الأدب العربي

الفخر عند زهير بن أبي سلمى: دراسة في سمات الاعتدال بين الفخر الشخصي والقبلي

في صحراء الشعر الجاهلي الشاسعة، حيث ترتفع أصوات الشعراء فخراً بقبائلهم وسيوفهم ومآثرهم، يبرز صوتٌ فريد ينساب بهدوء الحكمة ورصانة العقل. إنه صوت زهير بن أبي سلمى، الذي لم يكن فخره صدى لقعقعة السيوف أو تباهياً بملذات عابرة، بل كان تجسيداً لفلسفة أخلاقية متكاملة. بينما كان الفخر لدى معاصريه غالباً ما يتخذ شكل الغرور القبلي والاستعلاء الشخصي، فإن الفخر عند زهير بن أبي سلمى يقدم نموذجاً مغايراً تماماً، حيث يتحول الاعتداد بالنفس والقبيلة إلى احتفاء بالقيم الإنسانية النبيلة. تستكشف هذه المقالة الأبعاد العميقة والسمات المميزة لـالفخر عند زهير بن أبي سلمى، محللةً كيف استطاع شاعر الحوليات أن يصوغ من هذا الغرض الشعري أداة للتعبير عن إنسان كامل، يعتز بعقله وشرفه وأمانته قبل أن يعتز بقوته.

العلاقة بين الهجاء والفخر

يُلاحظ وجود علاقة نسبية وثيقة بين غرضي الهجاء والفخر في الشعر العربي، إذ إن أحدهما قد يقود إلى الآخر؛ فالشاعر الذي يهجو خصمه كثيراً ما يفضي به هذا الهجاء إلى الفخر بنفسه أو بقومه. ويُعدُّ ما عُرف بنقائض جرير والأخطل والفرزدق المثال الأوضح على هذه الصلة العضوية بين الغرضين. ونظراً لأن زهير بن أبي سلمى كان من العازفين عن غرض الهجاء، فقد كان بالتبعية عن الفخر أشد عزوفاً وإعراضاً. ويمكن تقديم تفسير أكاديمي لضمور هذا الجانب المتعلق بـالفخر عند زهير بن أبي سلمى، وذلك بإرجاعه إلى علتين أساسيتين:

السمات الشخصية وأثرها على الفخر

تُعزى العلة الأولى إلى طبيعة شخصيته المتزنة البعيدة عن الغطرسة والزهو بالقوة، والاعتداد بالشدة. فقد تميزت نفس زهير بملكات متوازنة وسمات عقلانية، يتمثل جوهرها في الاحتكام إلى العقل، والقبول بمبادئ العدل، بدلاً من الاعتداد بالمآثر بهدف الاستطالة والتفاخر بها على الناس. وهذا الجانب الأخلاقي يفسر الطبيعة الفريدة التي يتسم بها الفخر عند زهير بن أبي سلمى.

أثر النشأة والانتماء القبلي

أما العلة الثانية، فتتمثل في أن زهيرًا لم يكن شديد الارتباط بقبيلته الأصلية، مزينة، وذلك لأنه نشأ في كنف قبيلة أخواله، غطفان. وقد أسهمت هذه النشأة في بيئة غير قبيلته الأم في إضعاف روح العصبية القبلية لديه، مما أثر بشكل مباشر على تجليات الفخر عند زهير بن أبي سلمى. لقد وجد في نبالة أخلاقه الشخصية بديلاً عن الافتخار بمجد القبيلة الذي شاع لدى غيره من الشعراء. غير أنه، وعلى الرغم من تفرده، لم يستطع الانعتاق كليًا من تأثير عصره؛ ولهذا السبب، لم يخلُ ديوانه من تجليات الفخر عند زهير بن أبي سلمى بنوعيه المعهودين: الفخر الشخصي والفخر القبلي، وإن كان ذلك بأسلوبه الخاص الذي يميز الفخر عند زهير بن أبي سلمى.

تجليات الفخر الشخصي

عند تحليل الفخر عند زهير بن أبي سلمى في بُعده الشخصي، لا يمكن إيجاد الإدلال بالفتوة كما يظهر في شجاعة عنترة، ولا العزة بالإثم كاعتزاز طرفة بن العبد بإتلاف ماله على الخمر، ولا التباهي بإغواء النساء كما في تفاخر امرئ القيس بما فعله في دارة جلجل. بدلاً من ذلك، يتجلى الفخر عند زهير بن أبي سلمى في الفصاحة واللسن، حيث يفتخر بأن لسانه كسيف حاد قاطع (هندواني)، شحذه صانعه (الصيقل) وجلاه حتى أبرز ما فيه من حصير ورونق، أي ماء السيف الذي يبدو كآثار النمل. ويستخدم كلمة “الرجم” هنا للإشارة إلى الهجاء الذي يشبه الرمي:

ترجم كوقع الهندواني أَخْلَصَ الصَّ *** ياقل مِنْهُ عَن حَصِيرٍ وَرَونَقِ

كما يظهر الفخر عند زهير بن أبي سلمى في التنويه بجرأته على اقتحام الخلوات واجتياز الصحاري الواسعة (المهامه) وحيداً، وذلك لخبرته العميقة بالمسالك وتمرسه الطويل بالأسفار. إنه يجتاز الأرض التي تكامل نبتها وكثر وطال حتى صارت كعرين الأسد (مستأسد)، والتي يقطر الندى على نباتها (يندى)، وهاجت حشراتها التي يشبه طنينها صوت شارب الخمر (أخو الخمر) حين تهيج أحزانه، وذلك على ظهر حصان كميت اللون سُقي اللبن فاشتدت قوته (مرته) واستحكمت بنيته. وهو حصان لين المعاطف (ملبون) كأن جلده الأحمر الذي انكشف (نضت) بعد أن مسّه الطل قد غطاه:

اقرأ أيضاً:  الرثاء في الشعر الجاهلي: تعريفه ودوافعه ومعانيه وأنواعه وخصائصه

ومستأسد يندى كان ذُبَابَهُ *** أخو الخَمْرِ هَاجَتْ حُزْنَهُ، فتذكر
قطعتُ بِمَلْبُونٍ كان جلالَهُ *** نَضَتْ عَنْ أَدِيمِ مَسَّهُ الطَّلُ احْمَرَا

إن جوهر الفخر عند زهير بن أبي سلمى يكمن في أنه لم يغفل فضائله الحقيقية، إذ اعتز بالحفاظ على الشرف، وحماية العرض، وإكرام الصديق، والصبر على المكروه، وأداء الأمانة، واحتمال مصائب الدهر (نوائبه):

وقد جَرَّبْتُماني في أمورٍ *** يُعاشُ بِمِثْلِها لَوْ تَعْقِلانِ
محافظتي على الجلى، وعرضي *** وبذلي المال للخل المداني
وصبري حين جد الأمر نفسي *** إذا ما أُرْعِدَتْ رِئَةُ الجبان
وحفظي للأمانَةِ وَاصْطبارة *** على ماكان من حدث الزمان

ونحن نرى أن هذا النمط من الفخر عند زهير بن أبي سلمى هو الأرفع من سواه، والأكثر التصاقاً بطبيعته، والأصدق في التعبير عن مسلكه وفلسفته في الحياة. إنه يعبر بصدق عن فلسفته، حيث إن الفخر عند زهير بن أبي سلمى هنا يرتكز على أكرم الشمائل وأنبل الخصال التي تسهم في صناعة الإنسان الكامل، وهذا هو مبتغى الفخر عند زهير بن أبي سلمى.

تجليات الفخر القبلي

وفي مجال الفخر القبلي، لا نجد في الفخر عند زهير بن أبي سلمى الغلو الذي نراه عند عمرو بن كلثوم، كما أنه لا يلجأ إلى سرد أيام قومه من مزينة وغطفان وانتصاراتهم كما كان يفعل أكثر شعراء العصر الجاهلي. بل يكتفي في سياق الفخر عند زهير بن أبي سلمى بصبغته القبلية، وهو يوجه تهديده إلى بني تميم، بذكر المواضع الخصبة والديار المنيعة التي ينزلها بنو غطفان. ويفخر بامتلاكهم للجياد العراب الطويلة (طوالة) والضامرة البطون (أقب)، التي اسودت جوانبها في مواضع الركل (مراكلها) فأصبحت داكنة اللون (جون) من شدة تمرسها في القتال:

ألا أبلغ لديك بني تميم *** وقد يأتيك بالنصح الظنون
بأن بيوتنا بِمَحَل حَجْرٍ *** بِكُل قرارةٍ منها نكون
بأودية أسافلهن روض *** وأعلاها إذا جئنا حُصُونُ
وكل طوالة وأقب نهد *** مراكلها من التعداءِ جُون

الاعتدال والصدق في فخر زهير

وهكذا، يمكن الاستنتاج بأن الفخر عند زهير بن أبي سلمى، بنوعيه الشخصي والقبلي، قد تجرد من الكذب والغرور. إذ لم ينسب الشاعر لنفسه ما ليس فيه، ولم ينسب إلى قبيلته غطفان ما لم تُعرف به، وهذا من أهم سمات الفخر عند زهير بن أبي سلمى. لقد التزم بالاعتدال والإنصاف، فكان اعتداله في فخره من جنس اعتداله في مدحه، مما يجعل الفخر عند زهير بن أبي سلمى حالة فريدة من النضج الأخلاقي. وقد فتح هذا الإنصاف والصدق قلوب المتلقين لكل من مدحه وفخره، حيث يتجلى الفخر عند زهير بن أبي سلمى كنموذج للاعتدال. وإنه لمن النادر أن نجد شاعرًا يبلغ هذا المستوى من الصدق والأمانة في هذين الغرضين الشعريين، وهو ما يميز الفخر عند زهير بن أبي سلمى عن غيره.

خاتمة

في ختام هذه القراءة التحليلية، يتضح جلياً أن الفخر عند زهير بن أبي سلمى ليس مجرد غرض شعري عابر، بل هو مرآة تعكس شخصيته الفذة وفلسفته الحكيمة في الحياة. لقد نجح زهير في تجريد الفخر من شوائب الكبر والادعاء الكاذب، وألبسه ثوب الصدق والاعتدال والإنصاف. فبدلاً من أن يكون صرخة محارب في ساحة الوغى، كان الفخر عند زهير بن أبي سلمى همس حكيم في مجلس قومه، يذكرهم بأن القيمة الحقيقية لا تكمن في البطش والغلبة، بل في صون العرض، وحفظ الأمانة، والتحلي بالصبر. وبذلك، لم يقدم زهير شعراً فحسب، بل أسس مدرسة أخلاقية متكاملة، جاعلاً من الفخر عند زهير بن أبي سلمى منارة خالدة تهتدي بها الأجيال نحو فهم أعمق لمعنى الشرف الإنساني.

اقرأ أيضاً:  الشعر الجاهلي: دراسة شاملة في تعريفه وأغراضه وخصائصه وأهميته

السؤالات الشائعة

١ – لماذا يُعتبر الفخر عند زهير بن أبي سلمى أقل بروزاً مقارنة بشعراء عصره؟

الإجابة: يعود ضمور غرض الفخر في شعر زهير إلى سببين رئيسيين مترابطين. أولاً، طبيعته الشخصية التي كانت تميل إلى الاتزان العقلي والحكمة، وتنفر من الغطرسة والتباهي بالقوة، مما جعله يؤثر الاحتكام إلى العدل على الاستطالة بالمآثر. ثانياً، نشأته في قبيلة أخواله (غطفان) بعيداً عن قبيلته الأم (مزينة)، مما أضعف لديه روح العصبية القبلية الشديدة التي كانت المحرك الأساسي للفخر القبلي عند معظم الشعراء الجاهليين. لذلك، فإن الفخر عند زهير بن أبي سلمى لم يكن غاية في حد ذاته، بل وسيلة للتعبير عن منظومته الأخلاقية المتكاملة.

٢ – ما هي أبرز القيم الأخلاقية التي يرتكز عليها الفخر الشخصي عند زهير؟

الإجابة: يرتكز الفخر عند زهير بن أبي سلمى في جانبه الشخصي على مجموعة من الفضائل الإنسانية الرفيعة بدلاً من المفاخرة المادية أو الجسدية. فهو يفخر بفصاحته وقدرته البيانية، وبشجاعته في اقتحام المصاعب، ولكنه يضع في قمة افتخاره قيماً مثل: الحفاظ على الشرف وصون العرض، الكرم وبذل المال للأصدقاء، الصبر وثبات النفس عند الشدائد، الأمانة، والقدرة على تحمل نوائب الدهر. هذه القيم تجعل من فخره تعبيراً عن “الإنسان الكامل” بمفهومه الأخلاقي، وهو ما يميز الفخر عند زهير بن أبي سلمى عن غيره.

٣ – كيف يختلف الفخر القبلي عند زهير عن فخر شعراء مثل عمرو بن كلثوم؟

الإجابة: يختلف الفخر القبلي عند زهير اختلافاً جوهرياً عن النماذج المتطرفة كفخر عمرو بن كلثوم. فبينما يعتمد فخر ابن كلثوم على الغلو والمبالغة في سرد أمجاد القبيلة وانتصاراتها وهيمنتها المطلقة، يتسم الفخر عند زهير بن أبي سلمى بالاعتدال والواقعية. فهو لا يسرد أيام قومه، بل يكتفي بالإشارة إلى قوة قبيلته ومنعتها من خلال وصف ديارها الحصينة، ومراعيها الخصبة، وجيادها الأصيلة المدربة على القتال. إنه فخر هادئ وواثق، يهدف إلى إظهار المنعة والقوة دون الحاجة إلى الصراخ أو الادعاءات المفرطة.

٤ – ما العلاقة بين عزوف زهير عن الهجاء وعزوفه عن الفخر؟

الإجابة: توجد علاقة سببية مباشرة بين الأمرين. ففي الشعر الجاهلي، غالباً ما يكون الهجاء هو الوجه الآخر للفخر؛ فالشاعر يهجو خصمه ليُعلي من شأن نفسه وقومه. وبما أن زهيراً كان بطبعه مسالماً ينفر من إثارة العداوات ويهجر الهجاء، فقد انتفت لديه إحدى أهم الدوافع التقليدية للفخر. عزوفه عن الهجاء حرمه من السياق التنافسي الذي يولد الفخر المبالغ فيه، مما جعل الفخر عند زهير بن أبي سلمى يتخذ مساراً داخلياً أكثر ارتباطاً بالقيم الشخصية بدلاً من المقارنة بالآخرين.

٥ – هل يمكن اعتبار فخر زهير انعكاساً للقب “شاعر الحكمة والسلام”؟

الإجابة: نعم، بكل تأكيد. إن طبيعة الفخر عند زهير بن أبي سلمى هي خير دليل على استحقاقه لهذه الألقاب. ففخره لا يدعو إلى الحرب أو العصبية العمياء، بل يحتفي بالصبر والأمانة وحفظ العرض، وهي قيم تدعم استقرار المجتمع وتؤسس للسلام. كما أن اعتداله وإنصافه في الفخر، وعدم ادعائه ما ليس فيه، هو بحد ذاته ممارسة للحكمة. لقد حوّل زهير الفخر من أداة لإشعال الصراع إلى وسيلة لترسيخ نموذج أخلاقي رفيع، مما يؤكد أن شعره كله، بما فيه الفخر، يصدر عن رؤية حكيمة ومسالمة.

اقرأ أيضاً:  غزل المحاسن والمفاتن في الشعر الجاهلي: دراسة تحليلية للذوق الجمالي العربي

٦ – كيف تظهر ملامح البيئة الصحراوية في فخر زهير؟

الإجابة: تظهر ملامح البيئة بوضوح في الصور الشعرية التي يستخدمها زهير في فخره. فعندما يفخر بجرأته، يصف الصحاري الواسعة (المهامه) التي يجتازها وحيداً. وعندما يفخر بقبيلته، يصف الأودية الخصبة، والحصون المنيعة، والديار التي تضمن لهم القوة والبقاء. كما أن افتخاره بالجياد الأصيلة (الطوالة، الأقب) المدربة التي اسودّت جلودها من الركض، هو انعكاس مباشر لأهمية الخيل في حياة العربي، سواء في السلم أو الحرب. الفخر عند زهير بن أبي سلمى إذن، متجذر بعمق في تفاصيل بيئته الجغرافية والاجتماعية.

٧ – ما الذي يعنيه زهير بقوله “ترجم كوقع الهندواني” في سياق الفخر؟

الإجابة: في هذا البيت، يفخر زهير بقوة لسانه وقدرته الشعرية، لا سيما في الهجاء الذي يشبهه بـ”الرجم”. ويقارن تأثير كلماته بوقع السيف الهندي المصقول (الهندواني) الذي أبرز صانعه (الصيقل) جوهره الحاد ورونقه اللامع. هذه الصورة تعني أن شعره، عند الحاجة، يكون حاداً وقاطعاً ومؤثراً كالسيف تماماً. وهذا النوع من الفخر بالقدرة الفنية والبيانية هو من السمات المميزة لـالفخر عند زهير بن أبي سلمى، حيث يحل اللسان محل السنان كمصدر للقوة.

٨ – هل كان زهير صادقاً في فخره أم أنه كان يتبع تقاليد الشعر في عصره؟

الإجابة: تشير كل الدلائل إلى أن زهيراً كان صادقاً إلى أبعد الحدود. فالفخر عنده لم يكن مجرد تقليد شعري، بل كان تعبيراً حقيقياً عن قناعاته. والدليل على ذلك هو خلو فخره من الكذب والغرور، فلم يدّعِ لنفسه أو لقبيلته ما ليس فيهم. إن تطابق القيم التي يفتخر بها (الأمانة، الصبر، حفظ العرض) مع سيرته المعروفة كشاعر حكيم ومصلح اجتماعي، يؤكد أن الفخر عند زهير بن أبي سلمى كان نابعاً من تجربة حياتية حقيقية وفلسفة راسخة.

٩ – ما الدور الذي لعبه اعتدال زهير في تقبل الناس لمدحه وفخره؟

الإجابة: لعب الاعتدال دوراً محورياً في جعل مدحه وفخره مقبولين ومؤثرين. فالنفس البشرية بطبيعتها تنفر من الغرور والمبالغة، وترتاح إلى الصدق والإنصاف. ولأن الفخر عند زهير بن أبي سلمى كان يتسم بالاعتدال، فقد فتح له القلوب وجعله موضع ثقة واحترام. لم يشعر السامع أنه أمام شاعر يتباهى بما ليس فيه، بل أمام رجل حكيم يعرض قيمه ومبادئه بصدق ورصانة، مما أضفى على شعره مصداقية وقوة تأثير نادراً ما نجدها في هذا الغرض الشعري.

١٠ – كيف يمكن تلخيص السمة الجوهرية التي تميز الفخر عند زهير بن أبي سلمى؟

الإجابة: السمة الجوهرية هي “أنسنة الفخر”؛ أي تحويله من مجرد استعراض للقوة المادية والقبلية إلى احتفاء بالقيم الأخلاقية والإنسانية الكاملة. لقد نزع زهير عن الفخر ثوب العصبية والغطرسة، وألبسه ثوب الحكمة والفضيلة. فجوهر الفخر عند زهير بن أبي سلمى ليس في “ماذا أملك من قوة؟” بل في “من أنا كإنسان؟”، وهو ما يجعله نموذجاً فريداً وخالداً في تاريخ الشعر العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى