العروض

علم العروض: تعريفه وفائدته ومن وضعه ولماذا

إن علم العروض واحد من علوم لغتنا العربية الذي يجد فيه كثير من الطلاب صعوبة لتعلمه، لكنه ضروري من أجل فهم الشعر وربما تعلمه؛ لماذا يا ترى؛ لأنه الطريقة المثلى لمعرفة وزن بيت الشعر.

ولذا آثرنا أن نقدم لكم هذا الدرس العروضي الذي هو بمثابة مقدمة أو لمحة موجزة عن علم العروض وواضعه والسبب في ذلك، ولماذا سمي العروض بهذا الاسم، وما فوائد وقيمة علم العروض.

تعريف العروض

أ -العروض لغة:

العروض لغة بمعنى الطريق في عَرْض الجبل، وقيل هو المكان أو الناحية التي تعرض لك أي تواجهك عندما تمشي، ومنه قيل: فلان ركوض بلا عروض؛ والقصد: دون حاجة عرضت له.

أما عروض الكلام فهي فحوى ومعنى هذا الكلام، ومنه قيل: هذه المسألة عروضُ هذه بمعنى نظيرتها. ويقال أيضاً: عرفت الأمر في عروض كلام الرجل ومعارضه؛ أي فحوى كلامه ومعناه.

ب -العروض اصطلاحاً:

لو جئنا إلى المعنى الاصطلاحي لكلمة العروض فإننا نجد معنيين دقيقين: معنى عاماً وآخر خاصاً.

المعنى العام للعروض: هي ميزان الشعر، وعن طريقها نعرف صحيح الشعر من مكسوره.

والعروض صناعة نستطيع من خلال معرفة الصحيح من الفاسد من أوزان الشعر العربي، وما يعتري هذه الأوزان من علل وزحافات.

فالعروض فن نحتكم إلى أصوله من أجل دراسة الشعر العربي بهدف تمييز الصحيح من الفاسد.

المعنى الخاص للعروض: العروض هو الجزء الأخير من الشطر الأول لبيت الشعر، مثاله كلمة (مضطرب) في قول المتنبي:

في سعة الخافقين مضطرب … وفي بلاد من أختها بدل

وقد سمي هذا الجزء عروضاً؛ لأن الشعر يعرض عليه، وهذا الجزء عروض لأن الثاني أي الضرب يُبنى عليه.

من الذي وضع علم العروض؟

الذي وضع علم العروض هو الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى سنة (١٧٠ هـ)، وهو إمام البصرة في اللغة والنحو في عصره.

لسائل يسأل كيف كان الشعراء ينظمون الشعر قبل وضع علم العروض؟

الجواب: كانوا ينظمونه سليقةً وعلى منوال الشعراء الذين سبقوهم، وكذلك بالاستناد إلى مَلَكَتهم الشعرية الخاصة.

ما سبب وضع علم العروض؟

قيل: إن الخليل بن أحمد اهتدى إلى علم العروض من أجل معرفة الأنغام، وقيل أيضاً: إنه ذات يوم مر بسوق الصفارين وهم النحاسون، فسمع إيقاع مطارقهم على الطسوت؛ فقاده هذا الأمر إلى تقطيع أبيات الشعر.

ما فائدة علم العروض؟

للعروض فوائد منها:

أ –الحفاظ على شعرنا العربي من الكسر، وكذلك منع دخول التغييرات التي لا تجوز عليه.

ب –تمييز الشعر العربي الأصيل عن الكلام الآخر الذي لا يوصف بأنه شعر مثل السَّجْعِ.

ج –تيسير نظم الشعر لمن أراد ذلك؛ حتى يسير على الطريق الصحيحة.

هل يمكن تعلم الشعر تعلماً عن طريق تعلم العروض؟

لا بد أن نعرف بداية أن الشعر موهبة وملكة خاصة؛ فلا يمكن قول الشعر إلا إذا استقام الطبع وسَلُمَ الذوق ووُجِدت الملكة الشعرية، أما إن لم توجد هذه المواهب والصفات لدى المرء فإنه سينظم الشعر لكن الأمر سيكون شاقاً عليه وسوف يحتاج إلى وقت طويل بسبب عدم امتلاك الموهبة.

هل يمكن أن نقول إن الخليل اخترع العروض اختراعاً؟

بداية لا بد أن نعرف أن الفراهيدي قد حصر أوزان الشعر في خمس دوائر عروضية، وهذه الدوائر تضم خمسة عشر بحراً، وهذه البحور هي:

الطويل، والمديد، والبسيط، والوافر، والكامل، والهَزَج، والرَّجَز، والرَّمَل، والسريع، والمنسرح، والخفيف، والمضارع، والمقتَضَب، والمجتَثُّ، والمتقارِب.

ثم زاد الأخفش بعده بحراً واحداً سماه الخَبَبَ أو (المتدارَك).

ولا نفهم من هذا أن الفراهيدي اختراع العروض من لدنه؛ لأن العرب كانوا يشعُرون بالوزن ثم يضبطون إيقاعه بالفطرة الشعرية السليمة تماماً كما كانوا يتكلمون اللغة العربية الفصحى بالفطرة دون أن يلحنوا (يخطئوا). وإن عددنا الخليل بن أحمد الفراهيدي رائد علم العروض؛ فإن أبا عمر بن العلاء المتوفى سنة (ت ١٥٤ هـ) كان أسبق من الخليل إلى الحديث عن القوافي الشعرية وقواعدها وابتكار مصطلحاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى