إعراب سورة الناس
في هذه المقالة الإعرابية سوف نعرب لكم سورة الناس إعراباً مفصلاً ونذكر آراء العلماء في إعراب بعض كلماتها إن لزم الأمر.
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
قلْ: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على السُّكونِ الظَّاهرِ على آخرِهِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ أنتَ.
أعوذُ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ أنا.
بربِّ: الباءُ حرفُ جرٍّ، ربِّ: اسمٌ مجرورٌ للتَّعظيمِ بحرفِ الجرِّ الباءِ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقانِ بالفعلِ أعوذُ.
النَّاسِ: مضافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
(قُلْ): جملةٌ فعليَّةٌ ابتدائيَّةٌ، لا محلَّ لهَا مِنَ الإعرابِ.
(أعوذُ): جملةٌ فعليَّةٌ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ بِهِ مقولُ القولِ.
اقرأ أيضاً: إعراب سورة الفلق
مَلِكِ النَّاسِ
ملكِ: صفةٌ أو بدلٌ مِنْ ربِّ أو عطفُ بيانٍ عليهِ؛ أي إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ بَـيَّنَ ربَّ النَّاسِ بملكِ النَّاسِ، وقالَ الزَّمخشريُّ: هُمَا عطفا بيانٍ؛ أي ملكِ وإلهِ، كقولِكَ: سيرةُ أبي حفصٍ عمرِ الفاروقِ، مجرورٌ مثلُهُ وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ.
النَّاسِ: مضافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
إِلَهِ النَّاسِ
إلهِ: صفةٌ أو بدلٌ مِنْ ربِّ أو عطفُ بيانٍ عليهِ؛ أي عطفُ بيانٍ لربِّ النَّاسِ؛ أي زِيْدَّ بياناً بإلهِ النَّاسِ، مجرورٌ مثلُهُ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ.
النَّاسِ: مضافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
اقرأ أيضاً: إعراب سورة الإخلاص
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ
من: حرفُ جرٍّ.
شرِ: اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجرِّ مِنْ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقانِ بالفعلِ أعوذُ.
الوسواسِ: مضافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
قالَ العكبريُّ: والتَّقديرُ: مِنْ شرِّ ذي الوسواسِ.
الخنَّاسِ: صفةٌ للوسواسِ، مجرورةٌ مثلُهُ، وعلامةُ جرِّهَا الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهَا.
اقرأ أيضاً: إعراب سورة المسد
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ
الَّذيْ: اسمٌ موصولٌ، مبنيٌّ على السُّكونِ، في محلِّ جرٍّ، صفةٌ ثانيةٌ للوسواسِ.
-أو هوَ بدلٌ مِنَ الوسواسِ، أو عطفُ بيانٍ.
-ويجوزُ أنْ يكونَ خبراً لمبتدأٍ محذوفٍ تقديرُهُ: هوَ الَّذي، قالَهُ النَّحَّاسُ. وهوَ رفع على الشَّتمِ عندَ أبي حيَّانٍ.
-ويجوزُ أنْ يكونَ منصوباً على الذَّمِّ، أي مفعولاً بِهِ لفعلٍ محذوفٍ تقديرُهُ: أعني أو أذمُّ الَّذي يوسوسُ.
-وذكرَ أبو حيَّانٍ جوازَ النَّصبِ على الشَّتمِ.
يوسوسُ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ هوَ.
(يوسوسُ): جملةٌ فعليَّةٌ، صلةُ الموصولِ الاسميِّ، لا محلَّ لهَا مِنَ الإعرابِ.
في: حرفُ جرٍّ.
صدورِ: اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجرِّ في، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وهوَ مضافٌ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقانِ بالفعلِ يوسوسُ.
النَّاسِ: مضافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
قالَ الفرَّاءُ: فالنَّاسُ هاهنَا قدْ وَقَعَتْ على الجنَّةِ وعلى النَّاسِ، كقولِكَ: يوسوسُ في صدورِ النَّاسِ جنَّتِهِمْ وناسِهِمْ، وقدْ قالَ بعضُ العربِ وهوَ يُحَدِّثُ: جاءَ قومٌ مِنَ الجنِّ فوقَفُوا، فقيلَ: مَنْ أنتمْ؟ فقالُوا: أُناسٌ مِنَ الجنِّ، وقدْ قالَ اللَّهُ جلِّ وعزَّ: {أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} فجعلَ النَّفرَ مِنَ الجنِّ كمَا جعلَهُمْ مِنَ النَّاسِ، فقالَ جلَّ وعزَّ: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} فسمَّى الرِّجالَ مِنَ الجنِّ والإنسِ.
اقرأ أيضاً: إعراب سورة النصر
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
منَ: حرفُ جرٍّ، مبنيٌّ على السُّكونِ، وحُرِّكَ بالفتحِ منعاً مِنِ التقاءِ السَّاكنينِ.
الجنَّةِ: اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجرِّ مِنْ، وعلامةُ جرَّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ، وفي تعليقِ الجارِّ والمجرورِ الأوجهُ الآتيةُ:
١ -متعلِّقانِ بالفعلِ يوسوسُ: فعلى هذا (مِنْ) ابتدائيَّةٌ؛ أي لابتداءِ الغايةِ مِنْ قولِهِ (يوسوسُ)، أي: يوسوسُ في صدورِهِمْ مِنْ جهةِ الجنِّ، ومِنْ جهةِ النَّاسِ، قالَهُ الزَّمخشريُّ.
أو أنْ تكونَ (مِنْ) حرفَ جرِّ بيانيّاً، وجَعَلَ (مِنَ) تَبْيِيناً، أي جازَ تبيينُ النَّاسِ بالجنِّ، فأطلقَ على الجنِّ اسمَ النَّاسِ؛ لأنَّهُمْ يتحرَّكُونَ في أمورِهِمْ ومراداتِهِمْ كالنَّاسِ.
٢ -قالَ العكبريُّ: قولُهُ تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ}: هوَ بدلٌ مِنْ «شرِّ» بإعادةِ العاملِ؛ أي مِنْ شرِّ الجِنَّةِ، قالَ أبو البركاتِ الأنباريُّ: والتَّقديرُ: أعوذُ بربِّ النَّاسِ مِنْ شرِّ الجنَّةِ والنَّاسِ.
٣ -وقيلَ: هوَ بدلٌ مِنْ ذي الوسواسِ؛ لأنَّ الموسوسَ مِنَ الجنِّ، أي هوَ على تقديرِ حذفِ مضافٍ.
٤ -وقيلَ: هوَ بدلٌ مِنَ النَّاسِ؛ أي في صدورِ الجِنَّةِ.
٥ -وقيلَ هوَ بيانٌ (للنَّاسِ) الأوَّلِ في قولِهِ (بربِّ النَّاسِ) فيكونُ قولُهُ: و(النَّاسِ) عطفاً على (الجِنَّةِ)، والتَّقديرُ: بربِّ النَّاسِ جنِّيهِمْ وإنسيِّهِمْ.
٦ -ويصحُّ أنْ تكونَ (مِنْ) حرفَ جرِّ للتَّبعيضِ، وعليهِ يكونُ الجارُّ والمجرورُ متعلِّقانِ بحالٍ أي:
هوَ حالٌ مِنَ الضَّميرِ في يوسوسُ؛ أي يوسوسُ وهوَ مِنَ الجنِّ، أو في صدورِ النَّاسِ كائنينَ مِنَ الجِنَّة والنَّاسِ، أو كائناً مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ، فيكونُ بياناً لــ (الَّذي يوسوسُ).
والجنُّ والجِنَّةُ بمعنىً واحدٍ. وقيلَ: (مِنَ الجِنَّةِ): حالٌ مِنَ النَّاسِ؛ أي كائنينَ مِنَ القبيلينِ، قالَ أبو البركاتِ الأنباريُّ: التَّقديرُ مِنْ شرِّ الوسواسِ الكائنِ مِنَ الجنَّةِ والنَّاسِ، الَّذي يوسوسُ في صدورِ النَّاسِ.
فهوَ على ذلِكَ بيانٌ (للنَّاسِ) الآخرِ في قولِهِ: (في صدورِ النَّاسِ).
والنَّاسِ: الواوُ حرفُ عطفٍ، النَّاسِ: اسمٌ معطوفٌ على الجنَّةِ، مجرورٌ مثلُهُ، وعلامةُ جرِّهِ الكسرةُ الظَّاهرةُ على آخرِهِ.
وقِيلَ النَّاسِ معطوفٌ على الوسواسِ، والتَّقديرُ: مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ، ومِنْ شَرِّ النَّاسِ، قالَهُ الزَّجَّاجُ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: وهذا المعنى عليهِ أمرُ الدُّعاءِ، إنَّهُ يُستعاذُ مِنْ شرِّ الجنِّ والإنسِ، ودليلُ ذلِكَ (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ).
قالَ النَّحَّاسُ: وسألْتُ عليَّ بنَ سليمانَ الأخفشَ عنْ قولِهِ عزَّ وجلَّ: (وَالنَّاسِ) فكيفَ يعطفونَ على الجِنَّةِ وهُمْ لا يوسوسونَ؟ فقالَ: هُمْ معطوفونَ على الوسواسِ، والتَّقديرُ: قُلْ أعوذُ بربِّ النَّاسِ مِنْ شرِّ الوسواسِ والنَّاسِ. والَّذي قالَ حَسَنٌ؛ لأنَّ التَّقديمَ والتَّأخيرَ في الواوِ جائزٌ حَسَنٌ كثيرٌ، قالَ الشَّاعرُ:
جَمَعْتُ وَفُحْشاً غِيْبَةً وَنَمِيمَةً … ثَلَاثُ خِصَالٍ لَسْتُ عَنْهَا بِمَرْعَوِي
وقالَ حسَّانٌ:
وَمَا زَالَ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ … دَعَائِمُ عِزٍّ مَا تُرَاُم وَمَفْخَرُ
وَهُمْ جَبَلُ الْإِسْلَامِ وَالنَّاسُ حَولَهُمْ … رِضَامٌ إِلَى طَودٍ يَرُوقُ وَيَقْهَرُ
بَهَالِيلُ مِنْهُمْ جَعْفَرٌ وَابْنُ أُمِّهِ … عَلِيٌّ وَمِنْهُمْ أَحْمَدُ الْمُتَخَيَّرُ
فبدأَ اللَّفظَ بجعفرٍ ثُمَّ جاءَ بعدَهُ بعليٍّ ثُمَّ جاءَ بعدَهُ بالنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وهوَ المقدَّمُ على الحقيقةِ.