مقالات أدبية

فقيد روحي

بقلم: تبارك ياسر جمعة.

أحتج على مسافة تحول بين عناقنا .. من سيزرع بي الأمل الكافٍ للنهوض كلما سقطت!

يا صادق العهد لقلبي قلت لي أنك لا تتركني، خذني معك لا أخشى موتاً ولا أخاف ظلمة؛ فوجهك شعاعي وصوتك بريقي ونظراتك نوري .. يصعب عليَّ فراقك يا والدي. انتظرت وانتظرت رده لكنه خذلني ولم يجبني؛ فأدركت حينها أنه رحل .. رحل بلا عودة. حبست دموعي الأخيرة التي تقودني إلى بكاء أبدي، حبست شعور الخسارة وهو فوزي .. لم أجد سوى فراغاً كبيراً يخبرني أنه لم يعد معنا ….

حملوه خارج المنزل، صرخت صرخة مزقتني إلى الأبد كأنه فقيد كل نهار وكل مساء .. إغلاق عينيه كاختفاء لهيب الشمس ونور القمر .. عيناه مجرتان تسبحان في روحي إلى الأبد. لم أرغب يوماً في أن أبقى بعيدة عنها. لم تكن لي القوة لأن أودعه لكن صوته وهو يخبرني أنني قوية يتردد في مسمعي .. كانت آخر كلماتي (إلى اللقاء يا أعز العابرين في عمري لن أنساك).

رحيل الوالد هو رحيل روح كروحي الذي أبحث عنه .. شخص يبقى في الذاكرة وغير مشمول بقوانين النسيان، سقطت ورقته في وقت مبكر .. في أول الخريف ولم يرَ الربيع معي . هو ملاك .. لا يقسو .. لا يضرب .. حنون .. تركني وأنا ذات العشرة ربيعاً لست في عمر صغير لأنسى ولا كبير لأتخطى وأتحمل ألم الفراق ذهب أبي ورحلت معه سعادتنا ..

اللهم اجعل من بكت عيني لفراقه خالداً مخلداً وأذقه من أنهار جنتك واجمعنا به في الآخرة.

اقرأ أيضاً:  كيف أصبح أديباً: رحلة الإبداع والتعبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى