الإعراب

إعراب سورة القارعة

الْقَارِعَةُ

الْقَارِعَةُ: مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

وذكرَ العكبريُّ أنَّهُ قيلَ: إنَّهُ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، أي: هذهِ القارعةُ، ثُمَّ ذكرَ الوجهَ السَّابقَ.

قالَ النَّحَّاسُ: وقيلَ: هيَ مرفوعةٌ بإضمارِ فعلٍ، والتَّقديرُ: ستأتي القارعةٌ.

(الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ): جملةٌ اسميَّةٌ ابتدائيَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ، وهيَ تفيدُ التَّعظيمَ والتَّفخيمَ لشأنِ يومِ القيامةِ.

مَا الْقَارِعَةُ

مَا: اسمُ استفهامٍ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، مبتدأٌ ثانٍ.

الْقَارِعَةُ: خبرُ ما، مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

-وذكرَ النَّحَّاسُ هذا الإعرابَ، ثُمَّ قالَ: (القارعةُ: …. وقيلَ: هيَ مرفوعةٌ بإضمارِ فعلٍ، والتَّقديرُ: ستأتي القارعةُ)، ووافقَهُ مكيٌّ.

-ويجوزُ أنْ يكونَ: ما: خبراً مقدَّماً، والقارعةُ: مبتدأً مؤخَّراً، قالَهُ الهمذانيُّ وأبو السُّعودِ، وقالَ أبو السُّعودِ: (لَمَّا مرَّ غيرَ مرَّةٍ أنَّ مَحَطَّ الفائدةِ هوَ الخبرُ لا المبتدأُ).

-وعندَ الزَّجَّاجِ معنى الكلامِ على التَّحذيرِ، والعربُ تحذِّرُ وتُغْرِي بالرَّفعِ كالنَّصبِ.

قالَ الشَّاعرُ:

إِنَّ قَوماً مِنْهُمْ عُمَيرٌ وَأَشْبَا … هُ عُمَيرٍ وَمِنْهُمُ السَّفَّاحُ

لَجَدِيرُونَ بِالْوَفَاءِ إِذَا قَا … لَ أَخُو النَّجْدَةِ: السِّلَاحُ السِّلَاحُ

هذا ولمْ يذكرُهُ الزَّجَّاجُ في معاني القرآنِ وإعرابِهِ، إنَّمَا ذكرَهُ السَّجاونديُّ في عينِ المعاني، وأبو حيَّانٍ الأندلسيُّ وابنُ عادلٍ الحنبليُّ والفخرُ الرَّازيُّ.

قالَ السَّمينُ الحلبيُّ: وقدْ تقدَّمَ ذلِكَ في قولِهِ: {نَاقَةَ اللَّهِ} [الشَّمسُ: 13] في مَنْ رفعَهُ. ويَدُلُّ على ذلِكَ قراءةُ عيسى {الْقَارِعَةَ مَا الْقَارِعَةَ} بالنَّصبِ، وهوَ بإضمارِ فعلٍ، أي: احذرُوا القارعةَ و (ما) زائدةٌ. والقارعةُ الثَّانيةُ تأكيدٌ للأولى تأكيداً لفظيّاً.

(مَا الْقَارِعَةُ): جملة اسمية في محل رفع خبر للمبتدأ القارعة الأول.

-قالَ أبو البركاتِ الأنباريُّ: وكانَ حكمُهُ أنْ يقالَ: القارعةُ ما هيَ، إلَّا أنَّهُ أقامَ المُظْهَرَ مقامَ المُضْمَرِ للتَّعظيمِ والتَّفخيمِ.

-قالَ الباقوليُّ: وكانَ حقُّهُ أنْ يقالَ: القارعةُ ما هيَ، لكنَّهُ كرَّرَهُ تفخيماً لشأنِهَا.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ

وَمَا: الواوُ حرفُ عطفٍ أوِ استئنافيَّةٌ، ما: اسمُ استفهامٍ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، مبتدأٌ.

أَدْرَاكَ: فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتحِ المقدَّرِ على الألفِ للتَّعذُّرِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ هوَ، يعودُ على ما، والكافُ ضميرٌ مبنيٌّ على الفتحِ، في محلِّ نصبٍ، مفعولٌ بِهِ أوَّلُ.

وقالَ أبو السُّعودِ: (وما: في حيِّزِ الرَّفعِ على الابتداءِ، وأدراكَ هوَ الخبرُ، ولا سبيلَ إلى العكسِ ههُنَا).

(أَدْرَاكَ): جملةٌ فعليَّةٌ، في محلِّ رفعٍ، خبرٌ للمبتدأِ ما.

(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ): جملةٌ اسميَّةٌ معطوفةٌ على جملةِ (القارعةُ ما القارعةُ) الابتدائيَّةِ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.

والتَّقديرُ: (وأيُّ شيءٍ أعلمَكَ ما شأنُ القارعةِ).

مَا: اسمُ استفهامٍ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، مبتدأٌ.

الْقَارِعَةُ: خبرٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

 (مَا الْقَارِعَةُ): جملةٌ اسميَّةٌ، في محلِّ نصبٍ، سدَّتْ مسدَّ المفعولِ بِهِ الثَّاني والثَّالثِ للفعلِ أدراكَ؛ لأنَّهُ بمعنى أعلمَ.

اقرأ أيضاً: إعراب سورة التكاثر

يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ

يَوْمَ: مفعولٌ فيهِ ظرفُ زمانٍ، منصوبٌ وعلامةِ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، متعلِّقٌ بفعلٍ محذوفٍ يُستدلُّ عليهِ مِنَ (القارعةِ) تقديرُهُ: تقرعُ القلوبَ بأهوالِهَا يومَ القيامةِ أوِ اذكرُوا، ولا يجوزُ أنْ يكونَ مُعلَّقاً بالقارعةِ الأوَّلِ؛ للفصلِ بينَهُمَا بالخبرِ، ولا بالثَّاني والثَّالثِ لعدمِ التئامِ الظَّرفِ معَهُمَا مِنْ حيثُ المعنى. ويومَ مضافٌ.

(تقرعُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ): جملةٌ فعليَّةٌ استئنافيَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.

-وقيلَ: العاملُ فيهِ لفظُ (القارعةِ)، ذكرَهُ ابنُ عطيَّةَ والعكبريُّ ومكِّيٌّ، وتعقَّبَ أبو حيَّانٍ ابنَ عطيَّةَ فقالَ:

(فإنْ كانَ يعني ابنُ عطيةَ عنى اللَّفظَ الأوَّلَ فلا يجوزُ للفصلِ بينَ العاملِ، وهوَ في صلةِ ال، والمعمولِ بأجنبيٍّ وهوَ الخبرُ، وإنْ جَعَلَ القارعةَ عَلَماً للقيامةِ فلا يَعملُ أيضاً، وإنْ عنى الثَّاني والثَّالثَ فلا يَلْتَئِمُ معنى الظَّرفيَّةِ معَهُ).

-وقيلَ: معمولٌ لمضمرٍ دلَّ عليهِ (القارعةُ)، أي: تقرعُهُمْ يومَ يكونُ، وهذا القولُ للزَّمخشريِّ. وقيلَ: ستأتيكُمُ القارعةُ يومَ تكونُ، كذا عنْ أبي السُّعودِ.

-وذهبَ الحوفيُّ إلى أنَّهُ معمولٌ لفعلٍ تقديرُهُ: تأتي يومَ تكونُ.

-وذهبَ مكِّيٌّ على أنَّهُ معمولٌ لفعلٍ مقدَّرٍ رافعٍ للقارعةِ في الآيةِ الأولى. كأنَّهُ قيلَ: تأتي القارعةُ يومَ يكونُ. وعلى هذا يكونُ ما بينَهُمَا اعتراضاً.

قالَ مكِّيٌّ: (وعلى هذا فيكونُ ما بينَهُمَا اعتراضاً وهو َبعيدٌ جدّاً منافرٌ لنَظْمِ الكلامِ).

-وذكرَ الشَّوكانيُّ أنَّهُ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، وإنَّمَا نُصِبَ لإضافتِهِ إلى الفعلِ فالفتحةُ فتحةُ بناءٍ لا فتحةُ إعرابٍ، أي: هيَ يومَ يكونُ. وبدأَ أبو السُّعودِ بهذا الوجهِ.

وبِهِ قالِ زكريَّا الأنصاريُّ: ظرفٌ لمحذوفٍ، أي: هيَ واقعةٌ يومَ.

وقرأَ زيدُ بنُ عليٍّ (يومُ) بالرَّفعِ خبراً لمبتدأٍ محذوفٍ، أي: وقتُهَا يومُ يكونُ.

-ووجهٌ سادسٌ أنَّهُ معمولٌ لفعلٍ محذوفٍ تقديرُهُ (اذكرْ)، وعلى هذا الوجهِ يكونُ مفعولاً بِهِ لا ظرفاً.

وعلى الأوجهِ السَّابقةِ يكونُ ملازماً للظَّرفيَّةِ.

ويُقرأُ بالرَّفعُ (يومُ): والتَّقديرُ مِنْ وجهينِ:

1 -هيَ يومُ. وهذا رأيُ الكوفيِّينَ؛ لإضافتِهِ إلى الفعلِ، وإنْ كانَ مضارعاً.

2 –أنَّهُ فاعلٌ لفعلٍ محذوفٍ، والتَّقديرُ: سيأتي يومُ يكونُ.

يَكُونُ: فعلٌ مضارعٌ ناقصٌ، مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

النَّاسُ: اسمُ يكونُ، مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

كَالْفَرَاشِ: الكافُ حرفُ جرٍّ وتشبيهٍ، الفراشِ: اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجرِّ الكافِ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقانِ بخبرِ يكونُ المحذوفِ، تقديرُهُ: مُشَبَّهِينَ بالفراشِ.

أو تكونُ الكافُ اسماً بمعنى (مثلُ) مبنيّاً على الفتحِ، في محلِّ نصبٍ، خبرُ (يكونُ)، ويكونُ الفراشُ مضافاً إليهِ مجروراً وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ.

الْمَبْثُوثِ: صفةٌ للفراشِ، مجرورةٌ مثلُهُ، وعلامةُ جرِّهَا الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهَا.

وفيهِ وجهٌ ثانٍ:

يكونُ: فعلٌ مضارعٌ تامٌّ مرفوعٌ، النَّاسُ: فاعلٌ مرفوعٌ.

كالفراشِ: جارٌّ ومجرورٌ، متعلِّقانِ بحالٍ محذوفةٍ مِنَ الفاعلِ (النَّاسُ)، والتَّقديرُ: يوجدونَ ويُحشرونَ حالَ كونِهِمْ مشبَّهينَ بالفَراشِ، أو شبهَ الفراشِ.

المبثوثِ: صفةٌ مجرورةٌ.

(يَكُونُ النَّاسُ): جملةٌ فعليَّةٌ، في محلِّ جرٍّ، مضافٌ إليهِ. على الوجهينِ.

وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ

وَتَكُونُ: الواوُ حرفُ عطفٍ، تكونُ: فعلٌ مضارعٌ ناقصٌ، مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

الْجِبَالُ: اسمُ تكونُ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

كَالْعِهْنِ: الكافُ حرفُ جرٍّ وتشبيهٍ، العهنِ: اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجرِّ الكافِ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقانِ بخبرِ تكونُ المحذوفِ، تقديرُهُ: صائرينَ.

(تَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ): جملةٌ فعليَّةٌ معطوفةٌ على جملةِ (يكونُ النَّاسُ كالفراشِ)، في محلِّ جرٍّ مثلُهَا.

الْمَنْفُوشِ: صفةٌ للعهنِ، مجرورةٌ مثلُهُ، وعلامةُ جرِّهَا الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهَا.

اقرأ أيضاً: إعراب سورة العصر

فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ

فَأَمَّا: الفاءُ استئنافيَّةٌ تدلُّ على التَّفريعِ، أمَّا: حرفُ شرطٍ وتفصيلٍ وتوكيدٍ.

أمَّا كونُهَا أداةَ شرطٍ؛ فلأنَّهَا قائمةٌ مقامَ أداةِ الشَّرطِ وفعلِهِ، بدليلِ لزومِ الفاءِ بعدَهَا، إذِ الأصلُ: مهمَا يكونُ مِنْ شيءٍ.

وأمَّا كونُهَا أداةَ تفصيلٍ؛ فلأنَّهَا في الغالبِ تكونُ مسبوقةً بكلامٍ مُجْمَلٍ، وهيَ تُفَصِّلُهُ. ويُعلمُ ذلِكَ مِنْ تَتَبُّعِ مواقعِهَا.

وأمَّا كونُهَا أداةَ توكيدٍ؛ فلأنَّهَا تُحقِّقُ الجوابَ، وتفيدُ أنَّهُ واقعٌ لا محالةَ؛ لكونِهَا علَّقَتْهُ على أمرٍ مُتَيَقَّنٍ.

مَنْ: اسمٌ موصولٌ بمعنى الَّذي، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، مبتدأٌ أوَّلُ.

أو هوَ: اسمُ شرطٍ جازمٍ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، مبتدأٌ، ذكرَهُ ابنُ خالويهِ والهمذانيُّ ومكِّيُّ.

ثَقُلَتْ: فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتحِ الظَّاهرِ على آخرِهِ، في محلِّ جزمٍ، فعلُ الشَّرطِ، وتاءُ التَّأنيثِ السَّاكنةُ حرفٌ لا محلَّ لَهُ مِنَ الإعرابِ.

مَوَازِينُهُ: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ، والهاءُ ضميرٌ متَّصلٌ، مبنيٌّ على الضَّمِّ، في محلِّ جرٍّ، مضافٌ إليهِ.

(مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ): جملةٌ اسميَّةٌ استئنافيَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.

 (ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ): جملةٌ فعليَّةٌ، صلةُ الموصولِ الاسميِّ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.

وذكرَ النَّحَّاسُ أنَّهَا خبرُ (مَنْ) وهذا الشَّيءُ غريبٌ.

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ

فَهُوَ: الفاءُ واقعةٌ في جوابِ الشَّرطِ أو رابطةٌ لجوابِ أمَّا، هوَ: ضميرُ رفعٍ منفصلٌ، مبنيٌّ على الفتحِ، في محلِّ رفعٍ، مبتدأٌ ثانٍ.

فِي: حرفُ جرٍّ.

عِيشَةٍ: اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجرِّ في، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقانِ بخبرِ المبتدأِ الثَّاني المحذوفِ تقديرُهُ كائنٌ أو موجودٌ.

رَاضِيَةٍ: صفةٌ لعيشةٍ، مجرورةٌ مثلُهَا، وعلامةُ جرِّهَا الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهَا.

(هُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ): جملةٌ اسميَّةٌ، في محلِّ رفعٍ، خبرُ المبتدأِ الأوَّلِ (مَنْ) على اعتبارِ (مَنْ) اسماً موصولاً.

ودخلَتِ الفاءُ في الخبرِ؛ لأنَّ الموصولَ يُشْبهُ الشَّرطَ في العُمومِ.

وإنِ اعتبرْتَ (مَنْ) اسمَ شرطٍ جازماً؛ فالجملةُ في محلِّ جزمٍ، جوابُ الشَّرطِ، والدُّسوقيُّ يقولُ لا محلَّ لَهَا.

(أَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ): جملةٌ اسميَّةٌ استئنافيَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.

اقرأ أيضاً: إعراب سورة الهمزة

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ

وَأَمَّا: الواوُ حرفُ عطفٍ، أمَّا: حرفُ تفصيلٍ وشرطٍ.

مَنْ: اسمٌ موصولٌ بمعنى الَّذي، مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ رفعٍ، مبتدأٌ أوَّلُ.

خَفَّتْ: فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتحِ الظَّاهرِ على آخرِهِ، والتَّاءُ تاءُ التَّأنيثِ السَّاكنةُ، حرفٌ لا محلَّ لَهُ مِنَ الإعرابِ.

مَوَازِينُهُ: فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ، والهاءُ ضميرٌ متَّصلٌ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ جرٍّ، مضافٌ إليهِ.

(مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ): جملةٌ اسميَّةٌ، لا محلَّ لَهَا معطوفةٌ على جملةِ (مَنْ ثَقُلَتْ).

(خَفَّتْ مَوَازِينُهُ): جملةٌ فعليَّةٌ، صلةُ الموصولُ الاسميِّ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.

فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ

فَأُمُّهُ: الفاءُ واقعةٌ في جوابِ الشَّرطِ أو رابطةٌ لجوابِ أمَّا، أمُّهُ: مبتدأٌ ثانٍ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ، والهاءٌ ضميرٌ متَّصلٌ، مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ جرٍّ، مضافٌ إليهِ.

هَاوِيَةٌ: خبرُ المبتدأِ الثَّاني، مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

(فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ): جملةٌ اسميَّةٌ، في محلِّ رفعٍ، خبرُ المبتدأِ الأوَّلِ (مَنْ).

(أمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ): جملةٌ اسميَّةٌ، معطوفةٌ على الجملةِ الاستئنافيَّةِ السَّابقةِ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.

ومعنى (أُمُّهُ هَاوِيةٌ): مَسْكَنُهُ جهنَّمُ، وسمَّاهَا أُمَّهُ؛ لأنَّهُ يأوي إليهَا كمَا يأوي الطِّفلُ إلى أمِّهِ.

وسُمِّيَتْ هاويةً؛ لأنَّهُ يهوي فيهَا معَ بُعْدِ قعرِهَا.

وعنَ قتادةَ: (فأمُّهُ هاويةٌ): فأمُّ رأسهِ هاويةٌ في قعرِ جهنَّمَ؛ لأنَّهُ يُطرَحُ فيهَا منكوساً.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ

وَمَا: الواوُ استئنافيَّةٌ، ما: اسمُ استفهامٍ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، مبتدأٌ.

أَدْرَاكَ: فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتحِ المقدَّرِ على الألفِ للتَّعذُّرِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ هوَ، يعودُ على (ما)، والكافُ ضميرٌ متَّصلٌ، مبنيٌّ على الفتحِ، في محلِّ نصبٍ، مفعولٌ بِهِ أوَّلُ.

 (مَا أَدْرَاكَ): جملةٌ اسميَّةٌ استئنافيَّةٌ، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ. أو هيَ اعتراضيَّةٌ إنِ اعتبرْتَ الواوَ قبلَهَا اعتراضيَّةً.

(أَدْرَاكَ): جملةٌ فعليَّةٌ، في محلِّ رفعٍ، خبرُ المبتدأِ ما.

مَا: اسمُ استفهامٍ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ رفعٍ، مبتدأٌ.

هِيَهْ: هيَ: ضميرٌ منفصلٌ، مبنيٌّ على الفتحِ، في محلِّ رفعٍ خبرٌ، والهاءُ هيَ هاءُ السَّكتِ.

قالَ النَّحَّاسُ: جِيءَ بالهاءِ؛ لأنَّ مِنَ العربِ مَنْ يقولُ: هيَ بإسكانِ الياءِ فتَثبتُ الهاءُ على لغةِ مَنْ حرَّكَهَا ليُفرِّقَ بينَهَا وبينَ لغةِ مَنْ أسكنَ، فإنْ وُصِلَتْ لمْ يَجُزْ إثباتُ الهاءِ؛ لأنَّ الحركةَ قدْ ثبتَتْ.

(مَا هِيَهْ): جملةٌ اسميَّةٌ، في محلِّ نصبٍ، مفعولٌ بِهِ ثانٍ للفعلِ أدرى.

نَارٌ حَامِيَةٌ

نَارٌ: خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ تقديرُهُ: هيَ نارٌ، مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.

حَامِيَةٌ: صفةٌ مرفوعةٌ، وعلامةُ رفعِهَا الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهَا.

(هيَ نَارٌ حَامِيَةٌ): جملةٌ اسميَّةٌ تفسيريَّةٌ للضَّميرِ (هيَ) لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.

أو هي استئنافية بيانية لا محل لها من الإعراب.

وقالَ أبو السُّعودِ: (فإنَّهُ تقريرٌ لَهَا بعدَ إبهامِهَا، والإشعارُ بخروجِهَا عنِ الحدودِ المعهودةِ للتَّفخيمِ والتَّهويلِ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى