إعراب اسم العلم في حالاته كافة
١ -إذا كان اسم العَلم مفرداً أعربناه حسب موقعه في الجملة، نحو: جاءَ زيدٌ، ورأيتُ زيداً، ومررت بزيدٍ.
فزيد في الجملة الأولى فاعل مرفوع، وفي الثانية مفعول به منصوب، وفي الثالثة مجرور بحرف الجر.
٢ -إذا كان اسم العلم مركباً إضافياً فإنا نعرب الجزء الثاني منه فنجره بالإضافة، نحو: جاء عبدُ اللَّهِ. فعبدُ: فاعل مرفوع، الله: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور.
٣ -وإذا كان اسم العلم مركباً مزجياً فإن الجزء الأول منه يكون مبنياً على الفتح دائماً إلا إذا كان ياءً فيكون مبنياً على السكون، أما حركات الإعراب فتظهر على آخر الجزء الثاني منه فيُرفَعُ بالضمة ويُنصب ويُجر بالفتحة وعندها يكون المركب المزجي ممنوعاً من الصرف، إلا إذا كان هذا المركب منتهياً بكلمة (وَيْهِ)؛ فعندها يكون مبنياً على الكسر في جميع أحواله، نحو: تطورت حضرَ موتَ، ذهبت إلى حضرَ موتَ، جاء سيبويهِ، رأيتُ سيبويهِ، تعلمت عن سيبويهِ.
٤ -إذا كان اسم العلم مركباً إسنادياً بمعنى أنه جملة فعلية، مثل: جاد المولى (وهو اسم رجل) وشاب قرناها (وهي اسم امرأة) فحكمه عندئذ أن يُحكى على لفظه فنقول: حضرَ جاد المولى، شاهدت شاب قرناه، مررت بتأبط شراً.
والإعراب يكون: جاء: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، جاد المولى: لفظ محكي مبني على الفتح في محل رفع فاعل. وفي الاسم الثاني (شابَ قرناه) يكون في محل نصب مفعول به، والثالث (تأبط شراً) يكون في محل جر بحرف الجر، دون أن نعربها إعراب مفردات.
٥ -وإذا سَمَّينا بمركب عددي أو ما يجري مجراه مثل مركبات الظرف ومركبات الأحوال، مثل: خمسةَ عشرَ، بيتَ بيتَ، حيصَ بيصَ، أبقينا على بنائها على الفتح، وعندها يكون الإعراب محلياً؛ فنقول: جاء خمسةَ عشر، والقصد شخصاً مسمى بهذا المركب، والإعراب: جاء: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، وخمسةَ عشرَ: لفظ مركب مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
شاهدت حيصَ بيصَ:
حيصَ بيصَ: لفظ مركب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وذهبت إلى بيت بيتَ (نقصد شخصاً اسمه بيتَ بيتَ) بيت بيتَ: لفظ مركب مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر.
وبعض العلماء يعاملونه معاملة الاسم الممنوع من الصرف فيبنون الجزء الأول على الفتح، ويحركون الثاني بالضمة في حالة الرفع، والفتحة في حالة النصب والجر، والطريقة الأولى أشهر وأقل تكلفاً.
٦ -إذا سمينا شخصاً بلفظ مثنى، مثل: زيدان، وفرقدان، أعربناه إعراب عثمان وحسان التي هي أسماء ممنوعة من الصرف؛ لأنها أعلام مختومة بألف ونون، ومثالها: حضر زيدانُ، شاهدتُ زيدانَ، مررت بزيدانَ.
٧ -إذا سمينا شخصاً بجمع مذكر سالم فالأشهر أن نلزمه الواو، ونعربه بالحركات على النون منصرفة أو غير منصرفة، فلو سمينا شخصاً ما (كاتبون) نقول: حضر كاتبونُ، شاهدتُ كاتبونَ وذهبت إلى كاتبينِ، أو نلزمها الواو ونفتح النون مطلقاً غير منوَّنة، مثالها: حضر كاتبونَ، شاهدتُ كاتبونَ، مررت بكاتبونَ، وفي هذه الحالة الرأي الثاني أَولى، والإعراب يكون بضمة أو فتحة أو كسرة مقدرة منع من ظهورها واو الجمع التي سُمِّيَ بها.
٨ -إذا سمينا شخصاً بجمع المؤنث السالم فلنا أن نعربه إعراب جمع المؤنث السالم أي نرفعه بالضمة وننصبه ونجره بالكسرة، ويُنوَّنُ ويصح ألا يُنوَّن، أو نعربه إعراب الممنوع من الصرف، فنقول: في عرفات ما يلي:
ازدهرت عرفاتٌ: مرفوعة بالضمة (بالتنوين أو دونه).
زرت عرفاتِ: منصوبة بالفتحة أو الكسرة نيابة عن الفتحة، بالتنوين أو دونه.
مررت بعرفاتِ: مجرورة بفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنها ممنوعة من الصرف أو مجرورة بالكسرة الظاهرة، بالتنوين أو بدونه.
فائدة
١ –إذا قلنا: (عنوان هذا البحث العَلَمُ): فكيف نُعرب هذا اللفظ وأمثاله إذا كان عنواناً للبحث. العَلَمُ: مضاف إليه في الأصل أقيم مقام الخبر حين حذف المضاف فهو مرفوع والمبتدأ محذوف، والتقدير: هذا بابُ العَلَمِ.
٢ -يؤخَّرُ اللقب عن الاسم كهارون الرشيد: وعمرو الجاحظ، وربما يقدم كقول أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت:
أنا ابن مُزَيْقِيَا عمروٍ وجَدِّي * أبوهُ منذرٌ ماءُ السَّماءِ
ومزيقيا لقب عمرو وهو من ملوك اليمن، يلبس كل يوم حلتين فإذا أمسى مزّقها ومنذر أحد أجداده لأنه من ملوك الحيرة، والمعنى أنه كريم الطرفين.
ولا ترتيب بين الكنية وغيرها قال أعرابي:
أقسَمَ باللَّه أبو حفصٍ عُمَر * ما مسَّها من نقَبٍ ولا دبَرَ
النقب والدَّبَر: رقة خف البعير.
وقال حسان بن ثابت يرثي سعد بن معاذ رضي الله عنه:
وما اهتزَّ عرشُ اللَّه مِنْ أجلِ هالكٍ * سمعْنَا بِهِ إلَّا لسعدٍ أبي عمرو
أصيب سعد يوم الخندق ومات فقال عليه الصلاة السلام: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ.
٣ -إن كان اللقب وما بعده مضافين كعبد الله وزين العابدين، أو كان الأول مفرداً والثاني مضافاً، نحو: محمد فخر الدين، أو كانا بالعكس كعبد العزيز المهدي؛ أتبعت الثاني للأول بدلاً، أو عطف بيان، أو قَطَعْتَهُ عن التبعية برفعه خبراً لمبتدأ محذوف أو بنصبه مفعولاً لفعل محذوف، ففي: جاء عبدُ اللَّهِ زينُ العابدين: زينُ: بدل من عبدُ وبدل المرفوع مرفوع، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو زينُ، وإن قلت: زينَ: أُعرِبَ مفعولاً به لفعل محذوف تقديره أقصد زينَ…
٤ -قد يكون العَلَمُ لفظاً مبدوءاً بهمزة وصل فتصبح هذه الهمزة همزة قطع عندما يصبح اللفظ علماً مثل: انتصار (علم لفتاة)، و(ال التعريف) الاثنين اليوم المعين في الأسبوع فتصبح هكذا: انتصار فتاة مهذبة، إنَّ ال أداة تعريف ويوم الاثنين يوم عطلةٍ عند الحلاقين.
إعراب
بأن ذا الكلب عَمْراً خيرهم حسباً * ببطن شريانَ يعوى حوله الذيبُ
وقبل بيت الشاهد:
أبلغْ هذيلاً وأبلغْ مَنْ يُبَلِّغُهُم * عنِّي حديثاً وبعض القول تكذيبُ
بأنّ: الباء حرف جر، أنَّ حرف مشبه بالفعل.
ذا: اسمها منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة.
الكلب: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
عمراً: بدل من ذا.
خيرهم: نعت لـ (عمراً) ونعت المنصوب منصوب بالفتحة الظاهرة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة، والميم علامة جمع الذكور.
حسباً: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
ببطن: جار وجرور متعلقان بخبر أنَّ المحذوف.
ويجوز أن نعلق (ببطن) بحال محذوفة، وتكون جملة يعوي الذيب في محل رفع خبر أنَّ.
شريان: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
يعوي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.
حوله: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بيعوي والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
الذيبُ: فاعل مرفع بالضمة الظاهرة.
إعراب الجمل
١ -المصدر المؤول من أنَّ واسمها وخبرها في محل جر بالياء متعلقان بأبلغ في البيت السابق.
٢ -يعوي حوله الذئب في محل نصب حال (وفق الإعراب الأول) لعمرو.