طرفة بن العبد: حياته، وشخصيته، وخصائص شعره الفنية

يُعد الشاعر طرفة بن العبد أحد أبرز شعراء العصر الجاهلي، وتشكل دراسة حياته وشخصيته وديوانه ومعلقته، بالإضافة إلى خصائصه الفنية، محورًا أساسيًا لفهم مرحلة مهمة من تاريخ الأدب العربي. وتقدم هذه المقالة تحليلاً شاملاً يستعرض جوانب متعددة من مسيرة الشاعر طرفة بن العبد، مع الحفاظ على المادة الأصلية دون اختصار أو حذف.
حياة الشاعر طرفة بن العبد
يُعد تحديد تاريخ ولادة ووفاة طرفة بن العبد بالأعوام والأرقام الدقيقة أمرًا عسيرًا، ويكتفي المؤرخون في هذا السياق بالتقدير التقريبي. يمكن القول إن حياة الشاعر طرفة بن العبد، التي لم تتجاوز ربع قرن إلا بقليل، قد انتهت قبل الهجرة النبوية ببضعة وستين عامًا. لقد عاصر طرفة بن العبد زمنًا شهد وجود عدد من الشعراء المشهورين مثل عمرو بن قميئة، وعبيد بن الأبرص، والمتلمس، وقد ربطته بكثير منهم أواصر القرابة والمعايشة. فالمتلمس كان خاله، والمرقش الأصغر عمه، والمرقش الأكبر عم عمه المرقش الأصغر، وعمرو بن قميئة هو ابن عم أبيه، بينما كانت الشاعرة الخرنق أخته. يشير هذا المحيط إلى أن طرفة بن العبد نشأ في بيت يمتد نسبه في عمق الشعر.
أما نسبه المفصل، فقد أورده المفضل الضبي، حيث ذكر في بدايته أنه طرفة بن العبد بن سفيان، وأوضح في نهايته أن نسبه ينتهي إلى بكر بن وائل، ثم إلى نزار، ومنه إلى عدنان، مما يجعله من الأشراف المعدودين في العصر الجاهلي. و”طرفة” هو لقب غلب على اسمه وكاد يطمسه، حيث قيل إن اسمه عمرو، وقيل أيضًا عبيد. وقد أرجع البعض سبب تلقيبه بطرفة إلى قوله: “لا تعجلا بالبكاء اليوم مطرفاً *** ولا أميركا بالدارِ إِذْ وَقَفا”، والطرفة هي واحدة الطرفاء، وهي شجرة معروفة. وذكر الآمدي أربعة شعراء حملوا اسم طرفة. أما كنيته، فالمشهور أنها «أبو عمرو»، بينما كناه آخرون بـ «أبو إسحاق» و«أبو فضلة» و«أبو سعده». والحقيقة أن طرفة بن العبد لم يكن أبًا لأحد منهم أو من غيرهم، لأنه لم يتزوج ولم ينجب.
وُلد طرفة بن العبد في البحرين، وتوفي والده وهو لا يزال حدثًا، فنشأ في كنف أعمامه الذين ضيقوا عليه ولم يحسنوا رعايته، وأنكروا حقه وحق والدته. هذا الظلم أنطقه بالشعر، فشرع يهدد أعمامه ويعيبهم لاستضعافهم أمه “وردة” وهضمهم حقها، فقال:
ما تنظُرُونَ بِحَقِّ وَرَدَةَ فِيكُمْ *** صغر البنون ورهط وردة غيّب
قد يبعث الأمرَ العَظِيمَ صَغِيرة *** حتى تظل له الدماء تصبّبِ
أدوا الحقوق تَفِرْ لَكُم أَعْراضُكُمْ *** إن الكريم إذا يحرب يغضب
إلا أن غضب طرفة بن العبد لم يدفعه إلى الانتقام من أعمامه، بل قاده إلى الانغماس في اللهو والسكر وتبديد المال في طيش وجهالة. نتيجة لذلك، انتبذه قومه واحتجزوا ماله وزجروه عن الإمعان في التبذير، لكنه لم يرتدع، بل تمادى في إسرافه. وعندما لجأ قومه إلى نصحه وتقريعه، اعتبر نصحهم تسويغًا لغمط حقه، وحمل تقريعهم على محمل الظلم، وهو ما جسده طرفة بن العبد في قوله:
وظلم ذوي القُرْبِي أَشَدُّ مَضَاضَةً *** على المرء من وقع الحسام المهند.
دفعته نفسه المتعطشة للشراب إلى إتلاف ماله الموروث والمكتسب حتى أصبح مُملقًا وطرده قومه، فعاش غريبًا بينهم، بعيدًا عنهم كالجمل الأجرب المعزول عن قطيعه، وقد صور طرفة بن العبد هذه الحال بقوله:
ومازال تشراب الخمور ولذتي *** وبيعي وإنفاقي طريدي ومتلدي
إلى أن تحامتني العشيرة كلها *** وأُفْرِدْتُ إفراد البعير المعبد
وعندما نفد ماله وساءت حاله، اضطرته الحاجة إلى رعي إبل أخيه لأبيه “معبد”، كما يرعى العبيد إبل السادة. لم يطق طرفة بن العبد هذا الخضوع لمن يرى أنهم دونه، ولم يحتمل خشونة العيش في الصحراء. جاء في كتاب “العقد الفريد” أن طرفة بن العبد سُئل مرة عن السرور، فأجاب: “مطعم هني، ومشرب روي، وملبس دني، ومركب وطي”. ومن كانت هذه الأربع غاية همه، فكيف له أن يصبر على شظف الصحراء؟ لذلك، طاف طرفة بن العبد البلاد، وانتهى به المطاف إلى بلاط عمرو بن هند، ملك الحيرة، برفقة خاله الشاعر الفحل المتلمس، وهو من أشراف ربيعة. هناك، جالسا الملك وعايشاه وأكلا معه، ونادما أخاه قابوسًا ورافقاه في رحلات الصيد. ثم إنهما لقيا من قابوس استطالة، فحقدا عليه وعلى أخيه وهجواهما. قام عبد عمرو، وهو صهر طرفة بن العبد، بنقل هذا الهجاء إلى عمرو بن هند، سعيًا للثأر من طرفة بن العبد الذي كان قد هجاه لسوء معاملته زوجته، أخت الشاعر. فأضمر ابن هند الشر لشاعريه، وبعد فترة وجيزة، قال لـ طرفة بن العبد والمتلمس: “أظنكما قد اشتقتما إلى أهلكما، فهل لكما في أن أكتب لكما إلى عامل البحرين بصلة وجائزة؟” فقالا: “نعم”، فكتب إليه يأمر بقتلهما.
لهذا الخبر تفصيل في كتب الأدب، مشفوع بالشعر، مع تذييل يضيف أسبابًا أخرى أغضبت الملك وحرضته على قتل طرفة بن العبد. من هذه الأسباب أن الشاعر لمح أخت عمرو بن هند في مجلس شراب، فعرض بها في شعره. ومنها أن طرفة بن العبد كان شخصًا تياهًا مزهوًا بنفسه، لا ينكسر للملك ولا يبالي بصلفه. أما تفصيل الخبر، فقد ورد في كتاب “الأغاني” على لسان الأعشى الذي قال: “حدثني المتلمس قال: قدمت أنا وطرفة بن العبد على عمرو بن هند، وكان غلامًا معجبًا تياهًا، يتخلج في مشيته بين يديه، فنظر إليه نظرة كادت تقتلعه من الأرض، وكان عمرو لا يبتسم ولا يضحك، وكانت العرب تهابه هيبة شديدة.”
قال المتلمس: “فقلت لطرفة: إني لأخاف عليك من نظرته إليك هذه مع ما قلت. قال: كلا. فكتب لنا كتابًا إلى المكعبر، كُتب ولم نره، وخُتم ولم نره، لي كتاب وله كتاب. وكان المكعبر عامله على عُمان والبحرين، فخرجنا. فإذا غلام من أهل الحيرة، فقلت: يا غلام تقرأ؟ قال: نعم. قلت: اقرأه، فإذا فيه: من عمرو بن هند إلى المكعبر، إذا جاءك كتابي هذا مع المتلمس فاقطع يديه ورجليه، وادفنه حيًا. فألقيت الصحيفة في النهر، وقلت: يا طرفة، معك مثلها. قال: كلا، ما كان ليفعل ذلك في عقر داري”. قال: “فأتى المكعبر، فقطع يديه ورجليه، ودفنه حيًا”. وهكذا كانت نهاية الشاعر طرفة بن العبد.
شخصية طرفة بن العبد
تأثرت شخصية طرفة بن العبد بعوامل متعددة، أبرزها وفاة والده، وبغي أعمامه عليه وعلى أمه، وما لاقاه من مهانة أثناء رعيه لإبل أخيه معبد. أما وفاة والده، فقد جعلته ابن نفسه، لا يقبل وصاية أو رعاية، ولا يصغي لنصح قريب وإن كان مخلصًا، ولا يرتدع عن قصد وإن كان فيه هلاكه. لذلك، نشأ طرفة بن العبد متفردًا برأيه، شديد الثقة بما يعتقد أنه الحق، يكره معايشة المنافقين، ويرمي أصدقاءه بالمخادعة والروغان، فقال:
كلّ خليل كنت خاللتهُ *** لا تركَ اللهُ لهُ واضحه
كلّهم أروغُ من ثعلبٍ *** ما أشبه الليلة بالبارحة
وأما بغي أعمامه، فقد ضاعف إحساسه بالتفرد والنقمة، وبغّض إليه قومه الأقربين، وأضعف ارتباطه بالأبعدين، ورغّبه في النجعة، فقصد الأمراء لعله يجد في عطائهم بديلاً عما غصبه أعمامه. أما رعي الإبل، فلم يزد طرفة بن العبد إلا كرهًا للشظف، وتعلقًا بالترف، وإقبالاً على الحانات، وإصرارًا على أن أهم ما يهمه في الحياة ثلاث: أن يعب، وأن يهب، وأن يجب. لقد كانت الخمرة والنجدة والمرأة أحب لذائذ الدنيا إلى طرفة بن العبد، كما عبر بقوله:
ولولا ثلاث هُنَّ مِنْ عِيشَة الفتى *** وجدك لم أَحْفِلٌ مَتَى قَامَ عُودي
فمنهنّ سبقي العاذِلات بشربةٍ *** كُمَيْت مَتى ما تعل بالماء تزيد
وكري إذا نادى المُضَافُ مُحنّباً *** كسيد الغَضا نبهنه المتورّد
وتقصير يوم الدَّجْنِ والدَّحْنُ مُعْجِب *** ببهْكَنَةِ تحت الخباءِ المُعَمّدِ
لكن نزوعه إلى الترف لم يضعف ميله الموروث إلى وعورة الخلق وخصال البداوة. فأعظم هذه الخصال كانت الشجاعة والكبرياء وقيادة الجيوش وعراقة النسب والكرم وحماية الجار. فلم تُلغِ نزوات طرفة بن العبد مروءته، ولم تطغَ نزعته المادية على قيمه الروحية طغيانًا يطمسها. غير أن بعض الدارسين ذهب إلى أنه كان خاليًا من العقيدة الدينية، يضطرب في بيئة مادية، فاتهمه لذلك بقصور الإدراك والانحراف عن الحق والعجز عن تصور شامل للكون، فقال: “قد غشت الأهواء نظر الشاعر عن الحقائق الأزلية وأضعفت إيمانه بها، فضل طريق الحقيقة”. وإذا كنا لا ننكر هذا الرأي إنكارًا تامًا، فإننا لا نأخذ به على إطلاقه.
أما دعوى “خلوه من العقيدة الدينية”، فيمكن قبولها على احتراز، إذ ورد في شعر طرفة بن العبد ما يشير إلى إيمانه بالمقدسات، كالقسم بالأنصاب:
إنّي وَجَدَكَ ما هَجَوْنَكَ وَالـ *** أنصَابُ يُسْفَحُ بَيْنَهُنَّ دَم
فالنزعة المادية، على وضوحها في حياة طرفة بن العبد وشعره، لم تكن مسيطرة عليه سيطرة تامة، بل كانت تجعل عقله حلبة يحتدم فيها الصراع بين المادة والروح، وتتركه وهو في غمرة لذته شقيًا تؤرقه حقيقة الموت. وقد تمثل طرفة بن العبد الموت فارسًا مقتدرًا يركب جواد الحياة ويمسك بيده زمامها:
لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ ما أخطأ الفتى *** لكا لطَّوَلِ المُرخى وثنياهُ باليدِ
وهذا التمثل القوي يعني أن طرفة بن العبد كان يائسًا متشائمًا، يعاني صراعًا بين نقيضين: الإقبال على اللذائذ والخوف من الموت، ويحاول أن يوازن بينهما فلا يستطيع، فيمعن في ضلالته:
سادراً أحْسَبُ غيّي رَشَداً *** فَتَنَاهَيْتُ وَقَدْ صابَتْ بِقرّ
وإذا كان بين الدارسين من يرى أن مسلك طرفة بن العبد الواقعي المادي دليل على نضج مبكر في شخصيته وتوازن بين شهوات الجسد ورفعة النفس، فإننا نزعم أن هذا المسلك هو نقيض التوازن، وأن طرفة بن العبد عجز عن التوفيق بين نزواته وملكاته، وبين الفردي والاجتماعي في شخصيته.
ديوان طرفة بن العبد ومعلقته
أورد ابن سلام الشاعر طرفة بن العبد ضمن شعراء الطبقة الرابعة، وقال: “فأما طرفة فأشعر الناس واحدة”، وهي قصيدته التي مطلعها:
لخولةُ أطلالٌ ببرقَةِ ثهْمَدِ *** وقفت بها أَبْكِي وَأَبْكِي إلى الغد
وذكر أنها تليها أخرى تماثلها، وهي:
أَصْحَوتَ اليَوْمَ أَمْ شَاقَتْكَ هِرّ *** ومن الحب جنون مستعر
وأشار إلى أن طرفة بن العبد كان من المقلين، وأنه لما قل شعره، حُمِل عليه شعر كثير. من يستعرض ديوان طرفة بن العبد المطبوع يجد أن ما ثبت أنه له من الصحيح هو ثلاثمائة وتسعة وخمسون بيتًا، تقع في مقطعات وإحدى عشرة قصيدة، أطولها المعلقة (١٠٣ أبيات) ثم الرائية (٧٤ بيتًا). وتبدأ معلقة طرفة بن العبد بمقدمة طللية ووصف لمشاهد الرحيل (الأبيات ١ – ٥)، يليه وصف المحبوبة (الأبيات ٦ – ١٠)، ثم وصف مفصل للناقة يمتد لبضعة وعشرين بيتًا (الأبيات ١١ – ٣٨)، ثم وصف سريع للفلاة. ويُعد فخر الشاعر بنفسه أطول أقسام المعلقة، إذ يستغرق ثلاثين بيتًا (الأبيات ٤١ – ٤٦، ٧٢ – ٧٣، ٧٨ – ١٠٠). يتخلل هذا الفخر وصف للمُدام والقينة (الأبيات ٤٧ – ٥٠)، والخمر والنساء (الأبيات ٥٤ – ٦٠)، وتعريض الشاعر طرفة بن العبد بأقربائه (البيت ١١) وتحاميهم إياه (البيتان ٥١ – ٥٢)، وعتابه لابن عمه (الأبيات ٦٧ – ٧٥) وأخيه معبد (البيت ٧١)، بالإضافة إلى تأملات في الحياة والموت (الأبيات ٦٢ – ٦٦، ٧٧، ١٠١ – ١٠٣).
تُعد معلقة طرفة بن العبد أجود ما نظم، ويرى كثير من النقاد أنها من أفضل الشعر الجاهلي، بل يغلو بعضهم فيجعلها الأفضل على الإطلاق. حجتهم في ذلك صدق الشاعر في التعبير عن تجاربه، وعمق آرائه ونظراته في الحياة والموت، وجمال صياغتها، وسهولة لغتها. لكن طه حسين شكك في نسبة قطعة منها إلى طرفة بن العبد، وهي الأبيات التي يصف فيها الناقة، لما فيها من غريب اللغة، وذهب إلى أن الذين كانوا يتخذون العلم والتعليم صناعة هم الذين أضافوا هذا الوصف.
الخصائص الفنية في شعر طرفة بن العبد
إن الزعم بوجود خصائص فنية في شعر طرفة بن العبد تميزه عن سائر الشعر الجاهلي لا يخلو من غلو، إذ يصعب إثبات ذلك بحجج قاطعة، لأن شعره يلتقي مع الشعر الجاهلي في سماته العامة. ومع ذلك، يمكن الوقوف على سمات بارزة في شعر طرفة بن العبد، منها:
١- طغيان المشاعر على الأفكار: ينبع هذا الأمر من البيئة والوراثة، فقد نشأ طرفة بن العبد في بيت موصول النسب بالشعر، وأحاطته بيئته بنفوس مرهفة سريعة الانفعال، فأخذ عنها قوة التوتر وشدة الإحساس بالألم. أطلق طرفة بن العبد لنفسه العنان للتعبير عما خالط نفسه من غضب وكبرياء وأنفة وحب للحياة، فجاء شعره شديد التوهج، تغمره العواطف المتفجرة.
٢- تأثر خياله بالحضارة: كان طرفة بن العبد، مثله مثل النابغة والأعشى، من الشعراء الذين تأثروا بالحضارة. ولهذا، يستطيع القارئ أن يجد في خياله رقة الحضارة وقسوة البداوة، وترف القصور وشظف الخيام. يتكون القدر الأكبر من صوره الشعرية من تشبيهات حسية بصرية ملونة.
٣- الواقعية والصدق: من أوضح السمات في شعر طرفة بن العبد ارتباطه الوثيق بحياته، أحداثًا وأفكارًا وسلوكًا. وينعكس ذلك على معانيه وصوره ومشاعره، فهو لا ينادي بقيم لا يطبقها عمليًا، ولا يسرف في صورة يرسمها، ولا يعبر عن شعور لم يخالط أعصابه. فالاعتدال والدقة والصدق ومحاكاة الواقع والأمانة في نقل الحقائق تطالعك في معظم شعر طرفة بن العبد.
٤- الوضوح: معظم ما نظمه طرفة بن العبد واضح وسهل المفردات، بريء من الوعورة والخشونة، متساوق التراكيب، ومنطقي العرض. والقليل من شعره يظهر عليه التعقيد في بناء الجمل والإغراب في الألفاظ. وربما كان وصف الناقة في معلقته هو أكثر شعره غرابة، ولهذا السبب شك طه حسين في نسبة هذه الأبيات إلى طرفة بن العبد، وعزاها إلى الذين كانوا يتخذون العلم والتعليم صناعة، متهمًا إياهم بوضعها وإقحامها في معلقة طرفة بن العبد.
سؤال وجواب
١- ما هو نسب الشاعر طرفة بن العبد ومكانته الاجتماعية في العصر الجاهلي؟
ينتهي نسب طرفة بن العبد، كما أورده المفضل الضبي، إلى بكر بن وائل ثم إلى نزار وعدنان، مما يجعله من الأشراف المعدودين في الجاهلية. وقد نشأ طرفة بن العبد في بيت عريق في الشعر، فخاله المتلمس وعمومته من الشعراء المعروفين، مما رسخ مكانته.
٢- ما السبب الرئيسي الذي أدى إلى مقتل طرفة بن العبد؟
يعود السبب الرئيسي لمقتل طرفة بن العبد إلى هجائه لملك الحيرة عمرو بن هند وأخيه قابوس. وقد أضمر الملك له الشر، وأرسله مع خاله المتلمس برسالة إلى عامله في البحرين وعُمان، تتضمن أمرًا بقتل طرفة بن العبد فور وصوله.
٣- كيف أثرت نشأة طرفة بن العبد على شخصيته ونمط حياته؟
أثرت نشأة طرفة بن العبد اليتيمة وظلم أعمامه عليه في تكوين شخصية متفردة بالرأي، رافضة للوصاية. وقد دفعه هذا الشعور بالظلم إلى الانغماس في حياة اللهو والترف وتبديد المال، كشكل من أشكال التمرد والنقمة على واقعه.
٤- ما هي أبرز الموضوعات التي تناولها طرفة بن العبد في شعره؟
تتمحور أبرز الموضوعات في شعر طرفة بن العبد حول الفخر بالنفس، ووصف الخمر والمرأة، والتأمل في حتمية الموت، بالإضافة إلى الشكوى من ظلم الأقارب. وتعكس هذه الموضوعات تجربته الحياتية القصيرة والصراعات التي عاشها.
٥- ما هي الأقسام الرئيسية التي تتكون منها معلقة طرفة بن العبد؟
تتكون معلقة طرفة بن العبد من عدة أقسام رئيسية، تبدأ بالمقدمة الطللية ووصف الرحيل، ثم وصف المحبوبة، يليه وصف تفصيلي للناقة، ثم ينتقل الشاعر إلى الفخر بنفسه وقيمه، ويتخلل ذلك تأملات حول الحياة والموت.
٦- هل هناك شكوك حول نسبة أجزاء من معلقة طرفة بن العبد إليه؟
نعم، شكك الناقد طه حسين في نسبة الأبيات التي تصف الناقة في المعلقة إلى طرفة بن العبد، مرجعًا ذلك إلى غرابة ألفاظها. وافترض أن هذه الأبيات أُضيفت لاحقًا من قبل الذين كانوا يتخذون العلم والتعليم صناعة لهم.
٧- ما هي السمة الفنية الأكثر بروزًا في شعر طرفة بن العبد؟
تعد الواقعية والصدق من أبرز السمات الفنية في شعر طرفة بن العبد، حيث ارتبط شعره ارتباطًا وثيقًا بأحداث حياته وسلوكه وأفكاره. فهو يعبر بصدق عن تجاربه ومشاعره دون مبالغة أو تصنع.
٨- كيف تجلت النزعة المادية في حياة وشعر طرفة بن العبد؟
تجلت النزعة المادية لدى طرفة بن العبد في إقباله الشديد على اللذائذ الحسية كالشراب والنساء، وتبديده للمال. وقد عكس شعره هذه النزعة بوضوح، لكنها لم تكن مسيطرة بالكامل، إذ كان يعاني من صراع داخلي مع حقيقة الموت.
٩- كيف كانت علاقة طرفة بن العبد بعشيرته؟
كانت علاقة طرفة بن العبد بعشيرته متوترة، فقد انتبذه قومه وطردوه بسبب إسرافه وتبديده للمال. وقد عبر عن هذا الإقصاء في شعره، حيث شبه نفسه بالبعير الأجرب الذي يُعزل عن القطيع.
١٠- ما هي مكانة طرفة بن العبد بين شعراء الطبقة الجاهلية حسب تصنيف النقاد القدماء؟
صنف ابن سلام الجمحي الشاعر طرفة بن العبد ضمن شعراء الطبقة الرابعة، لكنه اعتبره “أشعر الناس واحدة” في إشارة إلى جودة معلقته التي فاقت، في رأيه، الكثير من قصائد الشعراء الآخرين.