الضمير المستتر وجوباً وجوازاً
تعريف الضمائر
سميت هذه الكلمات ضمائر؛ لأن المتكلم يضمر الاسم الذي سبق ذكره، أو لأنه يضمر اسم المخاطب، أو يضمر اسمه في حال التكلم، ويجعل هذه الكلمات كناية عما أضمره.
مثل: يسحب الطاووس ذيله مزهواً.
فالهاء في (ذيله) ضمير الطاووس، وقد أغنت عن إعادة اسمه، وبهذا يؤمن الضمير عنصر الاقتصاد اللغوي للمتكلم، فيخفف من جهده العضلي من دون أن يسيء إلى المعنى.
الضمير المستـتر
هو ضمير لا يظهر في اللفظ بل يقدر في الذهن.
أو هو الضمير الذي لا يذكر في الكلام، ويقدر تقديراً.
أو هو ما ليس له صورة في اللفظ، ويختص بضمير الرفع، وينقسم قسمين: المستتر وجوباً والمستتر جوازاً.
الأول: الضمير المستتر وجوباً
وهو ما لا يخلفه اسم ظاهر ولا ضمير منفصل، وله مواضع منها:
١ –فعل الأمر للمفرد المذكر، نحو: قُمْ، فالفاعل في (قم) ضمير مستتر وجوباً تقدير أنت.
٢ –اسم فعل الأمر، نحو: صه (أنت).
٣ –المضارع المبدوء بالتاء للمخاطب المفرد، نحو: أنت تفهم، فالفاعل في (تفهم) ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، ونحو: تَحْفَظُ القصيدةَ.
٤ –المضارع المبدوء بهمزة المتكلم.
أو ما يدل على المتكلم، نحو (أحفظ القصيدة)، فالفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا.
٥ –المضارع المبدوء بالنون، نحو: نسافر، فالفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن، ومثاله قوله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً}.
-يستتر الضمير وجوباً إذا كان يعبر عن متكلم أو مخاطب.
-فيستتر من الضمائر ثلاثة فقط، هي: أنتَ، أنا، نحن.
أما الأول فيستتر في الفعل المضارع وفي فعل الأمر فقط، تقول: أنتَ تربحُ المسابقة.
مثال آخر: قُلْ وأَفْهِمْ وأَفْصِحْ عمَّا في نَفْسِكَ.
أما (أنا) و(نحن) فيستتران وجوباً في الفعل المضارع فقط، مثل: أذهبُ إلى المسبح كل يوم، وننام مبكرين.
ويوجد موضع خاص يستتر فيه الضمير (هو) وجوباً، وهو فعل التعجب حين يكون على صيغة (أفعلَ)، مثل: ما أصعبَ العملَ لتحقيق الرغائب.
تقول في إعراب هذا الفعل: أصعب: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) يعود إلى (ما) التعجبية.
وإذا جُعِلَتْ: خلا، عدا، حاشا، أفعالاً جامدة، استتر فيها (هو) وجوباً كذلك.
مثال: جاء القوم عدا زيداً، أو خلا زيداً، أو حاشا زيداً.
عدا، خلا، حاشا: فعل ماض جامد، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) على غير المألوف، يعود إلى مصدر منتزع من الفعل المتقدم (جاء)، والتقدير: عدا مَجِيئُهُمْ زيداً.
-ويستتر في أسماء الأفعال، فعل التعجب وفعل التفضيل، أفعال الاستثناء، في أسلوب لا سيما، وفي المصدر النائب عن فعل الأمر، نحو صبراً على الشدائد، أي أنت.
الثاني: الضمير المستتر جوازاً
وهو ما يخلفه اسم ظاهر أو ضمير منفصل، نحو: زيد يقومُ، أي هو، الضمير جائز الاستتار؛ لأنه يحل محله اسم ظاهر، فنقول: زيد يقومُ أبوه.
١ -الفعل المضارع للغائب المفرد والغائبة المفردة إذا لم يرفع اسماً ظاهراً، نحو (زيد يقوم) هو، و(هند تقوم) هي.
٢ –الفعل الماضي إذا لم يرفع ضميراً بارزاً أو اسماً ظاهراً، نحو: خالدٌ قامَ، أي (هو).
-يستتر الضمير جوازاً إذا كان يعبر عن غائب، نحو: هو يذهبُ.
-يستتر الضمير جوازاً إذا كان (هو) أو (هي)، وعُرِفَ مرجعُه، مثل: الشتاء ولى.
ففي الفعل (ولى) ضمير مستتر جوازاً تقديره (هو) يرجع إلى الشتاء.
ويستتر هذان الضميران في الأفعال الماضية والمضارعة، مثل: أخوك لا ينامُ ولا يدعنا ننام، ونحو: هو لا قرأ ولا كتب.
وهو ضمير الغائب، نحو: قرأَ الدرسَ، فالفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
ومثاله قوله تعالى: {إن الله يحب المتقين}.
ونحو: قرأتِ الدرسَ، فالفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي.
-يستتر الضمير جوازاً في الأفعال المسندة إلى ضمائر الغيبة، المشتقات، اسم الفعل الماضي، فاعل نعم إذا وبئس إذا كان مفسراً تمييزاً يكون ضميراً مستتراً جوازاً، نحو: نعم خلقاً الصدق، وبئس خلقاً الكذب.