التشبيه: تعريفه، وأركانه، وأقسامه، وأسراره البلاغية العميقة

يحتل التشبيه مكانةً سامية في صميم علم البيان، فهو ليس مجرد أداة زخرفية، بل هو أساس جوهري لفهم آليات بناء الصورة الفنية وتجسيد المعاني المجردة. إن فن التشبيه هو الذي يخرج الخفي إلى الجلي، ويُدني البعيد من القريب، مانحاً المعاني رفعةً ووضوحاً، وكاسياً إياها ثوباً من الجمال والفضل. ويمكن اعتبار التشبيه بمثابة الأصل الذي تتفرع منه فنون بلاغية أخرى كالاستعارة، التي ما هي إلا مبالغة في التشبيه نفسه، مما يبرر تقديمه في الدراسة على سائر مباحث المجاز. إن روعة هذا الفن تكمن في قدرته على نقل السامع من عالم المعقولات المجردة إلى عالم المحسوسات الملموسة، مما يمنح النفس أنساً وطمأنينة، ويثبت المعنى في القلب بشكل أرسخ وأعمق.
تعريف التشبيه وأركانه الأساسية
يُعرَّف التشبيه في اللغة بأنه التمثيل، فيُقال: هذا شَبَهُ هذا ومثيله. أما في الاصطلاح البلاغي، فإن تعريف التشبيه هو “الدلالة على مشاركة أمرٍ لأمرٍ آخر في معنى مشترك بينهما، وذلك باستخدام إحدى أدوات التشبيه سواء كانت مذكورة لفظاً أو مقدرة في السياق”. هذا التعريف يكشف عن البنية الأساسية التي يقوم عليها كل تشبيه.
لفهم آلية عمل التشبيه بشكل دقيق، لا بد من تفكيكه إلى أركانه الأربعة التي تُعد عماده وقوامه:
١- المشبه: وهو الأمر الأول الذي يُراد إثبات الصفة له أو توضيحها فيه.
٢- المشبه به: وهو الأمر الثاني الذي تكون فيه تلك الصفة واضحة وجلية، ويُلحق به المشبه. ويُطلق على المشبه والمشبه به معاً “طرفا التشبيه“.
٣- وجه الشبه: وهو المعنى أو الصفة المشتركة التي تجمع بين الطرفين، والتي تكون في المشبه به أقوى وأظهر منها في المشبه.
٤- أداة التشبيه: وهي اللفظ الذي يربط بين الطرفين ويدل على معنى المماثلة، وقد تكون حرفاً أو اسماً أو فعلاً.
لتوضيح هذه الأركان، نأخذ المثال البسيط: “خالدٌ كالأسدِ في الشجاعةِ”. هنا، المشبه هو “خالد”، والمشبه به هو “الأسد”، ووجه الشبه هو “الشجاعة”، وأداة التشبيه هي “الكاف”. ويُعد هذا الشكل الذي تذكر فيه جميع الأركان هو أوضح صور التشبيه. ولكن يجوز في البلاغة حذف بعض هذه الأركان لأغراض فنية، كأن يُقال: “خالدٌ كالأسدِ” بحذف وجه الشبه، أو “خالدٌ أسدٌ في الشجاعةِ” بحذف الأداة، أو “خالدٌ أسدٌ” بحذف وجه الشبه والأداة معاً، وهذه الصورة الأخيرة هي أبلغ صور التشبيه وأقواها.
تقسيمات التشبيه باعتبار طرفيه
إن طرفي التشبيه (المشبه والمشبه به) هما نواة الصورة البلاغية، وتتنوع طبيعتهما وأحوالهما، مما أدى إلى تقسيمات متعددة لهذا الفن البديع.
أنواع التشبيه باعتبار حسية الطرفين وعقليتهما
ينقسم التشبيه من هذه الزاوية إلى أربعة أقسام رئيسية، بناءً على ما إذا كان الطرفان مدركين بالحواس الخمس (الحسي) أم بالعقل والتفكير (العقلي).
١- تشبيه حسي بحسي: وهو أن يكون كل من المشبه والمشبه به مدرَكاً بإحدى الحواس الخمس. كتشبيه “الخد بالورد” في الحمرة والنضارة (مدرك بالبصر)، أو تشبيه صوت رخيم بـ “أغاريد البلابل” (مدرك بالسمع)، أو تشبيه بشرة ناعمة بـ “لمس الحرير” كما في قول ذي الرمة:
لها بشرٌ مثل الحرير ومنطقٌ *** رخيم الحواشي لا هراءٌ ولا نزرُ
٢- تشبيه عقلي بعقلي: وفي هذا النوع من التشبيه، يكون الطرفان مجردين لا يدركان إلا بالعقل، مثل تشبيه “العلم بالحياة” و”الجهل بالموت”؛ فوجه الشبه في الأول هو الأثر الجليل، وفي الثاني هو فقدان النفع، وكلاهما معنى عقلي يربط بين طرفين عقليين.
٣- تشبيه عقلي بحسي: وهو إخراج المعنى العقلي المجرد في صورة حسية ملموسة لتقريبه إلى الذهن، كتشبيه “الرأي الصائب بفلق الصبح” في وضوحه، كما في قول الشاعر:
الرأي كالليل مسودٌ جوانبه *** والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
٤- تشبيه حسي بعقلي: وهو أقل وروداً، ويأتي غالباً على سبيل المبالغة والادعاء، حيث يُجعل المعقول كأنه الأصل المحسوس الذي يُقاس عليه، كما في قول الشاعر:
وأرضٍ كأخلاق الكريم قطعتها *** وقد كحل الليل السماك فأبصرا
فهنا، شبه الشاعر الأرض الواسعة (وهي أمر حسي) بأخلاق الكريم (وهي أمر عقلي) في صفة السعة، مدعياً أن سعة الخلق هي الأصل الأعرف والأتم.
وضمن هذا السياق، يبرز نوعان دقيقان من التشبيه الحسي والعقلي:
- التشبيه الخيالي: وهو ما يكون فيه أحد الطرفين (غالباً المشبه به) غير موجود في الواقع بصورته المركبة، ولكن أجزاءه أو مادته موجودة ومدركة بالحس. ومثاله قول الصنوبري:
وكأن محمر الشقيق إذا تصوّب أو تصعّد *** أعلام ياقوتٍ نُشرنَ على رماحٍ من زبرجد
فصورة “أعلام الياقوت على رماح الزبرجد” هي صورة خيالية لا وجود لها، لكن موادها (الياقوت، الرماح، الزبرجد) محسوسة. هذا التشبيه يوسع من أفق الخيال. - التشبيه الوهمي: وهو ما يكون فيه أحد الطرفين لا وجود له ولا لمادته في الواقع، بل هو من اختراع الوهم، ولكنه لو وُجد لأُدرك بالحس. ومثاله قول الله تعالى في شجرة الزقوم: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}، وقول امرئ القيس:
ومسنونةٍ زرقٍ كأنياب أغوالِ *** أيقتلني والمشرفيُّ مضاجعي
فرؤوس الشياطين وأنياب الغيلان هي أمور وهمية، لكنها لو وجدت لكانت مدركة بالبصر، وهذا النوع من التشبيه يعتمد على المخزون الثقافي والأسطوري للمخاطب.
أنواع التشبيه باعتبار الإفراد والتركيب
ينقسم التشبيه هنا إلى أربعة أقسام بناءً على ما إذا كان الطرفان مفردين أم مركبين:
١- تشبيه مفرد بمفرد: وقد يكون الطرفان مطلقين غير مقيدين، كتشبيه “الخد بالورد”، أو مقيدين بقيد له أثر في وجه الشبه، كقولهم لمن لا يحصل على فائدة من سعيه: “هو كالراقم على الماء”. فالمشبه ليس مجرد ساعٍ، بل هو “الساعي بغير طائل”، والمشبه به ليس أي راقم، بل هو “الراقم على الماء”، ووجه الشبه وهو “انعدام الأثر” لا يتحقق إلا بهذين القيدين.
٢- تشبيه مركب بمركب: وهو من أرفع أنواع التشبيه وأدقها، حيث لا يكون القصد تشبيه أجزاء مفردة من المشبه بأجزاء مفردة من المشبه به، بل تشبيه هيئة مركبة منتزعة من عدة أمور بهيئة أخرى مركبة. وخير مثال له قول بشار بن برد:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا *** وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه
فالشاعر هنا لا يشبه الغبار (النقع) بالليل، ولا السيوف بالكواكب، بل يشبه صورة الغبار المظلم الذي تتلألأ فيه السيوف وهي تتحرك بسرعة واضطراب، بصورة ليل حالك تتساقط فيه الشهب لامعة. إن جمال هذا التشبيه يكمن في التقاط صورة حركية متكاملة.
٣- تشبيه مفرد بمركب: حيث يكون المشبه شيئاً مفرداً والمشبه به هيئة مركبة، كما في قول الصنوبري الذي سبق ذكره في تشبيه زهرة الشقيق المفردة بـ “أعلام ياقوت منشورة على رماح من زبرجد”.
٤- تشبيه مركب بمفرد: حيث يكون المشبه هيئة مركبة والمشبه به مفرداً (غالباً ما يكون مقيداً)، ومثاله قول أبي تمام:
تريا نهاراً مشمساً قد شابهُ *** زهرُ الربا فكأنما هو مقمرُ
فالمشبه هو هيئة مركبة من “النهار المشمس المختلط بخضرة الربيع”، والمشبه به هو “الليل المقمر” وهو مفرد مقيد. هذا النوع من التشبيه يبرع في تكثيف صورة معقدة في لفظ موجز.
أنواع التشبيه باعتبار تعدد الطرفين
يتناول هذا التقسيم حالات تعدد المشبه أو المشبه به أو كليهما، وينقسم إلى أربعة أنواع:
١- التشبيه الملفوف: وفيه يُؤتى بالمشبهات أولاً، ثم بالمشبهات بها تالياً، كأنها ملفوفة في طرفي الكلام. ومثاله قول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً *** لدى وكرها العنابُ والحشفُ البالي
حيث شبه “قلوب الطير الرطبة” بـ “العناب”، و”قلوبها اليابسة” بـ “الحشف البالي”، فذكر المشبهين أولاً ثم المشبهين بهما.
٢- التشبيه المفروق: وهو عكس الملفوف، حيث يُذكر كل مشبه مع مشبهه به، فيكون الكلام مفروقاً بين أزواج التشبيه. ومثاله قول الشاعر:
النشرُ مسكٌ والوجوه دنا *** نيرٌ وأطراف الأكفِّ عنَمُ
فقد قرن “النشر” بـ “المسك”، و”الوجوه” بـ “الدنانير”، و”أطراف الأكف” بـ “العنم”.
٣- تشبيه التسوية: وهو ما تعدد فيه المشبه مع وحدة المشبه به، كأن الشاعر يسوي بين عدة أمور في إلحاقها بشيء واحد. ومثاله قول الشاعر:
صدغ الحبيب وحالي *** كلاهما كالليالي
حيث سوّى بين “صدغ الحبيب” و”حاله” في مشابهة “الليالي” في السواد.
٤- تشبيه الجمع: وهو عكس التسوية، حيث يتعدد المشبه به والمشبه واحد، كأن الشاعر يجمع عدة صور جميلة لوصف شيء واحد. ومثاله قول البحتري:
كأنما يبسمُ عن لؤلؤٍ *** منضَّدٍ أو بَرَدٍ أو أقاحِ
فالمشبه هو ثغر المحبوبة، وقد جمع له ثلاثة مشبهات بها: “اللؤلؤ” و”البَرَد” و”الأقاحي”. وهذا النوع من التشبيه يضفي ثراءً وغنى على الصورة.
تقسيمات التشبيه باعتبار وجه الشبه
وجه الشبه هو الرابط المعنوي الذي يقوم عليه بناء التشبيه، وتتنوع طبيعته وأحوال ذكره، مما ينتج عنه تقسيمات بالغة الأهمية.
التمثيل وغير التمثيل
١- تشبيه التمثيل: وهو أرقى أنواع التشبيه وأبلغها، ويكون فيه وجه الشبه هيئة مركبة منتزعة من أمرين أو أمور متعددة، وليس صفة مفردة. كل تشبيه مركب بمركب هو تشبيه تمثيل بالضرورة، كبيت بشار “كأن مثار النقع…”. ومثاله أيضاً قول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}. فوجه الشبه هنا ليس مجرد “الحمل”، بل هو هيئة “حمل شيء ثمين ونافع دون الاستفادة منه مع تحمل مشقة حمله”. هذا التشبيه التمثيلي له قدرة فائقة على الإقناع وتثبيت المعنى.
٢- تشبيه غير التمثيل: وهو ما لم يكن وجه الشبه فيه هيئة مركبة، بل صفة مفردة أو متعددة غير مترابطة، كقولنا: “العلم كالنور في الهداية”، فوجه الشبه هنا صفة مفردة وهي “الهداية”.
المفصل والمجمل
١- التشبيه المفصل: هو ما ذُكر فيه وجه الشبه صراحة، كقول أبي بكر الخالدي:
يا شبيه البدر حسناً *** وضياءً ومنالاً
فقد فصَّل الشاعر وجوه الشبه وهي “الحسن” و”الضياء” و”المنال”.
٢- التشبيه المجمل: هو ما حُذف منه وجه الشبه، ليفسح المجال لخيال المتلقي أن يجول في آفاق الشبه المحتملة، أو لظهوره ووضوحه، كقولنا: “أنت شمسٌ”. وهو أبلغ من المفصل؛ لأنه يدعي أن المشابهة عامة في كل شيء. وقد يكون وجه الشبه في التشبيه المجمل ظاهراً كالمثال السابق، أو خفياً دقيقاً كما في قول فاطمة بنت الخرشب واصفة أبناءها: “هم كالحلقة المفرغة لا يُدرى أين طرفاها”، حيث وجه الشبه الخفي هو التناسب التام في الشرف بحيث لا يمكن تفضيل أحدهم على الآخر.
القريب المبتذل والبعيد الغريب
١- التشبيه القريب المبتذل: وهو التشبيه الذي يسهل فهمه وينتقل فيه الذهن من المشبه إلى المشبه به بسرعة لشدة وضوح وجه الشبه، كتشبيه “الوجه الحسن بالقمر”. وقد يبدو هذا النوع من التشبيه قليل القيمة الفنية، لكن البليغ قد يتصرف فيه بما يجعله غريباً ومبتكراً، كما في قول المتنبي:
لم تلقَ هذا الوجه شمسُ نهارنا *** إلا بوجهٍ ليس فيه حياءُ
٢- التشبيه البعيد الغريب: وهو ما يحتاج إدراكه إلى فكر وتأمل لخفاء وجه الشبه أو ندرة حضور المشبه به في الذهن، وهو ميدان إبداع الشعراء. ومثاله تشبيه هيئة الخال على الخد بالشقيق في قول الشاعر:
لا تعجبوا من خاله في خده *** كلُّ الشقيق بنقطة سوداء
فوجه الشبه هنا هو هيئة دقيقة مركبة تتطلب تأملاً لإدراكها. إن براعة هذا التشبيه تكمن في قدرته على خلق علاقات جديدة ومدهشة بين الأشياء.
تقسيم التشبيه باعتبار أداته وأنواعه الخاصة
إن وجود أداة التشبيه أو غيابها له أثر بالغ في قوة الدلالة البلاغية.
١- التشبيه المرسل: وهو ما ذُكرت فيه أداة التشبيه، كقوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤلُؤِ المَكْنُون}. وسمي مرسلاً لأنه أُرسل عن دعوى الاتحاد بين الطرفين.
٢- التشبيه المؤكد: وهو ما حُذفت منه أداة التشبيه، كقولنا: “أنت نجمٌ في رفعةٍ وضياء”. وهو أبلغ من المرسل لأنه يوهم اتحاد المشبه والمشبه به، وكأنه هو نفسه لا مجرد شبيه له.
أنواع خاصة من التشبيه
- التشبيه البليغ: وهو أبلغ أنواع التشبيه على الإطلاق، وهو ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه معاً، كقول الشاعر:
عزماتهم قضبٌ وفيضُ أكفهم *** سحبٌ وبيضُ وجوههم أقمارُ
ففي هذا التشبيه، لم يعد الأمر مجرد مشابهة، بل هو ادعاء كامل بالاتحاد، فالعزمات هي القضب، والأكف هي السحب، والوجوه هي الأقمار. - التشبيه الضمني: وهو تشبيه لا يأتي على الصورة المعهودة، فلا يُصرح فيه بالطرفين والأداة، بل يُفهم من سياق الكلام ويُلمح تلميحاً. وغالباً ما يأتي كبرهان على صحة الفكرة المطروحة في الشطر الأول. ومثاله قول أبي تمام:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى *** فالسيل حربٌ للمكان العالي
فالشاعر لم يقل إن الكريم المحروم من الغنى كقمة الجبل الخالية من ماء السيل، ولكنه أورد قضية (حرمان الكريم) ثم أتبعها بحقيقة كونية (السيل حرب للمكان العالي) لتكون دليلاً وبرهاناً عليها، ومن ضمن هذا التركيب يُفهم التشبيه. - التشبيه المقلوب: وهو عدول عن أصل التشبيه للمبالغة، حيث يُجعل المشبه مشبهاً به، والتابع متبوعاً، لادعاء أن وجه الشبه في المشبه أقوى وأظهر. ومثاله قول محمد بن وهيب الحميري:
وبدا الصباح كأن غُرَّته *** وجهُ الخليفة حين يُمتدحُ
فالأصل تشبيه وجه الخليفة بالصباح، لكن الشاعر عكس التشبيه ليدعي أن وجه الخليفة أشد إشراقاً من الصباح حتى صار هو الأصل الذي يُقاس عليه.
أغراض التشبيه وفوائده البلاغية
لا يلجأ البلغاء إلى التشبيه لمجرد الزينة اللفظية، بل لأغراض دقيقة تخدم المعنى وتعمقه، وتعود في الغالب على المشبه، ومن أهمها:
١- بيان إمكان المشبه: وذلك حين يكون الأمر المسند إلى المشبه غريباً أو مستبعداً، فيأتي التشبيه ليؤكد إمكانه. كقول المتنبي:
فإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإن المسكَ بعضُ دمِ الغزالِ
٢- بيان حال المشبه: وذلك لتوضيح صفة مجهولة فيه، كقول النابغة:
كأنك شمسٌ والملوك كواكبٌ *** إذا طلعت لم يبدُ منهن كوكبُ
٣- بيان مقدار حال المشبه: وذلك لتحديد درجة الصفة قوةً أو ضعفاً، كقول الشاعر:
فأصبحتُ من ليلى الغداةَ كقابضٍ *** على الماء خانته فروجُ الأصابعِ
٤- تقرير حال المشبه: أي تثبيت الصورة في ذهن السامع، خاصة عند تشبيه المعنوي بالحسي، كقول الشاعر:
إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثلُ الزجاجة كسرها لا يُجبرُ
٥- تزيين المشبه: بإلحاقه بشيء جميل محبوب للنفس، كقول الشاعر يصف الشيب:
تفارق شيبٌ في الشباب لوامعٌ *** وما حسنُ ليلٍ ليس فيه نجومُ؟
٦- تقبيح المشبه: بتصويره في صورة منفرة ومكروهة، كقول الشاعر:
وإذا أشار محدثاً فكأنه *** قردٌ يقهقهُ أو عجوزٌ تلطمُ
في الختام، يظل التشبيه فناً واسع النطاق، غزير الجدوى، فهو ليس مجرد علاقة مقارنة بين شيئين، بل هو نافذة يفتحها المبدع ليكشف عن رؤيته الخاصة للعالم، وعن العلاقات الخفية التي يراها بين عناصر الوجود، مما يمنح الكلام قوة سحرية على الإقناع والتأثير والامتاع. إن إتقان التشبيه هو مفتاح الولوج إلى عوالم البلاغة الرفيعة.
أنواع التشبيه باختصار
١- التشبيه الحسي بحسي
هو تشبيه شيء يُدرك بإحدى الحواس الخمس بشيء آخر يُدرك بالحواس أيضاً.
مثال: تشبيه الخد (يُرى بالبصر) بالورد (يُرى بالبصر).
٢- التشبيه العقلي بعقلي
هو تشبيه أمر لا يُدرك إلا بالعقل بأمر آخر عقلي مثله.
مثال: تشبيه العلم (معنى عقلي) بالحياة (معنى عقلي).
٣- التشبيه العقلي بحسي
هو تشبيه معنى مجرد لا يدرك بالحواس بشيء مادي محسوس لتقريبه إلى الذهن.
مثال: قول الشاعر:
الرأي كالليل مسودٌ جوانبه *** والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
٤- التشبيه الحسي بعقلي
هو تشبيه شيء مادي محسوس بمعنى عقلي مجرد، وغالباً ما يكون لغرض المبالغة.
مثال: قول الشاعر:
وأرضٍ كأخلاق الكريم قطعتها *** وقد كحل الليل السماك فأبصرا
٥- التشبيه الخيالي
هو تشبيه شيء بصورة مركبة لا وجود لها في الواقع، لكن أجزاءها المكونة لها موجودة ومحسوسة.
مثال: قول الصنوبري:
وكأن محمر الشقيق إذا تصوّب أو تصعّد *** أعلام ياقوتٍ نُشرنَ على رماحٍ من زبرجد
٦- التشبيه الوهمي
هو تشبيه شيء بصورة لا وجود لها في الواقع ولا حتى أجزاؤها (من اختراع الوهم والأسطورة)، لكنها لو وُجدت لأُدركت بالحواس.
مثال: قول امرئ القيس:
ومسنونةٍ زرقٍ كأنياب أغوالِ *** أيقتلني والمشرفيُّ مضاجعي
٧- تشبيه مفرد بمفرد
هو تشبيه كلمة واحدة أو مفهوم واحد بكلمة أو مفهوم واحد آخر، حتى لو كان كل منهما مقيداً بوصف.
مثال: قولهم لمن لا يحصل على فائدة من عمله: “هو كالراقم على الماء”.
٨- تشبيه مركب بمركب
هو تشبيه هيئة أو صورة كاملة منتزعة من عدة أمور بهيئة أو صورة أخرى منتزعة من عدة أمور أيضاً.
مثال: قول بشار بن برد:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا *** وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه
٩- تشبيه مفرد بمركب
هو تشبيه شيء واحد بهيئة أو صورة مركبة من عدة أجزاء.
مثال: تشبيه زهرة “الشقيق” (مفرد) بهيئة “أعلام ياقوت منشورة على رماح من زبرجد” (مركب).
١٠- تشبيه مركب بمفرد
هو تشبيه هيئة أو صورة مركبة بشيء واحد (غالباً ما يكون مقيداً).
مثال: قول أبي تمام:
تريا نهاراً مشمساً قد شابهُ *** زهرُ الربا فكأنما هو مقمرُ
١١- التشبيه الملفوف
هو أن يُذكر المشبهان أو المشبهات أولاً، ثم يُتبع بالمشبه بهم، كأنها ملفوفة في طرفي الكلام.
مثال: قول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً *** لدى وكرها العنابُ والحشفُ البالي
١٢- التشبيه المفروق
هو أن يُذكر كل مشبه مع مشبهه به مباشرة، فيكون الكلام مفروقاً بين أزواج التشبيه.
مثال: قول الشاعر:
النشرُ مسكٌ والوجوه دنا *** نيرٌ وأطراف الأكفِّ عنَمُ
١٣- تشبيه التسوية
هو أن يتعدد المشبه ويبقى المشبه به واحداً.
مثال: قول الشاعر:
صدغ الحبيب وحالي *** كلاهما كالليالي
١٤- تشبيه الجمع
هو أن يكون المشبه واحداً ويتعدد المشبه به.
مثال: قول البحتري:
كأنما يبسمُ عن لؤلؤٍ *** منضَّدٍ أو بَرَدٍ أو أقاحِ
١٥- تشبيه التمثيل
هو ما كان وجه الشبه فيه هيئة مركبة منتزعة من متعدد، وليس صفة مفردة.
مثال: قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}.
١٦- تشبيه غير التمثيل
هو ما كان وجه الشبه فيه صفة مفردة أو متعددة غير مركبة.
مثال: قولنا: “خالد كالسيف في المضاء”.
١٧- التشبيه المفصل
هو التشبيه الذي يُذكر فيه وجه الشبه صراحة.
مثال: قول ابن الرومي:
يا شبيه البدر في الحسن وفي بعد المنال *** جد فقد تنفجر الصخرة بالماء الزلال
١٨- التشبيه المجمل
هو التشبيه الذي يُحذف منه وجه الشبه.
مثال: قولنا: “شعرها كالفحم”.
١٩- التشبيه القريب المبتذل
هو التشبيه الشائع الذي يسهل فهمه لشدة وضوح العلاقة بين الطرفين.
مثال: تشبيه الوجه الجميل بالقمر.
٢٠- التشبيه البعيد الغريب
هو التشبيه الذي يحتاج إلى فكر وتأمل لإدراك العلاقة بين طرفيه، بسبب خفاء وجه الشبه.
مثال: قول الشاعر:
لا تعجبوا من خاله في خده *** كلُّ الشقيق بنقطة سوداء
٢١- التشبيه المرسل
هو التشبيه الذي تُذكر فيه أداة التشبيه.
مثال: قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤلُؤِ المَكْنُون}.
٢٢- التشبيه المؤكد
هو التشبيه الذي تُحذف منه أداة التشبيه.
مثال: قول الشاعر: “أنت نجمٌ في رفعة وضياء”.
٢٣- التشبيه البليغ
هو أبلغ الأنواع، وهو ما حُذفت منه الأداة ووجه الشبه معاً.
مثال: قول الشاعر: “عزماتهم قضبٌ”.
٢٤- التشبيه الضمني
هو تشبيه لا يأتي على الصورة المعهودة، بل يُفهم من سياق الكلام، ويكون الشطر الثاني غالباً دليلاً على صحة الأول.
مثال: قول أبي تمام:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى *** فالسيل حربٌ للمكان العالي
٢٥- التشبيه المقلوب
هو عكس أطراف التشبيه للمبالغة، بجعل المشبه مشبهاً به، لادعاء أن الصفة فيه أقوى.
مثال: قول محمد بن وهيب الحميري:
وبدا الصباح كأن غُرَّته *** وجهُ الخليفة حين يُمتدحُ
أسئلة عن التشبيه مع إجاباتها
التعليمات: بين نوع التشبيه في كل مثال من الأمثلة التالية، مع تحليل أركانه وتوضيح خصائصه البلاغية.
١- إنما الدنيا كبيتٍ نسجهُ من عنكبوت.
الحل: نوع التشبيه: مرسل (لوجود الأداة “الكاف”)، مجمل (لأن وجه الشبه محذوف وهو “الوهن والضعف”)، غير تمثيل.
٢- فإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإن المسكَ بعضُ دمِ الغزالِ
الحل: نوع التشبيه: ضمني، تمثيل. الشرح: لم يأتِ التشبيه على صورته الصريحة، بل يُفهم من السياق. فكرة تفوق الممدوح على قومه (المشبه) دُلّ عليها بحقيقة أن المسك (أثمن الطيب) هو جزء من دم الغزال (المشبه به).
٣- أنت نجمٌ في رفعة وضياءٍ *** تجتليكَ العيون شرقاً وغرباً
الحل: نوع التشبيه: مؤكد (لحذف الأداة)، مفصل (لذكر وجه الشبه “الرفعة والضياء”).
٤- وبدا الصباح كأن غُرَّته *** وجهُ الخليفة حين يُمتدحُ
الحل: نوع التشبيه: مقلوب، مرسل (لوجود “كأن”)، مجمل. الشرح: الأصل تشبيه وجه الخليفة بالصباح، لكن الشاعر عكس التشبيه للمبالغة، فجعل وجه الخليفة هو الأصل الأقوى في الإشراق.
٥- النشرُ مسكٌ والوجوه دنا *** نيرٌ وأطراف الأكفِّ عنَمُ
الحل: نوع التشبيه: مفروق، بليغ (لحذف الأداة ووجه الشبه في كل جملة). الشرح: تم ذكر كل مشبه (“النشر”، “الوجوه”، “أطراف الأكف”) مع مشبهه به (“مسك”، “دنانير”، “عنم”) مباشرة.
٦- كأن قلوب الطير رطباً ويابساً *** لدى وكرها العنابُ والحشفُ البالي
الحل: نوع التشبيه: ملفوف، مرسل، مجمل. الشرح: ذُكر المشبهان (“قلوب الطير الرطبة واليابسة”) أولاً، ثم المشبه بهما (“العناب والحشف البالي”) ثانياً.
٧- صدغ الحبيب وحالي *** كلاهما كالليالي
الحل: نوع التشبيه: تسوية، مرسل، مجمل. الشرح: تعدد المشبه (“صدغ الحبيب” و”حالي”) مع وحدة المشبه به (“الليالي”).
٨- كأنما يبسمُ عن لؤلؤٍ *** منضَّدٍ أو بَرَدٍ أو أقاحِ
الحل: نوع التشبيه: جمع، مرسل، مجمل. الشرح: المشبه واحد (ثغر المحبوبة)، والمشبه به متعدد (“لؤلؤ”، “برد”، “أقاح”).
٩- والريح تعبث بالغصون وقد جرى *** ذهب الأصيل على لجين الماء
الحل: نوع التشبيه: مؤكد، بليغ (من إضافة المشبه به إلى المشبه). الشرح: التقدير: “أصيل كالذهب على ماء كاللجين”، فهو تشبيه حُذفت منه الأداة والوجه وأُضيف المشبه به للمشبه.
١٠- من يهن يسهل الهوانُ عليه *** ما لجُرحٍ بميَّت إيلامُ
الحل: نوع التشبيه: ضمني، تمثيل. الشرح: فكرة أن من يعتاد الهوان لا يتألم له، تم التدليل عليها بحقيقة أن الميت لا يشعر بألم الجرح.
١١- {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ}.
الحل: نوع التشبيه: وهمي، مرسل، مجمل. الشرح: المشبه به (“رؤوس الشياطين”) أمر لا وجود له في الواقع، بل هو من اختراع الوهم.
١٢- كأن سهيلاً والنجوم وراءه *** صفوف صلاة قام فيها إمامها
الحل: نوع التشبيه: تمثيل، مرسل، مجمل، مركب بمركب. الشرح: تشبيه هيئة نجم سهيل متقدماً وبقية النجوم مصطفة خلفه بهيئة إمام صلاة يقف أمام المصلين في صفوف.
١٣- العلم كالحياة، والجهل كالموت.
الحل: نوع التشبيه: عقلي بعقلي، مؤكد، بليغ. الشرح: الطرفان في كلا التشبيهين (“العلم” و”الحياة”، “الجهل” و”الموت”) هما معانٍ مجردة تدرك بالعقل.
١٤- وأرضٍ كأخلاق الكريم قطعتها *** وقد كحل الليل السماك فأبصرا
الحل: نوع التشبيه: حسي بعقلي، مرسل، مجمل. الشرح: تم تشبيه الأرض (وهي شيء محسوس) بأخلاق الكريم (وهي معنى عقلي) في صفة السعة.
١٥- وكأن أجرامَ النجوم لوامعاً *** دُررٌ نُثرنَ على بساط أزرق
الحل: نوع التشبيه: تمثيل، مرسل، مجمل، مركب بمركب. الشرح: تشبيه هيئة النجوم اللامعة في السماء الزرقاء بهيئة الدرر المنثورة على بساط أزرق.
١٦- هم كالحلقة المفرغة لا يُدرى أين طرفاها.
الحل: نوع التشبيه: مجمل، خفي، غير تمثيل. الشرح: وجه الشبه (“التناسب التام في الشرف بحيث لا يمكن التمييز بينهم”) غير مذكور وهو دقيق يحتاج لتأمل.
١٧- اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله *** فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله
الحل: نوع التشبيه: ضمني، تمثيل. الشرح: فكرة أن صبرك على الحسود يقتله كمداً، دُلّ عليها بحقيقة أن النار تأكل نفسها إن لم تجد وقوداً.
١٨- يا شبيه البدر حُسناً *** وضياءً ومنالاً
الحل: نوع التشبيه: مرسل (لوجود الأداة “شبيه”)، مفصل (لذكر وجه الشبه “حسناً وضياءً ومنالاً”).
١٩- هو كالراقم على الماء.
الحل: نوع التشبيه: مفرد مقيد بمفرد مقيد، مرسل، مجمل، غير تمثيل. الشرح: تشبيه حال من يسعى بلا فائدة بحال من يكتب على الماء، ووجه الشبه “انعدام الأثر”.
٢٠- {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}.
الحل: نوع التشبيه: مؤكد (لأنه مصدر مبين للنوع أي “مروراً كمر السحاب”)، مجمل، غير تمثيل.
٢١- والشمس كالمرآة في كف الأشل.
الحل: نوع التشبيه: بعيد غريب، مرسل، مجمل، تمثيل. الشرح: وجه الشبه هنا دقيق وهو هيئة الاستدارة مع الإشراق والحركة السريعة المضطربة، وهو أمر لا يدرك إلا بتأمل.
٢٢- لا تعجبوا من خاله في خده *** كلُّ الشقيق بنقطة سوداء
الحل: نوع التشبيه: بعيد غريب، تمثيل، مركب بمفرد. الشرح: تشبيه هيئة الخال الأسود على الخد الأحمر بزهرة الشقيق التي في وسطها نقطة سوداء.
٢٣- عزماتهم قضبٌ وفيضُ أكفهم *** سحبٌ وبيضُ وجوههم أقمارُ
الحل: نوع التشبيه: بليغ، مؤكد، مجمل. الشرح: حُذفت الأداة ووجه الشبه في كل التشبيهات الثلاثة لادعاء الاتحاد التام بين الطرفين.
٢٤- وكأن محمر الشقيق إذا تصوّب أو تصعّد *** أعلام ياقوتٍ نُشرنَ على رماحٍ من زبرجد
الحل: نوع التشبيه: خيالي، مرسل، مجمل، مفرد بمركب. الشرح: المشبه به (“أعلام ياقوت على رماح زبرجد”) صورة لا وجود لها في الواقع ولكن موادها محسوسة.
٢٥- إذا قامت لحاجتها تثنّت *** كأن عظامها من خيزُرانِ
الحل: نوع التشبيه: مرسل (لوجود “كأن”)، مجمل. الغرض منه بيان حال المشبه (لين قوامها).
٢٦- ومسنونةٍ زرقٍ كأنياب أغوالِ.
الحل: نوع التشبيه: وهمي، مرسل، مجمل. الشرح: المشبه به (“أنياب أغوال”) شيء لا وجود له إلا في الوهم والأسطورة.
٢٧- في طلعة البدر شيء من محاسنها *** وللقضيب نصيب من تثنيها
الحل: نوع التشبيه: مقلوب (معدول عن التشبيه الصريح)، مجمل. الشرح: بدل أن يشبه محاسنها بالبدر، ادعى أن ما في البدر من جمال هو مجرد جزء من محاسنها.
٢٨- الرأي كالليل مسودٌ جوانبه *** والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
الحل: نوع التشبيه: عقلي بحسي، مرسل، مجمل. الشرح: تشبيه الرأي (وهو أمر عقلي) بالليل (وهو أمر محسوس) في صفة الظلمة وعدم الوضوح.
٢٩- فإنا وما تلقى لنا أن هجوتنا *** لكالبحر مهما تلق في البحر يغرق
الحل: نوع التشبيه: مجمل، مرسل. الشرح: وجه الشبه غير مذكور لكنه مفهوم من الوصف المصاحب للمشبه به “مهما تلق في البحر يغرق”، أي “عدم التأثر بما يلقى فيه لعظمته”.
٣٠- والمستجير بعمرو عند كربته *** كالمستجير من الرمضاء بالنار
الحل: نوع التشبيه: تمثيل، مرسل، مجمل. الشرح: تشبيه حال من يلجأ إلى شخص ليحميه من ضرر فيزيده ضرراً، بحال من يلجأ إلى النار هرباً من حرارة الرمضاء. وجه الشبه هو “الفرار من ضرر إلى ما هو أضر”.