: العلم المرتجل والعلم المنقول
العلم المرتجل: هو العلم الذي استعمل من أول الأمر علماً، كعمر وسعاد.
العلم المنقول: وهو العلم الذي نقل إلى العلمية، وقد سبق استعماله لغيرها، وهو إما منقول عن مصدر، نحو: كرَم، أو اسم جنس نحو: فهْدأ أو صفة: كفاضل، ومحمود، وشريف وإما عن فعل: كتغلب ويحيى، ويشكر وشمر، وأبان وقم. وإما عن جمله نحو: جاد الحق، تأبط شراً وشاب قرناها (الأخير علم لامرأة).
النوع الرابع: العلم الجنسي، والعلم الشخصي
العلم الجنسي: هو العلم الذي أطلق على الجنس أو النوع برمته، فأطلقوا كلمة أسامة على كل أسد وثعالة على كل ثعلب، وأبي جعدة وذؤالة للذئب، وأم عريْط للعقرب وأم عامر للضبع، وأبي الحارث للأسد، وملك الترك: خاقان، وملك الروم: قيصر، وملك الفرس: كسرى، وملك الحبشة: النجاشي…
وقد يكون الاسم الجنسي علماً يطلق على الأمور المعنوية كسبحان علماً للتنزيه، ويسارِ للميسرة، فجارِ للفجْرة، وبرَّة للمبرة.
العلم الشخصي: أما العلم الشخصي، فهو ما خصص من أول الأمر بفرد واحد، فلا يشمل غيره من أفراد جنسه كأحمد وسعيد.
والعلم الجنسي كالعلم الشخصي تماماً من حيث أنهما معرفة يصح الابتداء بهما، وتجيء الحال منهما، ويمنعان من الصرف إذا وجد مع العلمية علة أخرى، ولا يسبقهما حرف التعريف ولا يضافان.
غير أنهما يختلفان في الوضع فالعلم الجنسي نكرة في المعنى فقط، يدل على الجنس كله وليس على فرد معين، بخلاف ما هو الحال في العلم الشخصي.
والعلم الجنسي غير اسم الجنس، فاسم الجنس نحو: أسد، لا يختص بواحد دون آخر من أفراد جنسه، فأسد اسم جنس وليس علماً جنسياً كأسامة؛ لأن الأول يعرف بأل والثاني معرفة بنفسه ولا يقبل (ال) والأول لا يبتدأ به، والأول لا تجيء الحال منه بخلاف الثاني، والأول غير ممنوع من الصرف، والثاني يضاف فتقول أسد الغابة والثاني لا يضاف فلا تقول أسامة الغابة.
ومن العلم الجنسي هيَّان بن بيان للمجهول الشخصية والنسب، وكأبي المضاء للفرس (أيُّ فرس) وأبي الدَّعفاء للأحمق (أيّ أحمق).